يواجه الإنسان في حياته الكثير من المصاعب والآلام التي قد تدفعه للتمني أن ينتهي الألم بأي وسيلة، بما في ذلك التفكير في الموت، لكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم علّمنا درسًا عظيمًا في مواجهة الشدائد بالصبر والرجاء في رحمة الله، من خلال الدعاء الذي يعكس تمام الثقة بحكمة الله وقدره.

النهي عن تمني الموت

في الحديث الشريف عن أنس رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يتَمنينَّ أَحدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فاعلاً فليقُل: اللَّهُمَّ أَحْيني مَا كَانَت الْحياةُ خَيراً لِي وتوفَّني إِذَا كَانَتِ الْوفاَةُ خَيْراً لِي" (متفق عليه).

يؤكد هذا الحديث الشريف على أهمية الصبر وعدم الاستسلام للضرر أو الألم بتمني الموت. فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت عند المصائب، لأنه يعكس نوعًا من الجزع واليأس، وهو ما لا يليق بالمؤمن الذي يؤمن بأن ما أصابه هو بقدر الله وحكمته.

الرجاء في الله والتسليم لحكمه

إذا اشتد الضرر وشعر الإنسان أنه لا يستطيع تحمله، وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الدعاء العميق:"اللَّهُمَّ أَحْيني مَا كَانَت الْحياةُ خَيراً لِي وتوفَّني إِذَا كَانَتِ الْوفاَةُ خَيْراً لِي".


هذا الدعاء يحمل تسليمًا كاملًا لمشيئة الله تعالى، حيث يطلب العبد من ربه أن يختار له الأفضل بين الحياة والموت. فهو يعبر عن اليقين بحكمة الله المطلقة ورحمته الواسعة.

الصبر سبيل المؤمنين

يعد الصبر عند نزول الضرر من أعظم الصفات التي يتحلى بها المؤمن، فالشدائد تُمتحن بها القلوب، وتزيد من القرب إلى الله تعالى إذا واجهها الإنسان برضا وتسليم. وقد قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 155].

الدعاء في مواجهة المحن

إن التمسك بالدعاء في وقت الشدة هو من أبرز ما يميز المؤمن الذي يثق برحمة الله، والدعاء المذكور في الحديث الشريف يعتبر من الأدعية التي ترشد المسلم إلى التوازن بين الصبر على البلاء والتسليم لإرادة الله.

 

يبقى الحديث الشريف درسًا خالدًا في مواجهة أزمات الحياة بحكمة ووعي، فهو يذكّرنا بأن الله وحده يعلم ما هو خير لنا، وأن تسليم الأمر له بالدعاء هو السبيل للراحة النفسية والرضا بالقضاء، فلنتعلم من هذا الحديث الشريف كيف نواجه أقدارنا بالصبر، وكيف نجعل الدعاء سلاحًا يعيننا على تجاوز المحن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدعاء الله التفكير في الموت صلى الله علیه وسلم الحدیث الشریف ا ک ان ت

إقرأ أيضاً:

أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا بأداء الصلاة

أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد من سيدة تُدعى "بدرية من المنوفية" تسأل فيه: "ابني لا يُصلي، وكلما نصحته قال لي: ربنا يسهل، فهل عليّ ذنب؟"

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى له، اليوم الخميس: " لا إثم عليكِ، ولكن يجب أن نبحث عن السبب الذي يجعل الابن لا يُصلي، فقد تكون هناك تحديات أو مؤثرات خارجية، مثل غياب الصحبة الصالحة أو الانشغال بأمور الحياة".

امسح ذنوب الأسبوع كله بدعاء واحد.. ردده الآندعاء التوبة والرجوع إلى الله.. احرص على الاستغفار من الذنوب والمعاصي

وأوضح الشيخ محمد كمال أن الأم ينبغي أن تنصح ولدها بالحسنى، مستشهدًا بقول الله تعالى: (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، مضيفا: "مش من الصح نقوله: لو ما صليتش هتروح النار، أو ربنا هيمنع عنك كذا وكذا.. الأفضل نرغّبه في الصلاة بلطف، ونشجعه على صلاتها جماعة".

وتابع: "قولي له: تعالَ نصلي سوا، صوّتك جميل، اقرأ لينا، صلي بيا أنا والدتك.. وشوفي لو له أصحاب بيصلوا، خليه يروح معاهم، لأن الصاحب ساحب، والرفقة الصالحة لها تأثير كبير".

وأَضاف: "أكثري من الدعاء له، فدعاء الأم مستجاب كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم.. قولي: يا رب اجعل ابني من المحافظين على الصلاة، من البارين، وكرري الدعاء ليلًا ونهارًا، وإن شاء الله ربنا يهديه ويشرح صدره للصلاة".

طباعة شارك حكم ضرب الابناء للصلاة كيف احبب ابنائي في الصلاة كيف اجعل ابنائي يصلون

مقالات مشابهة

  • كيف كان يقضي النبي يوم الجمعة؟.. الطريقة كما وردت في كتب السنة
  • دعاء يوم الجمعة مستجاب.. يقضي حوائجك ويرزقك من حيث لا تحتسب
  • الدعاء يوم الجمعة قبل المغرب للرزق
  • حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة .. الإفتاء توضح
  • أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا بأداء الصلاة
  • نصيحة سيدنا النبي لمن يكثر من الشكوى والهم ويعاني من الكرب والضيق
  • دعاء النبي عند الحر الشديد .. ردد أفضل 14 تغفر ذنوبك وتدخلك الجنة
  • يوسف الشريف يودع لطفي لبيب بكلمات مؤثرة
  • الطريقة الصحيحة للدعاء المستجاب
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم