يمانيون../
قوةُ الردعِ التقليدية تآكلت أمام ثبات وصلابة اليمن، العجز عن بلوغ الأهداف حقيقة يصعُبُ أن تتبدّل، حديث أوساط العدوّ عن طبيعة المواجهة لا يــتوقف، توصياتُه بشــأن خيارات التعامل مع ذلك تتوالى، في هذا السياق يتبرع الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “عاموس يدلين” برؤية تبدو له جديدة، يعترف هذا اليهودي أن خطرَ تهديد القوات اليمنية على “إسرائيل” يتجاوزُ حدودَ مفهوم الردع التقليدي ويُقر أن من الصعب تحقيقه، ولكن إن اختارت “إسرائيل” تحديد الردع ووقف إطلاق النار كهدف فلا بدّ أن يكون مصحوبًا بجُهد طويل الأمد لإسقاط النظام في صنعاء تحت ضغوط عسكرية واقتصادية وتنظيمية هائلة.

وكتب يدلين للقناة العبرية “الثانية عشرة” أن تنفيذَ ما سبق يجب أن يكون علامة فارقة في استراتيجية أوسع، تشمل شن حملة واسعة ضد وسائل الإعلام اليمنية، للإضرار بالبنى التحتية المادية والسيبرانية للآلة الإعلامية، وحتى الإضرار بالإعلاميين أنفسهم، ويكفي لتجاوز أي جدل دولي قد ينجم عن ذلك بـ “تقديم هؤلاء الأهداف كقادة حرب المعلومات لمنظمة إرهابية” وهو ما يُمكن أن يتكفَّلَ به القليلُ من فاعلية المؤسّسة الدبلوماسية والعسكرية الإسرائيلية، برأي الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية عاموس يدلين..

يقاربُ يدلين خطورةَ التحدي اليمني كمحيط شديد العداء ويوضح أن “هدف تدمير “إسرائيل” بالنسبة للحوثيين ليس شعارًا، بل عقيدةٌ دينية جهادية تؤدي لخطة عمل تنفيذية، ولذلك فَــإنَّ الاستراتيجية المبنية على الردع وحده تتطلب فحصًا مُستمرًّا لصلاحية الردع لتجنب فشل مثل 7 أُكتوبر ويقول يدلين: “بسَببِ ما تلعبه فكرة تدمير “إسرائيل” من دور مركزي في أيديولوجية الحوثيين، فَــإنَّ استراتيجية (الصمت مقابل الصمت) قد يكون مرة أُخرى استراتيجية خاطئة على المدى الطويل ووصفةً لمفاجأة أُخرى من عدو أثبت بالفعل قدرته على المفاجأة”.

لكن ما يفوّت هذه الأُطروحات أن أمريكا وبريطانيا ومعسكرًا طويلًا عريضًا نفَّذوا مجملَ الضغوط ولعبوا كُـلّ الأوراق على المستوى العسكري والأمني والاقتصادي والسياسي، وأن كُـلّ ذلك بعد أكثر من عام لم يُزحزح موقف اليمن، كما لم يُصلِح الخلل المميت في فعالية منظومات الردع الأمريكية -الإسرائيلية الحامية للكيان، في الأثناء تستمر محاولات استشراف مآلات المواجهة مع حالة إرباك غير مسبوقة تعيشها دوائر صناعة القرار في ظل انعدام خيارات التعامل وتلاشي الفاعلية وتآكل الأدوات أمام فرادة التحدي اليمني وصعوبة التغلب عليه، ولا خلاص للكيان المؤقت من دائرة العقاب.

المسيرة| عبدالحميد الغرباني

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

فؤاد من إيطاليا: الكثير من أهل سوق الجمعة ليس لديهم أي ولاء لجهاز الردع

أعلن المحلل السياسي الليبي المقيم في إيطاليا، محمد فؤاد، المعروف بتحليلاته عبر قنوات محسوبة على جماعة الإخوان، أن الكثير من أهل سوق الجمعة ليس لديهم أي ولاء لجهاز الردع، بحسب تعبيره.

وقال فؤاد في منشور عبر «فيسبوك»: “كثير من أهل طرابلس عموما وسوق الجمعة خصوصا ليس لديهم أي ولاء لجهاز الردع. لكنهم يرون في الردع جهاز أمنى يضمن الأمن، والأهم لا يمكن اعتبار الردع مليشيا والأمن العام والضاوى جيش وشرطة”، على حد قوله.

وأضاف “صحيح أن تشكيلات طرابلس فعلت ما لم يفعله أي تشكيل مسلح آخر من التدخل السافر في أجهزة الدولة والسيطرة على السجون ولكن هذا سينتهى بعد انتهاء غنيوة ولا أحد يريد استبدال مليشيا بأخرى ويمكن إيجاد حل وسط يعتمد أساسا على مشروع سياسي واضح وحوار مجتمعى حقيقي”، وفقا لحديثه.

الوسوم«فؤاد» الردع سوق الجمعة ليبيا

مقالات مشابهة

  • انترسبت: إسرائيل تقتل سكان غزة بمنع الغذاء أو خلال محاولة الحصول عليه
  • إسرائيل تختبر الصمت العربي والأقصى في خطر
  • القوات اليمنية تربك الحسابات الأمنية الإسرائيلية .. أبعاد استراتيجية متقدمة
  • هآرتس”: الهجمات “الإسرائيلية” فشلت في اليمن.. ومن الصعب إخضاع اليمنيين
  • عاجل. وزير خارجية ألمانيا موبخا إسرائيل: ما يجري في غزة غير مقبول ولا يجب أن يكون التضامن بالإجبار
  • فؤاد من إيطاليا: الكثير من أهل سوق الجمعة ليس لديهم أي ولاء لجهاز الردع
  • ألمانيا تعترف لمطار إسطنبول.. الصدارة لم تعد لنا!
  • إسرائيل وافقت عليه.. ويتكوف: المقترح المطروح يتضمن وقفا مؤقتا لإطلاق النار بغزة
  • مسؤولية أخلاقية.. مالطا تعترف بالدولة الفلسطينية في الشهر المقبل
  • العدائية الإسرائيلية في غزة والدور اليمني في الحد من اندفاعها