اللوبيات اليهودية الأميركية مستاءة من اتفاق غزة وتصفه بالسيئ
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
واشنطن- اعتبرت اللوبيات اليهودية الأميركية في مجملها أن الاتفاق حول غزة، والذي يشمل وقف إطلاق النار وعودة المحتجزين، ليس بالضرورة خبرا جيدا، على اعتبار أن "إنقاذ حفنة من الرهائن الأحياء ليس كافيا مقابل استغلال حركة حماس وقف القتال لاستعادة قبضتها على السلطة"، وهو ما وصفته بـ"قدراتها الإرهابية".
ولم يطمئن موقف وكلمات الرئيس المنتخب دونالد ترامب هذه المنظمات، التي تفضل التعامل مع إدارة تقليدية ورئيس تقليدي، ممن لا يغامرون بالخروج على نص التماهي التام مع كل ما تقوم به إسرائيل.
وكان ترامب قد تعهد في منشور له على منصة "تروث سوشيال" بأن الإدارة القادمة "ستواصل العمل عن كثب مع إسرائيل وحلفائنا للتأكد من أن غزة لن تصبح أبدا ملاذا آمنا للإرهابيين مرة أخرى"، كما أنها "ستبني على زخم وقف إطلاق النار، لتوسيع اتفاقيات أبراهام التاريخية"، لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية استكمالا لما أنجزه خلال فترة ولايته الأولى.
ومنذ انتخابه رئيسا في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، طالب ترامب مرارا بإطلاق سراح الرهائن قبل بدء فترة ولايته الثانية، ولعب مبعوثه المعين للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، دورا محوريا بالتوسط في المحادثات خلال الأسابيع الأخيرة، حيث ضغط ويتكوف على نتنياهو لدعم وقف إطلاق النار عند اجتماعه معه في القدس يوم السبت الماضي.
إعلان ترحيبات حذرةبدورها رحبت منظمة "أيباك" (AIPAC) بالصفقة، وقالت أكبر منظمات اللوبي اليهودية الأميركية "نحن ممتنون لأن هؤلاء الرهائن سيعودون إلى ديارهم، ومع ذلك فمن غير المعقول أن جميع المحتجزين لدى الإرهابيين لم يتم الإفراج عنهم بعد، بمن فيهم المواطنون الأميركيون".
وأضافت "يجب على القادة الأميركيين والعالميين زيادة الضغط على حماس وحلفائها، لضمان التزام الحركة بهذه الصفقة، وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في النهاية".
كما شكرت المنظمة كلا من الرئيسين بايدن وترامب والمبعوث ويتكوف، وطالبت القادة الأميركيين "بتعزير الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وضمان عمل الحليفين معا لإضعاف خصومنا، وتعزيز أمننا المشترك، وتوسيع السلام والتطبيع في جميع أنحاء المنطقة".
كما أعاد حساب منظمة "أيباك" على منصة "إكس" نشر ما قاله وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال لقاء مع بودكاست صحيفة "نيويورك تايمز"، وعقب بالقول إن "الوزير بلينكن على حق، فالضغط الأميركي على إسرائيل يشجع حماس ويجعل صفقة الرهائن بعيدة المنال".
وأضاف حساب المنظمة أنه "يجب على الكونغرس أن يواصل تعزيز العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ورفض الجهود التي تبذلها أطراف أخرى متطرفة لتقويض الدعم الأميركي لحليفنا الديمقراطي"، حيث أوحت هذه التغريدة أن الضغط الأميركي على إسرائيل "نتجت عنه هذه الاتفاقية المعيبة" من وجهة نظرهم.
كما أبرزت المنظمة قول مايكل والتز، مستشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب للأمن القومي، وما قاله لشبكة فوكس الإخبارية من أنه "إذا لم تلتزم حماس بشروط هذا الاتفاق، فقد أوضحنا للإسرائيليين تماما: أنهم إذا احتاجوا للعودة للقتال، فنحن معهم".
كما جاء في بيان صادر عن منظمة "رابطة مكافحة التشهير"، وهي أقدم المنظمات اليهودية الأميركية وتركز على محاربة العداء للسامية، أنها "ترحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس، لضمان إطلاق سراح 33 رهينة اختطفت بشكل غير إنساني، واحتجزتهم حماس وجماعات إرهابية أخرى في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".
إعلانوأضافت المنظمة أنه "لأكثر من 15 شهرا، قاتل أفراد العائلة والأصدقاء والكثيرون في جميع أنحاء إسرائيل والعالم، بلا كلل وبلا تردد نيابة عن الرهائن، واليوم هناك أخيرا أمل في عودتهم إلى ديارهم".
وشكر البيان الرئيسين بايدن وترامب، ودعاهما إلى "التأكد من أن حماس تفي بالتزاماتها وأنها ستطلق سراح جميع الرهائن"، وأكد بالقول "نكرر تعهدنا بعدم الراحة، حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن الـ98 المحتجزين في غزة وإعادتهم إلى أسرهم".
"اتفاق سيئ"وعلى صفحات صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، هاجم الكاتب آرييل كاهانا الصفقة، وقال "سيعود بعض الرهائن إلى ديارهم، لكن حركة حماس ستنجو، مما يعني أن المزيد من الإسرائيليين والأميركيين سيموتون".
وأشار كاهانا في مقال رأي، إلى أن "وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن الذي أعلنته إسرائيل وحماس يوم الأربعاء هو اتفاق سيئ"، وأضاف أن "الأسوأ من ذلك، أنه يأتي في الوقت الخطأ وفي ظل ظروف غير مواتية، فالاتفاق ينص على إعادة ما يقرب من 30 رهينة اختطفتهم حماس من إسرائيل إلى عائلاتهم، وبينما تبدو هذه أخبارا جيدة، فإن ثمن بقاء حماس باهظ للغاية".
واعتبر الكاتب الأميركي الإسرائيلي الجنسية، أنه كان يمكن التوصل لاتفاق أفضل لو انتظرت إسرائيل لما بعد تنصيب ترامب، وتساءل "لماذا لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من تدمير حماس بالكامل خلال 15 شهرا؟" ليكمل مجيبا "السبب الرئيسي هو أن الرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن تدخلا مرارا وتكرارا بطرق ساعدت حماس على البقاء، كان قبول إسرائيل للمطلب الأميركي بالقتال بيد واحدة مقيدة خلف ظهرها فشلا إستراتيجيا".
وأشار الكاتب إلى أن "العديد من الإسرائيليين كانوا يأملون في أن يوقف ترامب هذا الجنون، ويعطي نتنياهو الضوء الأخضر لسحق حماس مرة واحدة وإلى الأبد، بدلا من ذلك، دفع السيد ترامب نتنياهو لقبول صفقة مع الشيطان، لم يكن ينبغي لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن يقبل ذلك" على حد تعبيره.
إعلانكما رفضت المنظمة الصهيونية الأمريكية (ZOA) اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وأدانته، واصفة إياه بأنه "حالة استرضاء مروعة"، وقالت المنظمة على لسان رئيسها مورتون كلاين إنها "تعارض بشدة صفقة الرهائن هذه، على الرغم من أننا سعداء بإطلاق سراح عدد قليل من اليهود الأحياء".
وأضاف كلاين "هذا ليس السلام من خلال القوة، كما يدعي المبعوث ستيفن ويتكوف، إنه لأمر مفجع ومثير للغضب ومخيف أن توافق الحكومة الإسرائيلية على هذه الصفقة، وأن الولايات المتحدة ضغطت عليها للقيام بذلك، حيث سيتم إطلاق سراح ما يقدر بنحو ألف إرهابي عربي فلسطيني، ولاحقا ألفي إرهابي عربي آخرين، وكثير منهم قتلوا يهودا، مقابل جزء ضئيل فقط من الرهائن أو جثثهم، تاركين بقية الرهائن وراءهم، دون حتى زيارة الصليب الأحمر".
وأضاف كلاين أن "التاريخ الماضي يعلمنا أن العديد من هؤلاء الإرهابيين المفرج عنهم سيعودون لقتل اليهود وسيتسببون في وفيات يهودية في المستقبل أكثر من العدد الذي ننقذه الآن!".
وأعرب رئيس المنظمة عن استيائه من ضغط الرئيس المنتخب ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للتوقيع على وقف إطلاق النار، وتساءل "لماذا أصر ترامب على حالة الجحيم إذا لم يعد جميع الرهائن قبل 20 يناير؟ ماذا حدث لوعد نتنياهو بالنصر الكامل وتدمير حماس؟".
ويضيف كلاين "هل هذا ما مات من أجله ما يقرب من ألف جندي يهودي شاب، وفقدوا أطرافهم من أجله في غزة؟ وهو ما قاله لي أحد الجنود وهو يتألم: هل هذا هو السبب في أنني فقدت ساقي؟".
ثم ختم بيانه بأسئلة أخرى "لماذا السماح لحماس بالبقاء والفوز والبطولة بإطلاق سراح الإرهابيين، هل لتعريض إسرائيل كلها للخطر مرة أخرى؟ كيف يمكن لإسرائيل أن توافق على مغادرة ممر فيلادلفيا الضروري لمنع حماس من إعادة التسلح؟ ألم تتعلم إسرائيل من إطلاق سراح ألف إرهابي مقابل جلعاد شاليط، ورؤية العشرات يعودون إلى الإرهاب وينضمون إلى حماس!".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الیهودیة الأمیرکیة جمیع الرهائن إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
غلوبس: ترامب يفرض رسومًا جمركية على إسرائيل بـ15%
رغم ما تعلنه الحكومة الإسرائيلية مرارًا عن "العلاقة الاستثنائية" بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورغم التعاون الوثيق الذي بلغ ذروته في الملف الإيراني، لم تحصل تل أبيب على أي معاملة تفضيلية ضمن خطة الرسوم الجمركية الجديدة التي أطلقها البيت الأبيض هذا الأسبوع.
ففي وقت كانت الحكومة الإسرائيلية تستعد لتوقيع اتفاق تجاري مع واشنطن يخفض الرسوم إلى 10%، فوجئ المسؤولون الإسرائيليون بإدراج صادرات بلادهم ضمن شريحة الـ15%، وهي نسبة تُفرض تلقائيًا على الدول التي تعاني معها أميركا من عجز تجاري ولم تُبرم معها اتفاقًا جديدًا، وفق ما أعلنه ترامب رسميًا. وتشمل هذه الفئة أيضًا الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية واليابان، بينما طُبّقت رسوم أعلى على كل من الهند (25%) وكندا (35%).
مفاوضات شاقة وأجوبة غائبةوبحسب تقرير لصحيفة غلوبس الإسرائيلية، كانت المفاوضات بين تل أبيب وواشنطن تسير باتجاه اتفاق شبه مكتمل، وكان الجانب الإسرائيلي مستعدًا لتقديم "امتيازات تجارية سخية"، منها إعفاء كامل للواردات الأميركية من الرسوم، وهو ما أعلنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صراحة في مؤتمر صحفي عقب لقائه ترامب في نيسان/أبريل الماضي.
لكن هذه الوعود اصطدمت بمعارضة شديدة من لوبي المزارعين الإسرائيليين، الذين طالبوا بحماية المنتجات المحلية، ما دفع الحكومة إلى التراجع جزئيًا. وبدلًا من الإلغاء الكامل، عرضت إسرائيل دعم شراء القمح الأميركي مرتفع التكلفة بإعانات حكومية، وهي تسوية اقترحها وزير الزراعة أفي ديختر، وأثارت حماسة الجانب الأميركي، رغم اعتراض وزارة المالية.
ورغم ذلك، وبعد الاتفاق على أغلب البنود، "اختفى الأميركيون"، بحسب مصادر إسرائيلية مطلعة على سير التفاوض. فلم يحضر أي طرف رسمي لتوقيع الاتفاق، ما أدى إلى انهيار المسار التفاوضي بأكمله.
وقال مصدر في وزارة المالية الإسرائيلية للصحيفة: "إدراج إسرائيل في فئة الـ15% جاء أقل من نسبة 17% التي كانت مفروضة منذ نيسان/أبريل، ويعكس حوارًا إيجابيًا مع الإدارة الأميركية. المحادثات مستمرة بهدف التوصل إلى اتفاق محسّن وشامل".
اعتبارات سياسية تتجاوز التجارةالتقرير يشير إلى أن فشل توقيع الاتفاق لا يعود لأسباب اقتصادية بحتة، بل يرتبط باستخدام ترامب الرسوم الجمركية أداة ضغط دبلوماسي. وفي حالة إسرائيل، يرتبط الأمر على الأرجح برغبة البيت الأبيض في تسريع التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس في الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وهي مفاوضات لم تُسفر بعد عن نتائج ملموسة.
إعلانويرى مراقبون أن واشنطن تستخدم الرسوم التجارية وسيلة لدفع الدول المتحالفة معها إلى تقديم تنازلات سياسية. وفي هذا السياق، فإن عدم توقيع اتفاق تجاري مع تل أبيب قد يكون جزءًا من إستراتيجية ضغط، سواء ارتبط ذلك مباشرة بملف غزة أم لا.
نتائج قد يصعب عكسهاومع دخول الرسوم الجديدة حيّز التنفيذ، سيواجه المصدّرون الإسرائيليون عبئًا ماليًا إضافيًا قد يصعب التراجع عنه لاحقًا. فرغم بقاء نافذة الأمل قائمة –عبر توقيع اتفاق لاحق يُعيد النسبة إلى 10%– إلا أن العودة إلى الوراء تصبح أكثر تعقيدًا بمجرد تفعيل النظام الجديد.
ويأتي القرار في وقت حساس للاقتصاد الإسرائيلي الذي يعاني من ضغوط داخلية وخارجية. وتشير تقديرات وزارة الاقتصاد إلى أن الرسوم الجديدة ستؤثر سلبًا على صادرات بقيمة تقارب 4 مليارات دولار سنويًا، معظمها في قطاعات التكنولوجيا والمواد الكيميائية والصناعات الدفاعية.
وعلى الرغم من محاولة تل أبيب إظهار تماسك في العلاقة مع واشنطن، إلا أن الواقع التجاري والسياسي يُظهر أن إسرائيل ليست مستثناة من منطق الضغط الأميركي، حتى في ظل "العلاقة الخاصة" المعلنة بين الطرفين.