محطات تفاوض بارزة سبقت اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
منذ نهاية اتفاق الهدنة الأول في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، شهد مسار التفاوض بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) محطات بارزة، تحت رعاية أطراف إقليمية ودولية فاعلة، أبرزها قطر ومصر والولايات المتحدة، في محاولة للوصول إلى اتفاق شامل توافق عليه الأطراف المعنية.
وقد عقدت عدد من جلسات التفاوض والمباحثات، بعضها كان غير مباشر بين حماس وإسرائيل، وبعضها لوسطاء دون مشاركة حماس أو إسرائيل، ومن أبرز تلك المحطات:
مفاوضات باريس الأولى يناير/كانون الثاني 2024شهدت العاصمة الفرنسية اجتماعا دوليا بمشاركة ممثلين من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، بهدف وضع إطار تفاوضي لإقامة صفقة تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل.
ونص المقترح على صفقة تبادل للأسرى ووقف للحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة والسماح بعودة النازحين والبدء في إعادة الإعمار.
وقدمت حركة حماس ردها على المقترحات المقدمة، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن العرض الذي قدمته حماس "خيالي" وغير قابل للتنفيذ.
ورأت حماس في مواقف نتنياهو محاولة لإطالة أمد الحرب، وذكرت بشروطها التي تضمن لها الاحتفاظ بالمحتجزين ما لم توقف إسرائيل حربها، وما لم تفرج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين.
23 فبراير/شباط 2024
عُقد اجتماع ثان في باريس بحضور الأطراف الدولية والإقليمية ذاتها، إضافة إلى الدولة المضيفة فرنسا، وخلص إلى اتفاق مبدئي على إطار عام لإقامة صفقة تبادل، إلى جانب طرح مسار يهدف إلى تهدئة الأوضاع في قطاع غزة بشكل مرحلي.
إعلانوانتهت جولتان أساسيتان من المفاوضات على أساس ما عرف بـ"وثيقة مبادئ باريس" دون تحقيق اتفاق المرحلة الأولى من الوثيقة المقسمة إلى 3 مراحل، بينما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الاتفاق لم يعد من الممكن أن يتم قبل الموعد المستهدف أميركيا، وهو شهر رمضان.
مفاوضات القاهرةشهد فبراير/شباط ومارس/آذار 2024 سلسلة من المحادثات والمفاوضات في القاهرة، تنوعت بين لقاءات الوسطاء وجولات تفاوض غير مباشرة بمشاركة ممثلين عن حماس وإسرائيل.
فبراير/شباط 2024في الأسبوع الأول من فبراير/شباط 2024، استضافت القاهرة جولة مطولة من المفاوضات غير المباشرة، بمشاركة وفد من حركة حماس، واستمرت هذه الجولة 3 أيام. وأعقب ذلك وصول وفد إسرائيلي إلى القاهرة لمواصلة النقاش حول تفاصيل صفقة التبادل.
وفي 13 فبراير/شباط، انعقد اجتماع رفيع المستوى في القاهرة لبحث مساري التهدئة وتبادل الأسرى، بحضور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ورئيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومسؤولين مصريين.
وانتهت المحادثات دون إحراز تقدم جوهري -حسب ما نقل موقع أكسيوس الأميركي- عن مصدر إسرائيلي أوضح أن العقبة الرئيسية بالمفاوضات كانت الخلاف حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم مقابل كل محتجز إسرائيلي، لا سيما الجنود الأسرى.
مارس/آذار 2024
مع استمرار المحادثات تلك الفترة في القاهرة والدوحة، استضافت العاصمة المصرية اجتماعا عربيا بمشاركة السلطة الفلسطينية، ركّز على سبل إقامة هدنة إنسانية في القطاع، بهدف إنقاذ من بقي وتخفيف المعاناة الإنسانية عليهم.
مفاوضات في الدوحةاستضافت العاصمة القطرية جولة من المفاوضات غير المباشرة يوم 19 مارس/آذار 2024، بمشاركة وفدين من حماس وإسرائيل، وذلك ضمن سلسلة اللقاءات في إطار جهود الوساطة لإبرام صفقة تبادل الأسرى والتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة.
إعلانوتألف الوفد الإسرائيلي المشارك من مسؤولين في الموساد والاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) الذي شارك بعد حصوله على تفويض من مجلس الحرب الإسرائيلي لبحث القضايا العالقة في المفاوضات.
وهدفت هذه الجولة إلى مناقشة مقترح جديد قدمته حركة حماس التي أكدت أنها أبدت مرونة في مطالبها، مشيرة إلى أن التنازلات المقدمة جاءت استجابة لمطالب الوسطاء القطريين والمصريين، في محاولة لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى اتفاق نهائي يوقف إطلاق النار في غزة.
مقترح حماس
قالت حركة حماس في السادس من مايو/أيار 2024 إن رئيس مكتبها السياسي آنذاك إسماعيل هنية أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع مدير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهما موافقة حماس على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار، لكن إسرائيل ردت على المفاوضات باجتياحها رفح في اليوم التالي، مما أدى لانهيار المفاوضات.
وفي 27 مايو/أيار 2024 سلمت إسرائيل مقترحا يتضمن استعدادا لمناقشة مطلب حركة حماس بالهدوء المستدام وبشأن عدد المحتجزين الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، إضافة إلى بنود متعلقة بالوجود العسكري في محور فيلادلفيا والفحص الأمني للنازحين الفلسطينيين العائدين إلى شمال غزة.
مقترح بايدنأعلن بايدن في 31 مايو/أيار 2024 عما قال إنه "مقترح إسرائيلي شامل لوقف إطلاق النار في 6 أسابيع والإفراج عن جميع المحتجزين" وتبناه مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 2735 يوم 10 يونيو/حزيران، ونص على وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة والانسحاب التام لجيش الاحتلال منه، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين.
ويتكون المقترح من 3 مراحل، وينص على وقف إطلاق نار مستدام وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بقطاع غزة ودخول المساعدات.
إعلانوسلّمت فصائل المقاومة ردها على المقترح الذي عرضه بايدن للوسطاء يوم 11 يونيو/حزيران 2024، شاملا تعديلات تتعلق بوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من كامل قطاع غزة بما فيه معبر رفح ومحور فيلادلفيا، مبدية استعدادها للتعاون.
غير أن واشنطن قالت إن بعض التعديلات "يمكن العمل عليها وبعضها غير مقبولة لإسرائيل" متهمة حركة حماس بعرقلة التوصل لاتفاق، رغم أن إسرائيل لم تبد موافقتها العلنية على الاقتراح حينها، إلا أن حماس رفضت الاتهامات الأميركية بل اتهمت أميركا بعدم الضغط بشكل كاف على حكومة نتنياهو للموافقة على ما ورد في الإعلان.
ووفق قناة "كان 11" الإسرائيلية، فقد قدمت حماس ردا أكثر تشددا على المقترح، إذ طالبت -إضافة روسيا والصين وتركيا إلى قائمة الدول الضامنة للاتفاق المرتقب، إضافة للولايات المتحدة ومصر وقطر.
كما طالبت حماس بتقديم عملية إعادة إعمار قطاع غزة من المرحلة الثالثة إلى المرحلة الأولى المخصصة لإطلاق الأسرى، كما تريد تعهدا من إسرائيل بأنها لن تستأنف إطلاق النار بغض النظر عن عدم التوصل لتوافقات على المراحل التالية بعد المرحلة الأولى.
وإضافة إلى ذلك، رفضت حماس أن يكون لإسرائيل حق الاعتراض على أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيدرجون ضمن صفقة التبادل المرتقبة، ورفضت أيضا إبعاد من سيفرج عنهم إلى غزة، وطالبت بعودة فلسطينيي عام 1948 والضفة الغربية إلى مناطقهم.
العودة للدوحةاستضافت الدوحة جولة أخرى من المفاوضات بين حماس وإسرائيل يومي 15 و16 أغسطس/آب 2024، بمشاركة الوسطاء الدوليين والإقليميين، وصدر بيان مشترك عن الولايات المتحدة -وبدعم من قطر ومصر- يعلن تقديم اقتراح جديد لكلا الطرفين بهدف تقليص الفجوات القائمة.
وضم الوفد الإسرائيلي إلى مفاوضات الدوحة رئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الشاباك رونين بار ومسؤول ملف الأسرى والمفقودين بالجيش اللواء نيتسان ألون والمستشار السياسي عوفير فالك.
إعلانوقالت هيئة البث الإسرائيلية إن نتنياهو تمسك بشرطين قبيل انطلاق مفاوضات الدوحة، وهما البقاء في محور فيلادلفيا وتفتيش العائدين لشمال قطاع غزة، وأشارت إلى أنه إذا تم الانسحاب من محور فيلادلفيا فستطالب إسرائيل بإجراءات تمنع اقتراب حماس من حدود مصر.
ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصادر قولها إن حماس أكدت أن ممثليها لن يشاركوا في المحادثات. وانتقد مصدر قيادي بحماس -في حديث للجزيرة- المقترح الأميركي، وقال إنه يستجيب لشروط الاحتلال ويتماهى معها، وأشار إلى أن حماس تأكدت مجددا أن الاحتلال لا يريد اتفاقا، ويواصل المراوغة والتعطيل ويتمسك بإضافة شروط جديدة لعرقلة الاتفاق.
وأكد المصدر التزام حماس بما وافقت عليه في الثاني من يوليو/تموز 2024، ودعا الوسطاء إلى الضغط على الاحتلال وإلزامه بالذهاب إلى تنفيذ ما اتفق عليه، مشددا على أن أي اتفاق يجب أن يضمن "وقف العدوان على شعبنا والانسحاب من قطاع غزة".
سبتمبر/أيلول 2024ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصادر أن مدير المخابرات المركزية الأميركية أجرى محادثات مع إسرائيل وقطر ومصر لتعديل تفاصيل مقترح صفقة تبادل الأسرى، في حين أكدت حركة حماس أن إسرائيل هي من تعطل إبرام الصفقة، وطالبت بالضغط عليها.
ووصلت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وعدم الانسحاب من محوريْ نتساريم وفيلادلفيا، بينما تمسكت حماس بإنهاء الحرب وعودة النازحين والانسحاب الإسرائيلي من كامل القطاع.
تعليق الوساطة القطرية
في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 أعلن المتحدث الرسمي باسم الخارجية القطرية ماجد محمد الأنصاري تعليق جهود الوساطة القطرية بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك نتيجة "عدم جدية" الأطراف المشاركة في المفاوضات.
وأضاف الأنصاري -في تصريح لوكالة الأنباء القطرية- أن "قطر أخطرت الأطراف قبل 10 أيام أثناء المحاولات الأخيرة للوصول إلى اتفاق بأنها ستعلق جهودها في الوساطة بين حماس وإسرائيل في حال عدم التوصل لاتفاق في تلك الجولة، وأنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية ومعاناة المدنيين المستمرة جراء الأوضاع الإنسانية الكارثية بالقطاع".
إعلانوأكد الأنصاري أن "قطر لن تقبل أن تكون الوساطة سببا في ابتزازها، إذ شهدنا منذ انهيار الهدنة الأولى وصفقة تبادل النساء والأطفال تلاعبا، خصوصا في التراجع عن التزامات تم الاتفاق عليها من خلال الوساطة، واستغلال استمرار المفاوضات في تبرير استمرار الحرب لخدمة أغراض سياسية ضيقة".
استئناف المفاوضاتفي 4 ديسمبر/كانون الأول 2024 نقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع أن قطر استأنفت دورها وسيطا رئيسيا للتوصل إلى اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل، في حين تحدث مستشار للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن وضع خريطة طريق للتنفيذ خلال شهر أو اثنين في إطار وقف إطلاق النار.
وقال المصدر إن ستيفن ويتكوف المبعوث الجديد للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط التقى رئيس وزراء قطر ورئيس الوزراء الإسرائيلي لبدء الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين قبل توليه منصبه يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
ويوم 14 يناير/كانون الثاني 2025 أكدت مصادر متعددة تحقيق تقدم كبير في المفاوضات التي تستضيفها الدوحة، مما عزز فرص الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار.
وجرت اجتماعات في العاصمة القطرية لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق، ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع على المفاوضات قوله إن الوسطاء سلموا حماس وإسرائيل مسودة نهائية للاتفاق.
وفي اليوم نفسه أكد الأنصاري أنه تم الوصول إلى المراحل النهائية من الاتفاق. وأضاف -في مؤتمر صحفي بالدوحة- أنه تم تذليل العقبات الرئيسية بين حركة حماس وإسرائيل، مشيرا إلى استمرار وجود تفاصيل عالقة مرتبطة بالتنفيذ.
من جانبها، قالت حركة حماس إنها أجرت سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية، بقصد وضعهم في صورة التقدم الحاصل في المفاوضات الجارية بالدوحة.
وعبّر قادة القوى والفصائل خلال هذه الاتصالات عن ارتياحهم لمجريات المفاوضات، مؤكدين ضرورة الاستعداد الوطني للمرحلة المقبلة.
إعلانوأكدت حماس -في بيان- أنها والقوى المختلفة مستمرون في التواصل والتشاور حتى إتمام اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي وصل إلى مراحله النهائية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بین حماس وإسرائیل وقف إطلاق النار المرحلة الأولى إطلاق النار فی رئیس الوزراء من المفاوضات تبادل الأسرى فی المفاوضات فبرایر شباط صفقة تبادل مفاوضات فی إلى اتفاق حرکة حماس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
يتقدمهم ترامب وماكرون وستارمر.. 20 زعيما يحضرون قمة اتفاقية وقف إطلاق النار بغزة
بدأت التحضيرات النهائية في مدينة شرم الشيخ المصرية لانعقاد قمة شرم الشيخ للسلام الاثنين، والتي ستشهد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس والاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بعد حرب دامت سنتين خلفت أكثر من 67 ألف شهيد وفق وزارة الصحة في غزة.
وأكدت الرئاسة المصرية أن القمة ستُعقد برئاسة مشتركة بين رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة أكثر من عشرين دولة، في خطوة تهدف إلى تثبيت وقف النار وإطلاق مرحلة إعادة الإعمار في القطاع.
أبرز الحضور
وتأكد حضور 20 من أبرز القادة والزعماء حول العالم يتقدمهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، المستشار الألماني فريدريش ميرتز، رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، بحسب ما نشرته صحيفة بلومبرغ وموقع أكسيوس الأمريكي.
كما من المتوقع أن يحضر رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، بينما لم تؤكد الهند رسميًا مشاركة رئيس وزرائها ناريندرا مودي، رغم تلقيه دعوة من الرئيسين المصري والأمريكي، وفق بلومبرغ.
وأكد موقع أكسيوس الأمريكي أن قائمة الدعوات الموسعة شملت أيضًا، اليابان، أذربيجان، أرمينيا، المجر، الهند، السلفادور، قبرص، اليونان، البحرين، الكويت، كندا، بالإضافة إلى قادة أو وزراء خارجية من ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة، إيطاليا، قطر، الإمارات، الأردن، تركيا، المملكة العربية السعودية، باكستان، إندونيسيا.
الغياب البارز عن القمة
على صعيد الغائبين لن تشارك حركة حماس في مراسم التوقيع، وتقتصر المشاركة على الوسطاء والمسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، وكما ذكر موقع أكسيوس الأمريكي أن حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير متوقع في الوقت الحالي.
ومن ناحية أخرى تأكد غياب السلطة الفلسطينية، خاصة أنها غير مدعوة رسميًا، رغم طلب الرئيس محمود عباس عقد لقاء منفصل مع رئيس النظام المصرب عبد الفتاح السيسي، وهو الطلب الذي لم يتم الاستجابة له.
موقف غامض لإيران
وفي الوقت نفسه، بقي موقف إيران غامضًا، إذ ذكرت وكالة فارس الإيرانية أن طهران ستتخذ مساء الأحد قرارها النهائي بشأن المشاركة، بينما ذكرت وكالة تسنيم أن إيران لن تشارك رسميًا، وأوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده لن تنضم إلى ما يسمى اتفاقات أبراهام للتطبيع مع إسرائيل، معتبرًا هذه الاتفاقات مشروعًا لتجريد الفلسطينيين من حقوقهم.
وتأتي القمة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس 9 تشرين الأول / أكتوبر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في غزة، وفق ما نقل المكتب الإعلامي للرئاسة الأمريكية.
ويشمل الاتفاق إطلاق سراح الأسرى وسجناء فلسطينيين في المرحلة الأولى، على أن تتبعها خطوات إعادة الإعمار تحت إشراف دولي، وأكد خليل الحية القيادي في حركة حماس لوكالة فرانس برس أن الحركة تسلمت ضمانات من الوسطاء والإدارة الأمريكية بأن الحرب انتهت بشكل كامل.
كما أشارت الرئاسة المصرية إلى أن القمة تهدف إلى تعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن الإقليمي، وضمان عدم تجدد النزاعات في قطاع غزة.
حادث مأساوي يسبق القمة
وفي حادث مأساوي، أفادت الجهات الأمنية المصرية بمقتل ثلاثة أعضاء من الوفد القطري الذين شاركوا في المفاوضات المتعلقة بوقف الحرب في غزة، إثر حادث سير صباح الأحد على الطريق الدولي المؤدي إلى شرم الشيخ، على بعد نحو 50 كيلومترًا من المدينة.
خطة ترامب للسلام
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في 29 أيلول / سبتمبر عن ما سماها "خطة سلام" جديدة تتضمن 20 بندًا، أبرزها وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، ونزع سلاح حركة حماس، تمهيدًا لإطلاق عملية إعادة إعمار شاملة في غزة.
وأكد ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض أن الاتفاق يمثل نقطة تحول في الصراع، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وحماس وافقتا على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، وسحب القوات الإسرائيلية إلى الخطوط المتفق عليها على حدود القطاع، قال إن تنفيذ هذه البنود "سيكون الخطوة الأولى نحو سلام قوي ودائم وأبدي"، على حد وصفه.
من جانبها، أعلنت حركة حماس في بيان رسمي أنها وافقت على اتفاق ينهي الحرب بالكامل، ويتضمن انسحابًا إسرائيليًا كاملاً من غزة وتبادلًا للأسرى، لكنها طالبت الولايات المتحدة ومصر وقطر بضمان أن تلتزم إسرائيل بتطبيق جميع البنود دون تأخير.
تفاصيل بنود المرحلة الأولى
وتضمنت الوثيقة التي كشفت عنها وسائل إعلام عالمية، منها رويترز والجزيرة، سلسلة من البنود التفصيلية التي تحدد آلية التنفيذ وجدولها الزمني.
ففي ملف الأسرى، نص الاتفاق على أن تقدم حركة حماس فور بدء الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من محيط القطاع معلومات دقيقة عن الأسرى الإسرائيليين الأحياء والمفقودين، وفي غضون 72 ساعة من توقيع الاتفاق، تلتزم الحركة بتسليم 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء إلى الوسطاء، إلى جانب تسليم رفات نحو 28 أسيرًا آخرين، مقابل أن تزود إسرائيل الوسطاء بكافة البيانات والمعلومات المتعلقة بالأسرى الفلسطينيين لديها.
ووفق الآلية المتفق عليها، تدار عملية تبادل المعلومات بين الطرفين عبر الوسطاء الدوليين والصليب الأحمر الدولي، الذي سيتولى التحقق من هوية الأفراد والمفقودين من الجانبين.
تنسيق دولي للإفراج والتبادل
تبدأ عمليات التسليم من الأحد وتستمر حتى السادسة صباحًا من اليوم التالي، حيث تُنقل الأسرى الأحياء أولًا ثم ما أمكن من الجثامين.
وفي المقابل، تفرج الاحتلال الإسرائيلي عن نحو ألفي أسير فلسطيني، بينهم 250 محكومون بالسجن المؤبد و1700 معتقلون منذ اندلاع الحرب في عام 2023.
وأوضحت بنود الاتفاق أن وفدًا مصريًا سيشرف ميدانيًا على عملية التنفيذ من معبر عوفر، للتأكد من الأسماء المدرجة في قوائم الإفراج بالتنسيق مع الوسطاء، بينما يرافق ممثلون عن الصليب الأحمر الدولي الوفد المصري في زيارات تفقدية إلى سجني عوفر وكتسيعوت داخل الأراضي المحتلة للتأكد من هويات الأسرى المفرج عنهم.
كما نص الاتفاق على أن تتولى حركة حماس في غزة تنسيق عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين مع الصليب الأحمر، بحيث لا تتحرك سيارات النقل من الجانبين إلا بعد استكمال جميع الإجراءات والتحقق من القوائم، ضمانًا لسلامة التنفيذ.