الإفتاء: أكدت السنة النبوية حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتزين
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الله تعالى خلق الإنسان مفضلًا على غيره من جنس الحيوان؛ قال تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: 4]، وأباح له الزينة بضوابطها الشرعية؛ فقال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 32].
وجاء في السنة النبوية المطهرة حبِّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتزين، ولما سأله رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ» أخرجه مسلم.
كما بيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وكان عليها النبيون عليهم السلام خصالًا ينبغي أن يأخذ الناس بها؛ فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ -أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ- الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ» متفق عليه، وأخرج البخاري نحوه عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وأخرج مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ» قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ.
قال العلامة الخَطَّابي في "معالم السنن" (1 /31، ط. المطبعة العلمية، حلب): [قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ»، فَسَّر أكثر العلماء الفطرة في هذا الحديث بالسنة، وتأويله: أن هذه الخصال من سنن الأنبياء الذين أُمرنا أن نقتدي بهم؛ لقوله سبحانه: ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ﴾ [الأنعام: 90].
وأول مَن أُمِرَ بها إبراهيم صلوات الله عليه؛ وذلك قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ [البقرة: 124]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمره بعشر خصالٍ ثم عددهن، فلما فعلهن قال: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾، أي: ليُقتدى بك ويُستن بسنتك، وقد أمرت هذه الأمة بمتابعته خصوصًا، وبيان ذلك في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾ [النحل: 123]، ويقال: إنها كانت عليه فرضًا وهن لنا سنة] اهـ.
وقال العلامة المُناوي في "فيض القدير" (4/ 316، ط. المكتبة التجارية): [تنبيه: يتعلق بهذه الخصال مصالحُ دينيةٌ ودنيويةٌ تدرك بالتتبع، منها: تحسين الهيئة، وتنظيف البدن جملةً وتفصيلًا، والاحتياط للطهر، والإحسان إلى المخالط بكفِّ ما يتأذَّى بريحه، ومخالفة شأن الكفار من نحو مجوس ويهود ونصارى، وامتثال أمر الشارع، والمحافظة على ما أشار إليه بقوله سبحانه: ﴿فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾، فكأنه قال: حسَّنتُ صوركم فلا تشوِّهوها بما يقبِّحها، والمحافظة عليها محافظة على المروءة والتآلف؛ لأن الإنسان إذا كان حسن الهيئة انبسطت إليه النفوس فقُبل قوله، وحُمد رأيه، وعكسه عكسه] اهـ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النبي النبي محمد السنة النبوية السنة التزين صلى الله علیه وآله وسلم ال ف ط ر ة رضی الله ى الله ع ه وآله
إقرأ أيضاً:
من هم الممنوعون من شفاعة النبي يوم القيامة؟.. 5 فئات لا تنالها
من هم الممنوعون من شفاعة النبي يوم القيامة؟.. يملك الرسول صلى الله عليه وسلم مقام كبيرًا ومكانة عظيمة في الدنيا والآخرة، وقد اختص نبينا عليه أفضل السلام بالشفاعة يوم القيامة، حيث يأتي صلى الله عليه وسلم شفيعا للخلائق كلها وهي تسمى بالشفاعة العظمى، فشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم تتعد لأكثر من نوع، وفي السطور التالية نتعرف على أنواع شفاعة النبي يوم القيامة ومن هم الممنوعون من شفاعة النبي يوم القيامة.
من هم الممنوعون من شفاعة النبي يوم القيامة؟بداية، قال حدد الشيخ رمضان عبد المعز الداعية الإسلامي، من هم الممنوعون من شفاعة النبي يوم القيامة، مشيرا إلى أن الإنسان يحتاج في الآخرة لدعم حتى يدخل الجنة، تماما مثل درجات الرأفة في الامتحان، وتُسمى الشفاعة.
وأضاف الشيخ رمضان عبد الرازق الداعية الإسلامي، خلال تصريحات تلفزيونية سابقة، هناك 5 فئات ممنوعون من شفاعة النبي يوم القيامة وهم :
اللعانون وهم الذين يكثرون من "اللعن"المشركون الظالمون الإرهابيون المكذبونوقال الشيخ رمضان عبد الرازق الداعية الإسلامي، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء، والمشركون قيل فيهم "فما تنفعهم شفاعة الشافعين"، والظالمون "ما للظالمين من حميم ولا شفيع"، والإرهابيون ممنوعون من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال "صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي إمام ظلوم (بمعنى كل مسؤول ظالم) وكل مغال مارق (من يبالغ أو يغالي في الموضوع، أو المتطرف)".
واعظة بالأزهر: "شاوروهن وخالفوهن" ليست من قول النبي
دعاء الحر الشديد .. ردد أفضل ما قاله النبي عند ارتفاع درجة الحرارة
لماذا أوصى النبي بصلاة الظهر في وقتها؟.. اعرف السبب
4 عبادات أوصى بها النبي بعد صلاة الفجر.. لا تفوت ثوابها
7 أعمال مستحبة بعد الصلاة.. تعرف على سُنة النبي
من جانبه كان الدكتور علي جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، حدد الشفاعة يوم القيامة بـ 10 أنواع على رأسها الشفاعة الكبرى والتي سيشفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم للعالمين، قائلاً "هذه الشفاعة سيشفع فيها الرسول الكريم للعالمين المؤمن والكافر والملحد"، موضحًا أن النصوص القرآنية تقول بذلك ومنها قوله تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ".
وأضاف الدكتور علي جمعة، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الذين يكثرون من لفظ الوحدانية "لا إله إلا الله" والصلاة والدعاء للنبي والصبر يستوجبون الشفاعة حسب ما أخبرنا الرسول الكريم.