لجريدة عمان:
2025-05-23@05:34:57 GMT

خطة شي للردِّ على مناورات ترامب

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

ترجمة: قاسم مكي -

إذا اتَّسمَت سياسة دونالد ترامب تجاه الصين بالغموض والتناقض فاستراتيجية شي جين بينج واضحة وحازمة. مقاربة الرئيس الصيني للرئيس الأمريكي المنتخب ليست سرا. لقد ظلت بكين واضحة تماما منذ الانتخابات بشأن آرائها وردودها المحتملة.

يخطط شي ليس فقط للرد ولكن للاستفادة من تحركات ترامب. فخلال فترته الرئاسية الأولى تعجلت بكين في الرد.

وهي عازمة على عدم تكرار ذلك. لقد قطع شي شوطا بعيدا في استعداداته وأشار إلى ذلك.

لم يُفاجأ معظم المحللين الصينيين بانتخاب ترامب. لقد ربطوا عودته بِمَدٍّ عالمي للشعبوية والقومية. وتعتقد بكين أنها الآن تفهم مناورات ترامب ويمكنها التلاعب بإدارته.

ترتكز ثقة الصين على استنتاج (سواء كان صحيحا أو خاطئا) بأن الصين في عام 2025 مختلفة عنها في عام 2017 وكذلك الولايات المتحدة والعالم.

يحاجج العديد من الصينيين بأن شي أقوى سياسيا والاقتصاد أكثر اعتمادا على الذات وأكثر مرونة حتى وسط التحديات الأخيرة. ويعتقد المحللون الصينيون أن اقتصاد الولايات المتحدة أكثر هشاشة والسياسة الأمريكية تعاني من انقسام عميق. وجيوسياسيا، تعتقد بكين أن نفوذ الولايات المتحدة ينحسر في جنوب العالم وآسيا وتأييد رؤية الصين يتصاعد.

سبق أن أشار شي إلى أنه سيتعامل مع علاقاته بترامب على أساس أنها روابط تجارية بحتة لكن على طريقة الدون فيتو كورليوني (كورليوني الشخصية الرئيسية في فيلم المافيا الأب الروحي أو العرّاب ويتصف أسلوبه بالهدوء والحنكة - المترجم). فهو لن يحتفي شخصيا بترامب وسيردُّ في وقت مبكر وبشدة لاكتساب رافعة نفوذ. فقد رفضت بكين في الواقع دعوة ترامب إلى شي لحضور تنصيبه.

لكن بكين تشير، أيضا، إلى رغبتها في الحوار وأنها منفتحة على إبرام صفقة لتجنب رسوم جمركية جديدة.

على أية حال، الصينيون الذين يفضلون التعامل عبر القنوات الخلفية يصارعون لإيجاد القناة الصحيحة لفهم ما يريده ترامب «حقا». الافتراض الأساسي لبكين هو أن واشنطن ستظل هي وحلفاؤها معادية للصين في المستقبل المنظور. لذلك شي مستعد للمفاوضات لأنه يريد التقاط بعض الأنفاس على الجبهة الاقتصادية حتى تتمكن الصين من حشد قواها لتنافس طويل الأمد.

تظل بكين قلقة من أن يتجه فريق ترامب إلى التركيز على فك ارتباط اقتصادي أعمق وعلى تغيير النظام في الصين ودعم استقلال تايوان وذلك كوسائل لاحتواء وضرب استقرار الصين. من هنا جاءت الخطوط الحمراء الأربعة التي أعلن عنها شي خلال اجتماع في نوفمبر مع الرئيس جو بايدن في بيرو وذلك في رسالة واضحة للإدارة الأمريكية القادمة. (الخطوط الحمراء التي حددها الرئيس الصيني في لقائه على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي أبيك في ليما يوم 16 نوفمبر هي مسألة تايوان والديمقراطية وحقوق الإنسان «بالمفهوم الصيني وليس الغربي» ومسار الصين ونظامها وحق الصين في التنمية. وذكر بيان صيني أنه يجب عدم تخطِّيها - المترجم).

تنقسم الردود التي أعدتها بكين لترامب إلى ثلاثة أقسام هي الرد الانتقامي والتكيف والتنويع. مؤخرا أوجدت بكين سلسلةً من ضوابط الصادرات وقيود الاستثمار والتحريات الإجرائية التي لها القدرة على إلحاق الضرر بالشركات الأمريكية. بكين عاجزة عن مقابلة الرسوم الجمركية برسوم جمركية مماثلة لذلك ستسعى إلى فرض تكاليف بطرائق تلحق أكبر قدر من الأذى. وبالنسبة للصين الفشل في الرد الانتقامي سيكون مؤشرا على الضعف داخليا وليس من شأنه سوى تشجيع ترامب.

لقد بدأ الرد سلفا. ففي أواخر عام 2024 أوقفت بكين تصدير معادن بالغة الأهمية إلى الولايات المتحدة تُستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية. وقلَّصت سلسلة التوريد للمسيَّرات المصنَّعة في الولايات المتحدة. وهددت بإدراج شركة ملبوسات أمريكية شهيرة في القائمة السوداء. ودشنت تحقيقا يتعلق بمحاربة الاحتكار ضد شركة انفَيديا. باتخاذها مثل هذه الإجراءات تستعرض بكين قدراتها وتوجد أوراق مساومة في المستقبل.

الاستراتيجية الثانية التي تعتمدها بكين هي التكيف. فمنذ خريف عام 2023 بدأت بكين تحفيزا ماليا ونقديا نشطا لمساعدة الشركات والآن المستهلكين. هذا التحول في السياسات يحقق بعض الآثار الإيجابية وإن لم تكن مُطَّردة. وبالتأكيد هذا التحول مطلوب بشدة. لكن أيضا نطاقه وطبيعته تحددا مع وضع احتمال اندلاع حرب تجارية في البال.

استراتيجية بكين الثالثة تنطوي على توسيع روابطها الاقتصادية. فهي تناقش إجراء تخفيضات في الرسوم الجمركية من طرف واحد على وارداتها من غير شركاء الولايات المتحدة.

في أثناء رحلته إلى بيرو افتتح شي ميناء مياه عميقة يمكن أن يعيد تشكيل تجارة الصين مع أمريكا اللاتينية وهي مصدر رئيسي غير أمريكي للغذاء والطاقة والمعادن. وفي أواخر العام المنصرم شارك شي أيضا ولأول مرة في لقاءات مع رؤساء 10 منظمات اقتصادية دولية كبرى. كانت رسالته واضحة وهي أن الصين ستكون القوة الرائدة لاستقرار اقتصاد العالم وازدهاره وانفتاحه وتعارض كل أشكال الحمائية.

هنالك الكثير الذي يمكن أن يمضي على غير النحو المطلوب. فثقة بكين تماثلها ثقة فريق ترامب. وكلا الطرفين يعتقدان أنهما يملكان اليد العليا ويمكنهما فرض المزيد من التكاليف على الطرف الآخر والصمود في وجه المزيد من الضغوط.

المسرح مُعدّ لدينامية معقدة ومزعزعة للاستقرار ويمكنها في أفضل الأحوال أن تؤدي إلى وقف الصدام ولكن فقط حول القضايا الاقتصادية وليس حول تايوان وبحر الصين الجنوبي والتنافس التقني أو تحديث القوة النووية.

ايفان ميديروس أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون ومستشار أول بمجموعة آسيا وعمل بمجلس الأمن القومي الأمريكي في الفترة 2009-2015.

عن الفاينانشال تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الصين عن مشروع ترامب "القبة الذهبية": يهزّ أسس الأمن الدولي

أعربت الصين، اليوم الأربعاء، عن "قلقها البالغ" إزاء مشروع "القبة الذهبية" الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحفي صباح الأربعاء: "ينتهك هذا النظام الهجومي بدرجة عالية مبدأ الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي".

وأضافت أن المشروع "يزيد من خطر تحويل الفضاء إلى ساحة معركة، ويهدد بإطلاق سباق تسلح جديد، كما يهزّ أسس الأمن الدولي ونظام الحد من التسلح"، حسبما أورد موقع "نيوزويك".

وتابعت: "الولايات المتحدة، من خلال وضع مصالحها أولا وهوسها بالسعي وراء أمن مطلق، تنتهك مبدأ الأمن المتبادل وتضعف أمن الجميع، مما يزعزع التوازن والاستقرار الاستراتيجي العالمي".

واختتمت المتحدثة قائلة: "نشعر بقلق بالغ حيال هذا الأمر، ونحث الولايات المتحدة على التخلي عن تطوير ونشر النظام في أقرب وقت، واتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الدول الكبرى، والحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي".

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن رؤيته المقترحة لبرنامج "القبة الذهبية" الدفاعي الصاروخي.

وتبلغ تكلفة برنامج "القبة الذهبية"، 175 مليار دولار، ويُعد الأول من نوعه الذي يتضمن نشر أسلحة أمريكية في الفضاء.

ماذا نعرف عن "القبة الذهبية"؟

- في كلمة من المكتب البيضاوي، قال ترامب إنه يتوقع أن يكون النظام "جاهزا للعمل بالكامل قبل نهاية ولايتي" التي تنتهي عام 2029.

- النظام وفق ترامب سيكون قادرا على "اعتراض الصواريخ حتى لو أطلقت من الفضاء".

- ترامب قال إن الجنرال مايكل جيتلين، نائب قائد العمليات الفضائية الحالي، سيتولى مسؤولية الإشراف على تقدم المشروع.

- أضاف ترامب أن كندا "قالت إنها تريد أن تكون جزءا منه (القبة الذهبية)".

- تتضمن الرؤية المقترحة لمنظومة "القبة الذهبية" قدرات أرضية وفضائية يمكنها رصد واعتراض الصواريخ في المراحل الأربع الرئيسية لهجوم محتمل، بدءا من اكتشافها وتدميرها قبل الإطلاق، ثم اعتراضها في مراحلها الأولى بعد الإطلاق، مرورا بمرحلة التحليق في الجو، وانتهاء بالمرحلة النهائية أثناء اقترابها من الهدف.

- خلال الأشهر الماضية، عمل مخططو البنتاغون على إعداد خيارات متعددة للمشروع، وصفها مسؤول أميركي بأنها "متوسطة، وعالية، وفائقة الارتفاع" من حيث التكلفة، وتشتمل جميعها على قدرات اعتراض فضائية.

- يرى مراقبون أن تنفيذ "القبة الذهبية" سيستغرق سنوات، إذ يواجه البرنامج تدقيقا سياسيا وغموضا بشأن التمويل.

- عبّر مشرعون ديمقراطيون عن قلقهم إزاء عملية الشراء ومشاركة شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك حليف ترامب التي برزت كمرشح أول إلى جانب شركتي بالانتير وأندوريل لبناء المكونات الرئيسية للنظام.

- فكرة "القبة الذهبية" مستوحاة من الدرع الدفاعية الإسرائيلية "القبة الحديدية" الأرضية التي تحمي إسرائيل من الصواريخ والقذائف.

- "القبة الذهبية" التي اقترحها ترامب فهي أكثر شمولا وتتضمن مجموعة ضخمة من أقمار المراقبة وأسطولا منفصلا من الأقمار الاصطناعية الهجومية التي من شأنها إسقاط الصواريخ الهجومية بعد فترة وجيزة من انطلاقها.

- حسبما ذكر ترامب فإن "كل شيء" في "القبة الذهبية" سيُصنع في الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • ما الدولة التي تراهن عليها أميركا للتحرر من هيمنة الصين على المعادن النادرة؟
  • روبيو يعترف بأن الولايات المتحدة غير قادرة على التأثير على سياسة الصين
  • البنتاغون يقبل رسميا الطائرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب
  • الولايات المتحدة تعتزم تعيين سفيرها لدى تركيا مبعوثا خاصا إلى سوريا
  • نجل ترامب يلمح لإمكانية خلافة والده في رئاسة الولايات المتحدة.. ماذا قال؟
  • الصين تدعو أمريكا إلى التخلي عن مشروع القبة الذهبية
  • الصين عن مشروع ترامب "القبة الذهبية": يهزّ أسس الأمن الدولي
  • زعيم إيران يقول إنه لا يتوقع نتائج من المحادثات مع الولايات المتحدة
  • التحديات مستمرة مع إعادة ترامب تعريف دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
  • وزير الخارجية الأمريكي: الولايات المتحدة لم تبحث ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا