بوابة الفجر:
2025-08-02@13:19:47 GMT

مؤمن الجندي يكتب: قلوب بلا أقنعة

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

في عالم يمتلئ بالصخب والمظاهر الخادعة، تظل النية الصادقة هي النور الخفي الذي يهدي الأرواح ويجمع القلوب.. سلامة النية ليست مجرد فضيلة، بل هي جوهر الإنسانية الذي يمنحنا القدرة على رؤية الجمال في الآخرين، والتواصل معهم بمحبة خالصة! التواضع مع كل من حولنا، مهما بلغنا من شأن أو مكانة، هو ما يجعلنا عظماء بحق، ويُضفي على حياتنا معنى أعمق وقيمة أبقى، فالحياة لا تُقاس بما نملكه، بل بما نقدمه للقلوب التي نعبرها، وكيف نترك فيها أثرًا من نور لا يزول.

مؤمن الجندي يكتب: الحقونا مؤمن الجندي يكتب: 11:59 مؤمن الجندي يكتب: بلا وداع مؤمن الجندي يكتب: صلاح والحمار

تأخذنا الحياة في سباق مستمر، حيث يندفع الكثيرون خلف النجاح والمجد، غير مدركين أن القلب النقي والنية الصادقة هما الزاد الحقيقي الذي يظل خالدًا في ذاكرة الناس.. هنا، تتجلى لنا قصص تحمل في طياتها الدروس، مثل علاقة اللاعب محمود كهربا بشخصية رائعة ونفيسة مثل "أمح الدولي"، أحد أصحاب الهمم.

شاهدت فيديو يجمع كهربا وأمح، حيث ذهب الأول له بغرفته في المستشفى التي يعالج فيها ومعه "تورتة" وعدد من الأصدقاء للاحتفال بعيد ميلاد "أمح".. الحقيقة رأيت في هذه العلاقة البسيطة والملهمة معاني الإنسانية الخالصة، كهربا - برغم شهرته وبريق الأضواء من حوله - يحتضن "أمح" بحبٍ عفوي وروح نقية، لا فرق بين لاعب مشهور ورجل بسيط يحمل قلبًا كبيرًا! 

من وجهة نظري، هذا التواضع يجسد رسالة أعمق من مجرد لقاء عابر أن العظمة الحقيقية تكمن في القدرة على التواصل مع القلوب بصدق وشفافية، بعيدًا عن مظاهر الحياة المادية.

عندما يظهر محمود كهربا إلى جانب "أمح الدولي"، تشعر وكأن العالم قد تلاشى، وحل مكانه فضاءٌ نقي يفيض بالمحبة والود.. في هذه اللحظات، يتحدث الصمت، وتبوح النظرات بكل ما يعجز اللسان عن قوله.. ترى كهربا يضحك مع "أمح"، يمازحه بحبٍ، ويحمله كأنه جزء من روحه. هنا، يظهر المعدن الحقيقي للإنسان، معدنه الذي لا تصقله الشهرة ولا يفسده المال.

سلامة النية هي المفتاح الذي يفتح أبواب القلوب

"أمح" من جانبه ليس مجرد متلقٍ لهذه المشاعر؛ بل هو نبع من العطاء، يرد الحب بحب أكبر، ويجعل كل من حوله يشعر بقيمته، كما لو كان يحمل رسالة ربانية ليذكرنا بأن القلوب الطيبة كنز لا يُقدر بثمن.

سلامة النية ليست مجرد فضيلة، بل هي جوهر العلاقات البشرية.. النية الصافية تجعلنا نرى الجمال في أبسط الأمور، وتساعدنا على مدّ جسور المحبة مع الآخرين. عندما تكون النية خالصة، تتحول الحياة إلى مساحة من النور.

كهربا، برغم ما قد يواجهه كلاعب من تحديات وضغوط، لم يغفل عن أهمية أن يكون قدوة حقيقية في هذا الموقف! موقفه مع "أمح" يرسل رسالة للجميع لا يهم مدى نجاحك أو مكانتك، إذا لم تحمل في داخلك تواضعًا وحبًا للآخرين، فإن نجاحك ناقص.

مؤمن الجندي يكتب: بالونة مزدوجة مؤمن الجندي يكتب: إعدام حصان

في النهاية، كل يوم نعيشه في عالم يضج بالأنانية والمظاهر، نحن بحاجة لأن نتعلم من هذه العلاقة! فلنسعَ جميعًا إلى سلامة النية، ولنجعل قلوبنا مساحة مفتوحة للجميع.. وأنت، عزيزي القارئ، لا تنتظر أن تصبح نجمًا أو مشهورًا لتُظهر طيبتك.. كن بسيطًا وصادقًا في نواياك مع من حولك، وستجد أن العالم يبادلك حبًا بحب، وعطفًا بعطف.. سلامة النية هي المفتاح الذي يفتح أبواب القلوب، قلوب بلا أقنعة!

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: كهربا محمود كهربا أمح الدولي الأهلي الدوري المصري الكرة المصرية مؤمن الجندی یکتب

إقرأ أيضاً:

أحمد ياسر يكتب: مصر.. التاريخ والعنوان

في خضمّ التعليقات الصاخبة المحيطة بالحرب المدمرة في غزة، ترسخت رواية ساخرة ومُستمرة.. رواية تسعى إلى تصوير مصر كطرف سلبي، أو حتى متواطئ، في معاناة الشعب الفلسطيني.

هذه الإدعاءات الخبيثة، التي تنتشر بسرعة التضليل الإعلامي، ليست تشويهًا عميقًا للحقيقة فحسب، بل هي إهانة لأمة تحملت، تاريخيًا وحاضرًا، أثقل أعباء القضية الفلسطينية… إن المراجعة الموضوعية للحقائق ليست ضرورية فحسب، بل تُعدّ أيضًا دحضًا قاطعًا لهذه الحملة من التضليل الإعلامي.

(أولا)يتمحور أكثر هذه الادعاءات خبثًا حول معبر رفح الحدودي، الذي يُصوّر بشكل غير نزيه على أنه دليل على "حصار" مصري، هذه الإدعاء مُفلس فكريًا… فمعبر رفح هو حدود دولية بين دولتين ذات سيادة، (مصر وفلسطين) ، تحكمها اتفاقيات دولية واعتبارات أمنية وطنية عميقة، لا سيما في ظلّ معركة مصر الطويلة والمكلفة مع الإرهاب في سيناء.

فهو ليس نقطة تفتيش داخلية متعددة؛  بالنسبة لغزة، فهي البوابة الوحيدة إلى العالم التي لا تسيطر عليها إسرائيل.. إن مساواة إدارة مصر المنظمة لحدودها السيادية بالحصار العسكري والاقتصادي الشامل الذي تفرضه إسرائيل - الذي يسيطر على المجال الجوي والساحل والمعابر التجارية لغزة - هو تحريف متعمد وخبيث للمسؤولية.

والحقيقة هي أنه منذ بداية هذه الأزمة، لم يكن معبر رفح حاجزًا، بل الشريان الرئيسي للمساعدات المنقذة للحياة، وهو شهادة على الالتزام المصري، وليس رمزًا للعرقلة.

(ثانيا) هذا يقود إلى الزيف الثاني: فكرة أن الدعم الإنساني المصري كان غائبًا… يتلاشى هذا الادعاء أمام الأدلة الدامغة، منذ اليوم الأول، نسقت مصر عملية لوجستية واسعة النطاق ومتواصلة، وقد سهلت الدولة المصرية، بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري وجهات وطنية أخرى، دخول الغالبية العظمى من جميع المساعدات الدولية المقدمة إلى غزة.

نحن لا نتحدث عن لفتات رمزية، بل عن آلاف الشاحنات المحملة بالغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية الأساسية.  نتحدث هنا عن مستشفيات ميدانية مصرية أُقيمت على الحدود، وعن آلاف الجرحى الفلسطينيين والأجانب الذين دخلوا لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية.

لقد تكبدت الخزينة المصرية ثمنًا باهظًا جراء هذا الجهد الضخم، وأثقل كاهل بنيتنا التحتية اللوجستية والأمنية إلى أقصى حد، وبينما قدّم آخرون كلماتهم، قدّمت مصر شريان حياة، مُقاسًا بالعدد وبالأرواح التي أُنقذت.

وأخيرًا، يكشف نقد الجهود الدبلوماسية المصرية عن سوء فهم جوهري لواقع الوساطة الإقليمية القاسي. . إن اتهام مصر بالتقصير الدبلوماسي يتجاهل حقيقة أن القاهرة من العواصم القليلة جدًا في العالم التي يُؤتمن على التحدث مع جميع الأطراف.

هذا ليس تواطؤًا؛ بل هو العمل الأساسي والمضني لصنع السلام…تعمل  الأجهزة الأمنية المصرية  والقنوات الدبلوماسية بلا كلل للتوسط في وقف إطلاق النار، والتفاوض على إطلاق سراح الرهائن والسجناء، ومنع اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا.

علاوة على ذلك، ترتكز الدبلوماسية المصرية على مبادئ راسخة… لقد كان الرئيس عبد الفتاح السيسي واضحًا لا لبس فيه في التعبير عن خطين أحمرين أساسيين لمصر:

١-  الرفض القاطع لأي تهجير قسري أو طوعي للفلسطينيين من أرضهم.

2- المطالبة الثابتة بحل الدولتين على أساس حدود عام 1967…هذه ليست مواقف سلبية؛ بل هي مبادئ أمنية وطنية راسخة وفعّالة وجهت أفعال مصر، ووضعتها أحيانًا في خلاف مع مخططات جهات فاعلة عالمية أقوى.

سيكون التاريخ هو الحكم النهائي، وسيُظهر سجله أنه بينما انغمس الآخرون في الغضب الاستعراضي والتظاهر السياسي، كانت مصر على الأرض، تُدير الحدود، وتُسلم المساعدات، وتُعالج الجرحى، وتُشارك في دبلوماسية حل النزاعات الجائرة والمرهقة…

و تتلاشى الادعاءات الخبيثة عند مواجهة وطأة أفعال مصر. ونقول للجميع أن التزامنا ليس محل نقاش؛ إنه مسألة مُسجلة تاريخيا..

طباعة شارك غزة التضليل الإعلامي القضية الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • جريمة تهز القلوب.. مقتل زوجين و3 من أبنائهما بواحة سيوة في مطروح
  • الشيخ خالد الجندي: فهم المعنى في اللغة أهم من مجرد الإعراب
  • خالد الجندي: فهم المعنى في اللغة أهم من مجرد الإعراب.. وهذا ما يغير دلالة الآيات
  • النمر: لا دواء يوقف الشيخوخة وNAD+ مجرد وهم تجاري
  • إطلاق حملة أثر الجندي لزراعة الأشجار في الأنبار تخليداً لمواقف الجيش العراقي
  • استشهد بآية من القرآن.. «كهربا» يُوجّه رسالة غامضة في أحدث ظهور له عبر إنستجرام
  • د. هاني العدوان يكتب ..
  • أحمد ياسر يكتب: مصر.. التاريخ والعنوان
  • شواطئ ظفار الساحرة تأسر قلوب الزائرين كوجهات جاذبة خلال "موسم الخريف"
  • «يلا نفرح قلوبهم» .. مبادرة شبابية تنشر البهجة في قلوب أطفال يواجهون المرض بشجاعة