ظاهرة فلكية نادرة.. اصطفاف 7 كواكب في سماء الأرض قريبا
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
تشهد سماء الأرض هذا العام إحدى أجمل الظواهر الفلكية النادرة، إذ إن 6 كواكب ستصطف معا في سماء الأرض يوم 21 يناير/كانون الثاني الجاري، وهذه الكواكب هي المريخ والمشتري وأورانوس ونبتون والزهرة وزحل، ثم لاحقا سيحدث اللقاء الأكبر والعرض الأكثر إثارة، حينما ينضم عطارد إلى بقية المجموعة الشمسية ليلة 28 فبراير/شباط، وتشكّل بذلك عرضا استثنائيا للمجموعة الشمسية.
ويمكن لنا بعينين مجردتين أن نرى 5 من هذه الكواكب وهي المريخ والمشتري والزهرة وزحل وعطارد، وهي تزين سماء الأرض طوال الشتاء تقريبا، ما عدا عطارد الذي يظهر لفترة قصيرة ثم يختفي.
ويحدث في العادة اقتران واصطفاف عدة أجرام سماوية في آن واحد على مستوى 3 أو 4 كواكب، إلا أن اجتماع 6 أو 7 كواكب كما سيحدث لاحقا هذا الشهر وفي الشهر المقبل، يعد حدثا فلكيا نادرا للغاية.
ورغم أن الكواكب لن تظهر في خط مستقيم مثالي كما في الرسوم التوضيحية، فإنها ستصطف على طول خط وهمي نتيجة مداراتها المشتركة ضمن مستوى مسار الشمس (دائرة البروج).
ينشأ اصطفاف الكواكب من الطبيعة المسطحة نسبيا للنظام الشمسي، حيث تدور جميع الكواكب حول الشمس ضمن مستوى يُسمى مستوى دائرة الكسوف، وهو مستوى تقريبي يشبه القرص، ويُطلق عليه أيضا "مستوى مدار الأرض حول الشمس".
إعلانوهذا المستوى هو نتاج تكوّن النظام الشمسي من سحابة دوّارة من الغاز والغبار الكوني. ومع انهيار السحابة تحت تأثير الجاذبية، اتخذت شكلا مسطحا، مما أدى إلى تكوين الكواكب في مدارات قريبة من هذا المستوى. هذا التوزيع المداري يضمن، من منظور الأرض، تجمُّع الكواكب على جهة واحدة من الشمس من حين لآخر، مما يؤدي إلى حدوث هذه المشاهد السماوية النادرة.
تدور الكواكب حول الشمس في مسارات تسمى "المدارات"، وهي عادة ما تكون إهليلجية (بيضاوية الشكل)، وليست دائرية تماما، وفقا لقانون كبلر الأول. ويتميز مدار الكوكب بـ"معامل الاستطالة"، وهو مقياس يُظهر مدى انحناء المدار عن الشكل الدائري المثالي. كما أن الكواكب تتميز بـ"الميل المداري"، وهو زاوية انحراف مدار الكوكب عن مستوى دائرة الكسوف.
وإذا نظرنا إلى الميل المداري للأرض بالنسبة لدائرة الكسوف فنجده صفرا، بحكم أن مدار الأرض هو المرجع لهذا المستوى، في حين ينحرف مدار المريخ عن مستوى دائرة الكسوف بنحو 1.85 درجة، وأما المشتري 1.3 درجة، وأورانوس 0.77، وعليه فإن الكواكب لا تصطف باستقامة عندما تجتمع في سماء الأرض.
ويعد الاصطفافان المرتقبان فرصة سانحة ومشوقة لرصدهما، ويتطلب الأمر سماء صافية وأدوات فلكية بسيطة، مثل المنظار المكبر أو التلسكوبات. كما يعتمد رصد هذه الاصطفافات بشكل كبير على الموقع الجغرافي ووقت الرصد وحالة الطقس المحلية.
ولحسن الحظ، ثمّة عديد من الأدوات التي تساعد المراقبين والهواة للاستعداد لمثل هذا الحدث، وتقدم مواقع إلكترونية مثل "تايم آند ديت" (Time and Date) أدوات تفاعلية لتحديد أوقات ظهور الكواكب ومواقعها في السماء، وبالمثل، توفر برمجية "ستلاريوم" (Stellarium) المجانية دليلا شاملا لمواقع الأجرام السماوية.
إعلانومن المهم الاستعداد جيدا قبل الحدث بليلة على الأقل، بوضع مخطط كامل لمسار جميع الكواكب في السماء، وتحديد ساعة الصفر للشروع بمراقبتها جميعا في لقطة واحدة، هذا مع التأكيد أن أورانوس ونبتون هما الكوكبان الوحيدان اللذان لن يكون بالمقدور رؤيتهما بالعين المجردة، ويتطلب الأمر أداة مساعدة لرؤيتهما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سماء الأرض
إقرأ أيضاً:
“فلكية جدة”: القمر والزهرة وزحل يصطفون فجر الخميس
تشهد سماء المملكة العربية السعودية ومعظم الدول العربية, فجر غد الخميس، مشهدًا فلكيًا بديعًا يتمثل في اصطفاف هلال القمر وكوكبي الزهرة وزُحل في منظر مرئي بالعين المجردة دون الحاجة إلى أجهزة رصد فلكية متخصصة.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن الاصطفاف سيُرصد في الأفق الشرقي قبل شروق الشمس، حيث يظهر هلال القمر مضاءً من الجهة اليسرى، بينما يرافقه كوكب زُحل الذي يبدو نقطة ضوئية خافتة، في حين يسطع كوكب الزهرة أسفل المشهد ليشكّل أكثر الأجرام تألقًا بعد القمر، لافتًا النظر إلى أن هذا الترتيب البصري سيستمر حتى شروق الشمس.
وبيّن أن هذه الظاهرة ناتجة عن اصطفاف الأجرام الثلاثة على خط وهمي واحد من منظور الأرض، دون أن يكون هناك اقتران مداري حقيقي بينها، مشيرًا إلى أنها ظاهرة غير نادرة, إلا أنها تحظى بأهمية علمية وتطبيقية كبيرة لدى المختصين في علم الفلك والمراقبين الهواة.
أخبار قد تهمك خادم الحرمين الشريفين يرأس جلسة مجلس الوزراء في جدة 20 مايو 2025 - 4:06 مساءً أمام خادم الحرمين الشريفين.. أصحاب السمو الأمراء يؤدون القسم عقب صدور الأوامر الملكية بتعيينهم في مناصبهم الجديدة 20 مايو 2025 - 3:45 مساءًوقال: “إن هذه الاصطفافات السماوية تتيح للعلماء فرصة مهمة لاختبار دقة النماذج المدارية المستخدمة في التنبؤ بحركات الأجرام السماوية، كما تُستخدم في معايرة أجهزة الرصد من خلال مقارنة مواقع الكواكب وسطوعها النسبي، ما يسهم في رفع كفاءة أدوات التلسكوب وتحسين تقنيات الرصد والتحليل”, عادًا هذه الظاهرة فرصة تعليمية مهمة للطلبة والمهتمين بالفلك لتطوير مهاراتهم في الرصد والتوثيق، وتحليل درجات السطوع الظاهري للأجرام.
يُذكر أن هذه الاصطفافات تتكرر بين حين وآخر، إلا أن متعة مشاهدتها ترتبط بصفاء السماء وخلو الأفق من العوائق، ما يجعل من هذا الحدث فرصة لا تعوّض لعشّاق السماء والمهتمين بالظواهر الكونية.