عادل الباز: المبادرة.. مأزق تركيا!! (1-2)
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
1 تضج الأسافير بما تسميه (المبادرة التركية). ما هي تلك المبادرة؟ وما تفاصيلها؟ لا أحد يعرف على وجه التحديد والدقة وكل ما رشح عنها أن تركيا أبدت رغبتها في التوسط بين السودان والإمارات من جهة، وبين السودان والمليشيا من جهة أخرى. ولقد وجدت هذه الفكرة ترحيباً من الإمارات ومن حكومة السودان، بينما لم نسمع رأياً من المتمردين، باعتبار أن الكفيل سيتكفل بوضع أجندتها على طاولة المفاوضات.
2
هذه هي المعلومات المؤكدة، وما عدا ذلك لا يعدو أن يكون مجرد تخرصات أسافير ساكت. لا تعنيني المبادرة التركية الآن، ما يهمني هو فهم الأسباب التي دفعت تركيا للدخول في تلك المبادرة ، تُرى من الذي أدخلها في هذه الورطة ولماذا؟ لا شك أن تركيا وحدها لم تسارع بهذه المبادرة لإنقاذ السودان؛ فالحرب ظلت مستمرة لعامين ولم نسمع من الأتراك حساً ولا ركزاً.
كما هو واضح، أن التحرك التركي وراءه الإمارات، فهي المستفيد الوحيد من التحركات التركية. ومن المعلوم أن الإمارات تحركت الآن بعد أن أدركت أن مشروعها الاستثماري في الجنجويد قد فشل، وانتهت أكذوبة الدعم السريع إلى مجرد نهابة وكسيبة وقتلة. ثم إن تآمرها على السودان ودعمها لمرتكبي الإبادة الجماعية أصبح يُنشر على صفحات الصحف العالمية التي تنشر أيضاً يومياً إمدادات الإمارات للجنجويد بالسلاح.
إضافة إلى ذلك، تمرغت سمعة الإمارات في الأمم المتحدة، حيث أثبتت التقارير الأممية دعمها للجنجويد. ثم ها هي تستعد للوقوف أمام المحاكم الدولية باعتبارها دولة تدعم مرتكبي الإبادة الجماعية بالسلاح. فشل مشروع الإمارات وساءت سمعتها، فهرولت تبحث عن وسطاء جدد لينقذوها.
سبب آخر جعل الإمارات تتجه إلى تركيا لدفعها نحو وساطة جديدة هو يأسها من الوساطات السابقة؛ إذ فشلت تحركات دول الجوار في التوسط، كما فشل الاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد، وأخيراً فشل تحالف جنيف في إحداث أي اختراق أو دفع السودان للتراجع عن مواقفه، وكلها جهود تقف وراءها الإمارات بشكل أو بآخر.
أخيراً، تحاول الإمارات استثمار علاقاتها الاقتصادية مع تركيا؛ إذ تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2023 .. 20 مليار دولار، بزيادة قدرها 107% مقارنة بالعام السابق وتهدف تركيا إلى زيادة حجم تجارتها مع الإمارات إلى 40 مليار دولار في غضون خمس سنوات، وفقاً لتصريحات وزير التجارة التركي عمر بولات
هذه هي الأسباب التي دفعت الإمارات للجوء إلى تركيا للتوسط اضافة لما تعتقده الامارات من علاقات جيدة لتركيا مع السودان وتأثير، ولكن لماذا وافقت تركيا على لعب دور وساطة لا تملك فيه مقومات كافية للنجاح؟
بدا لي أن سبب موافقة تركيا للدخول في هذه الورطة هو عدم إلمامها بتفاصيل الصراع في السودان، ومسبباته، وجذوره. كما أنها لم تدرس الموضوع بعمق، ولا أظن أن دبلوماسييها على معرفة كافية واطلاع على المبادرات التي قُدّمت من أطراف متعددة دولية وإقليمية، والأسباب التي قادت لفشلها.
رغم الاهتمام القديم لتركيا بالسودان والروابط التاريخية واهتمامها بإفريقيا – فهي ثالث أكبر مستثمر هناك – إلا أن معرفتها بتفاصيل مجريات السياسة السودانية ضعيفة. ويعود ذلك إلى انشغال تركيا الآن بملفات دولية وإقليمية بالغة الخطورة على أمنها القومي وعلاقاتها الدولية، وأبرزها الملف السوري الذي استطاعت أن تحقق فيه إنجازاً ضخماً بالمساهمة في إسقاط نظام عصابة الأسد – لعنة الله عليه – إضافة إلى ملف الحرب في أوكرانيا.
3
إزاء هذا الوضع، لماذا زجّت تركيا بنفسها في سوق المبادرات، ذلك السوق الكاسد الذي لم تحقق فيه أي من المبادرات نجاحاً يُذكر؟ وقلت إنني مشفق على تركيا لأنها تورطت في ملف يصعب أن تحقق فيه اختراقاً. لماذا؟ ببساطة، تركيا لن تستطيع أن تكون محايدة بل يجب أن تكون منحازة لحكومة السودان. كيف ولماذا؟… نواصل. إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
انطلاق تصوير فيلم ريد فلاج.. تعرف على أبطاله
أعلن صناع فيلم "ريد فلاج" بطولة أحمد حاتم وجميلة عوض وشريف منير، عن انطلاق التصوير الذى بدأ بالمشاهد الداخلية للعمل، على أن ينتقل صناعه إلى ديكورات أخرى تباعاً خلال الفترة المقبلة، والفيلم فكرة كيرو أمين، وتأليف أحمد محى، وإخراج محمود كريم، حيث من المقرر أن ينتهى التصوير خلال شهر أغسطس على أقصى تقدير، ويعرض في الموسم الصيفى في السينمات.
أبطال فيلم ريد فلاج
فيلم ريد فلاج بطولة أحمد حاتم - جميلة عوض - شريف منير - نسرين أمين - انتصار - سيف زهران، فكرة كيرو أيمن ، وعدد كبير من ضيوف الشرف والفنانين الشباب، وهو من إنتاج محمود عبدالله، أحمد الجنايني، محمد رشيدي، وامباير موفيز، ومن تأليف أحمد محيي، وإخراج محمود كريم.
ويستعد أحمد حاتم لتحضيرات مسلسله الجديد العند، المقرر البدء في تصويره منتصف شهر أغسطس المقبل، من تأليف احمد عادل، وإخراج احمد عادل سلامة، ومكون من 15 حلقة، ومن المقرر عرضه على إحدى المنصات الرقمية خلال الفترة المقبلة .
كما ينتظر أحمد حاتم عرض فيلم قصر الباشا الذى يشارك فى بطولته معه عدد من الفنانين منهم حسين فهمى وأحمد فهيم ومايان السيد وعدد كبير، من إخراج محمد بكير وينتظر عرض فيلم المنبر، ويشارك في بطولته كل من "ميدو عادل" وأحمد حاتم وأحمد فهيم وعمر السعيد، وآيتن عامر، وسامح الصريطي، وتدور أحداث الفيلم في إطار تاريخي عن عدد من مشايخ الأزهر الشريف وكل من اعتلي منبره العظيم.