كريمة أبو العينين تكتب: الطغاة يصنعون الغزاة
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
فى الفترة الأخيرة ومحاولة لفهم التغيرات الكثيفة التى تحاط بمنطقتنا من كل صوب وحدب؛ لم يكن أمامى إلا البحث فى التاريخ ومعرفة العبر والعظات، وكان المخرج من التخبط والارتباك هو البحث عن أهل العلم والخبرة ووجدت ضالتى فى متابعة المخضرم الدكتور وسيم السيسى بوصفه قامة تاريخية متخصصة فى التاريخ المصرى القديم وتحديدا تاريخ مصر الفرعونى.
وعندما جمعت معلومات عن شخصه الرائع وجدت انه دكتور فى المسالك البولية وهذا ماجعلني أتساءل عن سبب التحول من طريق الى اخر مختلف كل الاختلاف وسألته فى واحدة من ندواته واستضافاته القيمة وكانت اجابته : انه ذهب الى المملكة المتحدة للحصول على اجازة طبية علمية ، والصدفة وحدها التى جعلته يغير مسار حياته فقد كان فى احدى المحاضرات والاحتفاليات العلمية وخلال الحوارات كان رئيس الكلية وواحد من اقطابها يتفاخر بكون بلاده وقارته هى من قادت التطور العلمى الحديث ووجهت العالم كله نحو نور العلم واكتشافاته وانجازاته.
وهنا قاطعه أحد الحضور نافيا ماذكره واكد له انكم لستم من ابتكرتم ماتتحدث عنه وتفخر به فكل ماذكرته انتاج واعجاز مصرى قديم وان المصريين القدامى (الفراعنة) هم من لهم الفضل والاصل فى ذلك ، وحينها سأله الدكتور المتفاخر بما قاله عن بلده وهل هو مصرى فرد الاخر قائلا : انا من نيجيريا ومصر دولة افريقية وانا افخر بكونها من قارتى السمراء .
يقول دكتور وسيم حينها شعرت بشىء من الخذلان بأن من يدافع عن تاريخ بلادى ليس أنا بل مواطن من بلد اخر ، ويقول الدكتور وسيم ان الطبيب البريطانى صفق للنيجيري واكد له ان كل ماذكره صحيح مئة بالمئة ، ويستطرد عالمنا الجليل ويقول وحادثة اخرى جعلتنى اصر على تغيير مسار حياتى وهو ماذكره لى صديقى المصرى المقيم فى بلاد العم سام منذ عقود بأنه مرض فى عينيه وقرر الاطباء اجراء عملية ازالة المياه البيضاء من عينيه.
وحينما تم تجهيزه لاجراء العملية سأله الطبيب المعالج : هل تعلم من هم أول من قاموا باجراء مثل هذه النوعية من العمليات ببراعة واتقان نتعلم منه حتى هذه اللحظة ؟ فرد بالطبع بأنهم من المؤكد غربيين او امريكان ، فسخر منه الطبيب وقال له : هم اجدادك المصريين القدماء اول من عملوا مثل هذه العمليات ، سابقين الدنيا كلها فى التشخيص والعلاج.
يقول الدكتور وسيم ازداد استيائى وقررت ان ابحث فى التاريخ المصرى ومنذ ذلك الحين واصبحت اسيرا فى حب التاريخ المصرى القديم منبهرا بعظمة المصريين القدامى وتفوقهم وبراعتهم وسيطرتهم وامتداد مملكتهم شرقا وغربا وجنوبا وشمالا . القدماء المصريين كانوا شعبا عريقا منفردا فى كل شىء ، علومهم المسطورة على المسلات والمحفورة فى الكتب تؤكد ذلك ؛ فهم من علموا الدنيا كلها الادب والطب والسياسة وكافة انواع العلوم .
ويقول الدكتور وسيم متفاخرا المصريين القدامى وبالمناسبة ارفض تسميتهم بالفراعنة لان الفرعون ليس مسمى ولكنها صفة اطلقت على احد الملوك وليست صفة للمصريين القدامى ، المصريون غير كل الشعوب فهم كانوا يقدسون النيل ويعتبرونه اصل الحياة ومن وفاءهم له كانوا يعلمون ابناءهم الحفاظ عليه وعدم تلويثه ، بل انهم تركوا وصاياهم على المسلات تؤكد ان اول مايسأل عليه المصرى فى قبره " هل لوثت نهر النيل " .. المصريون فى حكمهم كانوا يرسخون لمبدأ الحكم العادل ويحاولون بكافة الوسائل والطرق ان يمحوا مفهوم ان الشدة والظلم تتيح لهم الاستمرار والبقاء بل بالعكس من ذلك كانوا يؤكدون ان الطغاة يصنعون الغزاة وان الممالك تفنى بشدة الظلم وغياب العدل وعدم المساواة بين المواطنين مع اختلاف درجاتهم ومراكزهم .
المصرى القديم رأى فى عدله أسس لترسيخ حضارة جعلت من المصرى الحديث يفتخر بأجداده ويقر بأن التاريخ جاء بعد ان جاءت مصر . المصرى القديم كان على يقين بان حضارته بنيت على العدل والبعد عن معانى الظلم التى من شأنها خلق عدم الانتماء وزعزعة المواطنة وروح الكل فى واحد .
المصرى القديم وضع نصب عينيه شيئا اساسيا وهو ان الطغيان يمهد لطوفان الرافضين ويجعل من غزو البلاد أسهل مايكون ولذا فقد عملت الحضارة المصرية القديمة على غرس بذور حب الوطن فى النشىء وتوجيه رجال الدين ورموز الفكر ومايعرف باسم النخبة فى عالمنا الحالى بأن يكثفوا جهودهم وتعاليمهم على ذلك الشىء المهم الذى من شأنه خلق اجيال محبة لوطنها تبذل كل نفيس وغالى من اجل وطن قوى قادر على مواجهة التحديات ولم شمل المصريين كافة تحت لواء حاكم يرى ان عدله اساس حب شعبه وحصن له من اى غزاة وطغاة .
مفهوم الطغاة يصنعون الغزاة كان مفهوما مصريا خالصا حرصت على ترسيخه وتأكيده كل الاسر التى حكمت مصر فى العهود القديمة او مايسمى تجاوزا مصر الفرعونية . حديث العلامة دكتور وسيم السيسى كان حديثا مصريا خالصا مفرداته كل حب لوطننا الغالى مصر التاريخ والحضارة والشعب الذى يعد هبة لمصر وليس كما يقولون بأن مصر هبة النيل لان مصر هبة شعبها فالنيل يجرى فى دول الاندوجو ولم تقم حضارة فى هذه الدول مثل التى شيدها القدماء المصريين مما يؤكد ان مصر هبة شعبها وينفى ماذكره هيرودوت بأن مصر هبة النيل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة الشرق الأوسط كريمة أبو العينين المزيد المصرى القدیم الدکتور وسیم مصر هبة
إقرأ أيضاً:
الحديدة تشهد حشوداً مليونية في مسيرات التحرير خيارنا والمحتل إلى زوال
واحتشد المشاركون في ساحات شارع الميناء بمدينة الحديدة، والمنصورية وبيت الفقيه والدريهمي وزبيد والتحيتا والجراحي وجبل راس والزيدية والقناوص واللحية والزهرة والضحي والمنيرة والمغلاف والصليف وكمران وباجل والمراوعة والحجيلة والسخنة وبرع.
ورفع المشاركون في المسيرات التي تقدّمها بمربع مدينة الحديدة المحافظ عبدالله عطيفي ووكيل أول المحافظة أحمد البشري، وأعضاء من مجلسي النواب والشورى ووكلاء المحافظة في مختلف المديريات، لافتات معبرة عن المناسبة ومناهضة الطغاة والمستعمرين، ومسيرة صمود وكفاح الشعب اليمني ضد الغزاة المحتلين في العصرين القديم والحديث.
وهتفوا بشعارات الثورة والاستقلال والجهاد لتحرير كامل تراب الوطن من دنس الغزاة المحتلين، مؤكدين أن الجميع في حالة جهوزية تامة واستنفار لتنفيذ توجيهات القيادة للمشاركة في معركة تحرير المحافظات المحتلة وصنع استقلال جديد وبدء مرحلة جديدة تحت راية الوحدة اليمنية المباركة.
وأكدت جماهير حارس البحر الأحمر ضرورة مقاومة المحتل والكفاح بمختلف الوسائل المتاحة لطرده وتطهير كافة الأراضي اليمنية من رجسه ودنس عملائه ومرتزقته، موجهين رسائل لكل الأعداء وأذنابهم مفادها بأن اليمن سيظل مقبرة الغزاة وأن مشروع التحرير قادم ولا مكان للتشطير والمؤامرات والدسائس العدوانية للنيل من وحدة اليمنيين.
واعتبرت، الاحتشاد في المسيرات والخروج الجماهيري بالعيد الـ 58 للاستقلال المجيد الـ 30 من نوفمبر، تتويجًا لعوامل الصمود والنضال الثوري لتحقيق العزة والكرامة وكسر الرهانات التي فشل العدوان من خلالها في تنفيذ أوهامه ومخططاته التآمرية على الشعب اليمني.
وأكد أبناء الحديدة، أن الثورة التي أسقطت الاستعمار البريطاني وأجبرته على الرحيل من عدن والمحافظات الجنوبية أرست روحاً نضالية ثابتة في الوجدان الوطني وأن مسار التحرير واستكمال الاستقلال يمضي بالروح نفسها لطرد الغزاة الجدد ورفض أي وصاية خارجية، باعتباره امتداد للاستقلال الأول ومسار ثابت لترسيخ السيادة الوطنية على كامل التراب اليمني.
وأوضحوا أن أبناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات يعون مسؤوليتهم التاريخية في التصدي للاحتلال وأدواته، ولن يستمر صمتهم، مستندين إلى رصيدهم النضالي المتجذر في ثورة 14 أكتوبر وملحمة الاستقلال في 30 نوفمبر، مؤكدين أن خيارات الأحرار في ربوع الوطن تنطلق من عنوان واحد هو التحرير الكامل ورفض كل أشكال الوصاية.
وجددّ المشاركون، التأكيد على أن وحدة اليمن أرضاً وإنساناً ثابت راسخ في وعيهم، وأن كل محاولات إعادة التشطير أو إنشاء كيانات ممزقة تصطدم بإرادة شعبية تتغذى من تاريخ النضال ضد المستعمر القديم، وتعي أبعاد المخططات التي تستهدف تمزيق الجغرافيا اليمنية ونهب ثرواتها.
وعبروا عن اعتزازهم بما تحقق للوطن من تطور في القدرات العسكرية والدفاعية خلال السنوات الماضية، باعتباره إحدى ثمار الصمود الشعبي، وما يمثّله من تعزيز لقدرة اليمن على حماية مياهه وجزره وممراته الحيوية، وترسيخ معادلة ردع جديدة في مواجهة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وأذنابهم في المنطقة.
وجددّ أبناء الحديدة مواقف الصمود والثبات في مواجهة أعداء اليمن والالتفاف حول القيادة الثورية والمجلس السياسي الاعلى والقوات المسلحة، لإفشال كل المحاولات والرهانات لتركيع وإخضاع اليمن وأبنائه، منددّين بخروقات العدوان الصهيوني، وما يرتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأكدوا استمرار دعمهم ووقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وأن فلسطين ستظل القضية الأولى والمركزية للأمة، مجددين التزامهم بمساندة نضاله حتى تحرير أراضيه وطرد المحتل الصهيوني، ومشددين على أن التهديدات لن تكسر إرادة الشعب اليمني وقيادته، ولن تثنيهم عن مواقفهم المشرفة في نصرة قضايا الأمة.
وأوضحت الجماهير المحتشدة أن المعركة التي يخوضها الشعب اليمني منذ أكثر من عشرة أعوام هي معركة تحرر واستقلال، ومن أجل نصرة دين الله والمستضعفين ومواجهة أمريكا وإسرائيل وأدواتهما من النظامين السعودي والإماراتي، لافتين إلى أن صمود اليمنيين وما يتحلون به من روح معنوية وإيمانية وتضحية كفيل بتحقيق النصر مهما بلغت التحديات.
وأهابت المسيرات، بأبناء اليمن، الاستعداد والجهوزية الكاملة للاستنفار الأكبر لنصرة الوطن والتصدي للأعداء ومواجهة كل احتمالات التصعيد والتهديدات المحتملة في سبيل عزة وكرامة اليمن والمبادئ التي يناضلون من أجلها في مواجهة الأعداء والانتصار للقضية الفلسطينية.
وأكد بيان صادر عن المسيرات الجماهيرية، أن الخروج اليوم في مسيرات مليونية يأتي احتفاءً بعيد الجلاء الذي يرمز إلى "تذكار جلاء آخر جندي بريطاني من عدن"، وتأكيدًا على الموقف الايماني الثابت المساند لأبناء الأمة المظلومة وللشعبين الفلسطيني واللبناني، معلنين جهوزيتهم العالية واستعدادهم الكبير للجولة القادمة من الصراع مع الأعداء وأدواتهم.
وأعلن البيان الاستمرار في حمل راية الإسلام والجهاد كما حملها الأسلاف والآباء الكرام الأنصار والفاتحون بوعي قرآني وقيم عظيمة تجسّد الانتماء الإيماني الأصيل الذي عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله بقوله "الإيمان يمان والحكمة يمانية".
وجدد التأكيد على الثبات واليقظة والاستعداد والجهوزية العالية للجولة القادمة من الصراع مع الأعداء وأدواتهم، عسكرياً وأمنياً وبكل الأنشطة الرسمية والشعبية وبالتعبئة، مشدداً على عدم التخلي عن الجهاد أو التراجع عن المواقف المحقة والعادلة، وعدم ترك الشعب الفلسطيني ولا اللبناني ولا أبناء الأمة المظلومة فريسة للعدو الصهيوني، معتمدين على الله وواثقين به وبوعده الحق بزوال الكيان الصهيوني المؤقت.
ووجه البيان التهاني والتبريكات للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والرئيس مهدي المشاط والشعب اليمني جنوباً وشمالاً بمناسبة عيد الجلاء "ذكرى جلاء آخر جندي بريطاني من عدن"، بعد احتلال دام لما يقارب 128 عاماً شملت أنحاء واسعة من البلاد، مارس فيها المجرم البريطاني أبشع الجرائم.
وأوضح أن هذه المناسبة، تستحضر ذكرى الشهداء والأبطال ورموز الثورة المجيدة الذين خلّدوا أسماءهم بحروف من نور، وطردوا الإمبراطورية التي كانت توصف بأنها لا تغيب عنها الشمس، فغُيبت عنها الشمس ورحلت تجر أذيال الهزيمة بفضل الله.
وأشار البيان إلى أن الشعب وهو يُحيّي هذه المناسبة العظيمة يذكر كل طغاة الأرض، وفي مقدمتهم ثلاثي الشر الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي وأذيالهم من منافقي المنطقة، بأن الزوال هو النهاية الحتمية لكل محتل مهما طال أمده وتعاظمت قوته وسطوته وزاد طغيانه.
كما وجه بيان المسيرات، رسالة للشعوب المظلومة في المنطقة والعالم بأن الشعوب قادرة على صناعة الانتصارات مهما كان ليل الاحتلال حالكاً وفارق القوة كبيراً وشاسعاً، إذا ما توفرت الإرادة والعزيمة والتوكل على الله والثقة به وتشابكت الأيدي وتوحدت الصفوف.
وأكد أن المناسبة تذكّر بعظمة البطولة والفداء التي جسدها الأبطال الأحرار الثوار الذين هزموا المحتل، كما تذكّر ببشاعة وقبح وخسة وخسران من خانوا الله ورسوله وأبناء شعبهم وأمتهم لصالح المحتل الكافر، وكانوا من أكبر العوامل التي ساعدته على الاحتلال والسيطرة وسهلت له مهمته.
ولفت البيان إلى أنه وفي نهاية المطاف هزم المحتل وزال ورحل وتحرر الشعب واستعاد كرامته وشرفه وأرضه، وخُلد الأحرار بأوسمة الشرف والثبات والوفاء، وبقي الخونة يلاحقهم عار الخيانة والخسة والسقوط ولعنات الأجيال وينتظرهم عذاب النار، وهو المصير الحتمي ذاته الذي ينتظر الغزاة والمحتلين الجدد.