بوابة الوفد:
2025-10-15@04:44:11 GMT

خرج ولم يعد

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

 يرى البعض أن المجتمعات تموت عندما يتخلى مثقفيها عن قضايا وهموم الوطن وينغمسون كليًا فى همهم الشخصى فى كسب المال لإشباع احتياجاتهم، باختصار عندما يبيعون الوطن من أجل حفنه من الفضة، بذلك يبتعدون عن الناس ويرتمون فى حضن السلطة ويُدافعون عن كل ما يُفعل ويضر بالناس، ويتحولون إلى مجرد مبررين للسلطة، فإذا أصابت السلطة يمدحونها وإذا أخطأت يُحملون الناس مسئولية خطئها، ولا يستطيع شخص الوقوف أمام آرائهم لأنهم فى الأصل أصحاب العقد والرأى، فهم فى الأصل وجدان الوطن، بسبب أنهم أصحاب العلم والمعرفة، ويجب أن يكونوا منارة تُرشد الناس إلى طريق الخلاص، ولكن منهم من استطاع أن يمتلك من الفيلات والقصور والشاليهات الكثير، وكانوا إلى وقت قريب يعيشون حياة العاديين إلا أنهم توقفوا عن علاقتهم بالواقع ونظروا إلى أنفسهم، هذا حقهم ولكن الذى ليس من حقهم بيع الأوطان وحقوق الناس البسطاء، ويعتقد أنه يفعل ذلك دون أن يلاحظ الناس، ولعله ينطبق على هذا النوع من المثقفين المثل الشعبى الذى يقول «أكثر الناس حقارة هو الذى يعطيك ظهره وأنت فى أمس الحاجة إليه».

لم نقصد أحدًا!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خرج ولم يعد حسين حلمى المجتمعات كسب المال

إقرأ أيضاً:

مصر.. العنوان الأبدى للسلام

فى زمن تاهت فيه البوصلة وضاعت فيه المفاهيم بين لغة المصالح وصوت المدافع، بقيت مصر كما كانت دوماً بوابة النجاة، وسور العروبة الأخير الذى يحمى المعنى الإنسانى من الاندثار.. لم تكن القضية الفلسطينية يوماً بالنسبة لمصر ملفاً سياسياً يدار على طاولة المفاوضات، بل كانت واجباً وطنياً وتاريخياً يتصل بجذر الوجدان المصرى، الممتد عبر القرون فى أرض الكنانة، حيث تتنفس العدالة من ضفاف النيل وتروى الكرامة بماء الكرامة.

منذ اللحظة الأولى لاشتعال المأساة فى غزة- وقفت مصر فى موقعها الطبيعى.. صوت العقل حين يصمت الجميع، وضمير العالم حين تعميها الحسابات الضيقة.. لم ترفع شعارات جوفاء، ولم تتاجر بالدم الفلسطينى كما فعل آخرون، بل اختارت الطريق الأصعب- طريق العمل الصامت والجهد المتواصل والوساطة النزيهة، ففى الوقت الذى تداعت فيه القوى الإقليمية والعالمية لحساب مكاسبها، كانت مصر وحدها تحسب الأرواح، وتزن المواقف بميزان الإنسانية قبل السياسة.

لقد أدارت مصر الملف الفلسطينى فى أصعب مراحله التاريخية، حيث تلاشت الحدود بين السياسة والمأساة، وبلغت الأزمة ذروتها فى ظل خطر التهجير القسرى الذى كاد يطيح بالوجود الفلسطينى ثمناً رخيصاً للظلم.. لكن إرادة الله كانت فوق كل إرادة، وشاءت حكمته أن تكون مصر بموقعها وقدرها الحاجز الصلب الذى وقف أمام المخطط الأكبر.. ألا وهو- طمس الهوية الفلسطينية وتشريد أهل غزة من أراضيهم.. فلم يكن ما فعلته مصر وليد اللحظة، بل امتداداً لتاريخ طويل من العزة والكرامة والعروبة، فمنذ حرب 1948 مروراً بحرب أكتوبر المجيدة، حتى معاهدات السلام التى كانت رغم كل ما قيل عنها جسراً واقعياً مكن القاهرة من أن تظل اللاعب الأقدر على حماية الشعب الفلسطينى من التلاشى وسط الصراعات.. فمصر لم تتخل عن دورها يوماً، بل طوعت الدبلوماسية الأمنية لخدمة العدل، ووضعت ثقلها العسكرى والسياسى فى خدمة وقف النار وإنقاذ المدنيين، مؤمنة بأن السلام الحقيقى لا يفرض بالقوة بل يبنى بالعدالة.

وها هى اليوم- فى ظل أكثر اللحظات ظلمة- تكتب فصلاً جديداً فى سجل العظمة الوطنية، وهى تقف بين ركام غزة لتمنع تمدد المأساة خارج حدودها.. فتحت معبر رفح حين أغلقت الأبواب وأسكنت النازحين حين أعرض الآخرون، ورفعت صوتها عالياً فى وجه كل من أراد تحويل القضية إلى ورقة ضغط أو وسيلة ابتزاز.. فمصر لم تتحدث عن البطولة، بل مارستها بوعى ومسئولية، وقدمت للعالم درساً جديداً فى أن القوة ليست فى الصراخ، بل فى القدرة على حماية الضعفاء دون انتظار مقابل.

إن جيش مصر العظيم الذى حمل على كتفيه هم الدفاع عن الوطن، أثبت أنه أيضاً جيش القيم والإنسانية، يسانده جهاز أمنى ودبلوماسى فذ ومؤسسات دولة عميقة الجذور تعرف معنى التوازن بين الكرامة والحكمة.. ومن خلف كل ذلك تقف إرادة قيادة مصرية آمنت أن مكانة مصر فى التاريخ لا تصان إلا بصون قضايا العدل والحق.

واليوم.. ونحن نرى أهل غزة يرفعون عيونهم نحو الجنوب بامتنان، ندرك أن السعادة التى يشعرون بها ليست فقط لأن نيران الحرب خمدت مؤقتاً- بل لأن هناك دولة ما زالت تملك قلباً عربياً نابضاً اسمها مصر.. ويأتى اليوم ليشهد العالم فصلاً جديداً من الريادة المصرية فى صناعة السلام، إذ تتجه الأنظار إلى شرم الشيخ- مدينة النور والهدوء، وعاصمة السلام فى العالم حيث تتجدد رسالة مصر الخالدة فى حماية الحقوق وترسيخ العدالة.. ومن قلب العروبة من القاهرة إلى سيناء- تكتب اتفاقية تحفظ للشعب الفلسطينى حقه فى الحياة والكرامة، وتعيد للقضية الفلسطينية حضورها المستحق على طاولة الضمير الإنسانى.. وفى لحظة فارقة من التاريخ يأتى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى أرض مصر- لا ليمنحها شرعية، بل ليشهد على حقيقة يعرفها العالم منذ آلاف السنين.. أن مصر هى قلب العالم النابض، ومهد الحضارة الإنسانية، ومنارة السلام التى لا تنطفئ– هنا- حيث يتعانق التاريخ بالحاضر، تثبت مصر من جديد أن السلام لا يفرض بالقوة، بل يصنع بالحكمة، وأنها وحدها بحكمتها وجيشها وشعبها وقائدها- قادرة على أن تجمع بين الأمن والكرامة، بين السيادة والرحمة.. وبين الحلم العربى والموقف الإنسانى.

هكذا- يتجلى قدر مصر الأبدى، لا كدولة تبحث عن دور، بل كدور خلقه الله فكان اسمه مصر، تحفظ الأرض، وتصون الحق، وتكتب بمداد الصبر والحكمة فصلاً جديداً من تاريخ العدل والسلام، ليظل شعارها خالداً كما أراد القدر- هنا مصر- حيث يولد السلام وتصان الكرامة.

وللحديث بقية.. إن شاء الله تعالى

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • بالفيديو: نجاة رجل أعمال لبناني الأصل من هجوم مسلّح في ولاية ميشيغن الأميركية
  • السيناريو الذى فشل فى سيناء قبل غَزة!
  • جهد كبير
  • كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية: السلطة الفلسطينية ستتولى إدارة غزة عندما تكون جاهزة
  • مصر تصنع السلام
  • مصطفى شوبير: الناس تتخيل أن المباريات سهلة من التليفزيون ولكن كل منتخبات أفريقيا صعبة
  • مصر.. العنوان الأبدى للسلام
  • أدونيس وجائزة نوبل فى الأدب
  • العناني.. و"نهضة سياحية"
  • الحكومة الإسرائيلية: الإفراج عن المحتجزين في غزة سيتم فجر الإثنين