مدينة مدني والجزيرة ضحايا وانتهاكات ونازحين وليست مباراة لكرة القدم
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
مدينة مدني والجزيرة ضحايا وانتهاكات ونازحين وليست مباراة لكرة القدم
ياسر عرمان
من حق الناس ان يفرحوا ومنهم من يشده الحنين للبيت والشارع ولمدني المدينة والثقافة ودور العلم والنضال الوطني، ففي هذه المدينة قبل أكثر من مائة عام رفض الزعيم علي عبد اللطيف ان يحيي الضابط الإنجليزي وأخذ الجزاء، وقبل مائة عام أيضاً أصبحت هذه المدينة العظيمة عاصمة لأعظم مشروع زراعي مروي في كامل أفريقيا وربما العالم الثالث وهو مشروع الجزيرة الذي يجب ان تشهد مدني الذكرى المئوية لتأسيسه ١٩٢٥-٢٠٢٥، وبها رئاسة اتحاد المزارعين المغدور وبها بركات، والجزيرة ملك للمزارعين (الذين توارثوها كابر عن كابر وجد عن جد) كما عبر الزعيم الراحل الشريف حسين الهندي وهي ملك لمواطنيها من جميع أهل السودان ولا تمييز بين أحد من مواطنيها ولا يجب الاعتداء على حق اي كائن من سكانها.
مدني هي أحمد خير المحامي ومؤتمر الخريجين والجزيرة هي ود بدر وود البصير وود حبوبة ومعارك المهدية ومدني والجزيرة هي الخير عثمان وحنتوب الجميلة ومحمد الامين ورمضان زايد ورمضان حسن وأبوعركي وهي الرياضة والثورات من ١٩٢٤ إلى ديسمبر، مدني مدنية عصية على المؤتمر الوطني فلا غبار لمن يحتفي ويود الرجوع لمنزله من النزوح واللجوء والألم، فتباً لأطراف هذه الحرب وكل من يقف وراءها وكل من دمر حياة الناس وخرب بيوتهم ونهب ممتلكاتهم وولغ في دمائهم وخرب القرى والمدن وقتل النفس التي حرمها الله وارتكب الجرائم واعتدى على النساء، لكن الجزيرة ومدني والسودان لن يعودوا لنظام الفلول الذي حطم حياة المزارعين وخرب مشروعهم العظيم وباع ممتلكات المشروع ومدخراته.
إننا نفرق بين القوات المسلحة والفلول، فالقوات المسلحة عمل الفلول على تخريبها مثل تخريبهم لمشروع الجزيرة وهي تستحق ان تخرج من هذه الحرب إلى رحابة مشروع وطني عظيم يجمع ولا يفرق ويصون ولا يبدد كما عبر الشهيد محمد عثمان حامد كرار، وتحتاج القوات المسلحة إلى بناء ومهنية وتصفية كل وجود سياسي وحزبي داخلها، واذا عاد شعبنا إلى منازله فان ثورة ديسمبر عائدة، واذا عاد الفضاء المدني فلا فضاء للفلول وستعود لجان المقاومة من كرنوي إلى بورتسودان ومن حلفا إلى الدمازين ولا عزاء للفلول مهما تطاول صوتهم ولابد من بناء قوات مسلحة واحدة في حماية الشعب وتحت امرته وفي ظل نظام مدني وديمقراطي، ولا بديل للقوات المسلحة، ونقول كما قال المبدع الكبير وابن الجزيرة بادي محمد الطيب والأستاذ محمد الأمين:
مالو أعياه النضال بدني..
وروحي ليه مشتهية ود مدني..
ليت حظي يسمح ويسعدني..
طوفة فد يوم في ربوع مدني
ان تشتيت المجتمع وتدمير الدولة السودانية وتحطيم مؤسساتها وزرع الكراهية وضرب النسيج الاجتماعي وازهاق الأرواح ليس مبارة لكرة القدم بين اطراف الحرب ويجب ان تولد حكمة جديدة وان نتجه جميعاً للسلام ولبناء مشروع وطني جديد وبناء سودان قائم على الحرية والسلام والعدالة.
يقول المثل الصيني “على الرجل الغاضب ان لا يشعل الحرب، ان غضبه سيزول ولكن الضحايا لا يعودون”.
رسالة للقوات المسلحة :
واتوجه برسالة لقيادة وضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة، علينا الاتعاظ من تجارب الماضي والتحليق عالياً نحو الوطن والمواطن والسلام ورفض الكراهية والانتقام ويقع على عاتقكم حماية المدنيين وعدم السماح للفلول بتصفية حسابتهم ضد الناس العاديين وضد قوى الثورة، ان حروب السودان ستنهي حينما نخاطب جذور ازماتنا ونبني دولة للمواطنة بلا تمييز.
الوسومالجزيرة خليل فرح محمد الأمين مدني
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجزيرة خليل فرح محمد الأمين مدني
إقرأ أيضاً:
“الولايات المتحدة غير صالحة لكرة القدم” و”الفيفا” يراقب بقلق
الولايات المتحدة – في الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتجه نحو الولايات المتحدة باعتبارها الوجهة الجديدة لكرة القدم العالمية، تحولت استضافة كأس العالم للأندية 2025 إلى اختبار عسير كشف عن تحديات عميقة.
فبدلا من أن تكون البطولة استعراضا لقدرات أمريكا على احتضان أكبر المحافل الكروية، كما هو منتظر في مونديال 2026، انقلبت الأجواء إلى حالة من القلق والارتباك، مع تصاعد موجات الاحتجاجات، وارتفاع الأسعار، وتأجيل المباريات بسبب سوء الأحوال الجوية.
المدينة، التي كان من المفترض أن تكون بوابة ترحيب بالجماهير العالمية، استقبلت المشجعين بقنابل الغاز المسيل للدموع وحضور مكثف للحرس الوطني، بدلا من الأهازيج والأعلام.
المشهد أعاد إلى الأذهان مشاهد الفوضى التي أحاطت بتنظيم كوبا أمريكا 2024، والتي شهدت فوضى عارمة في نهائي البطولة.
مشاكل أمنية متكررة تثير القلقأشعلت مداهمات الهجرة الفيدرالية في بعض أحياء لوس أنجلوس فتيل احتجاجات عنيفة يوم 9 يونيو، قبل أقل من أسبوع على انطلاق البطولة، لتتحول الشوارع إلى ساحات غضب شعبي، وسط انتقادات واسعة لأداء السلطات الأمريكية.
هذا الامتحان الأمني الصعب، الذي فشلت فيه الولايات المتحدة مجددا، يعيد طرح التساؤلات حول جاهزيتها لاستضافة كأس العالم 2026، التي ستنظم بالشراكة مع كندا والمكسيك.
أزمة أسعار وخدمات داخل الملاعبلم تقتصر المشكلات على الجوانب الأمنية فقط، بل امتدت إلى داخل الملاعب نفسها، حيث فوجئ المشجعون بارتفاع خيالي في أسعار الطعام والشراب.
فرغم خفض أسعار التذاكر لجذب الحضور، وصلت كلفة الوجبة الواحدة إلى أكثر من 22 دولارا، فيما بلغ سعر المشروب 14 دولارا، ما أثار سخطا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات باستغلال “جشع” للجماهير.
توقفات متكررة بسبب الطقسالطقس كان هو الآخر عدوا جديدا للبطولة، إذ تسببت التحذيرات الجوية والعواصف الرعدية في تأجيل أو تعليق 4 مباريات حتى الآن، من بينها مواجهة الأهلي وبالميراس، وبنفيكا وتشيلسي.
في بعض الحالات، استمرت التوقفات لأكثر من ساعتين رغم عدم حدوث عواصف فعلية، وهو ما زاد من الإحباط والتساؤلات حول جدوى الإجراءات التنظيمية. وفي مواجهة صن داونز وأولسان، تسببت السيول في تأجيل المباراة لمدة ساعة.
وعانى ريال مدريد مؤخرا على وجه الخصوص، الذي تأخر وصوله إلى نيويورك بسبب العاصفة، وأُلغي المؤتمر الصحفي لمدربه تشابي ألونسو بعدما ظل الفريق عالقا في الطائرة لأكثر من 4 ساعات.
نجوم البطولة يشتكون: “حر لا يُحتمل”الأجواء المناخية القاسية لم تمر مرور الكرام، فقد عبر عدد من نجوم الأندية المشاركة عن معاناتهم من درجات الحرارة المرتفعة، ومن بينهم ماركوس لورينتي لاعب أتلتيكو مدريد، الذي قال: “أشعر بألم في أظافر قدمي من شدة الإرهاق”.
أما فيتينيا نجم باريس سان جيرمان، فوصف الطقس بأنه “لا يُطاق”.
“أمريكا غير صالحة لكرة القدم”صحيفة “ماركا” الإسبانية علّقت في تقرير بعنوان: “أمريكا غير صالحة لكرة القدم”، لأنها ليست اللعبة ذات الشعبية الأكبر في البلاد، فهناك ألعاب أخرى تتفوق عليها مثل كرة السلة والرغبي والبيسبول.
ما يجري في كأس العالم للأندية 2025، رغم كونها بروفة مصغرة، يُظهر هشاشة تنظيمية قد تنذر بفشل أكبر في مونديال 2026، ما لم تتم مراجعة شاملة لكل الجوانب التنظيمية.
وبين فوضى أمنية، أسعار مبالغ فيها، مناخ غير مناسب، وتعامل غير مرن مع الأزمات، يبدو أن الولايات المتحدة، رغم قوتها الاقتصادية والسياسية، ليست جاهزة بعد لتنظيم أكبر حدث كروي في العالم.
المصدر: RT+ وسائل إعلام