البرازيل تشرع في محاكمة مجرمي إسرائيل
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
عبدالسلام التويتي
البرازيل داعم أصيل للشعب الفلسطيني ومنتقد دائم لما يرتكبه الصهاينة ضدَّه من جرائم، وهي أسرع الدول انضمامًا إلى جنوب إفريقيا في دعوتها المرفوعة ضد السلطات الإسرائيلية إلى محكمة العدل الدولية، وها هو القضاء البرازيلي يشرع -تلبيةً لطلب تقدمت به مؤسسة «هند رجب»- بمحاكمة متهم صهيوني بارتكاب جرائم حرب.
اضطلاع مؤسسة «هند رجب» بدور المحتسب
مؤسسة «هند رجب» هي مؤسسة حقوقية فلسطينية تابعة لحركة «30 مارس» أنشئت بعد حوالي 3 أشهر من بدء ما يرتكبه الكيان الصهيوني الفاجر في حقِّ سكان «قطاع غزة» من مجازر، ويعد إنشاؤها تخليدًا لذكرى استشهاد الطفلة الغزاوية «هند رجب» التي استهدفها القصف الصهيوني بنيرانه مع جميع أفراد أسرتها وأرداهم قتلى في حي تل الهوى جنوب غربي قطاع غزة في يناير 2024، عندما كانوا يحاولون النجاة بأنفسهم من نيران الطيران الذي يطال بحمم نيرانه كل مكان حارمًا السكان من الحدّ الأدنى من الشعور بالأمان.
ومنذ أن تأسست تلك المؤسسة تحت نيران ذلك القصف العدواني المرعب وهي تضطلع بدور المحتسب في رصد الجرائم التي ترتكب وإسنادها إلى مرتكبيها وتوثيقها ضدهم بالأسلوب المناسب.
وقد تقدمت المؤسسة -بحسب ما نشر موقع راديو «مونت كارلو» في الـ14 من أكتوبر- بشكوى إلى محكمة العدل الدولية ضدَّ 2000 من القوات الإسرائيلية مدعومةً بالأدلة والبراهين التي تثبت مشاركتهم بشكل فعال ودوري في ارتكاب جرائم حرب خلال الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام.
وأكد البيان الصحفي المنشور على الموقع المؤسسة منذ 8 أكتوبر 2024، أن المؤسسة قدمت إلى المحكمة أكثر من 8 آلاف دليل دامغ، تشمل مقاطع فيديو ومقاطع صوتية وتقارير أطباء شرعيين ووثائق أخرى تؤكد جميعها تورط العناصر المباشر في عدة جرائم حرب وإبادة ارتكبوها في قطاع غزة، وتشمل التهم الموجه إلى المتهمين تهمة تدمير البنية التحتية لقطاع غزة، حيث استهدفت منازل المدنيين والمدارس والمستشفيات، وتهمة المشاركة في حصار القطاع، ومنع دخول المساعدات الإغاثية والمياه والغذاء، وتهمة استخدام تكتيك حربي غير إنساني في استهداف مخيمات النازحين وتجويع الأسر المشردة.
وأكد بيان المؤسسة أنَّ من بين المتهمين ضباط ومسؤولين ذوي رتب كبيرة شاركوا في التخطيط والإشراف على تنفيذ الجرائم بشكل مباشر ودائم.
مثول مجرم حرب إسرائيلي أمام القضاء البرازيلي
منذ تقدم جنوب إفريقيا بشكوى إلى محكمة العدل الدولية ضد السلطات الصهيوإسرائيلية بتهمة ارتكاب مجازر إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حقِّ التجمعات السكانية الفلسطينية وما ترتب على التقدم بتلك الشكوى من إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرتي اعتقال في حقِّ «نتنياهو» ووزير دفاعه السابق «يوآف غالانت» أصبح كل مشترك في الحرب على «قطاع غزة» عرضةً للاعتقال والمحاكمة العادلة حال وصوله إلى أراضي واحدة من الدول الموقعة على «اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية» البالغ عددها 152 دولة منها «جمهورية البرازيل» التي تتوق منظومتُها القضائية والعدلية إلى إخضاع كافة القيادات السياسية والعسكرية والأمنية ومنتسبي الوحدات القتالية الإسرائيلية لمحاكمات عادلة ومحاسبة كل واحد منهم على أفعاله وأقواله التي كانت سببًا مباشرًا في حصار وتجويع وتدمير «قطاع غزة» وقتل عشرات الآلاف من شيوخه ونسائه وأطفاله، وقد كان القضاء البرازيلي هو السباق في فرض ما يفرض على مجرمي الحرب الصهاينة من تضييق الخناق، ويتمثل ذلك السبق إخضاع جندي إسرائيلي سافر إلى البرازيل لقضاء وقت إجازة للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب في «غزة»، وقد أشير إلى هذا المعنى-مساء أمس الأول- في مستهل أحد أخبار «الجزيرة نت» بما يلي: (أصدرت السلطات القضائية البرازيلية -بناءً على طاب تقدمت به مؤسسة «هند رجب»- أمرًا عاجلًا بتوقيف جندي إسرائيلي والتحقيق معه بتهم تتعلق بارتكابه جرائم حرب في غزة.
ويعود إصدار هذا الأمر القضائي إلى المحكمة الفدرالية بالبرازيل بعد موافقة المدعي العام الاتحادي.
ويعد هذا التحرك البرازيلي تطورًا قانونيًّا كبيرًا على طريق ملاحقة الجنود الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العدوان الذي تشنه إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر2023، وراح ضحيته نحو 46 ألف شهيد و109 آلاف مصاب، فضلًا عن أعداد لا تحصى من المفقودين تحت ركام منازلهم، حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.
وتتهم الشكوى المشتبه به -والذي يتواجد حاليًّا بالبرازيل في إجازة من أجل السياحة- بـ”المشاركة في هدم أحياء مدنية كاملة في غزة خلال حملة ممنهجة، وهذه الأفعال جزء من جهد أوسع لفرض ظروف معيشية غير محتملة للمدنيين الفلسطينيين، كما تشكل إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي”.
وتتضمن الأدلة التي تم تقديمها مقاطع فيديو وبيانات تحديد الموقع الجغرافي وصورًا تظهر المشتبه فيه شخصيًّا وهو يزرع متفجرات ويشارك في تدمير أحياء كاملة، وهذه المواد تثبت دون شك تورط المشتبه فيه مباشرة في هذه الأفعال الوحشية).
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: جرائم حرب قطاع غزة هند رجب
إقرأ أيضاً:
بلجيكا: نشطاء يغلقون مقرّيْ شركتين لاتّهامهما بالتواطؤ مع إسرائيل في "جرائم حرب" بغزة
في تصعيد لافت، أغلق نشطاء من حملة "أوقفوا تسليح إسرائيل" صباح الإثنين مقرّين لشركتي Syensqo في العاصمة البلجيكية بروكسل وOIP-Elbit في مدينة تورناي. واتهم النشطاء الشركتين بـ"التواطؤ في المشروع الاستعماري الإسرائيلي والمشاركة في الإبادة الجماعية بغزة". اعلان
ويأتي هذا التحرك في سياق حملة تضامن دولية أوسع تهدف إلى فرض وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ومنع تصدير الأسلحة أو المعدات العسكرية إلى إسرائيل، إلى جانب تفعيل قرار الحظر العسكري البلجيكي المفروض على إسرائيل منذ عام 2009، والدعوة إلى فرض عقوبات عليها، من بينها إلغاء اتفاقية الشراكة المبرمة بينها وبين الاتحاد الأوروبي.
وليل الأحد، اقتحم نحو مئة ناشط مستودعًا تابعًا لشركة OIP في تورناي، وهي شركة مملوكة لمجموعة Elbit الإسرائيلية. وقاموا بطلاء معدّات عسكرية مخزّنة في المستودع. ووفق الحملة، فإن Elbit تزوّد إسرائيل بـ85% من الطائرات المسيّرة ومعظم التجهيزات البرية التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي.
وصباح الإثنين، تجمّع مئات النشطاء في محيط شركة Syensqo، وهي شركة بلجيكية مختصة في تصنيع المواد المركّبة. عمد النشطاء إلى إغلاق المداخل، ولطخوا واجهة المبنى بالطلاء الأحمر، ورفعوا لافتات تندّد بـ"تورّط الشركة في الإبادة بغزة".
وأشاروا إلى أنّ الشركة تزوّد منتجاتها إلى شركة UAV Tactical Systems Ltd، المملوكة جزئيًا من Elbit. وتُستخدم هذه المنتجات في تصنيع طائرات Hermes 450 المسيّرة، التي، بحسب النشطاء، تُستخدم في تنفيذ هجمات دامية ضد المدنيين في قطاع غزة، من بينهم عاملون في مجال الإغاثة الإنسانية.
ولم تتمكن الشرطة من تفريق المحتجّين إلا بعد عشر ساعات. وبعد إعادة فتح المدخل الرئيسي من قبل قوات الأمن، استطاع الموظفون مغادرة المبنى، فيما نُفذت عشرات الاعتقالات على امتداد ساعات النهار.
Relatedبقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع بعد قصف إسرائيليمقتل العشرات في غزة وحماس تؤكّد على "حق العودة" بمناسبة اليوم العالمي للاجئينغزة والسودان في عين العاصفة.. الأمم المتحدة تحذر من مجاعة وشيكة في 13 منطقةوقالت إحدى المشاركات في التحرك، مرتديةً الكوفية الفلسطينية: "هناك عشر شركات في بلجيكا، من بينها هذه، متورطة في تسليح إسرائيل، سواء من خلال تمرير الأسلحة أو عبر تصميم أجزاء من تجهيزات عسكرية داخل منشآتها".
من جانبها، عبّرت شركة Syensqo عن "تأثرها الشديد بما يجري في الشرق الأوسط"، مشيرةً إلى أنها "تلتزم التزامًا صارمًا بجميع القوانين والأنظمة المعمول بها، بما في ذلك الاتفاقيات الدولية المنظمة لقطاع الصناعات الدفاعية".
وأضافت أن "جميع المبيعات لقطاع الدفاع تخضع للأطر التنظيمية والتراخيص اللازمة، ولا تشمل أي كيانات خاضعة للعقوبات".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة