«مال وجمال».. البهجة تكسو الأقصر مع بدء موسم تجفيف الطماطم (صور)
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
مساحة شاسعة من الأراضي الزراعية اكتست باللون الأحمر تداعبها أشعة الشمس، في مشهد يبعث البهجة في قلوب مئات الشباب والسيدات الذين انتشروا للعمل في تجفيف الطماطم، فهنا من يغسل الطماطم، وهناك من يقطعها لدوائر صغيرة، ثم يتم توزيعها على مفروشات في الأرض، ورشها بالملح لتجفف، قبل أن تُصدَّر إلى عشرات الدول الأجنبية والعربية، تلك الانتعاشة التي تشهدها محافظة الأقصر كل شتاء بالتزامن مع انتعاش موسم حصاد الطماطم.
لا يختلف هذا النشاط كثيراً عن الموجود في منازل آلاف السيدات من ربات البيوت، واللاتي يستغللن موسم الطماطم ورخص أسعارها هذه الفترة في تخزين أكبر كمية منها ليستخدمنها في وقت انتهاء الموسم الذي يقل فيه المحصول هرباً من شرائها بأسعار مرتفعة، نتيجة زيادة الطلب وقلة المعروض، خصوصاً قبيل شهر رمضان المبارك الذي يفصلنا عنه أقل من 90 يوماً.
انتعاش تجفيف الطماطم بالأقصريوضح الدكتور النوبي حنفى سالم، أستاذ مساعد بكلية الزراعة بجامعة أسوان، مسؤول أحد مناشر الطماطم في محافظة الأقصر، لـ«الوطن»، أنّ هناك العديد من المراحل التي يمر بها محصول الطماطم داخل المناشر وصولاً إلى تجفيفها وتصديرها للعديد من الدول الأوروبية والعربية، وأبرزها ألمانيا، والبرازيل، وإيطاليا، والإمارات، مشيراً إلى أنّ الأيدي المصرية الماهرة هي أساس تجفيف الطماطم، فلا تجاريهم أيّة آلات، ولا غنى عنهم في هذه الحرفة كل موسم.
ويذكر «النوبي» أنّ تجفيف الطماطم يوفر نحو 250 فرصة عمل أكثرها للسيدات والفتيات من مراحل عمرية مختلفة يومياً طيلة موسم الطماطم الذي يبدأ في شهر نوفمبر ويمتد لمدة 9 أشهر خلال فصلي الشتاء والصيف، في مختلف مراحل التجفيف، بدءاً من النقل، مروراً بالغسيل، والتقطيع، والنشر، والتجفيف، والتعبئة.
وأوضح أن العاملين في تجفيف الطماطم بنسبة 95% من السيدات، وذلك لكونهن أكثر صبراً وخبرة، سواء في النظافة أو التقطيع أو الترتيب.
وبحسب «النوبي»، تبدأ مراحل تجفيف الطماطم من فحص كل حبة منها بعد حصاد الطماطم وإحضارها من الحقول والتأكد من جودتها، ثم غسيلها جيداً والتأكد من نظافتها، وبعد ذلك تقطيعها يدوياً من خلال السيدات اللاتي احترفن ذلك الأمر، ثم نشرها وتجفيفها، موضحاً أنّ أكبر سوق لديهم هى البرازيل، مما يدر عليهم أرباحاً جيدة بالعملة الصعبة، إذ كل التعامل في التصدير من خلال الدولار.
ويعتبر طاهر كامل، أحد مسؤولي مناشر الطماطم بالأقصر، في حديثه لـ«الوطن»، أنّ تجفيف الطماطم يُعد أبرز المشروعات المهمة في المحافظة منذ أن بدأ فى عام 2012، حتى أصبحت مصر تحتل المركز الخامس عالمياً في إنتاج محصول الطماطم.
وذكر أنّهم اختاروا البر الغربي تحديداً لإنشاء أحد أكبر مناشر الطماطم بالأقصر؛ بسبب اعتدال المناخ وجفافه، خصوصاً أنّهم يعتمدون على التجفيف الشمسي، مشيراً إلى أنّهم يحصلون على الطماطم من خلال التعاقد مع المزارعين في شهري يوليو وأغسطس لزراعة الطماطم لحسابهم بهدف توفير الكمية المطلوبة من الطماطم الفريش، وذلك بمحافظات الأقصر وقنا وسوهاج وأسيوط وبنى سويف.
تنتظر شروق محمود، إحدى السيدات العاملات في تجفيف الطماطم، هذا الموسم من عام إلى آخر، إذ يُدر عليها أرباحاً جيدة من خلال حرفة سهلة وغير شاقة، تجعلها تدّخر الكثير من المال لتستخدمه فيما بعد في شراء احتياجاتها من الأجهزة الكهربائية قبل زفافها.
باب خير ورزق للسيداتوتعتبر أم عصام، إحدى السيدات بالمنشر، هذا الموسم «باب خير ورزق» لها، يجعلها تدّخر الكثير من المال لتدبير نفقات أسرتها ومساندة زوجها، خصوصاً قبيل شهر رمضان وبعده عيد الفطر والذي يحتاج إلى الكثير من النفقات، سواء في الطعام، أو شراء ملابس العيد لأبنائهما.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تجفيف الطماطم تجفيف الطماطم بالأقصر محافظة الأقصر الطماطم المجففة شهر رمضان حصاد الطماطم البر الغربي تجفیف الطماطم من خلال
إقرأ أيضاً:
توفير فرص عمل.. انطلاق مبادرة تمكين بالأقصر في 10 قرى
أعلنت محافظة الأقصر بالتعاون مع مؤسسة صناع الخير للتنمية عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي عن بدء تنفيذ مبادرة تمكين ابتداء من الأربعاء المقبل برعاية المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر وبشراكة عدد من الوزارات منها التضامن الاجتماعي والعمل والتنمية المحلية والشباب والرياضة الى جانب رعاية بنك مصر.
وتستهدف مبادرة تمكين دعم الشباب والفتيات في القرى الأكثر احتياجا داخل مركزي إسنا والقرنة من خلال برامج تدريبية عملية تساعد على توفير فرص تشغيل حقيقية كما تشمل تقديم خدمات طبية في مجال امراض العيون ضمن برنامج عنيك في عنينا مثل الكشف وصرف العلاج والنظارات اضافة الى اجراء العمليات الجراحية للحالات المستحقة وهو ما يعزز جهود الدولة في تحسين مستوى الخدمات داخل الريف
وخلال اجتماع موسع اكد الدكتور هشام ابو زيد نائب محافظ الأقصر ان المحافظة توفر كل عناصر الدعم لضمان وصول المبادرة الى اكبر عدد من المستفيدين مشيرا الى اهمية التعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لتحقيق اهداف التنمية المستدامة داخل القرى
وتشمل المبادرة تنفيذ دورات تدريبية في السباكة والكهرباء لعدد عشرين متدربا في كل دورة مع تسليم ادوات العمل اللازمة كما تتضمن ورش تدريبية للفتيات في مجالات التطريز والديكوباج والاحجار الكريمة بعدد خمس وعشرين متدربة يوميا اضافة الى برامج ريادة الاعمال والشمول المالي والتحول الرقمي لدعم تأسيس مشروعات صغيرة توفر دخلا ثابتا كما سيتم تخصيص مقرات داخل مراكز الشباب لاستضافة التدريبات الفنية والطبية طوال فترة تنفيذ المبادرة
كما تنطلق قافلة طبية موسعة للعيون تقدم خدمات الكشف والعلاج وصرف النظارات اضافة الى اجراء عمليات المياه البيضاء وغيرها من التدخلات الجراحية للحالات التي تستدعي ذلك
وتشمل مواعيد انتشار قوافل المبادرة في مركز إسنا مراكز شباب النجوع يوم الأربعاء سبعة عشر ديسمبر ومركز شباب الجديد يوم الخميس ثمانية عشر ديسمبر ومركز شباب الحلة يومي الأحد والاثنين واحد وعشرين واثنين وعشرين ديسمبر ومركز شباب العطوان يومي الأربعاء والخميس اربعة وعشرين وخمسة وعشرين ديسمبر ومركز شباب الغريرة يومي الأحد والاثنين ثمانية وعشرين وتسعة وعشرين ديسمبر ومركز شباب الحسينية يومي الأربعاء والخميس واحد وثلاثين ديسمبر والاول من يناير
وفي مركز القرنة تبدأ القوافل في مركز شباب القرنة يومي الأحد والاثنين اربعة وخمسة يناير ثم مركز شباب الاقالتة يوم الأربعاء سبعة يناير ومركز شباب المريس يوم الخميس ثمانية يناير ثم مركز شباب البعيرات يومي الأحد والاثنين احد عشر واثني عشر يناير ثم مركز شباب الضبعية يومي الأربعاء والخميس اربعة عشر وخمسة عشر يناير ثم تعود القوافل لمركز شباب الاقالتة يومي الأحد والاثنين ثمانية عشر وتسعة عشر يناير
وحضر الاجتماع كل من عمر رسلان ممثل صناع الخير ومحمود باسل مدير مديرية العمل ومحمد عبد الوهاب مدير الشباب والرياضة والسيد بستاني ممثل التضامن الاجتماعي حيث تم الاتفاق على وضع خطة تنفيذية متكاملة لضمان نجاح المبادرة داخل القرى المستهدفة
واكد نائب المحافظ خلال الاجتماع ان العمل مستمر لتعميم المبادرة لاحقا على باقي مراكز محافظة الأقصر بهدف خلق فرص عمل حقيقية وتحسين جودة الحياة داخل المجتمعات الريفية