صدى البلد:
2025-07-28@02:18:02 GMT

فضل زيارة المريض وبيان ما يلزمها من الآداب

تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT

اجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"بيان فضل زيارة المريض، والآداب الشرعية التي ينبغي أن تراعى عند زيارته. فإني أرى بعض الناس عند زيارتهم للمرضى يطيلون الجلوس بجوار المريض، وأحيانًا يقولون بعض الألفاظ التي قد تسبب الأذى النفسي للمريض، أو من معه.".

لترد دار الإفتاء المصرية، موضحة: أن زيارة المريض لها فضل عظيم، فيكفي أنها سبب من أسباب دخول الجنة، وإن أهم الآداب التي تجب مراعاتها عند الزيارة:

- الحرص على بَعْثِ التفاؤل والأمل في نفس المريض؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال: «لَا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».

- اختيار أطيب الكلام، وألينه، وأحسنه؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83].

- عدم إطالة الجلوس بما يؤذيه أو أهله.

- الدعاء له بالشفاء؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ: أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلَّا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ».

- اختيار الوقت الذي يناسب المريض، وأن يستر ما يراه مما لا يحب المريض أن ينتشر عنه بين الناس.

- أن يختم مجلسه بما يبقى أثره في نفسه؛ بأن يؤكد له أن الله سيفرِّج عنه ويَمُدُّ له في أجله؛ تطييبًا لنفسه وجبرًا لخاطره.

وخلاصة هذه الآداب في الجملة أن يحرص على كل ما يَسُرُّه، ويبتعد عن كل ما يسوءُه.

فضل زيارة المريض

لـمَّا كان المريضُ في حاجةٍ ماسَّةٍ إلى من يواسيه ويخفف عنه ما يسببه المرض من ضيق وكرب نتيجة الألم أو غيره مما يؤثر على حالته، فقد أمر الإسلام أتباعه أن يعودوا مرضاهم؛ لما في ذلك من نفع عظيم له؛ فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «أَطْعِمُوا الجَائِعَ، وَعُودُوا المَرِيضَ، وَفُكُّوا العَانِيَ الأسير» رواه البخاري.

وقد بيَّن العلماء أن الغرض من الأمر بزيارة المريض هو التخفيف عنه؛ إذ لا يخفى ما في جلوس الناس مع المريض -سواء كانوا من أهله أو من زائريه- من تسليته، والتخفيف عنه، ومساعدته على نسيان آلامه وأوجاعه، وتذكيره بحمد الله تعالى وشكره؛ وفي ذلك كله تحقيق لمبدأ المواساة والتآخي والتآلف بين الناس، الذي شرعت الزيارة لأجله.

قال الإمام المناوي في "فيض القدير" في شرح حديث أبي موسى السابق (4/ 443، ط. المكتبة التجارية الكبرى) نقلًا عن "مطامح الأفهام": [هذه مصلحة كلية، ومواساة عامة لا يقوم نظام الدنيا والآخرة إلا بها] اهـ.

أما عن فضل زيارة المريض: فقد بينت الشريعة الإسلامية أن فضلها عظيم، وخيرها عميم؛ فهي سبب من أسباب دخول الجنة؛ لأنها من أعظم الأعمال وأجلِّها؛ فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلًا» رواه الترمذي -واللفظ له- وابن ماجه في "سننيْهما".

وجاء عن ثوبان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ» رواه مسلم.

والْخُرْفَةُ مَا يُخْترفُ؛ أي: يُجتنى من النَّخْلِ حين يُدْركُ ثَمَرُهُ؛ فكأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يُشَبِّهُ ما يفوز به مَنْ يعود المريض من الأجر والثواب بما يحصل عليه المُخْتَرِفُ -أي الآخِذ- من الثَّمَر، فعائد المريض ينال هذا الفضل العظيم والخير الكثير؛ لأن تلك العبادة من أفضل الأمور وأحبها عند الله سبحانه وتعالى؛ لما فيها من إدخال السرور على المريض وعلى أهله.

قال العلامة ملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (8/ 3140، ط. دار الفكر): [(وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلًا)؛ أي: هُيِّئْتَ منها بهذه العيادة منزلة عظيمة ومرتبة جَسِيمَةً، فإن إدخال السرور في قلب المؤمن أفضل من عبادة الثقلين، لا سيما والعيادة فرض كفاية، وفيها موعظة وعبرة وتذكرة، وتنبيه على استغنام الصحة والحياة ورفع الهموم الزائدة] اهـ.

الآداب الشرعية التي ينبغي أن تراعى عند زيارة المرضى
أما عن الآداب الشرعية التي ينبغي أن تراعى عند زيارة المرضى، والتي نطقت بها نصوص الشريعة الإسلامية فإنها تُبيِّن مدى الاهتمام البالغ من الشرع الشريف بالمريض وزيارته، وتُظهر حرص الشريعة على أدق التفاصيل، والتي منها: أهمية القيام بالزيارة على نحوٍ تؤتي من خلاله هذه الزيارة ثمارها، ويتحقق المرجو منها؛ ولذا فقد وضع الإسلام مجموعة من الآداب التي تُرجى بمراعاتها تسليةُ المريض، والتخفيف عنه، وإدخال السرور على قلبه؛ بما يُحقق المقصود الشرعي من الزيارة، ومن أهم هذه الآداب ما يلي:

ــ الحرص على ابتداء المجلس معه بِبَعْثِ التفاؤل والأمل في نفسه؛ بحيث يكون كلام الزائر مُطَمْئِنًا للمريض مُسلِّيًا له، كأن يقول له: يطوِّل الله عمرك، لا بأس طهور إن شاء الله، ويشفيك الله، ونحو ذلك، مؤكدًا أن الله تعالى سيفرج عنه ويَمُدُّ له في أجله؛ تطييبًا لنفسه وجبرًا لخاطره؛ كما كان هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال: «لَا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» رواه البخاري.

قال الإمام ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" شارحًا هذا الحديث (9/ 382، مكتبة الرشد): [فيه: أن السنة أن يخاطب العليل بما يسليه من ألمه، ويغبطه بأسقامه بتذكيره بالكفارة لذنوبه وتطهيره من آثامه ويُطْمِعُهُ بالإقالة -الشفاء- بقوله: لا بأس عليك مما تجده، بل يكفر الله به ذنوبك، ثم يفرج عنك فيجمع لك الأجر والعافية] اهـ.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي أَجَلِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَرُدُّ شَيْئًا، وَهُوَ يُطَيِّبُ نَفْسَ الْمَرِيضِ» أخرجه الترمذي وابن ماجه في "سننيهما"، وابن أبي شيبه في "مصنفه"، والطبراني في "الدعاء"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة".

قال الإمام ابن المَلَك الكرماني في "شرح مصابيح السنة" (2/ 327، ط. إدارة الثقافة الإسلامية): [قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا»؛ أي: وسِّعوا. «لَهُ فِي أَجَلِهِ» بأن يقول: يطوِّل الله عمرك، لا بأس طهور إن شاء الله، ويشفيك الله، ونحو ذلك. «فَإِنَّ ذَلِكَ»؛ أي: تنفيسكم له. «لَا يَرُدُّ شَيْئًا» من قضاء الله وقدره؛ يعني: الموت. «يُطَيِّبُ نَفْسَه» فيخفف ما يجده من الكرب] اهـ.

وقد بوب الإمام النووي على هذا الحديث في "الأذكار" (ص: 139، ط. دار الفكر): بـ(باب استحباب تَطْييبِ نفس المريضِ)، والإمام ابن قيم الجوزية في "الطب النبوي" (ص: 87، ط. دار الهلال): بـ(فصل في هديه صلى الله عليه وآله وسلم في علاج المرضى بتطييب نفوسهم وتقوية قلوبهم).

ــ أن يتخير في وجوده أطيبَ الكلام، وألينه، وأحسنه؛ قال الله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]؛ فهذه الآية تدل على أن الشرع يدعو الناس إلى القول الحسن المُنَزَّه عن كل أذى والمشتمل على اللين والطيب من الكلام بصفة عامة، مريضًا كان الإنسان أو صحيحًا، ولا ريب أن ذلك في حق المريض أحق وأولى.

قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (1/ 317، ط. دار طيبة): [وقوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾؛ أي: كَلِّمُوهُمْ طَيِّبًا، ولينُوا لهم جَانِبًا] اهـ.

ومن هذا القبيل ألا يُظهر الضجر والأذى مما يرى من سوء حال صاحب المرض؛ حتى لا يرجع ذلك بالسلب على صاحب المرض؛ فتكون الزيارة مصدر أذى وضرر؛ وهو منافٍ للقول والفعل الحسن المأمور به شرعًا.

ــ ألا يطيل الجلوس عنده حتى يضجر المريض، أو يتأذى، أو يُسبب ذلك مشقةً على أهله، إلا إذا اقتضت ضرورة كتطبيب ونحو ذلك؛ فهذا لا بأس به.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (10/ 113، ط. دار المعرفة) في سياق الكلام عن زيارة المريض: [ومن آدَابِهَا ألا يُطِيلَ الجلوس حتى يَضْجَرَ الْمَرِيضُ أو يَشُقَّ على أَهْلِهِ، فإن اقْتَضَتْ ذلك ضَرُورَةٌ فلا بَأْسَ] اهـ.

ــ أن يدعو للمريض بالشفاء؛ فإن الدعاء له أرجى للإجابة؛ فقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ: أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلَّا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ» رواه أبو داود والترمذي في "سننيْهما"، والإمام أحمد في "مسنده".

ــ أن يتخير الزائر الوقت الذي يناسب المريض؛ حتى لا يُثقل عليه أو على أهل بيته؛ فقد جاء عن الإمام الشَّعْبِيِّ أنه قال: "عِيَادَةُ حَمْقَى الْقُرَّاءِ أَشَدُّ على أهل المريض من مَرِيضِهِمْ، يَجِيئُونَ فِي غَيْرِ حينِ عيادةٍ وَيَطْلُبُونَ الْجُلُوسَ" أخرجه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان" (11/ 434، ط. مكتبة الرشد)، وأورده ابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 277، ط. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب).

ــ أن يستر ما يراه مما لا يحب المريض أن ينتشر عنه بين الناس؛ فيَدْخُل على المريض للزيارة لا لغيرها من تحسس الأخبار، والاطلاع على عورات البيت، أو غير ذلك مما يسبب أدنى أنواع الأذى؛ فقد جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع، فقال: «يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ» رواه الترمذي في "سننه" واللفظ له، وابن حبان في "صحيحه".

ــ أن يختم مجلسه بما يبقى أثره في نفسه؛ بأن يبعث التفاؤل في نفسه ويؤكد له أن الله سيفرِّج عنه ويَمُدُّ له في أجله؛ تطييبًا لنفسه وجبرًا لخاطره.

والحاصل أن الشريعة الإسلامية تريد من الإنسان أن يُقدم على زيارة المريض، وأن يحرص على فعل كل ما يُهَوِّنُ عليه ويجبر خاطره، وأن يبتعد عن كل ما يسبب له أدنى نوع من أنواع الأذى؛ لأن الله تعالى يحب من عباده أن يتخلقوا من الأخلاق بأحسنها، وأن يفعلوا من الفِعَال أكملها؛ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي بِتَمَامِ مكارمِ الْأَخْلَاقِ، وكَمَالِ مَحَاسِنِ الْأَفْعَالِ» أخرجه الطبراني في "الأوسط" و"مكارم الأخلاق"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مرفوعًا.

الخلاصة
بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن زيارة المريض لها فضل عظيم، فيكفي أنها سبب من أسباب دخول الجنة، وإن أهم الآداب التي تجب مراعاتها عند الزيارة: الحرص على بَعْثِ التفاؤل والأمل في نفس المريض، واختيار أطيب الكلام، وألينه، وأحسنه، وعدم إطالة الجلوس بما يؤذيه أو أهله، والدعاء له بالشفاء، واختيار الوقت الذي يناسب المريض، وأن يستر ما يراه مما لا يحب المريض أن ينتشر عنه بين الناس، وأن يختم مجلسه بما يبقى أثره في نفسه؛ بأن يؤكد له أن الله سيفرِّج عنه ويَمُدُّ له في أجله؛ تطييبًا لنفسه وجبرًا لخاطره، وخلاصة هذه الآداب في الجملة أن يحرص على كل ما يَسُرُّه، ويبتعد عن كل ما يسوءُه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء زيارة المريض المزيد رسول الله صلى الله رضی الله عنهما رضی الله عنه الله تعالى بین الناس أن الله فی نفسه کل ما ی لا بأس ن الله

إقرأ أيضاً:

لماذا يمنع الزواج في شهر صفر؟.. انتبه لـ13 حقيقة عليك معرفتها

بدأ منذ ساعات وللدقة مع أذان فجر اليوم السبت أول أيام شهر صفر الهجري لعام 1447، فطرحت قصصه المشئومة استفهامًا مضمونه لماذا يمنع الزواج في شهر صفر ؟، وهل حقًا هو شهر شؤم لا يتناسب مع ميثاق الزواج الغليظ، وبدء حياة زوجية فيه أو تكوين أسرة، فهذا كله وأكثر يتوقف على إجابة سؤال لماذا يمنع الزواج في شهر صفر؟، وبالتحقق من صحة تلك الروايات المنتشرة عن شهر صفر، والتي يأتي من بينها ما يصيب من يريد الزواج في شهر صفر من مصائب وسوء ، وحيث إن الزواج أحد الأرزاق التي يسعى الكثيرون لنيله، كما أنه من سُبل الاستقرار والسعادة ، من ثم ينبغي الوقوف على حقيقة لماذا يمنع الزواج في شهر صفر ؟.

لماذا تستأذن الزوجة من زوجها في صيام القضاء؟.. انتبهي لـ5 حقائقدعاء اليوم 25 من المحرم.. 12 كلمة تحفظ زوجك من كل مكروهلماذا يمنع الزواج في شهر صفر

قالت دار الإفتاء المصرية ، إن الشهور والأيام كلها – في نظر الإسلام – ترحب بالزواج لأنه شعيرة من شعائر الدين وسنة من سنن رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- .

وأوضحت “الإفتاء” في إجابتها عن سؤال: ( لماذا يمنع الزواج في شهر صفر الهجري؟)، أن من تزوج فقد أحرز شطر دينه وطوبى لمن أحرز شطر الدين، فلم يرد نصٌّ يمنع الزواج في أي وقت من الأوقات ما عدا الإحرام بالحج أو العمرة.

وأوصت من يريد الزواج في شهر صفر بألا يلتفت لروايات الجاهلية بشؤم هذا الشهر للزواج، منوهة بأن التشاؤم من بعض الشهور؛ كأن يعتقد المرء بأن يومًا معينًا أو شهرًا معينًا يوصف بحصول التعب والضغط والصعوبات معه، أو أَنَّ التوفيق فيه يكون منعدمًا، ونحو ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة، فيُحْجَم عن قضاء حوائجه أو أيّ مناسبة في هذا اليوم أو الشهر.

ونبهت إلى أن التشاؤم من الزواج في صفر يعد مما يدخل في التطيّر المنهي عنه شرعًا، مع ورود النهي الشرعي عن التشاؤم والتطيُّر عمومًا، باعتباره عادة جاهلية؛ فقد ورد النّهي النبوي عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور خاصة؛ وذلك كما في الصحيحين عن أبي هريرة- رضي الله عنه-، عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-: «لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ». وفي رواية أخرى للبخاري: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر».

واستشهدت بما يقول الإمام ابن عبد البر القرطبي في الاستذكار: [وأما قوله: "ولا صَفَرَ" فقال ابن وهب: هو من الصفار يكون بالإنسان حتى يقتله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقتل الصفار أحدًا. وقال آخرون: هو شهرُ صَفَرَ كانوا يُحلِّونه عامًا ويُحَرِّمونه عامًا، وذكر ابن القاسم عن مالك مثل ذلك].

وتابعت: وقال الإمام الطيبي في شرح المشكاة: [«ولا صفر» قال أبو داود في سننه: قال بقية: سألت محمد بن راشد عنه فقال: كانوا يتشاءمون بدخول صفر، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا صفر". قال: وسمعت مَن يقول: هو وجعٌ يأخذ في البطن، يزعمون أنه يُعْدِي. قال أبو داود: قال مالك: كان أهل الجاهلية يحلون صفرًا عامًا ويحرمونه عامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا صَفَرَ»].

وأشارت إلى أن التشاؤم من شهر صفر -الذي هو أحد أشهر السنة الهجرية؛ لزعم أنه شهر يكثر فيه الدواهي والفتن- هو من الأمور التي نهى عنها النص النبوي الشريف.

وقد ورد أنه عرف شهر صفر عند العرب في الجاهلية أنه شهر "التشاؤم"، فيما أن الأزمنة لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل ، فهو كغيره من الأزمنة يُقدَّر فيه الخير والشر .

وأردفت: كما أنه ليس صحيحا أن للموت أيام أو شهور معينة فالأقدار توفى على مدار العام وفي أي ثانية من الثواني قد يفارق كل منا الحياة فرادا أو جماعات فكم من قرية أتتها صاعقة أو عذاب أو ريح وغيرها من الأمور التي جعلت عاليها سافلها، وكم من قرية بدلت من بعد عذابها أمنا.

وبناء عليه فإنه لا صحة لمن يحرِّم الزواج أو يكرهه في صفر، ولا دليل أيضاً يبنى عليه هذا الزعم الباطل الذي لا يستند إلى دليل شرعي، فهذا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – تزوج، وزوج ابنته؛ في شهر صفر، وينبغي أن نعلم أن هذه عادة باطلة جاهلية ينبغي أن تزال من المجتمع المسلم، ولا ينبغي للمسلم المؤمن بالله حق الإيمان التشاؤم بأي يوم.

الزواج في صفر

وقد كان المشركون يتشاءمون من شهر صفر لأنهم يعودون فيه إلى السلب والنهب والغزو والقتل بعد الكف عنها في الأشهر الحرم، وكانوا يعتقدون أن شهر صفر شهر حلول المكاره ونزول المصائب، حتى إنه لا يتزوج من أراد الزواج في هذا الشهر لاعتقاده أنه لا يوفق، ومن أراد تجارة فإنه لا يمضي صفقته في شهر صفر خشية ألا يربح.

وفي الإسلام ما يرد مزاعمهم بأن شهر صفر شهر شؤم، حيث فيه تزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالسيدة خديجة وهو نفى لتشاؤم العرب من الزواج في ذلك الشهر، كما حدثت به العديد من الأحداث الهامة في التاريخ الإسلامي منها غزوة الأبواء وهى أول غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك كان به فتح خيبر، وفيه أسلم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص.

هل يجوز عقد الزواج في شهر صفر

لقد حرَص كثير من الناس على تحرِّي عقد الزواج في يوم معين من الأسبوع، أو شهر معين من السنة، تحرِّيًا يترتب عليه أحيانًا نزاع أو تشاؤم ورجم بالغَيب عن فشل الزواج إن خولِف فيه المعتاد من هذه الأوقات، ومهما يكن من شيء فلا ينبغي التشاؤم بالعقد في أي يوم ولا في أي شهر، لا في شوال ولا في المحرّم ولا في صفر ولا في غير ذلك، حيث لم يرد نصٌّ يمنع الزواج في أي وقت من الأوقات ما عدا الإحرام بالحج أو العمرة.

وينبغي العلم أن الأصل في المسلم أنه لا يتطير ولا يتشاءم لأن الطيرة والتشاؤم من الشرك والعياذ بالله فقد جاء في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الطيرة شرك الطيرة شرك ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وقال : حسن صحيح ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني.

وقال صلى الله عليه وسلم : ( من ردتـه الطيرة عن حاجته فقد أشرك . قالوا : فما كفارة ذلك ؟ قال : أن تقول : اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك ) رواه أحمد وابن السني وإسناد ابن السني صحيح . وجاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ ) رواه البخاري، والتطيّر هو التشاؤم . واعتبر التطير شركاً لأن المتطيّر قطع توكّله على الله واعتمد على غيره، ولأنه تعلّق بأمر لا حقيقة له.

وجاء أن التشاؤم من الاعتقادات الجاهلية وما زال كثير منها منتشراً بين الناس في وقتنا الحاضر، والتشاؤم من الزواج في صفر من الأمور التي كانت معروفة عند العرب في الجاهلية ولا يجوز ذلك، بل هو كسائر الشهور ليس عنده خير ولا شر، وإنما الخير من الله سبحانه، والشر بتقديره، وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم أنه أبطل ذلك فقال: لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر متفق على صحته، وهكذا التشاؤم بتشبيك الأصابع أو كسر العود أو نحو ذلك عند عقد الزواج أمر لا أصل له، ولا يجوز اعتقاده، بل هو باطل.

شهر صفر

يعد شهر صفر هو أحد الشهور الإثنى عشر الهجرية وهو الشهر الذي بعد المحرم ، قال بعضهم : سمِّي بذلك لإصفار مكَّة من أهلها ( أي خلّوها من أهلها ) إذا سافروا فيه ، وقيل : سَمَّوا الشهر صفراً لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صِفْراً من المتاع ( أي يسلبونه متاعه فيصبح لا متاع له ) .

طباعة شارك لماذا يمنع الزواج في شهر صفر لماذا يمنع الزواج في صفر يمنع الزواج في شهر صفر يمنع الزواج في صفر الزواج في شهر صفر الزواج في صفر

مقالات مشابهة

  • هل الصلاة على النبي في الصلاة تبطلها وتوجب الإعادة؟.. انتبه
  • حكم التشاؤم من شهر صفر وغيره من الأيام أو الشهور.. الإفتاء تجيب
  • دعاء الحر الشديد والرطوبة .. اللهم قنا عذاب نار جهنم وزمهريرها
  • هل الزواج في شهر صفر حرام شرعًا؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • لماذا يمنع الزواج في شهر صفر؟.. انتبه لـ13 حقيقة عليك معرفتها
  • مع بداية الشهر الهجري.. اعرف حكم التشاؤم من صفر وباقي الشهور
  • ما هي الغيبة المحرمة شرعا؟.. دار الإفتاء توضح الحقائق
  • القائد والشعب
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: المؤمن يعتبر بسرعة انقضاء الأيام والشهور.. واتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبيل السعادة والفلاح
  • من صور التمكين في السيرة النبوية