لجريدة عمان:
2025-12-05@16:49:41 GMT

عند لحظات الفراق..لا نقول وداعًا ولكن!

تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT

عند لحظات الفراق..لا نقول وداعًا ولكن!

اعتدنا عند لحظات الفراق أن نقول لمن نحب: "إلى اللقاء"، حتى وإن لم يكن هناك ثَمّة أمل في لقاء قريب، نقولها ليطمئن قلب الآخر بأن في عقولنا وقلوبنا وأمنياتنا نتركها على طاولة القدر، أملٌ ربما يأتي من الغيب ولو بعد حين من الزمن، قد يأتي ولو لمرة واحدة ليخالف أقدارنا المعهودة، وهو أن "بعض الفراق" لا يكون بعده لقاء!.

من المؤسف جدًا أن بعض الأمنيات لا تتحقق، ويصبح "الوداع" هو آخر لحظة نلملم فيها بقايا الواقع لنجعله في حقيبة الذكريات، والعجيب في أمر البشر أن البعض يبحث عن الفرص الجديدة فلا يجدها متاحة له، كل شيء ذهب في طريقه، وكأن الطيور طارت بأرزاقها... لذا لا تتعجب إذا بحث البعض عن أصوات مسافرة نحو البعيد وأصبح يفتقد نبرتها بعمق الحب الذي يحمله في جوفه، هناك في الفضاء وجوهٌ مسافرة اختفت ملامحها، أما هيئتها فقد ذهبت هي الأخرى نحو أفق لا يعود إلى الوراء ولا يهبط على أرض الواقع!.

الواضح لدينا أن مجرد نفورنا من أجواء المكان يجعلنا لا نعود إليه ثانية كما كنا أول مرة، وكأن ما حدث بالأمس ما هو إلا محطة النهاية التي انقضت سريعًا وأصبحت شيئًا من الماضي الذي يلفّه وجه الغياب الحزين.

دائمًا وأبدًا تعدّ لحظات الوداع من أصعب اللحظات التي تمرّ على الإنسان على وجه الأرض، تذكّر دائمًا أن الوداع ما هو إلا تنازل منك أمام سطوة القدر، فعندما تفارق زملاءك في العمل في آخر يوم لك بينهم، ستجيش في نفسك الكثير من الأحزان، وتفيض من عينيك وإن لم تفضحك الدموع، ولكن ثَمّة شيء غير عادي يتجلّى في داخلك، حتى وإن هبطت إلى الأرض أحزانك وعبراتك إلا أن قلبك لن يطاوعك أن تغلق الباب خلفك راحلًا عن مكان عشتَ فيه طويلًا.

الفراق علّمنا الكثير من الدروس الصعبة التي لا تُنسى، علّمنا أن الوجع قد يكون أكثر لمن سيكون مكانه خاليًا في المكان، علّمنا أن الشمس ستشرق كعادتها بدون الوجوه الراحلة بالأمس.

عند الوداع ستأخذك "العَبْرة" نحو من تُودّعهم بنظرات اليأس والأمل، تُسلّم عليهم وفي رأسك سؤالٌ حائر: هل سنراهم ثانية؟

في أرض المطار، يتجلّى موقف آخر، وأنت تودّع صديقًا أو عزيزًا عليك ذاهبًا نحو أرض جديدة أو عالم آخر، قد تبكي وأنت الأقوى لأنك ربما لن تراه مرة أخرى.

بعض الذين عاشوا معنا يغادرون لسنوات طويلة، يحزمون حقائب سفرهم عائدين إلى أوطانهم وذويهم، ودّعناهم بألم، ومع الزمن ظلّت ذكراهم في القلب حاضرة، لكن الذاكرة سرعان ما أخفت هذا الاشتياق في تربة النسيان.

إن أكبر الخسائر التي نخسرها في حياتنا تأتي عندما تجمعنا الصدف مع أشخاص رائعين في "مناسبة معينة"، أشخاص يأتون من أماكن متفرقة، يقضون معنا فترة زمنية محددة، واليوم الأخير لنا في هذا المكان ينتهي بمجرد انتهاء تلك الفعالية، ثم يعود كل منا إلى مكانه القديم، وربما هذا الفراق سيدوم طويلًا جدًا وقد لا يتكرر مع الزمن.

كثير من أصحابنا الذين درسنا معهم أو عشنا إلى جوارهم، فرّقتنا ظروف الحياة ولم نعد نلتقي بهم أبدًا، قد تكون ذكراهم الشيء الوحيد الذي تبقى لنا، أما أصواتهم القديمة أو ملامحهم فهي حتمًا قد تغيّرت مع الزمن، وقد لا نعرفهم إن التقينا بهم ذات يوم.

إذن عند الوداع تسقط وعود اللقاء مجددًا، قد يكون هناك لُقْيا لبعض الناس، لكن ليس في كل مرة تصدق اللقيا بمن نعرفهم أو التقينا بهم لفترة زمنية معيّنة، فربما لن يُسمح لنا أن نراهم مرة أخرى في حياتنا.

ذات مرة كنتُ في مهمة عمل خارجية لفترة زمنية ليست قصيرة، كان المشاركون في تلك الفعالية قد قدموا من دول مختلفة، كنا نرى بعضنا لفترات طويلة من اليوم، حياتنا كانت أشبه بعائلة واحدة، التقينا في مكان واحد ولهدف واحد، مرّت الأيام سريعًا دون أن نعرف أن لحظات الوداع للعودة إلى أوطاننا هي لحظة موت حاسمة، وبداية لافتقاد مشاعر إنسانية عظيمة، تفرّقنا ولم نلتقِ ثانية، لكن الذكريات القديمة تخبرنا أن أصعب الأشياء تأتي عندما نودّع بعضنا البعض، وأمل اللقيا قد يكون معدومًا أو مستحيلًا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

جنات لصدى البلد: أتمنى عمل ميدلي لأغاني نجوم الزمن الجميل |فيديو

كشفت النجمة جنات، في لقاء خاص مع موقع صدى البلد الإخباري، عن جوانب جديدة من مسيرتها الفنية، مؤكدة حبها الكبير للأغاني القديمة التي شكّلت وجدانها منذ الطفولة وأسهمت في تكوين شخصيتها الفنية.

وأوضحت جنات أنها تعشق أغاني أم كلثوم شادية معتبرة أعمالهم مدرسة أصيلة في الطرب العربي. إلا أنها شددت بشكل خاص على حبها الكبير للفنانة وردة الجزائرية، مؤكدة أنها تأثرت بها منذ صغرها، وأن صوت وردة وحضورها كانا من أهم العوامل التي جعلتها تتجه إلى عالم الغناء.

وقالت جنات خلال اللقاء إن شغفها بالأغاني الكلاسيكية هو ما دفعها لتطوير موهبتها والعمل على تقديم لون غنائي يمتزج بين الأصالة والحداثة، مؤكدة أن الحفاظ على التراث الفني واجب على كل مطرب عربي.

كشف اللقاء جانبًا إنسانيًا وفنيًا من شخصية جنات، التي بدت ممتنة للتجارب التي صنعت مسيرتها وللرموز الفنية التي كانت مصدر إلهام لها منذ البداية.


https://youtu.be/JGKF0YC_9Eg?si=IRc5FlawJUi6_SvG

طباعة شارك جنات اخبار الفن نجوم الفن

مقالات مشابهة

  • حكم أداء النوافل جالسا.. الإفتاء: لا يشترط فيها القيام ولكن أجرها مختلف
  • أبرز لحظات اليوم الأول من «جائزة أبوظبي الكبرى»
  • خالد سليم يزور مستشفى الناس في أجواء من البهجة والإنسانية
  • السفير الكوري يؤدي زيارة وداع لعطاف
  • جنات لصدى البلد: أتمنى عمل ميدلي لأغاني نجوم الزمن الجميل |فيديو
  • عائلة تعيش لحظات مرعبة .. ودورية نجدة تتدخل ..!
  • محافظة الغربية تسابق الزمن للانتهاء من كورنيش المحلة الكبرى
  • يسرا تكشف رؤيتها للمستقبل: مش هعيش 20 سنة كمان
  • شاهد: دب يتسلّق عمود كهرباء.. وعامل ينقذه قبل لحظات من الصعق