حماة- تهافت المئات من أهالي حماة وسط سوريا إلى ساحة العاصي الشهيرة في مركز المدينة ظهر أمس الجمعة، للاحتفال بأربعينية سقوط نظام الأسد، في مهرجان أطلق عليه اسم "مهرجان النصر والتحرير" الذي أقامته منظمات وهيئات مجتمعية مختلفة.

وتخللت الاحتفال مشاركة شعبية واسعة بدأت بالهتافات التي عاصرها الحمويون طوال سنوات الثورة السورية والأناشيد التي كانوا يتغنون بها في مظاهراتهم -خاصة مع بداياتها عام 2011- وعندما طالبوا بمحاسبة بشار الأسد وإعدامه.

أبو راتب يتوسط منشدي الثورة السورية في حماة (الجزيرة) أبو راتب "الرمز"

وشارك في المهرجان المنشد محمد أبو راتب الذي يعد رمزا من رموز الثمانينيات في حماة، ولأناشيده تاريخ عاش في ذاكرة أهالي المدينة منذ الصغر، ولا سيما بعد مجزرة حماة التي نفذها نظام حافظ الأسد في عام 1982، إذ اشتهرت حينها أناشيده المطالبة بالدفاع عنها ومناهضة حكم الأسد.

وطوال فترة حكمه منع نظام الأسد تداول أناشيد أبو راتب أو سماعها، لكنه عاد بعد 44 عاما وأنشدها وسط ساحة العاصي، ورددها خلفه المئات من الأهالي لأول مرة.

وعبر أبو راتب للجزيرة نت عن فرحته من وسط المدينة، وقال إنها "لحظات تاريخية أعيشها اليوم في حماة بعد 44 عاما من خروجي من سوريا ونشيدي لصمودها وصمود حماة بالأخص، لأنها مدينة أراد لها الأسد أن تموت ولكنها وقفت شامخة تناضل ضده".

إعلان

وأضاف "لا أستطيع وصف مشاعري وأنا أغني في حماة، فقد غنيت لكل مدن سوريا، ولكن حماة لها خصوصية رغم أنني حلبي، أحمد الله أن منحنا هذا الفتح والنصر بعد أن طال".

وحضر المهرجان الفنان موسى المصطفى ومنشدا الثورة أبو صهيب الحموي وأبو مالك الحموي "نادر القاضي" اللذان كانا يتغنيان بشعارات الثورة السورية وهتافاتها في ساحة العاصي وفي "باب قبلي" بحماة إبان المظاهرات الشعبية في 2011، مثل أناشيد "كبّر عليهم يا ابن بلادي"، و"مع صوت الزغاريد".

احتفالات في ساحة العاصي الشهيرة وسط مدينة حماة (الجزيرة) تناقلوها سرا

بدوره، يقول بلال أبو أسامة -وهو أربعيني من أهالي حماة- وكان يحضر الحفل مع أبنائه إنه كان يتمنى سماع أناشيد "أبو راتب" وحضور احتفالات النصر في ساحة العاصي بحماة، نسبة للخوف الذي زرعه نظام الأسد داخلهم من سماع أو تداول هذه الأناشيد منذ الثمانينيات في حماة حتى سقوطه، "حتى منع ذكر اسمه".

وأعادت أناشيد أبو راتب ذكريات تاريخية عاشها أهالي حماة في أحداث 1982، والتي وثقتها أناشيده في "أشرطة الكاسيت" التي كان يتم تناقلها سرا بعد أن تصلهم من مدينة حلب مسقط رأس المنشد.

وقال أبو أسامة إنه ترعرع على هذه الأناشيد المعارضة للنظام، كما ربّى أبناءه أيضا على أناشيد الثورة في 2011 وأناشيد أبو مالك الحموي وغيره.

ويعتقد أنها ستظل محفورة في ذاكرة جميع السوريين الذين دفعوا آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين حتى وصلت حماة وسوريا "إلى ما هي عليه اليوم من الحرية".

وبتأثر واضح، قال أبو أسامة "هذه الفرحة من حق السوريين أن يعيشوها لشهور وأيام بعد 51 عاما من الظلم والحرمان"، مشيدا بما وصفه بالتنظيم الجيد للاحتفال من المسؤولين في حماة وبمشاركة الأمن العام والدفاع المدني الفرحة مع الأهالي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أبو راتب فی حماة

إقرأ أيضاً:

تقرير يحذّر من خطة طرد أهالي غزة.. الاحتلال يشرعن الإبادة بالتجويع والتهجير

حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أنّ سياسة التهجير القسري الإسرائيلية في قطاع غزة بلغت ذروتها، كاشفًا أن قوات الاحتلال أصدرت 35 أمر تهجير قسري منذ بداية العام الجاري، أثّرت بشكل مباشر على أكثر من مليون فلسطيني. يأتي ذلك في ظلّ تصعيد إسرائيلي غير مسبوق يسير نحو تنفيذ خطة طرد جماعي للفلسطينيين، في تطبيق واضح لما بات يُعرف بـ"خطة ترامب"، والتي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تبنّيها مؤخرًا كشرطٍ لإنهاء الحرب.

تهجير منهجي ومعلن.. لا غطاء عسكري ولا مبررات

وفي بيان أصدره اليوم، وأرسل نسخة منه لـ "عربي21"، قال المرصد: إن إسرائيل لم تعد تكترث حتى بتوفير ذرائع شكلية لأوامر التهجير، حيث باتت تمارس الإخلاء القسري كهدف في ذاته، ضمن سياسة محسوبة ترمي إلى اقتلاع سكان قطاع غزة من جذورهم، ودفعهم قسرًا خارج الوطن، دون أن تتوفر أي ضمانات للسلامة أو الملجأ.

وقد طالت أوامر التهجير الأخيرة شمال القطاع، مستهدفة مناطق بأكملها مثل "جباليا"، "الشيخ زايد"، "الكرامة"، "الزهور"، و"بيت لاهيا"، فضلًا عن أوامر تهجير سابقة شملت غالبية أحياء خان يونس، دافعة مئات الآلاف للسير عشرات الكيلومترات باتجاه الجنوب تحت نيران القصف، بحثًا عن أمان وهمي في مناطق مثل "المواصي" التي لا تسلم هي الأخرى من الاستهداف.

إبادة جماعية ممنهجة تحت غطاء "النجاة"

اعتبر المرصد الأورومتوسطي أن التهجير الجماعي، والتجويع، والتدمير الواسع للبنية التحتية ليست إجراءات أمنية، بل أدوات ممنهجة لتنفيذ خطة واضحة للإبادة الجماعية، وصفها بأنها "مكتملة الأركان"، خصوصًا في ظل تصريحات نتنياهو بأن الحل الوحيد يتمثل في ترحيل سكان غزة وفق الخطة الأمريكية.

وأكد البيان أن ما يجري حاليًا هو أخطر مراحل الجريمة المستمرة منذ 19 شهرًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال يتعمّد ترك سكان القطاع دون ماء أو طعام، ودون أي وسيلة للنقل أو وجهة آمنة، ما يجعل حركة النزوح نفسها شكلاً من أشكال القتل البطيء، مضيفًا أن الهجمات الإسرائيلية على مخيمات النزوح – كما حدث صباح اليوم في "المواصي" – هي أدلة دامغة على أن مناطق "الأمان" التي يُوجّه إليها الفلسطينيون ليست سوى مصائد موت جماعي معدّة سلفًا.




أكثر من 175 ألف مدني بين قتيل وجريح.. والعدوان بلا رادع دولي

بحسب المرصد، أدّت هذه السياسة الممنهجة منذ أكتوبر 2023 إلى مقتل وإصابة أكثر من 175 ألف مدني، وتدمير آلاف المنازل والمرافق الحيوية، وتجريف شامل لمقوّمات الحياة. وأكد أن ما يجري في غزة ليس فقط جريمة حرب، بل جريمة ضد الإنسانية هدفها محو جماعة بأكملها، ضمن نهج استعماري استيطاني يمتد منذ عقود.

ودعا البيان إلى التحرك العاجل لوقف هذه الجرائم، محذرًا من أن الإفلات من العقاب هو ما مكّن إسرائيل من بلوغ هذا الحد من الجرائم والانتهاكات، وسط صمت عالمي مطبق وتواطؤ بعض القوى الكبرى.

دعوة عاجلة للعقوبات والمحاسبة الدولية

طالب المرصد الأورومتوسطي جميع الدول بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، داعيًا إلى: تنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق، فرض عقوبات شاملة على إسرائيل، تشمل حظر تصدير الأسلحة والتكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج، تجميد أصول المسؤولين الإسرائيليين المتورطين، وحظر سفرهم، وقف التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي مع إسرائيل فورًا، وتعليق الامتيازات التجارية والاتفاقيات الثنائية التي تمنح الاحتلال مكاسب اقتصادية تُمكّنه من تمويل عدوانه.

وفي ختام تقريره، حث المرصد الدول التي تطبّق مبدأ "الولاية القضائية العالمية" على إصدار مذكرات توقيف ضد المتورطين في جريمة الإبادة الجماعية، واتخاذ خطوات قانونية لمحاسبتهم أمام العدالة الدولية، في مسعى لوضع حدّ لـ"واحدة من أشرس محاولات التهجير الجماعي المخطط لها في التاريخ الحديث".

أرقام مفجعة

وقالت وزارة الصحة بقطاع غزة، اليوم الخميس، إن 16 ألفا و503 أطفال فلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال الإبادة الجماعية التي يرتكبها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في "إحصائية صادمة تجسد حجم الاستهداف المباشر والممنهج لأضعف فئات المجتمع".

جاء ذلك في بيان لوزارة الصحة بقطاع غزة عبر منصة تلغرام، يكشف أعداد القتلى من الأطفال في إطار "توثيق الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين".

ووفق البيان بلغ عدد القتلى الأطفال منذ 7 أكتوبر 2023 "16.503 أطفال في إحصائية صادمة تجسد حجم الاستهداف المباشر والممنهج لأضعف فئات المجتمع وأكثرها براءة".

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي، وهيئات حقوق الإنسان، والمنظمات الإنسانية، "بتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لوقف العدوان، ومحاسبة قادة إسرائيل على جرائمهم بحق الأطفال والمدنيين العزّل".

وفي 5 مايو/أيار الجاري، قالت وزارة الصحة بقطاع غزة إن 16 ألفا و278 طفلا فلسطينيا قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، بمعدل قتل طفل كل 40 دقيقة، وذلك في مؤتمر صحفي في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس

وأوضحت الوزارة أنه "من بين الشهداء 908 أطفال رضع لم يكملوا عامهم الأول، و311 طفلًا وُلدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة".

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.




مقالات مشابهة

  • أبناء محافظة صنعاء في 15 ساحة يهتفون لفلسطين ويجددون البراءة من الخونة والعملاء
  • ساحة الخوير.. معلم حضري جديد ينبض في قلب مسقط
  • تقرير يحذّر من خطة طرد أهالي غزة.. الاحتلال يشرعن الإبادة بالتجويع والتهجير
  • أبناء صنعاء يخرجون في 15 ساحة وميدانًا للبراءة من الخونة ودعمًا لفلسطين
  • بمشاعر الفخر.. أهالي أبطال "آيسف 2025" ينتظروهم في مطار الدمام
  • أزمة جديدة في برشلونة.. راتب لامين يامال يشعل القلق داخل الإدارة
  • ارفعوا العلم عاليًا
  • لامين يامال يريد أن يكون الأعلى أجراً في برشلونة.. فهل يتم تجديد عقده؟
  • بعد 43 سنة بسجون الأسد.. الطيار السوري الططري يتنفس هواء الحرية بدمشق
  • إعلان موعد رفع علم عُمان على أطول سارية في السلطنة