كاتب بريطاني: كثيرون يرحبون بعودة ترامب
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
أظهر استطلاع للرأي نشره المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية مؤخرا أن عدد المرحبين بعودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية في العديد من دول العالم يفوق عدد الأشخاص الذين يأسفون لذلك، عكس كثيرين في دول غرب أوروبا يشعرون بالفزع من هذه العودة.
ويرى سيمون تيسدال محلل الشؤون الخارجية في صحيفة أوبزرفر -التي تصدر عن مؤسسة غارديان الإعلامية- في مقاله أنه على الرغم مما وصفه بـ"اضمحلال نفوذ الولايات المتحدة" فليس من العملي أو المجدي تجاهل رئيس أميركي، سواء أحبه زعماء العالم أم أبغضوه.
وقال تيسدال إن نتائج الاستطلاع تتناقض مع الادعاء الغريب من جانب الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن بأن هيمنة أميركا على العالم قد تعززت.
وسخر الصحفي البريطاني من هذا الزعم، قائلا إن العالم يدير ظهره لما يعتبره الكثيرون نظاما دوليا منافقا تشرف عليه الولايات المتحدة.
وأضاف أن هناك قوى صاعدة تعتقد أن رؤية ترامب -التي تفتقر إلى الأيديولوجية، وتتبنى سياسة عدم التدخل والنزعة القومية، والقائمة على التعاملات التجارية، والمصلحة الذاتية- هي الأنسب للعصر.
اتجاهاتونقل الكاتب عن تشارلز كوبشان أستاذ الشؤون الدولية في جامعة جورج تاون قوله إن سياسة ترامب الخارجية يمكن أن تتأرجح في أي من الاتجاهين، سواء كان ذلك للأفضل أو للأسوأ.
إعلانفاللعبة برمتها بالنسبة للسياسيين والدبلوماسيين وجماعات الضغط الأجنبية تكمن في توجيه ترامب في الاتجاهات المرغوبة، وإيجاد طرق للعمل معه أو تجاوزه، على حد تعبير كوبشان.
ويحذر الأستاذ الجامعي من أن ترامب "بدلا من أن يساعد في بناء نظام دولي جديد أفضل حالا قد يهدم النظام القديم ويترك الولايات المتحدة وبقية العالم ببساطة ترزح تحت أنقاضه".
وفي ظن الكاتب أن الحرب الأوكرانية تمثل اختبارا مهما لترامب الذي ينتقد تكلفة المساعدات العسكرية لكييف ويتفهم معارضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
قضايا كبرىكما أن ترامب يقول إن بإمكانه إنهاء الحرب بسرعة، ولكن ثمن ذلك هو أن تتخلى أوكرانيا عن أراضيها ومكافأة الهجوم الروسي، ثم إنه لن يجرؤ على منح ما يسميه كاتب المقال "محور الشر" -الذي يتمثل في روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية- نصرا إستراتيجيا حاسما.
وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يرى الكاتب أن ترامب يرغب في عقد الصفقات مع دول الخليج العربي على صنع السلام، لكنه في ولايته الأولى "عامل الفلسطينيين بازدراء وقطع المساعدات عنهم، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس".
ووفقا للمقال، فإن ترامب لا يقتنع بالضرورة بأجندة اليمين الإسرائيلي الكبرى، ويستنكر تورط الولايات المتحدة في حروب أبدية.
وعلى عكس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فهو لا يريد محاربة إيران، بل هناك حديث عن مفاوضات مع طهران.
وخلص تيسدال إلى أنه من الممكن أن يصبح ترامب -إذا جرى التعامل معه على نحو صحيح- قوة للخير في الشرق الأوسط، لكن ذلك أمر غير مؤكد.
أما التحدي الدولي الكبير الآخر الذي يواجهه ترامب فهو الصين، وفي تقدير الكاتب أن الرئيس المنتخب يدرك مدى الضرر الذي ستلحقه الحرب التجارية مع الصين في حال فرض رسوما جمركية بنسبة 60% على الواردات من بكين.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي يشن هجوما لاذعا على وزراء حكومة نتنياهو.. مهرجون ودجّالون
في الوقت الذي يواجه فيه الائتلاف اليميني الحاكم في دولة الاحتلال تحديا حقيقيا في استجابة جنود الاحتياط لأمر الاستدعاء للخدمة العسكرية مجددا، فإن اللافت أن عددا من وزراء الحكومة لم يخدموا أصلا في الجيش، ولم يشغلوا مناصب قتالية وقيادية، وبالتالي ليسوا مؤهلين لخوض الحرب، مما يعني أن الإسرائيليين أمام حكومة غير عاقلة، لا تعمل وفقًا للقانون، ولا تحترمه.
إيتاي لاندسبيرغ نيفو الكاتب الإسرائيلي في موقع "زمان إسرائيل" العبري، أكد أن "الحكومة الحالية يسكنها وزراء بلا خبرة عسكرية، وقبل كل شيء، يحتقرون سيادة القانون، بل إن قوة الشر الكامنة لديهم تدفعهم لإصدار المزيد من القرارات لتجديد الحرب في غزة، حتى أن بيتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، يحتجزان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في موقف حساس، ويطالبانه بشيء واحد فقط: مواصلة الحرب، مهما كلف الأمر، ولو أدى لمقتل الرهائن، والتضحية بمئات الجنود".
"ابتزاز نتنياهو"
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "ليس هناك منطق عسكري أو سياسي وراء هذا الطلب المتهور سوى أن نتنياهو يتعرّض للابتزاز من قبل وزرائه، مما يدفعه مرارًا وتكرارًا لتخريب صفقات التبادل، واستمرار التحركات العسكرية، لأنه لو خدم بن غفير في الجيش، لأدرك قيمة الشر، وكيف يعتمد المرء على رفاقه لحمل نقالة في معركة تعتمد حياته عليهم في كل لحظة، ولو تدرب سموتريتش على القتال في المناطق المأهولة، ولو قاتل ولو مرة واحدة في أزقة جباليا أو نابلس، لأدرك ما هو مطلوب لاحتلال مدينة حماس".
وأشار إلى أن "هذين المُهرّجين السياسيين، اللذين يطالبان بمزيد من القوات، ومزيد من الضغط العسكري، لا يفهمان إطلاقًا معنى هذه الكلمات، ليس لديهم أدنى فكرة عن حجم القوة اللازمة لهزيمة كتيبة محفورة في أنفاق تحت الأرض، وما الوسائل المتاحة لها، وما قوتها النارية، وما المخاطر التي تتربّص بالجنود، هذان الأحمقان، لا يرشدان منطقهما السياسي والعسكري إلا الشعارات الفارغة، ويجدر بهما التوقف عن إرهاق رئيس الوزراء لو فهما معنى احتلال غزة بأكملها، وتهجير سكانها، وإقامة حكم عسكري دائم فيها".
وأوضح أن "هذين الوزيرين لو عاد أبناؤهما من غزة، ونظروا في أعينهما، ورأوا فيهما ثمن مشاهد الرعب، وفقدان الأصدقاء، والإحباط، والغضب من حرب عبثية، لربما التزما الصمت، ولو كان هذا يحدث في منزل نتنياهو، ورمقه يائير أو أفنير بنظرات اتهام، لربما استجمع قواه لمواجهة محرضي "فتنمة" الحرب في غزة، وعندما يعارض رئيس الأركان زامير، مثل سلفه هاليفي، قيام الجنود بتوزيع الطعام والماء على سكان غزة، فإن سموتريتش يرى الأمر أشبه بأكشاك السوق".
"جهل بطبيعة الحرب"
وأضاف أن "الوزراء لا يفهمون عدد القناصة والعبوات الناسفة والهجمات التي سيختطفها الجنود، وستُحوّلهم إلى بط في ميدان رماية حماس إن ظهروا في العراء لتوزيع الطعام، عندما يطالب بن غفير مرارًا وتكرارًا بعقوبة الإعدام للمقاومين، فإنه لا يتحمل أي مسؤولية أو فهم لما سيفعلونه بإعدام كل أسير إسرائيلي في أيديه، ودون تردد، بل سيتم توزيع مقاطع الفيديو كل السبت على كل عائلة لديها ابن يخدم في غزة، ولو خدموا كجنود احتياط كل عام، لأدركوا الضغط الذي تتعرض له زوجاتهم وأطفالهم عندما يكونون بعيدين عن المنزل".
ولفت إلى أن "هؤلاء الوزراء الدجّالين يقررون فقط ما يقوله نتنياهو، لكنهم يلعبون دور صانعي القرار، مع أنهم لا يمتلكون أي مؤهلات لاتخاذ قرارات في الحرب، وهم ليسوا سوى مجرد خرق أرضية لرئيس وزراء مُبتزّ، وكلمتهم لا تُؤثر، فهل يعرفون ما يعنيه الدخول للمرة الخامسة إلى حي الشجاعية، وكيف يتحرك جنود المشاة بين أنقاض المنازل في محاولة لتحديد موقع فتحة نفق أخرى، وكيف يُمكن تطهير مبنى منهار قد يختبئ فيه قناص أو عبوة ناسفة مُفككة أو لغم أو فخ مُتفجر سيتم تفعيله عن بُعد؟".
وأوضح أن "الوزراء لا يمتلكون أدنى قدر من المعرفة لفهم كيفية شن حرب في ظل الظروف التي يعيش فيها جنود الاحتلال حاليًا في غزة، لكن الحكومة قررت "تعميق" العملية، وتشديد حدة الحرب، وزيادة حدتها، واحتلال القطاع، والبقاء فيه، واستعراض مجموعة من مظاهر القوة الأخرى دون أن تدرك عدم فعالية قوة أخرى في غزة، فوق وتحت عشرات الكيلومترات من الأنفاق التي حُفرت على مرّ السنين، تحديدًا لتلبية احتياجات حرب العصابات الدائرة هناك".
وأكد أن "نتنياهو أسير لدى مجموعة من الوزراء المُتهرّبين الذين يديرونه ليقودهم لحرب أبدية مجنونة، مُبذرة، دموية، وفوضوية من جميع النواحي، هم يعلمون أن نتنياهو سيفعل ما يقولون، حتى لو طالبوه بتجفيف بحر غزة، وبناء مستوطنة جديدة هناك، فهو في النهاية يخشى سقوط حكومته، ومن الاستجواب في محاكمته، ومن لجنة تحقيق حكومية، ومن الهزيمة في الانتخابات، نتنياهو مُختطف في حكومته، ولو كان لديه ذرة من الاستقلال والنزاهة والمسؤولية الأخلاقية والوطنية، لألقى وزراءه في سلة المهملات، وأنهى الحرب، لكن لأنه مبتز وجبان، فإن هؤلاء الديكة المنتفخة تتسكّع حول مجلس الوزراء، وتحسم، وتؤثر على صنع القرار القاتل".
"الكارثة قادمة"
وأشار إلى أنه "عندما لا تكون هناك قيمة للخدمة العسكرية، ولا للحياة البشرية، وكل قرار ينبع من دوافع أيديولوجية ومسيحانية ودينية لا أساس لها في الواقع، فإن الكارثة القادمة مكتوبة على الحائط، حيث ستؤدي التعبئة الجديدة لآلاف جنود الاحتياط لحمّام دم في غزة، وستصبح دولة الاحتلال، التي تعاني من صورة مجرمة حرب، وقادتها مطلوبون في محاكم لاهاي للاشتباه بارتكابهم جرائم حرب، ودولة مصابة بالجذام، ولن يتمكن مواطنوها من الهبوط في أي دولة بالعالم".
وختم بالقول إن "كل الإسرائيليين يعانون بسبب سلوك الحكومة والجيش في غزة، القتل الجماعي للأطفال والنساء وعائلات بأكملها، وتجويع مليوني مدني، وحملة عسكرية خاطفة تدمر كل البنى التحتية للحياة في غزة، ودمار لن يُعوّض حتى بعد عشرين عامًا، كل هذا سيقود دولة الاحتلال إلى وضع مماثل من الدمار والخراب الداخلي والدولي والاقتصادي والأمني والاجتماعي، ومن لا يفهم هذا هم الوزراء الذين لم يخدموا أنفسهم في ظروف الحرب، بل يطالبون الآن بعودة الجنود لساحة معركة مستحيلة، وترك عائلاتهم، والتخلي عن المختطفين تحت الأرض، تحت وقع شعارات جوفاء لن تُشبع نهم ناخبيهم أبدًا".