ما الفارق بين لوبان الأب وابنته الطامحة لرئاسة فرنسا؟
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
توفي مؤسس حزب الجبهة الوطنية الفرنسي جان ماري لوبان، عن عمر ناهز 96 عاماً، أمس الثلاثاء.
اتسم كل ما فعله لوبان بالإفراط
في هذا السياق، كتبت مجلة "إيكونوميست" أنه وعلى مدى 7 عقود قضاها في الحياة العامة، كان لوبان أكثر سياسي أوروبي في حقبة ما بعد الحرب الباردة مسؤولاً عن إحياء شكل متطرف من أشكال السياسة المعادية للأجانب، والتي أصبحت اليوم سائدة على نحو متزايد.
بين القتال والشعبوية
ولد لوبان في بريتاني لأب كان صياد سمك، ودرس القانون في باريس، ثم عمل مظلياً في الهند الصينية خلال خمسينات القرن الماضي. انتُخب لأول مرة نائباً في الجمعية الوطنية (الغرفة الدنيا من البرلمان الفرنسي) عام 1956، في ظل الجمهورية الرابعة، بعد التحاقه بحركة شعبوية مبكرة بقيادة بيار بوجاد. كان لوبان شخصية متعجرفة ذات بنية عريضة، وقاتل في الجزائر للحفاظ على فرنسيتها، واعترف لاحقاً بأنه أثناء وجوده هناك "مارس التعذيب لأنه كان لا بد من القيام بذلك".
Celebration over the death of the fascist leader Jean-Marie Le Pen erupt in Marseille. The notorious neo-Nazi founded the far-right party National Front and was the father of presidential candidate Marine Le Pen. Parties also surged in other cities across France. pic.twitter.com/0qfLRZYOqR
— red. (@redstreamnet) January 7, 2025
لكن تأثير لوبان الدائم على السياسة الفرنسية يعود بشكل فعلي إلى سبعينات القرن العشرين، بعدما شارك في تأسيس الجبهة الوطنية في عام 1972. وفي عام 1986، وبفضل قواعد انتخابية تم تعديلها حديثاً في ذلك الحين، تمكن لوبان ومجموعته من المتطرفين والقوميين والمدافعين عن الاستعمار من الحصول على 35 مقعداً برلمانياً. كان ذلك بمثابة بداية ما أطلق عليه الفرنسيون "لوبنة" (lepénisation) العقول: أي القبول المتزايد لخطاب عام فج بشكل متزايد ضد الهجرة. ترشح لوبان نفسه إلى الرئاسة خمس مرات، فضمن سنة 2002 مكاناً في الجولة الثانية ضد جاك شيراك، مما أثار صدمة وذعراً واسعي النطاق.
اتسم كل ما فعله لوبان بالإفراط، سواء في العزف الصاخب للأغاني البريتونية بعد العشاء مع الأصدقاء في قصر العائلة، أو التلذذ بالاستفزازات التي كانت غالباً ما تؤدي به إلى المحكمة. سنة 2011، أعلن أنه "لم يعتبر بيتان (زعيم فرنسا الفيشية المتعاون في زمن الحرب) خائناً"، والمشين الأكبر هو أن غرف الغاز كانت مجرد "تفصيل" من الحرب العالمية الثانية.
He was a provocateur, who thrived on confrontation and outrage and never sought power. But his daughter, Marine Le Pen, wants to run France https://t.co/FMKfSj7Mg0 ????
— The Economist (@TheEconomist) January 8, 2025
بالنسبة لابنته مارين لوبان التي تولت قيادة الجبهة الوطنية عام 2011، وشرعت في مشروع لتحويلها من حركة منبوذة إلى حزب جاهز للحكم، كان هذا الادعاء المتكرر هو القشة الأخيرة. انفصلت عن والدها، وطردته من الحزب، وفي 2018 أعادت تسميته بالتجمع الوطني.
في النهاية، تصالح الوالد وابنته. سادت الروابط الأسرية على الخلافات والطموحات السياسية. كان جان ماري لوبان محرضاً ازدهر عبر المواجهة والغضب، ولم يسعَ إلى السلطة قط، بينما تريد ابنته رئاسة فرنسا.
حسب المجلة، يمكن أن يكون الحكم المبكر أن لوبان الأب كان يرغد ويزبد على الهامش السياسي السام في وقت تم رفض خطابه بشكل قاطع من قبل الأحزاب السائدة وأغلبية الرأي العام الفرنسي والأوروبي. لكنه وضع أيضاً الأساس لحركة تحولت، عبر تطهير نفسها من عناصرها وصورتها المتطرفة، إلى شكل من أشكال القومية اليمينية المتطرفة المقبولة على نحو متزايد. استطلاع معبّر في استطلاع للرأي أجري في الخامس من يناير (كانون الثاني) بين 50 شخصية عامة فرنسية مفضلة، كان السياسيان الوحيدان اللذان ظهرا في القائمة مارين لوبان ورئيس حزبها جوردان بارديلا. كان جان ماري لوبان يسكن الهوامش التي لا يرغب أحد بالارتباط بها. لم تبدُ مارين لوبان قط قريبة من السلطة إلى هذا الحد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فرنسا
إقرأ أيضاً:
محاولات اتحادية لإعادة لؤي ناظر لرئاسة نادي الاتحاد بعد استقالة مشعبي
ماجد محمد
كشفت مصادر خاصة عن تحركات داخل البيت الاتحادي لإقناع الرئيس الأسبق لؤي عبد الفتاح ناظر بالعودة لتولي رئاسة نادي الاتحاد، وذلك عقب إعلان عبد الله مشعبي استقالته رسميًا من منصبه في رئاسة النادي.
وبحسب المعلومات، فإن عدداً من الشخصيات المؤثرة في الوسط الاتحادي بدأت سلسلة من المشاورات والاتصالات لإقناع ناظر بالعودة، .
وتأتي هذه المحاولات في وقتٍ حساس، يمر فيه النادي بمرحلة انتقالية تتطلب قيادة قوية لإعادة ترتيب الأوراق قبل انطلاق الموسم الجديد .
ولم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من لؤي ناظر تجاه هذه الدعوات، في حين تشير بعض المصادر إلى أنه يدرس العرض، دون أن يتخذ قرارًا نهائيًا بعد.