مع اقتراب موعد تنصيبه.. هل يملك ترامب حلولا حقيقة لقيام دولة فلسطينية؟
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وسط التوترات المتصاعدة في المنطقة، يبرز تساؤل جوهري حول قدرة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، على الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق أي تقدم في القضية الفلسطينية، وسط توقعات بأنه ما زال يفتقر إلى رؤية سياسية واضحة يمكن أن تمهد الطريق لحل مستدام رغم التهديدات المتكررة التي أطلقها منذ فوزه في الانتخابات، فبعد فشله في تنفيذ "صفقة القرن" التي طرحها في 2018، والتي لم تقدم سوى تصورات ضبابية حول كيان فلسطيني غير محدد المعالم، يبقى السؤال الأبرز: هل يمكن لترامب أن يحقق أي تغيير حقيقي في ظل تعنت الاحتلال الإسرائيلي؟، ومع غياب أي إشارات واضحة من الإدارة الأمريكية الحالية، تبدو آفاق التوصل إلى تسوية سياسية حقيقية بعيدة المنال، خاصة في ظل الاستمرار في إغلاق جميع المسارات التي قد تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية ذات سيادة.
وفي هذا الصدد أبدى الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، عدم اعتقاده بأن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، يحمل في جعبته ما يضغط به على الاحتلال الإسرائيلي وسط تهديدات متكررة بدأت بعد فوزه بالانتخابات في ديسمبر، ثم عاد مرة أخرى ليهدد المنطقة والشارع الفلسطيني من جديد، مشيرًا إلى أنه لا يتحدث عن رؤية سياسية حتى الآن رغم ما يثار من ادعاءات بأن ترامب هو "رجل الصفقات".
وقال: "فشل ترامب في تحقيق ما يسمى بـ «صفقة القرن» التي طرحها وغادر دون تنفيذها بشكل كبير جدًا في عام 2018 حيث كان يتحدث عن كيان فلسطيني غير واضح المعالم وقال خينئذ «إذا أردتم أن تسموها دولة فسموها»، وكان يتحدث عن كيان تتسع رقعته الجغرافية في غزة في حين تتقلص من ناحية أخرى في الضفة الغربية وتتقسم إلى مدن منفصلة عن بعضها البعض"، مستكملًا: "إن كان ترامب أتى إلى فترته الرئاسية الجديدة بهذه الرؤية فأعتقد أنه لا يحمل في جعبته الجديد وسيفشل كما انتهت ولايته الأولى بالفشل أيضًا في تحقيق مشروعه".
سلام بلا دولة فلسطينية.. هل يكرر ترامب أخطاء الماضي؟وتابع الرقب: "ترامب كما هو معروف يريد أن يكمل ما يطلق عليه "صفقة القرن" أو "السلام الإبراهيمي"، وهو ما لن يتمكن من رؤية النور إلا بقيام دولة فلسطينية أو على الأقل مسارات واضحة لذلك"، وتساءل: "هل اليمين الحاكم في تل أبيب يقبل بالدول الفلسطينية؟ وهل هو مقتنع بفتح مسارات سياسية تفضي إلى حل سياسي بشأن قيام دولة فلسطينية؟"، مجيبًا: "لا أعتقد أن هذا وارد في ظل وجود اليمين الإسرائيلي بشكل كبير جدًا داخل كيان الاحتلال، ورغم كل ذلك سننتظر ما سيحمل ترامب في جعبته".
وأردف: "على المستوى الشخصي أعتقد أن ترامب سيدخل البيت الأبيض ويخرج منه دون أن يحقق شيئًا في هذا الأمر وسيفشل أمام إصرار اليمين الإسرائيلي، حيث ستنتهي فترة نتنياهو القانونية هو وحكومته الحالية في فبراير عام 2026، متسائًلا: "هل سينتظر ترامب عامين كاملين ليغير المشهد بعد غياب نتنياهو واليمين المتطرف عن الحكم داخل الكيان المحتل أم أنه سيمارس ضغطًا على الشعوب والقيادات العربية في المنطقة ليحقق مبتغاه؟"، وأجاب: "أعتقد أنه لا العرب ولا المسلمون ولا الفلسطينيون أنفسهم، سيقبلون بالإملاءات التي لا تُفضي بعد كل هذه التضحيات وعمليات القتل الممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، إلى نتيجة ملموسة على الأرض".
وشدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، على ضرورة أن ينطلق أي سلام أو تسوية، من منطلق واحد وهو قيام دولة فلسطينية، متوقعًا أن تختلف الأمور، إذا اقتنع الأمريكيون وتحديدًا ترامب بذلك، متوقعًا أن محاولات ترامب ستكون بلا جدوى وستبوء بالفشل، إذا سارت الأمور على غير ذلك.
قرارات دولية لا «فيتو» أمريكيوأكد أن قيام دولة فلسطينية مرهون بإصدار قرارات دولية، وألا يتهرب الأمريكان ويستخدموا الفيتو لعرقلة الحصول على الحق في إعلان دولة فلسطينية على حدود الرابع من يوليو عام 1967 وأن يعترف المجتمع الدولي بالحق في هذه الدولة.
واختتم الدكتور أيمن الرقب: "الأمور صعبة على الأمريكان، وترامب تحديدًا إذا أراد أن يكون له تأثير في المشهد السياسي عليه أن يقتنع بقيام الدولة الفلسطينية ويدفع باتجاه مسارات واضحة في هذا الشأن، وما دون ذلك أعتقد أنه سيكون بلا جدوى".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ترامب الاحتلال الإسرائيلي صفقة القرن غزة الضفة الغربية الاحتلال الإسرائیلی قیام دولة فلسطینیة أعتقد أن
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: تحديات سياسية وميدانية عميقة تواجه جيش الاحتلال
يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن جيش الاحتلال يعاني أزمات عميقة في قطاع غزة تشمل توتر العلاقة بين القيادتين العسكرية والسياسية، إلى جانب نقص حاد في القوى البشرية وانهيار في المعنويات.
ويضع الفلاحي في مقدمة التحديات الأزمة النفسية الطاحنة بين الجنود، والتي تتجلى في عشرات حالات الانتحار وآلاف الإصابات النفسية، إضافة إلى النقص الواضح في المعدات، عدا عن رفض القيادة العسكرية تحمّل مهام إضافية كتوزيع المساعدات.
وبحسب معطيات الجيش الإسرائيلي، فإنه منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قُتل 883 عسكريا، منهم 439 بالمعارك البرية في قطاع غزة، والتي بدأت في الـ27 من الشهر نفسه.
كما تشير المعطيات إلى إصابة 6032 عسكريا، منهم 2745 بالمعارك البرية في قطاع غزة.
وتتكتم إسرائيل -وفق مراقبين- على معظم خسائرها البشرية والمادية، وتمنع التصوير وتداول الصور والمقاطع المصورة، وتحظر الإدلاء بمعلومات لوسائل إعلامية بشأن الخسائر إلا عبر جهات تخضع لرقابتها المشددة.
وفي هذا السياق، يرى الفلاحي أن عمليات المقاومة الأخيرة ضد الآليات الإسرائيلية كشفت عن ضعف تكتيكي واضح، خاصة في شمال قطاع غزة.
ويستند الفلاحي في تحليله إلى حادثة إصابة جنود بجروح إثر إطلاق صاروخ مضاد للدروع باتجاه آلية هندسية، والتي تأتي ضمن سياق متصاعد للعمليات العسكرية.
وكانت الجزيرة قد نشرت أمس السبت مشاهد حصرية لكمينين نفذتهما كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسط خان يونس ضمن سلسلة "حجارة داود"، وقتلت خلالهما جنودا ودمرت دبابات وآليات عسكرية.
وأظهرت المشاهد تفجير الآليات والاشتباك مع القوات من مسافة صفرية وفي مناطق مفتوحة، كما أظهر حديث المقاتلين خلال التنفيذ عن معرفة حتى بالسرية التي تنتمي لها هذه القوات وما تقوم به.
إعلانوكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت إن المقاتلين الفلسطينيين باتوا يعرفون تحركات وتموضعات القوات الإسرائيلية ويهاجمون على أساسها.
عمليات نوعية
ووفق تقييم الفلاحي، فإن هذه العمليات تُظهر "عمليات نوعية" متنوعة، سواء في جباليا أو الشيخ جراح أو مناطق الشمال الأخرى.
ويرى أن استهداف القوات الهندسية تحديدا يحمل أهمية إستراتيجية بالغة، نظرا لاعتماد الجيش الإسرائيلي على هذه القوات في عمليات تفخيخ المنازل وتفجيرها، إضافة إلى فتح الطرق وإزالة الألغام.
ومن منظور عسكري، فإن استخدام المقاومة الصواريخ المضادة للدروع يفضح -بحسب الفلاحي- هشاشة واضحة في الآليات الإسرائيلية، بما في ذلك آليات "دي-9" وناقلات الأشخاص وحتى الدبابات أمام العبوات الناسفة والصواريخ.
ويعتبر الفلاحي هذا الأمر جزءا من التكتيك الفعال الذي تعتمده المقاومة، مما يضع "عبئا كبيرا جدا" على القوات الهندسية الإسرائيلية.
وهذه العوامل مجتمعة تجعل مهمة السيطرة على قطاع غزة لفترة زمنية ممتدة شبه مستحيلة، وتدفع الجيش الإسرائيلي نحو "حرب استنزاف" مستمرة دون أفق واضح للحسم العسكري، وفقا لرؤية الفلاحي.