الصحافة الايرانية تتهم أذربيجان وتركيا بالعمل على عزل طهران جيوسياسيًا
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
12 يناير، 2025
بغداد/المسلة: تشهد منطقة القوقاز والشرق الأوسط تحولات جيوسياسية معقدة ترتبط بتغير موازين القوى الإقليمية والدولية.
وفي هذا السياق، برز مشروع ممر زنغزور الذي تسعى أذربيجان وتركيا لتنفيذه كخطوة استراتيجية لإعادة تشكيل النفوذ الإقليمي.
تصريحات الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الأخيرة كشفت عن أبعاد هذا المشروع، حيث أكد أن فتح الممر ضرورة استراتيجية لبلاده وربطه بمواقف أرمينيا وتحالفاتها في المنطقة.
و المشروع يهدف إلى ربط أذربيجان بمنطقة ناخيتشيفان مباشرة، مما يضع إيران في مواجهة تحديات جديدة، لا سيما أنه يحمل أبعادًا سياسية وأمنية تتجاوز البنية التحتية.
و يعد سقوط نظام الأسد في سوريا عاملًا محفزًا لهذه التحركات، حيث ترى تركيا وأذربيجان أن ضعف النفوذ الإيراني في سوريا يعكس تراجعًا في قدرتها على مواجهة مثل هذه المشاريع.
و تحاول أنقرة وباكو استغلال هذه اللحظة لتعزيز حضورهما الجيوسياسي في القوقاز وخلق مسارات بديلة تعزل إيران عن حلفائها التقليديين مثل أرمينيا.
المحللون يربطون بين التحولات في القوقاز والشرق الأوسط، معتبرين أن هذه المشاريع هي جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى محاصرة إيران جيوسياسيًا وتقليص دورها في شبكات النقل والطاقة الإقليمية.
و في ظل هذه التحديات، تتمسك إيران بموقفها الرافض لممر زنغزور، مشددة على ضرورة الحفاظ على التواصل الجغرافي بين حدودها وأرمينيا، لكنها تواجه صعوبات متزايدة بسبب الضغوط السياسية والدبلوماسية التي تمارسها تركيا وأذربيجان بدعم من قوى إقليمية ودولية.
بالإضافة إلى ممر زنغزور، تعمل تركيا على مشاريع موازية مثل ممر لاجورد الذي يربط باكستان وأفغانستان ببحر قزوين، وممر التنمية الذي يهدف إلى تجاوز إيران في مسارات التجارة والطاقة.
و هذه المشاريع تشير إلى أن التحركات التركية-الأذربيجانية ليست معزولة بل تأتي ضمن خطة متكاملة لإعادة رسم خارطة النفوذ في المنطقة.
و إيران تحتاج إلى تعزيز تحالفاتها مع القوى الإقليمية والدولية مثل روسيا والصين لموازنة هذا التوجه، بالإضافة إلى توطيد علاقتها مع أرمينيا كحليف استراتيجي في مواجهة مشروع زنغزور.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
إيران: لا دليل على “أبعاد عسكرية” لبرنامجنا النووي
البلاد – طهران
في تصعيد دفاعي قبيل اجتماع حاسم لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قالت إيران إنه لا وجود لأي أبعاد عسكرية لبرنامجها النووي، زاعمة أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% لا يمثل انتهاكاً لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT).
وأكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في مذكرة رسمية، أن أنشطتها النووية تقع تحت إشراف كامل من الوكالة الدولية، مشددة على أن “البرنامج النووي الإيراني سلمي تماماً، ولا يوجد أي دليل يثبت توجهه نحو أهداف تسليحية”.
وأضافت المنظمة أن بعض مظاهر التلوث النووي في مواقع معينة داخل البلاد ناتجة عن “أعمال تخريبية معادية”، في تلميح ضمني إلى احتمال ضلوع أطراف خارجية في التشويش على الملف الإيراني وخلق ذرائع للمساءلة الدولية.
وتأتي هذه التصريحات قبل أيام قليلة من انعقاد جلسة مرتقبة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الفترة من 9 إلى 13 يونيو، والتي يتوقع أن تشهد صدور قرار يدين إيران بسبب تعثر التعاون الفني وارتفاع مستويات تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من التسلح.
ويأتي تحرك طهران رداً على تقرير سري للوكالة الدولية، كشف في 31 مايو الماضي أن إيران جمعت ما يقارب 408.6 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، أي ما يقارب العتبة المطلوبة (90%) لإنتاج سلاح نووي. وأشار التقرير إلى أن هذه الكمية تمثل زيادة بنسبة 50% مقارنة بشهر فبراير، ما أثار قلقاً دولياً متزايداً.
واعتبرت السلطات الإيرانية أن التقرير الأخير “مسيس”، ولا يستند إلى وقائع علمية دقيقة، مؤكدة أن الاتهامات بشأن أنشطة نووية غير معلنة في بعض المواقع “لا أساس لها من الصحة”.
تأتي هذه التطورات وسط جمود سياسي في ملف إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 (JCPOA)، الذي تعثر منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018. ورغم الوساطات الأوروبية، لا تزال الثقة بين طهران والوكالة الدولية في أدنى مستوياتها، ما يزيد من خطر التصعيد الدبلوماسي أو حتى العسكري، في حال أُقرت خطوات أكثر تشدداً ضد إيران.