حقيقة الحرب الإجرامية المدمرة في البلاد
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
مصباح أحمد محمد
كل يوم يمر تتكشف حقيقة هذه الحرب الإجرامية المدمرة في البلاد فقد أظهرت أسوأ مافيها من إنتهاكات وجرائم مروعة لم تشهدها حتي حرب رواندا كمثال لحروب الإبادة الجماعية، يتنافس المجرمين في قتل وإهانة واذلال المواطنين الأبرياء دون وازع أخلاقي أو ديني أو رادع قانوني،،،
ما حدث في مدني والكنابي ومناطق اخري من إنتهاكات وتصفيات جهوية وعرقية للمواطنين في قري الكنابي وأحياء مدني من قبل عناصر مليشيات النظام البائد ومليشيا كيكل وعناصر القوات المسلحة يؤكد ماظللنا نحذر منه وهو مخطط الفلول لجر البلاد لمنعطف التصفيات العرقية وتفكيك البنية الاجتماعية لجر المدنيين للدخول في مربع حربهم الاجرامية ، والجزيرة تمثل سودان مصغر عاش فيها الناس جميعا علي مدي عشرات السنين في تعايش وسلام وعرفت بتماسك مجتمعها وتعاضد أهلها والتعاون بينهم بمختلف الوانهم وقبائلهم ولذلك هي مستهدفة لتميزها اجتماعياً واقتصادياً ، وقد اتضح للجميع أن المستهدف الحقيقي بالحرب هو المواطن بالدرجة الأولى وقد صار أحد أدوات الحرب البعثية.
الفيديوهات تتري بصورة متتالية للتصفيات الميدانية علي أساس الشبهة والانتقام وبحضور المواطنين وحتي الأطفال وهي جرائم ليست مستغربة من متطرفي المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية الإرهابية المتدثرين برداء الاسلام وهو بريئ منهم .
أن المعلوم شرعاً لمدعي الدفاع عن الكرامة أن التصفيات حتي للأسري المقاتلين من الجوائم المنهي عنها شرعا وقانونا ناهيك عن من يشتبه فيهم زوراً وبهتاناً ، ولكن بالطبع عند المتطرفين أصحاب فتوي قتل ثلثي الشعب ليعيش الثلث ليس بمستغرب لأن ذلك منهجهم الذي بني عليه فكرهم المنحرف ، وطبعهم الإجرامي والمؤسف حقاً هو أن قادة الجيش الذين صدعوا الشعب بأنهم الحريصين علي حماية الوطن والمواطن يلوذون بالصمت علي كل هذه الجرائم وكأنهم يباركونها ويوافقون عليها وأن البيانات الخجولة للناطق الرسمي بإسم الجيش ومحاولات التبرؤ من الفاعلين هي في حد ذاتها تأكيد علي مباركة هذه الافعال الإجرامية ، لأنه لم تقابلها اجراءات تحمي المواطنين من المؤسسة العسكرية والأمنية المسؤوليه عن حماية المواطنين، هذه ليست المرة الأولى فقد حدث ذلك من قبل في أم درمان وأمبدة وبحري وقري سنار وسنجة والسوكي حيث تمت تصفية عشرات المواطنين وإعتقال المئات الذين لايزالون غير معروف مصيرهم وسط تصفيق ودعوات للإستمرار في هذا النهج من قبل أبواغ الحرب الإعلامية وداعميهم ، ولم تكلف قيادة الجيش نفسها بإصدار أوامر لمنسوبيها ومليشياتها بوقف هذه الإنتهاكات بل تحاول كل يوم صناعة مليشيا جديدة علي حساب القوات النظامية ،،،
لقد انسحب الجيش من الجزيرة تاركاً أهلها يواجهون مصيراً مجهولا ويتحملون الإنتهاكات المروعة وعاد إليها بعد إنسحاب الدعم السريع منها ليعاقبهم علي صبرهم علي البلاء والإبتلاء بِتُهَم التعاون مع الدعم السريع إنها الخيبة مرتين يوم التولي من المعركة والهروب من المسؤولية بغير مبرر وخذلان المواطنين ويوم الإقبال بعد فوات الأوان ، وكان الأمل في الجيش هو توفير الحماية وإستعادة الأمان المفقود بدلاً من ممارسة القتل والإرهاب والإعتقال والاذلال للضعفاء ،،،
وأهم من يظن أن الله سينصر الظالمين وحالم من يعتقد أن قتل النفس التي حرم الله بغير حق سيحقق مكسبا في الدنيا أو الآخرة بل سينتقم الله سبحانه وتعالى لعباده المستضعفين من قاتلهم أياً كان وفي الآخرة ينال أشد العذاب ولكم في نظام الأسد عبره فاعتبروا قبل أن تصيبكم لعنة المستضعفين فيذهب ريحكم لأن الله سينصر من ينصره والنصر يأتي بتطبيق شرع الله والإلتزام بأوامره واجتناب نواهيه ،،،
يقول الله تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}[إبراهيم: 42-43].
رحم الله الشهداء وشفي الجرحي إنه سميع مجيب وجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ،،،
الوسوممصباح أحمد محمد
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: مصباح أحمد محمد
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: الجيش عاش يوما صعبا في الشجاعية أمس
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية العمليات التي نفذتها المقاومة ضد قوات الاحتلال التي وصلت إلى مدينة الشجاعية شمال قطاع غزة أمس الأربعاء، في حين تحدثت أخرى عن العدد الهائل من المدنيين الذين قتلتهم إسرائيل خلال الحرب.
فقد وصلت الفرقة 98 إلى الشجاعية لتجد نفسها أمام 3 عمليات أوقعت قتيلا و8 مصابين من وحدة "إيغوز" النخبوية، بينهم 3 في حالة خطرة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وثائقي عن أطباء غزة يفجّر أزمة داخل بي بي سي حول "الحياد والانحياز"list 2 of 2ضابطا "سي آي إيه" سابقان: ترامب يدمر الاستخبارات الأميركيةend of listوهذه ليست المرة الأولى التي تتلقى فيها قوات الاحتلال ضربات موجعة في الشجاعية التي نفذت فيها عمليات واسعة خلال الحرب وألحقت بها دمارا هائلا، لكنها أيضا فقدت عددا كبيرا من الجنود والضباط فيها.
3 عمليات في 3 ساعاتووفقا لمراسل الشؤون العسكرية في قناة "كان" الرسمية إيتاي بلومنتال، فقد نفذت المقاومة 3 عمليات خلال 3 ساعات ضد القوة التي وصلت لتوها إلى المنطقة، حيث استهدفت قوة من "إيغوز" كانت متحصنة داخل أحد البيوت بصاروخ مضاد للدروع فأصابت جنديين بجروح متوسطة وخفيفة.
ووقعت هذه العملية بين الـ8 والـ8:30 صباحا، وقد طارد الجنود الإسرائيليون المنفذين الذين أطلقوا عليهم صاروخا آخر فأصابوا دبابة تعمل مع "إيغوز"، حسب مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ14 هيلل روزين.
وقتل هذا الصاروخ الرقيب يانيف ميخائيلوفيتش الذي يعمل في الكتيبة 82 التابعة للواء السابع، وأصاب اثنين آخرين بجروح خطيرة وآخر بجروح طفيفة، وفق بلومنتال.
بعد ذلك أطلق قناص من مسافة بعيدة، فأصاب جنديا من الكوماندوز التابع لإيغوز فأصابه إصابة خطيرة، وفي حدود الـ12 ظهرا انفجرت عبوة في جرافة "دي 9″، فأصيب جنديان آخران بجروح متوسطة وطفيفة، وفق ما أكده بلومنتال.
وتظهر هذه الاشتباكات التي جرت في منطقة سبق للجيش العمل فيها أكثر من مرة وجود جيوب للمقاومة، كما أنها تنفي مزاعم القضاء على حركة حماس، برأي محلل الشؤون العسكرية في قناة "24 نيوز" يوسي يهوشوع.
إعلانكما تظهر هذه العمليات -حسب يهوشوع- وجود مشكلة لدى الجيش في مواجهة الصواريخ المضادة للدروع والقنص والعبوات الناسفة، وتؤكد أن من يتحدث عن القضاء على حماس إنما يحاول تبرير وقف الحرب.
أما مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 أور هيلر فقال إن القوات عاشت يوما قاسيا في القطاع قبل وقت قصير من صفقة محتملة، وإن حماس أثبتت قدرتها على قصف غلاف غزة بعدما أطلقت صاروخين على سديروت.
متى نتوقف عن قتل المدنيين؟
وفي جانب آخر، انتقد الكاتب الصحفي أمنون ليفي إصرار إسرائيل على قتل المدنيين في غزة وتبرير سلوكها الذي وصفه بالوحشي والأحمق بأنه لا أحد بريء في القطاع.
وتحدث ليفي عن 100 مدني قتلوا في غزة أمس الأربعاء، وعن 100 ألف -بينهم نساء وأطفال ومدنيون كثيرون- منذ بدء الحرب، وقال "إن وجود مخربين (مقاومون) يستحقون الموت لا يعني قتل هذا الكم الهائل من الناس".
ويساوي عدد الشهداء الذين قتلتهم إسرائيل في القطاع سكان مدينة هرتسليا وفق ليفي الذي تساءل: "كيف سيكون موقفنا لو قتل كل سكان هرتسليا؟".
وتساءل الكاتب الصحفي أيضا عن اللحظة التي ستقرر فيها إسرائيل أنها انتقمت بما يكفي، وتتوقف عن وصف كل سكان القطاع بالمخربين، بمن فيهم التوأمان اللذان قتلا بعد 4 أيام من ولادتهما.