انترسبت: إسرائيل تقتل سكان غزة بمنع الغذاء أو خلال محاولة الحصول عليه
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
قال موقع إنترسبت إن الموت في غزة، في ظل حصار الاحتلال المتواصل، قد يأتي من نقص الغذاء، أو حتى من محاولة الحصول عليه.
وقال الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" إنه خلال استعداد عمال مطبخ غزة الخيري لتقديم وجبات الطعام للعائلات النازحة التي لجأت إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مشروع بيت لاهيا، الأسبوع الماضي، بدأت القنابل بالتساقط.
وكان من بين الضحايا ابن عم المدهون، سامح إبراهيم المدهون، البالغ من العمر 16 عاما، والذي كان متطوعا في المطبخ. وقال المدهون إنه استشهد مع امرأتين كانتا تحتميان معا. وبترت ذراع ابن عم آخر كان يساعد في المطبخ بعد إصابته بنيران صاروخية. وتمكن المعزون من دفن سامح في قبر حفر على عجل قبل الفرار من المنطقة.
وأجبرت الغارة المطبخ على الخروج من مشروع بيت لاهيا إلى جباليا جنوبا. وهذه الحركة طبيعية بالنسبة للمطبخ، الذي يدير عدة مواقع متنقلة في جميع أنحاء القطاع وينتقل إلى أي مكان تشتد فيه الحاجة.
وقال المدهون: "نذهب حيث يوجد الناس". وقد اعتمدت بعض العائلات على مطبخ غزة كمصدر رئيسي للغذاء في ظل المجاعة المستمرة الناجمة عن الحصار الإسرائيلي غير القانوني للمساعدات الإنسانية على غزة. ولكن في الآونة الأخيرة، أصبح مكان توجه المطبخ يمليه القصف وأوامر الإخلاء.
في تشرين الثاني/ نوفمبر، استشهد محمود المدهون، شقيق المدهون، المؤسس المشارك لمطعم غزة الخيري، في غارة للاحتلال بطائرة مسيرة أثناء توصيله الطعام إلى مستشفى كمال عدوان، الذي كان محاصرا من قبل الجيش. ووصف المدهون وعائلته الهجوم بأنه اغتيال مستهدف، وقالوا إن الجيش يواصل استهداف العاملين في مطعم غزة الخيري.
وكانت الغارة الجوية التي وقعت يوم الثلاثاء بالقرب من مطعم غزة الخيري في مشروع بيت لاهيا جزءا من حملة عسكرية إسرائيلية أوسع نطاقا، أطلقتها يوم الأحد الماضي والمعروفة باسم "عملية عربات جدعون".
وتتضمن الخطة قصفا مكثفا في الشمال بهدف دفع الفلسطينيين جنوبا، مما يؤدي في النهاية إلى تركيز سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.1 مليون نسمة فيما أسماه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "منطقة معقمة"، والتي يسيطر عليها الجيش بالكامل.
كما استخدم الاحتلال "منطقة معقمة" في الضفة الغربية المحتلة للإشارة إلى المناطق التي تعزل الفلسطينيين مع إتاحة الوصول للمستوطنين الإسرائيليين.
في وقت سابق من هذا الشهر استعرض وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش خطة دفع الفلسطينيين جنوبا، مشيرا إلى جنوب غزة بـ"منطقة إنسانية" على طول حدودها مع مصر. وقال سموتريتش، وفقا لترجمات من العبرية، إنه من الجنوب، "سيبدأ الفلسطينيون بالرحيل بأعداد كبيرة إلى دول ثالثة" بسبب سوء الأحوال المعيشية.
وعند مناقشة عملية "عربات جدعون،" ردد نتنياهو يوم الأربعاء موقف حليفه اليميني، قائلا للصحفيين إن من بين شروطه "لإنهاء الحرب" مطلب نزع سلاح حماس ونفيها من غزة. كما قال إن "إسرائيل ستنفذ خطة ترامب، في إشارة على الأرجح إلى اقتراح الرئيس دونالد ترامب بتحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط ونقل سكانها الفلسطينيين إلى الدول المجاورة وهي فرضية تتماشى مع الرؤية الراسخة لجماعات المستوطنين اليمينية المتطرفة لدى الاحتلال.
وأفادت قناة إن بي سي نيوز مؤخرا أن إدارة ترامب كانت تعمل على خطة لتهجير ما يصل إلى مليون فلسطيني بشكل دائم من غزة إلى ليبيا، التي تعاني من مشاكلها الخاصة المتمثلة في عدم الاستقرار والعنف، والمعروفة بإساءة معاملة المهاجرين. على الرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قال إنه لم يكن على علم بخطة ليبيا، إلا أنه كرر خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى.
وقد أثارت خطة الاحتلال للسيطرة على توزيع المساعدات إدانة واسعة النطاق من الفلسطينيين ومنظمات حقوق الإنسان وجماعات الإغاثة والأمم المتحدة، وهي الجهات المسؤولة عن غالبية توزيع المساعدات في غزة.
ورفضت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة الخطة، التي تتحايل على المبادئ التوجيهية والهياكل القائمة لإيصال المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة وقالت إن عدم موافقة الأمم المتحدة يعني تهميش أكثر من 13 ألف عامل إغاثة تابعين للأونروا في غزة.
وتدير الأمم المتحدة عادة 400 موقع توزيع؛ أما خطة الاحتلال فتقلص هذا العدد إلى أربعة مواقع، وصرح المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر، بأن الخطة تترك الفلسطينيين أمام "خيار مستحيل بين النزوح والموت".
وانتقد سكوت بول، مدير السلام والأمن في منظمة أوكسفام أمريكا، خطة الاحتلال لإجبارها الفلسطينيين على "إعادة ترتيب حياتهم وتغيير مكان إقامتهم بشكل جذري خدمة لأجندة سياسية".
وقال بول: "إنها خطة ستخلف حتما مئات الآلاف، إن لم يكن أكثر من مليون فلسطيني، وكثير منهم من أكثر الفئات ضعفا في قطاع غزة". وأضاف أن خطة مؤسسة غزة الإنسانية تترك "المساعدة ذات المغزى كفكرة لاحقة" ولا تعالج المساعدات الضرورية الأخرى، مثل الخدمات الصحية السريرية، وخدمات الرعاية الصحية الخارجية، واحتياجات المأوى، وإدارة النفايات، والحصول على المياه النظيفة.
وأضاف بول: "ما نتحدث عنه في الغالب هو الرغبة في تجنب الظهور بمظهر المتواطئ في المجاعة".
وشبّهت مارا كرونينفيلد، المديرة التنفيذية لوكالة الأونروا في الولايات المتحدة، الخطة بمعسكرات الاعتقال النازية في ألمانيا التي فرّ منها جدها، والتي قتلت فيها أخته وعائلتها لاحقا.
وقالت كرونينفيلد: "إن وضع نفس الدولة التي تهدد علنا بالإبادة، والتي حوّلت بالفعل معظم غزة إلى أنقاض، ثم تجبر الناس على النزوح منها، ووضع هذا الكيان مسؤولا عن المساعدات الإنسانية لإبقاء الناس على قيد الحياة، هو ببساطة مزيج من السخافة والشر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال غزة الاحتلال تجويع صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
ذكرت ستة مصادر مطلعة أن مسؤولي المخابرات الأميركية علّقوا مؤقتا تبادل بعض المعلومات الأساسية مع إسرائيل خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن بسبب مخاوف تتعلق بسلوك إدارة الحرب في غزة.
وفي النصف الثاني من عام 2024، قطعت الولايات المتحدة البث المباشر من طائرة مسيرة أميركية فوق غزة، كانت تستخدمها الحكومة الإسرائيلية في ملاحقة الرهائن ومقاتلي حركة حماس.
وقال خمسة من المصادر إن هذا التعليق استمر لعدة أيام على الأقل.
وذكر اثنان من المصادر أن الولايات المتحدة قيّدت أيضا كيفية استخدام إسرائيل لبعض معلومات المخابرات في سعيها لاستهداف مواقع عسكرية بالغة الأهمية في غزة، ورفض المصدران تحديد متى اتخذ هذا القرار.
وأفادت مصادر بأن المسؤولين كانوا قلقين من إساءة معاملة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" للأسرى الفلسطينيين.
وذكرت ثلاثة من المصادر أن المسؤولين أبدوا قلقهم أيضا من عدم تقديم إسرائيل ضمانات كافية بالتزامها بقانون الحرب عند استخدام المعلومات الأميركية.
وبموجب القانون الأميركي، يتعين على أجهزة المخابرات الحصول على هذه الضمانات قبل مشاركة المعلومات مع أي بلد أجنبي.
وأشار مصدران إلى أن قرار حجب المعلومات داخل أجهزة المخابرات كان محدودا وتكتيكيا، وأن إدارة بايدن ظلت تتبع سياسة الدعم المستمر لإسرائيل من خلال تبادل معلومات المخابرات والأسلحة.
ووفق المصادر فإن المسؤولين سعوا إلى ضمان أن تستخدم إسرائيل معلومات المخابرات الأميركية وفقا لقانون الحرب.
وأوضح مصدر مطلع أن مسؤولي المخابرات يتمتعون بصلاحيات اتخاذ بعض قرارات تبادل المعلومات بشكل فوري دون الحاجة إلى أمر من البيت الأبيض.
ولفت مصدر آخر مطلع إلى أن أي طلبات من إسرائيل لتغيير طريقة استخدامها لمعلومات المخابرات الأميركية تتطلب تقديم ضمانات جديدة بشأن كيفية استخدامها لهذه المعلومات.
ولم تتمكن رويترز من تحديد تواريخ هذه القرارات أو ما إذا كان الرئيس جو بايدن على علم بها.
وبيّن مكتب الإعلام العسكري في إسرائيل أن التعاون الأمني ظل مستمرا بين إسرائيل والولايات المتحدة طوال فترة الحرب في غزة، دون أن يتطرق مباشرة إلى وقائع حجب معلومات المخابرات.
وكتب المكتب في رسالة بريد إلكتروني "استمر التعاون المخابراتي الاستراتيجي طوال فترة الحرب".
وحسبما ذكر لاري فايفر، وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في جهاز الأمن القومي وفي "السي.آي.إيه"، فإنه من المعتاد أن تطلب الولايات المتحدة ضمانات ممن يحصلون على معلوماتها المخابراتية بأن أي معلومات يتلقونها لن تستخدم في انتهاك حقوق الإنسان "بأي شكل من الأشكال".
لكن خبراء قالوا إن حجب معلومات مخابراتية ميدانية عن حليف رئيسي، لا سيما خلال صراع، أمر غير معتاد ويشير إلى وجود توتر بين البلدين.
وفي حالة إسرائيل، تعد هذه الخطوة حساسة من الناحية السياسية أيضا نظرا للعلاقات الراسخة بين المخابرات الأميركية
والإسرائيلية، والدعم القوي الذي حظيت به إسرائيل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بعد هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الصراع.
وبيّن دانيال هوفمان، المسؤول السابق عن العمليات السرية "للسي.آي.إيه" في الشرق الأوسط أن "تبادل معلومات المخابرات أمر مقدس، لا سيما مع حليف وثيق في منطقة مضطربة".
توسيع نطاق تبادل المعلومات المخابراتية بعد "هجوم حماس"
أكد مصدران أن بايدن وقع، بعد هجوم السابع من أكتوبر، مذكرة توجه أجهزة الأمن القومي الأميركية بتوسيع نطاق
تبادل معلومات المخابرات مع إسرائيل.
وأشارت ثلاثة مصادر مطلعة إلى أن الولايات المتحدة شكلت في الأيام اللاحقة فريقا من مسؤولي المخابرات ومحللين بقيادة وزارة الدفاع (البنتاغون) و"السي.آي.إيه" التي أطلقت طائرات مسيرة فوق غزة وقدمت بثا مباشرا لإسرائيل لمساعدتها في تحديد مواقع مقاتلي حماس واعتقالهم، بالإضافة إلى دعم جهود تحرير رهائن.
ولم تستطع رويترز تحديد طبيعة المعلومات التي وفرها بث الطائرات المسيرة الأميركية ولم تتمكن إسرائيل من الحصول عليها بمفردها.
وقالت أربعة مصادر إن مسؤولي المخابرات الأميركية تلقوا رغم ذلك بحلول نهاية عام 2024 معلومات أثارت تساؤلات عن معاملة إسرائيل للأسرى الفلسطينيين.
ولم تكشف المصادر عن تفاصيل بشأن ما يقال عن سوء المعاملة الذي أثار المخاوف.
ولم يقدم "الشين بيت" وفق اثنين من المصادر ضمانات كافية بعدم إساءة معاملة الأسرى الفلسطينيين، ما دفع مسؤولي المخابرات الأميركية إلى منعه من الحصول على بث الطائرات المسيرة.
وكان محللو معلومات المخابرات الأميركية وفق مصدرين، يقيّمون المعلومات باستمرار خلال الحرب لتحديد ما إذا كانت تصرفات إسرائيل وحماس على الأرض تطابق تعريف الولايات المتحدة لجريمة حرب.
وأضاف مصدران مطلعان أن كبار مسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض اجتمعوا لعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس بايدن في الأسابيع الأخيرة من ولايته بعد أشهر من قطع معلومات المخابرات واستئنافها.
واقترح مسؤولو المخابرات خلال الاجتماع أن تقطع الولايات المتحدة بشكل رسمي بعض معلومات المخابرات التي كانت تقدم لإسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر.
وجمعت الولايات المتحدة قبل أسابيع فقط معلومات مخابراتية تفيد بأن محامي الجيش الإسرائيلي حذروا من وجود أدلة تدعم توجيه اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال حملتها العسكرية في غزة.
وشدد المصدران على أن بايدن اختار رغم ذلك عدم قطع تبادل معلومات المخابرات، قائلا إن إدارة ترامب ستجدد الشراكة على الأرجح، وأن محامي الإدارة خلصوا إلى أن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع أسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين.