هل سلمت إسرائيل أجهزة طرد مركزي مفخخة لإيران؟
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
اعترف مسؤول إيراني كبير لأول مرة بأن إسرائيل زودت إيران بمنصات طرد مركزي تحتوي على متفجرات لبرنامجها للتخصيب النووي، مما يؤكد على تعقيد برامج التخريب التي تستهدف الجمهورية الإيرانية.
وتبدو تعليقات وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، الذي يشغل منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية للرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، تهدف إلى شرح التحديات التي تواجهها الحكومة الإيرانية تحت العقوبات الغربية الساحقة بسبب البرنامج للجمهور الساخط في البلاد، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".
Israel supplied Iran with centrifuge platforms containing explosives for its nuclear enrichment program, a top Iranian official has acknowledged for the first time, underscoring the sophistication of sabotage programs targeting the Islamic Republic. https://t.co/VWSZIYkHFT
— The Associated Press (@AP) January 15, 2025 على خطى أجهزة البيجركما أقرت التعليقات الإيرانية الرسمية بالتفاصيل التي تم الإبلاغ عنها سابقاً في إسرائيل حول هجوم عام 2021 على منشأة تخصيب نووي تحت الأرض في نطنز.
يُظهر الكشف، الذي تم إصداره هذا الأسبوع، الخطر الذي لا يزال يواجه إيران بعد أن ضربت إسرائيل البلاد مرتين خلال الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة بينما يهدد نتانياهو باستهداف مواقعها النووية بشكل مباشر بينما يستعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض الأسبوع المقبل.
قال ظريف إن إسرائيل وضعت متفجرات في منصات الطرد المركزي. وأدلى ظريف بهذه التصريحات في مقابلة مع برنامج تابع لمعهد تجميع ونشر أعمال الإمام الخميني (منظمة ممولة من القطاع العام في إيران).
غالباً ما يسعى الساسة من المعسكر الإصلاحي في إيران، الذي يسعى إلى تغيير النظام الديني الشيعي في إيران من الداخل، إلى منافذ إعلامية مختلفة للوصول إلى الجمهور حيث يسيطر المتشددون على التلفزيون الحكومي الإيراني.
وناقش ظريف، الذي ساعد إيران في التوصل إلى اتفاقها النووي لعام 2015 مع القوى العالمية، هجوماً تخريبياً شنته وكالة الاستخبارات الإسرائيلية الموساد استهدف أجهزة النداء وأجهزة الراديو التي تستخدمها ميليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية في سبتمبر (أيلول) وأسفرت الموجتان من الهجمات عن مقتل 42 شخصاً وإصابة الآلاف، مما مهد الطريق لغزو إسرائيل للبنان في أكتوبر (تشرين الأول).
وقال ظريف: "هذا جزء من أضرار العقوبات، حيث تُجبر على تلقي (المشتريات) من خلال تجار متعددين بدلاً من الشراء من مصنع بشكل مباشر". "إذا كان النظام الصهيوني قادراً على التسلل إلى أحد التجار، فيمكنه فعل أي شيء وتثبيت أي شيء".
وأضاف: "على سبيل المثال، اشترت منظمة الطاقة الذرية (الإيرانية) منصة لأجهزة الطرد المركزي التي ثبت فيها (الإسرائيليون) مواد متفجرة". ولم يخض ظريف في التفاصيل، ولم يضغط عليه المحاور بشأن هذه القضية. ومع ذلك، يعد ذلك أول اعتراف واضح بدرجة تسلل الموساد إلى برنامج إيران النووي.
جواد ظريف: عثرنا على مواد متفجرة في أجهزة طرد مركزي اشتريناها عبر وسطاءhttps://t.co/ZyrlYrKXJy
— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) January 15, 2025 هجمات سابقةفي يوليو( تمَّوز) 2020 مزق انفجار غامض مجمع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في نطنز، وألقت إيران باللوم فيه على إسرائيل. في أبريل(نيسان) 2021 مزق انفجار آخر إحدى قاعات التخصيب تحت الأرض وبعد بضعة أشهر، أجرى رئيس الموساد الإسرائيلي المنتهية ولايته يوسي كوهين مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي اعترف فيها (تقريباً) بأن جواسيسه نفذوا الهجومين. وقال إن المتعاون مع الموساد "حرص على تزويد الإيرانيين بالأساس الرخامي الذي توضع عليه أجهزة الطرد المركزي والذي تضمن كمية هائلة من المتفجرات.
وقعت الهجمات تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي قاد إسرائيل خلال حروب الشرق الأوسط منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 آخرين رهائن.
ومنذ انسحب ترامب في عام 2018 من جانب واحد من اتفاق دولي يقيد برنامج إيران بشكل كبير، اخترقت طهران جميع حدود الاتفاق وتخصّب إيران اليورانيوم الآن إلى مستويات أقرب من أي وقت مضى إلى مستويات الأسلحة ولديها مخزون متزايد من اليورانيوم المخصب ويهدد مسؤولوها بشكل متزايد بالسعي إلى الحصول على قنبلة ذرية.
Israel planted explosives in centrifuge technology Iran bought for its nuclear program, veteran diplomat and vice president Mohammad Javad Zarif said, alleging an apparently unknown attempted attack by its arch-enemy. https://t.co/sgYOiEbfiK pic.twitter.com/QaJnpXog6d
— Iran International English (@IranIntl_En) January 14, 2025 موقف رسمييصر المسؤولون الإيرانيون على أن برنامجهم النووي سلمي وأنهم يريدون التفاوض مع الغرب بشأنه.
قال بيزيشكيان لشبكة "إن.بي.سي نيوز" في مقابلة بثت الثلاثاء: "المشكلة التي نواجهها ليست في الحوار. إنها في الالتزامات التي تنشأ عن الحديث والحوار والتي سيتعين علينا الالتزام بها". وأضاف: "لقد أوفينا بجميع الالتزامات التي كان علينا الالتزام بها. ولكن لسوء الحظ كان الطرف الآخر هو الذي لم يف بوعوده والتزاماته".
حذرت إسرائيل والرئيس جو بايدن وترامب مراراً وتكراراً من أنهم لن يسمحوا لإيران بالحصول على سلاح نووي. وقد أثار هذا مخاوف من ضربة إسرائيلية استباقية تستهدف المواقع النووية الإيرانية، وهو ما فعلته إسرائيل في العراق وسوريا، ورداً على سؤال حول إمكانية شن مثل هذه الضربة، قال بيزيشكيان: "نحن لا نخشى الحرب، لكننا لا نسعى إليها".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل الطرد المرکزی طرد مرکزی فی إیران
إقرأ أيضاً:
ما قصة المسيرة الإيرانية شاهد 101 التي سقطت في العاصمة الأردنية؟
هديل غبّون، عمّان، الأردن (CNN)-- قال الخبير العسكري الأردني نضال أبوزيد، في حديث خاص لـCNN بالعربية، إن الطائرة المسيّرة التي سقطت في منطقة أم أذينة وسط العاصمة الأردنية، عمّان، من طراز "شاهد 101" كما تم الإعلان عنها، تعد واحدة من "الطائرات الانقضاضية التي طورتها إيران في 2021، وبلغت حمولتها قرابة 10 كغم من المتفجرات."
وأضاف أبوزيد أن "شاهد 101 تتميز بكونها تعمل بالطاقة الكهربائية ولا تولّد حرارة أو موجات يمكن التقاطها عبر الرادارات التقليدية، ما يجعل اكتشافها واعتراضها أكثر صعوبة".
وتابع أن هذه الطائرة "لا توجه إلكترونيًا بشكل مباشر، وهو ما يزيد من تعقيد آلية التصدي لها".
وبين أبوزيد أن الطائرة ذاتها "استخدمت سابقا مرتين، الأولى كانت من قبل حزب الله اللبناني على شمال إسرائيل مع بداية الحرب على غزة في 2023 وتحديدا ضد مصنع تابع لشركة رافائيل للصناعات العسكرية، حيث تحمل الطائرة رأسا متفجرا متوسط الحجم بقدرات انقضاضية عالية".
كيف وصلت إلى الأراضي الأردنية؟
وأثار سقوط هذه المسيّرة في منطقة مأهولة جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أعلنت القوات المسلحة الأردنية على لسان مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، أنها كانت تحمل رأسا متفجرا لكنه لم ينفجر، وكشف عن طرازها، وسبب سقوطها الذي قال إنه يعود لعطل فني فيها.
وتعتبر حادثة سقوط مسيرات كاملة على مواقع مأهولة هي الثالثة في البلاد، وفقا للمسؤول العسكري، من بين 30 مسيّرة سقطت بالكامل على الأراضي الأردنية، منذ بدء التصعيد العسكري في المنطقة.
ورجّح الخبير أبو زيد أن يكون السبب التشويش الإلكتروني الذي أعلنت إسرائيل، الاثنين، أنها قامت به لإسقاط المسيرات الإيرانية.
وأضاف: "قد تكون موجات التشويش قد أثرت على مسار هذه الطائرة وسقوطها داخل الأراضي الأردنية بالرغم من أنها غير موجهة إلكترونيا"، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تعلن عن تفاصيل التقنيات التي تستخدمها.
وأشار أبوزيد إلى أن إسرائيل بدأت مؤخرا باستخدام منظومة جديدة تعرف بـ "الشعاع الحديدي"، تم تطويره بواسطة شركة رافائيل.
وأضاف: "هذه المنظومة تستخدم بأقل كلفة، وتغطي استنزاف منظومات الدفاع الجوي والنقص في الصواريخ الاعتراضية."
وأضاف: "هذا السلاح مستنسخ عن نموذج بريطاني، ويعتمد على استخدام شعاع ليزر يعترض الطائرات المسيّرة، وبتكلفة مالية لا تتجاوز 15 دولارا للطلقة الليزرية الواحدة، ما يشير إلى أن تقنيات وتكتيكات اعتراض الطائرات المسيرة الإيرانية تتطور".
منظومة دفاعية جديدة
ورأى أبوزيد أن "عمليات الاستنزاف الكبيرة التي أصابت منظومة الدفاع الجوية الإسرائيلية خاصة منظومة حيتس التي تقدر تكلفة الصاروخ الواحد فيها بنحو 3 مليون دولار، قد استعيض عنها بمنظومة الشعاع الحديدي، وكذلك منظومة جديدة تعرف بباراك 8".
وذكر أن "باراك 8 ليست منظومة دفاع جوي بريّة بل منظومة بحرية يتم تركيبها على قوارب بحرية من نوع كورفيت، تستخدم صاروخا باهظ الكلفة يعرف بصاروخ لارد".
وتابع أن "الاعتماد على منظومات بحرية مثل باراك 8، يأتي في سياق محاولة التخفيف من الضغط على منظومات الدفاع الجوي الأرضية".
وبشأن الرأس المتفجر في "شاهد 101"، قال أبوزيد إن "حجمه كبير نوعا ما، ويتميز بالخاصية الانقضاضية العالية"، وأضاف:" مسيرات شاهد وشاهد 101، استخدمها الإيرانيون في الموجات رقم 16 و 17 و 18 وفي هذه الموجة وهي رقم 20، مما يشير إلى أن الجانب الإيراني أيضا، بدأ يعتمد بشكل كبير على الطائرات الانقضاضية لتنفيذ أهدافه ضد إسرائيل".
وذكر أن مما يعزز فرضيات استنزاف الصواريخ الإيرانية، توجّه "إيران للاستعاضة عن الصواريخ ذات التكلفة العالية مثل الصواريخ البالستية، التي تتراوح تكلفتها من 800 ألف دولار إلى مليون دولار، نحو استخدام هذا النوع من المسّيرات الانقضاضية، التي لا تتجاوز تكلفتها بضع مئات من الدولارات."
لماذا الاختراقات للأجواء الأردنية ؟
وفيما تحدثت مصادر صحفية مؤخرا، عن اختراق الأجواء الأردنية على شكل موجات مسيرات ممنهجة قادمة من إيران رغم تعهد مسؤولين في النظام الإيراني بتجنبها، يفسّر الخبير أبوزيد أسباب هذه الاختراقات على مدار الأيام الماضية، حيث قال: "غالبية الصواريخ الإيرانية الموجهة والتي تخترق أجواءنا الأردنية هي صواريخ بالستية، لأن هذا النوع من الصواريخ لا يمكن التحكم بمساراتها، كما في الصواريخ الجوالة (كروز)".
وأضاف: "الصواريخ البالستية توجه عبر الأجواء الأردنية، لأن تطير عبر مسار منحني يصل إلى قمته في الغلاف الجوي، ثم يسقط نحو هدفه، ولذلك تم اختيار الأجواء الأردنية لأنها أقرب طريق لها، أما الصواريخ (كروز) فيمكن التحكم بمسارها، من خلال مثلا إطلاقها من شمال العراق إلى سوريا".
إسرائيلإيرانالأردنالجيش الأردنيالجيش الإسرائيليالجيش الإيرانيالحكومة الأردنيةالحكومة الإسرائيليةالحكومة الإيرانيةنشر الاثنين، 23 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.