أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة رئيس الدولة: 17 يناير نبراس للأجيال ومصدر للإلهام «فورسايت 2» خطوة استراتيجية في تطوير برنامج الفضاء الإماراتي

ترجمت مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة ضد الإرهاب قناعتها بأن المعركة ضد الجماعات الإرهابية ومشغليها هي معركة الحضارة الإنسانية كلها، مشددة على حتمية حشد وتضافر الجهود الدولية كافة من أجل التصدي لهذه الآفة الخطيرة التي تهدد أمن الدول والمجتمعات في العالم أجمع.

 
وتعد دولة الإمارات من أوائل الدول التي حذرت منذ سنوات طويلة من تنامي خطر الإرهاب، ودعت دول المنطقة والعالم إلى التعاون في مواجهته والقضاء عليه، وأسهمت بفعالية في تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة هذا الخطر، انطلاقاً من دورها المسؤول في تعزيز السلم والأمن الدوليين.
وفي هذا السياق، وانطلاقاً مما يميز قيادتها الرشيدة وشعبها الأبي من روح النخوة العربية وقيم إغاثة الملهوف ونجدة المظلوم، لبت دولة الإمارات استغاثة الأشقاء في اليمن في ملحمة من العز والمجد، سطرها جنودها البواسل إلى جانب أشقائهم في قوات الشرعية والتحالف العربي، عبر عملية «عاصفة الحزم» التي انطلقت في مارس 2015.  ونجحت القوات المسلحة الإماراتية بتضحيات جنودها ودمائهم الزكية، في تقويض مخطط ميليشيات الحوثي الإرهابية بالهيمنة على اليمن، وتحويله إلى منصة لتهديد دول الجوار والملاحة الدولية، وقدمت كل ما يمكن تقديمه في سبيل إيصال المساعدات إلى المحاصرين في مختلف المناطق اليمنية. وإلى جانب ميليشيا الحوثي، وجهت القوات الإماراتية المشاركة في عملية «عاصفة الحزم» ضربات موجعة لتنظيمي «القاعدة»، و«داعش» أسهمت في تحرير الكثير من المدن والمناطق اليمنية من قبضة تلك التنظيمات الإرهابية.
وأدت دولة الإمارات، آنذاك، دوراً بارزاً في تحقيق هدف تأمين خليج عدن وباب المندب والشريط الساحلي الغربي الذي كان أهم الأهداف الاستراتيجية للتحالف العربي، حيث مثلت تلك المنطقة المؤمّنة أحد أهم أطماع ميليشيا الحوثي التي سعت إلى استخدامها لضرب الملاحة الدولية، وتهديد خطوط التجارة العالمية المارة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب.  وشكّل إنقاذ الوضع الإنساني المتدهور في اليمن أولوية قصوى بالنسبة للإمارات، التي سارعت بإنشاء جسور إغاثية جوية وبحرية، لمواجهة انتشار المجاعة والفقر وتردي الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها، جراء الحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية ضد المحافظات اليمنية.  ونفذت دولة الإمارات برامج تنموية وتدخلات طارئة، من أجل تعزيز البنية التحتية المدمرة في عدة قطاعات رئيسة تعرضت للتدمير جراء الحرب، وصولاً إلى تبنيها خططاً لمواجهة الحالات الطارئة، من انتشار الأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، وتحسين سبل المعيشة للأسر الفقيرة، والاهتمام بالفئات الخاصة والمحتاجة في مختلف المحافظات اليمنية، سواء المحررة، أو القابعة تحت سيطرة الحوثيين.
وخلال السنوات الماضية، شاركت دولة الإمارات بفاعلية في العديد من التحالفات الإقليمية والدولية لمحاربة الجماعات الإرهابية، ومن أبرز هذه المشاركات انضمامها في عام 2014 إلى التحالف الدولي لمحاربة «داعش». وشاركت دولة الإمارات بفاعلية في العمليات العسكرية الموجهة ضد عناصر تنظيم «داعش» في سوريا مع مجموعة من الدول، بما فيها دول خليجية كالسعودية والبحرين وقطر.
مبادرات إقليمية ودولية
أسهمت مشاركة الإمارات في التحالف ضد «داعش» بوقف تمدده وسيطرته على مناطق جديدة من الدولة العراقية أو في دول أخرى. وأطلقت دولة الإمارات العديد من المبادرات ذات الطابع الإقليمي والدولي، بهدف تعزيز قيم التسامح والوسطية والاعتدال وقبول الآخر بديلاً عن التعصب والتطرف، ولعل أبرزها في هذا الشأن: إنشاء مركز «صواب» في شهر يوليو 2015، الذي يعد مبادرة نوعية تفاعلية للتراسل الإلكتروني تهدف إلى دعم جهود التحالف الدولي في حربه ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.
كما أطلقت دولة الإمارات «مجلس حكماء المسلمين» في يوليو 2014 من أبوظبي، ليصبح أول هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في العالم الإسلامي، وأسست «المنتدى العالمي لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، الذي يعد من أهم المنتديات في العالم الإسلامي التي تتصدى للإشكاليات والقضايا الإنسانية المحدقة بالإنسان في عالم اليوم، الناجمة عن الصراعات الفكرية والطائفية في المجتمعات المسلمة، بسبب استقواء كل طرف بمن يعينه ويحتضنه على حساب مصلحة الأمة. وافتتحت دولة الإمارات في ديسمبر 2012 مركز التميز الدولي لمكافحة التطرف العنيف المعروف بـ«هداية»، الذي يؤمن بالحل الوقائي عبر منع الأفراد من الانحدار في طريق الراديكالية، واعتناق مذهب العنف ودعم الإرهاب، ولذلك يسعى المركز إلى التعاون مع دول العالم في جهودها لإثناء بعض الأفراد الذين وطأت أقدامهم هذا الدرب المنحرف، وردهم عنه قبل تورطهم فيه بالكامل.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الإرهاب اليمن المساعدات الحوثيين الحوثي البحر الأحمر دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

توتر عسكري بين قوى التحالف للسيطرة على المناطق النفطية الشرقية اليمنية

الجديد برس| تشهد المناطق النفطية شرق اليمن، الخميس، تصاعداً في التوتر العسكري مع تحشيدات متبادلة بين القوى الموالية للتحالف، في وقت تشهد فيه العاصمة الرياض جهوداً دولية وإقليمية للسير بعملية السلام. أفادت مصادر إعلامية محلية بتحركات عسكرية مكثفة تشهدها محافظتا شبوة وحضرموت، حيث يعيد “حزب الإصلاح” -الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن- ترتيب قواته على حدود شبوة ومأرب، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية لقوات “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتياً. وتتمركز قوات الإصلاح في منطقة “عاريين” بشبوة، بينما تعزز الانتقالي وجوده حول المناطق النفطية في وادي وصحراء حضرموت، وسط أنباء عن استعداد الطرفين لمواجهة محتملة. في سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية عن خلافات بين السعودية والإمارات حول السيطرة على المناطق النفطية في إطار مقترحات السلام المقترحة لتقسيم اليمن إلى ثلاثة أقاليم. وفي حين تدفع الإمارات لضم مناطق النفط في شبوة وحضرموت إلى “الإقليم الجنوبي” الذي سيكون تحت سيطرتها عبر الانتقالي الجنوبي، تعارض السعودية ذلك وتصر على إبقاء هذه المناطق خارج السيطرة المباشرة للفصائل الموالية للإمارات. وجاءت هذه التحركات بالتزامن مع عودة الإمارات إلى التلويح بـ”خيار الانفصال”، وذلك خلال لقاءات المبعوث الأممي مع سفيرها في الرياض، مما يعكس تصاعد التنافس الإقليمي على اليمن رغم الجهود الدولية لإنهاء الحرب.

مقالات مشابهة

  • «راكز» تختتم لقاءات استراتيجية في الصين بهدف تعزيز التعاون الثنائي
  • النائب العام يختتم ورشة العمل الإقليمية حول تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب
  • توتر عسكري بين قوى التحالف للسيطرة على المناطق النفطية الشرقية اليمنية
  • ماذا وراء التحذيرات الجيبوتية من الاستثمارات الإماراتية في أفريقيا؟
  • الإمارات تشارك في اجتماع عربي لحماية حقوق ضحايا الإرهاب
  • فيتش: آفاق النمو القوية تدعم صلابة البنوك الإماراتية
  • الإمارات تشارك في اجتماع عربي لتقييم الأطر القانونية لحماية حقوق ضحايا الإرهاب
  • حمدان بن محمد يشهد إطلاق «القائمة الإماراتية لشركات المستقبل»
  • حمدان بن محمد يشهد إطلاق «القائمة الإماراتية لشركات المستقبل»
  • المركزي یفرض عقوبات مالية على فرعين لبنكين أجنبيين بقيمة 18.1 مليون درهم