نيل مصر فى لقان الغطاس.. الكنيسة المصرية الأرثوذكسية تحتفي بنهر الخير والعطاء
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحتفل المسيحيون في مصر بعيد الغطاس يوم 11 طوبة الموافق 19 يناير الجاري، حيث يمثل هذا العيد بهجة وفرحا لكل المصريين وتظهر عظمة الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية في روعة صلواتها التي حملت نهر النيل في قلبها، فهو شريان الحياة الذي أنبت القربان الذي يقدم كذبيحة حب بأيدٍ مصرية مُتمثلة في كهنة مصر متضرعين من أجل النيل، وأن يفيض بالخير وفي مشهد مهيب يخضعون ماء النيل لواهب الحياة يأخذون من ماء النيل في وعاء للصلاة والطلبة لعيدوه مرة أخرى بعدما تبارك بصلوات وابتهالات ونصلي من أجل رئيس مصر في صلاة تسمى «أوشية الملك».
وفي عشية عيد الغطاس صلاة طقسية لقان عيد الغطاس، يقول الكاهن: «اذكر يارب عبدك (الرئيس). احفظه فى سلامة وعدل وجبروت وليخضع له سائر البربر والأمم الذين يريدون الحروب في جميع مالنا من الخصب، تكلم في قلبه من أجل سلامة كنيستك الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية. أعطه أن يفكر بالسلام فينا وفي اسمك القدوس لكي نعيش نحن أيضًا في سيرة هادئة ساكنة ونكون بك موجودين في كل تقوى وكل عفاف، وما زالت صلوات كنيستنا العريقة نصلي من أجل الجميع».
وكذلك يصلي على الماء، قائلًا: «أنت الآن أيضًا يا سيدنا قدّس هذا الماء بروح قدسك، وامنح الذين يستعملونه بكل نوع، أو الذين يلمسونه، أو الذين يشربون منه أو الذين يغتسلون منه أن يكون لهم طهرًا وبركة ونقاوة وخلاصًا، لكي من جهة العناصر والملائكة والناس معًا، ومن جهة الذين يرون والذين لا يرون، يتمجد اسمك أيها الأب والابن والروح القدس الآن وكل أوان وإلى أبد الدهور كلها آمين».
من أهم الأحداث التي سجلها التاريخ، حيث جاء في كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر في التاريخ طبعة مصر 1346 هجرية «جزء 1 صفحة 212، وصفحة 213»، من أهم حوادث تاريخ مصر الإسلامية هو اشتراك أمير مسلم بصفة رسمية في حفلة دينية مسيحية أي عيد الغطاس، الذي كان يحتفل به الأقباط احتفالًا فخمًا عظيمًا.
وترك لنا «المسعودي» وصفًا دقيقًا لهذا الحادث، قال: «لقد حضرت سنة 330 ليلة الغطاس بمصر والإخشيد محمد بن طغج أمير مصر في قصره المعروف بالمختار في جزيرة الروضة الراكبة للنيل، والنيل يطيف بها قد أمر فاسرج في جانب الجزيرة وجانب الفسطاط 1000 مشعل، غير ما أسرج أهل مصر من المشاعل والشمع، وقد حضر في النيل وفي تلك الليلة ألوف من الناس من المسلمين والنصارى، منهم في الزوارق ومنهم في الدور المشرفة على النيل، ومنهم على الشطوط، لا يتناكرون كل ما يمكنهم إظهاره من المآكل والمشارب وآلات الذهب والفضة والجواهر والملاهي والعزف والقصف، وهي أحسن ليلة تقوم بمصر وأشملها سرورًا ولا تغلق فيها الدروب ويغطس أكثرهم في النيل، ويزعمون أن ذلك أمان من المرض ونشر الداء».
ولما جاء الفاطميون إلى مصر أنشأوا القاهرة وقربوا الأقباط إليهم لإخلاصهم وصدقهم وأمانتهم وجعلوا أعيادهم أعيادا رسمية يشترك فيها الخلفاء أنفسهم، مثل أعياد النيروز والميلاد والغطاس والشهيد وخميس العهد، وكانوا يخرجون من خزائنهم العطايا والتحف ويحتفلون بالعيد والشموع توزع على الجميع لا فرق في ذلك بين مسلم ومسيحي.هذا بالإضافة إلى أنواع الحلوى الكثيرة وطنافير الزلابية وطواجن السمك كان الخليفة يحتفل بالعيد مع القسوس والرهبان حاملين الصلبان الذين يقيمون القداس الإلهي على النيل، وبعد انتهاء القداس وسط الشموع والقناديل والفوانيس والأنوار الكثيرة كان الناس لا يختلطون المسلمين ولا مع النصارى، ولكن ما يحدث هو العكس أنهم في النيل يختلطون «الغطسة» لا فرق بين مسلم ومسيحي، ولما احتفل المسلمون بليالي رمضان، صاروا يستعملون هذه الفوانيس.
ويقول المقريزي، إنه رأى شمعة صنعت في ليلة عيد الميلاد ثمنها يزيد علي 70 مثقالًا من الذهب، ولما اختلت أمور مصر في أوائل القرن الـ15 كان من جملة ما أبطل عمل الفوانيس في الميلاد والغطاس، أما في زماننا الحاضر، فلم يبق من عادات القبط إلا مص القصب وأكل القلقاس، وهذا كما جاء في كتاب المقريزي الخطط والآثار «جزء أول صفحة 262، وصفحة 494».
هذه هي أعيادنا أعيادكم وقلوب تفرح معًا بين يدي باريها تبتهل لأجل ماء النيل والزروع والعشب ونبات الحقل والأهوية وثمرات الأرض والندي وما زال نيلنا يجري بابتهالات المصريين كل من يبتهل لله مقدمًا قلوبًا خاشعة ليحفظ مصر التي هي في قلب الله.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نيل مصر لقان الغطاس الكنيسة المصرية الأرثوذكسية رئيس مصر عید الغطاس من أجل
إقرأ أيضاً:
اختبار ذكاء اصطناعي جديد يتنبأ بالأشخاص الذين سيستفيدون من دواء سرطان البروستاتا
طور أطباء أداة ذكاء اصطناعي يمكنها التنبؤ بالرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين سيستفيدون من دواء يقلل من خطر الوفاة إلى النصف.
وُصف "أبيراتيرون" بأنه علاج "مُغير لقواعد اللعبة" لهذا المرض، وهو أكثر أنواع السرطان شيوعا لدى الرجال في أكثر من 100 دولة. وقد ساعد بالفعل مئات الآلاف من المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم على العيش لفترة أطول.
لكن بعض الدول، بما في ذلك إنجلترا، توقفت عن توفير هذا الدواء "المذهل" على نطاق أوسع للرجال الذين لم ينتشر مرضهم.
والآن، قام فريق من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسويسرا بتطوير اختبار ذكاء اصطناعي يُظهر الرجال الذين يُرجح أن يستفيدوا من "أبيراتيرون". سيُمكّن هذا الاختراق "المثير" أنظمة الرعاية الصحية من توفير الدواء لمزيد من الرجال، وتجنيب الآخرين العلاج غير الضروري، بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
سيتم الكشف عن اختبار الذكاء الاصطناعي في شيكاغو خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري، وهو أكبر مؤتمر عالمي للسرطان.
شارك نك جيمس، أستاذ أبحاث سرطان البروستاتا والمثانة في معهد أبحاث السرطان بلندن، واستشاري الأورام السريرية في مؤسسة رويال مارزدن التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، في قيادة الفريق الذي طوره.
وقال جيمس: "لقد حسّن "أبيراتيرون" بشكل كبير التوقعات لمئات الآلاف من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم. نعلم أنه بالنسبة للعديد من الرجال المصابين بالسرطان الذي لم ينتشر بعد، يمكن أن يحقق نتائج مذهلة أيضا".
"لكنه يأتي مع آثار جانبية ويتطلب مراقبة إضافية لمشاكل محتملة مثل ارتفاع ضغط الدم أو تشوهات الكبد. كما يمكن أن يزيد بشكل طفيف من خطر الإصابة بمرض السكري والنوبات القلبية، لذا فإن معرفة من هو الأكثر احتمالا للاستفادة أمر بالغ الأهمية".
" يُظهر هذا البحث إمكانية تحديد الأشخاص الذين سيستجيبون بشكل أفضل لأبيراتيرون، وأولئك الذين سيتحسنون من العلاج القياسي وحده - العلاج الهرموني والعلاج الإشعاعي".
يستخدم الاختبار الذكاء الاصطناعي لدراسة صور الأورام وتحديد السمات غير المرئية للعين البشرية. وقد أجرى الفريق، الممول من مؤسسة سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة ومجلس البحوث الطبية وشركة أرتيرا، تجربة على صور خزعات لأكثر من 1000 رجل مصاب بسرطان البروستاتا عالي الخطورة الذي لم ينتشر.
حدد اختبار الذكاء الاصطناعي 25% من الرجال في المجموعة الأكثر احتمالا للاستفادة من أبيراتيرون - بالنسبة لهؤلاء الرجال، يقلل الدواء من خطر الوفاة إلى النصف.
في التجربة، حصل المرضى على درجة - إيجابية أو سلبية للمؤشرات الحيوية - والتي تمت مقارنتها بنتائجهم. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أورام إيجابية للمؤشرات الحيوية، واحد من كل أربعة رجال، خفض "أبيراتيرون" خطر الوفاة بعد خمس سنوات من 17% إلى 9%.
بالنسبة للمصابين بأورام سلبية المؤشرات الحيوية، خفض "أبيراتيرون" خطر الوفاة من 7% إلى 4%، وهو فرق لم يكن ذا دلالة إحصائية أو سريرية، وفقا للفريق البحثي. سيستفيد هؤلاء الرجال من العلاج القياسي وحده، وسيتجنبون العلاج غير الضروري.
وقال البروفيسور جيرت أتارد، المشارك في قيادة الدراسة، من معهد السرطان بجامعة "يونيفيرسيتي كوليدج لندن": "تُظهر هذه الدراسة، في مجموعة كبيرة جدا من المرضى، أنه يمكن استخدام خوارزميات جديدة لاستخراج المعلومات من شرائح علم الأمراض المتاحة بشكل روتيني لتخصيص هذه العلاجات لمرضى محددين وتقليل العلاج الزائد مع تعظيم فرصة الشفاء".
وأضاف جيمس أنه نظرا لأن عدد الرجال الذين سيحتاجون إلى الدواء أقل مما كان يُعتقد سابقا، ينبغي على أنظمة الرعاية الصحية النظر في إعطائه للرجال الذين لم ينتشر سرطانهم.
وقد تمت الموافقة على استخدامه من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا لعلاج سرطان البروستاتا المتقدم، ولكن ليس لعلاج الأمراض عالية الخطورة التي تم تشخيصها حديثا والتي لم تنتشر. ومع ذلك، فقد كان متاحا للرجال الذين يعانون من هذا المرض في اسكتلندا وويلز لمدة عامين.
قال جيمس: "يبلغ سعر عبوة أبيراتيرون 77 جنيها إسترلينيا فقط، مقارنة بآلاف الجنيهات التي تكلفها الأدوية الجديدة". وأضاف: "آمل حقا أن يؤدي هذا البحث الجديد - الذي يُظهر بدقة من يحتاج إلى هذا الدواء ليعيش حياة جيدة لفترة أطول - إلى مراجعة هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا لقرارها بعدم تمويل أبيراتيرون لعلاج سرطان البروستاتا عالي الخطورة الذي لم ينتشر".
ووصف الدكتور ماثيو هوبز، مدير الأبحاث في مركز سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة، اختبار الذكاء الاصطناعي بأنه "مثير للاهتمام". وأضاف: "لذلك، نؤيد دعوة الباحثين المُلحة لتوفير أبيراتيرون للرجال الذين يُمكن أن يُنقذ حياتهم - الرجال الذين، بفضل هذا البحث، يُمكننا الآن تحديد حالاتهم بدقة أكبر من أي وقت مضى".
صرح متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS): "بعد تقييم شامل قائم على الأدلة، تم تحديد توسيع نطاق الوصول إلى هذا الدواء لعلاج سرطان البروستاتا غير النقيلي كإحدى أهم أولويات الاستثمار بمجرد توفر التمويل الدوري اللازم لدعم استخدامه".
"تواصل NHS في إنجلترا تمويل دواء أبيراتيرون بشكل روتيني لعلاج العديد من أشكال سرطان البروستاتا المتقدم، بما يتماشى مع الإرشادات السريرية، ونُبقي هذا الموقف قيد المراجعة الدقيقة في ضوء الأدلة الناشئة، بما في ذلك الأبحاث الحديثة التي قد تُساعد في تحسين توجيه العلاج إلى المرضى الأكثر احتمالا للاستفادة منه".