الوطن:
2025-10-08@02:32:31 GMT

علي الفاتح يكتب: حرب الاستيطان تُفسد أحلام ترامب!

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

علي الفاتح يكتب: حرب الاستيطان تُفسد أحلام ترامب!

خلال الساعات الأخيرة لمفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، بدأ الأمريكيون حديثا مفاده أنّ التطبيع بين المملكة السعودية والكيان الصهيوني سيشكل حافزا للأخير كي يتخذ خطوات جادة نحو حل الدولتين.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يحاول تسويق نفسه كرجل سلام قوي، بعد فرضه اتفاق غزة على مجرم الحرب نتنياهو، لم يشر من قريب أو بعيد حتى الآن، إلى حل الصراع العربي الإسرائيلي عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولا يبدو أنّ هذا الأمر ضمن أجندته في الشرق الأوسط.

لكنه في المقابل مهتم أكثر بإقامة علاقات طبيعية بين المملكة السعودية والكيان الصهيوني ليُتمم ما بدآه أثناء ولايته الأولى فيما عُرف باتفاقات إبراهام للسلام.

لذلك شرع بعض الساسة الأمريكيين في تسويق فكرة أنّ وقف إطلاق النار في قطاع غزة كافٍ للتطبيع بين الرياض وتل أبيب، التي ستعتبره حافزا مشجعا للاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة.

يتجاهل الأمريكيون مبدأ الأرض مقابل السلام، الذي تأسس عليه المبادرة العربية ويغفلون عن عمد حقيقة مفادها أن اتفاقات إبراهام لم تغير شيئا في سلوك الاحتلال الصهيوني، بل إن شهوته في سفك الدماء والتوسع في الاستيطان ارتفعت إلى مناسيب جعلت رئيس وزراء الكيان الصهيوني ووزير دفاعه على قائمة المطلوبين أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة.

رغم التحديات الهائلة، التي تواجه إتمام اتفاق غزة بالوصول إلى المرحلة الثالثة للتفاوض حول عملية إعادة الإعمار، إلا أنّ احتمالات نجاحه كبيرة نسبيا، فهناك إصرار مصري قطري على الحيلولة دون انتهاز مجرم الحرب نتنياهو أي فرصة لانتهاك الاتفاق عبر غرفة عمليات مشتركة للمتابعة وحل المشكلات التي تظهر أولا بأول أثناء تنفيذ بنود الاتفاق في مرحلته الأولى.

وهناك سبب آخر يعزز إمكانية صمود هذا الاتفاق عبر مراحله المختلفة يتعلق برغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فليس من المعقول أن يسمح بفشل اتفاق هدد جميع أطرافه بالجحيم إذا لم يتم التوصل إليه قبل دخوله البيت الأبيض، علاوة على ذلك قد يتخذه ترامب مبررا للحديث مع المسؤولين في الرياض لبدء خطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ومع ذلك لن يكون اتفاق غزة كافيا لتحقيق كل أحلام ترامب، فهناك ألغام تنتظر هذا الاتفاق، ليس في غزة، وإنّما في أراضي الضفة الغربية.

اليمين الصهيوني الإرهابي مهّد الأرض لما يمكن وصفه بحرب استيطان شرسة تستهدف ابتلاع مدن وقرى الضفة الغربية كافة، وهو ما ينذر بانفجار عنيف من قبل الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين لتكون حربا أخرى أشد ضراوة من حرب غزة، بسبب طبيعة أراضي الضفة الجبلية بحسب مراقبين عسكريين، ومع عدم وجود رؤية واقعية لإدارة قطاع غزة، بعد وقف الحرب، ورفض حكومة الكيان أي دور للسلطة الفلسطينية في القطاع، تعنت الأخيرة إزاء الاقتراح المصري لتشكيل لجنة إسناد مشتركة تضم شخصيات عامة فلسطينية وتكنوقراط بتوافق بين جميع الفصائل، فمن المرجح أن تصل أصداء المواجهات في الضفة إلى غزة.

حينها ستدخل كل أراضي فلسطين المحتلة في دوامة عنف طويلة وسيواجه جيش الاحتلال حرب استنزاف قد تكبده خسائر مضاعفة عن تلك التي تكبدها على يد رجال المقاومة الغزيين.

في تلك الأجواء، ومع احتمال موافقة ترامب على ضم الضفة الغربية لسلطة الاحتلال سيكون من المستحيل مجرد الحديث عن علاقات طبيعية أو شبه طبيعية بين المملكة السعودية والكيان الصهيوني، بل إنّ أحلام ترامب حول فرض السلام بالقوة ستذهب جميعها أدراج الرياح.

الأرقام هي التي تحذر من دخول الضفة الغربية دوامة عنف واسعة النطاق، فبعد تولي حكومة مجرم الحرب نتنياهو في ديسمبر 2022، صادق ما يسمى بمجلس التخطيط والبناء الأعلى الصهيوني خلال عام 2023 على بناء 12 ألفا و349 وحدة سكنية، و9884 وحدة أخرى في عام 2024.

وبحسب بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أقام المستوطنون 29 بؤرة استيطانية جديدة خلال العام المنصرم.

وتشير بيانات الهيئة الفلسطينية إلى أنّ حكومة مجرم الحرب صادرت 650 مليون متر مربع، وهو ما يعادل 12% من أراضي الضفة الغربية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اتفاق غزة حرب الاستيطان تنصيب ترامب الضفة الغربیة مجرم الحرب

إقرأ أيضاً:

العدوان يكتب .. القرار السياسي الخاطئ في وقت الحرب . . !

#القرار_السياسي_الخاطئ في #وقت_الحرب . . !
#موسى_العدوان
بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لحرب اكتوبر المجيدة، التي شنتها القوات المصرية في مثل هذا اليوم عام 1973، وحطّمت به أعظم مانع عسكري قويّ، يرتكز على قناة السويس وخط بارليف الإسرائيلي، على الضفة الشرقية للقناة، وحققت نصراً عظيماً يدرّس في المعاهد العسكرية المحلية والعالمية.
وفي ما يلي اقتباس بتصرف، لبعض ما كتبه الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، خلال تلك الحرب، حول القرار السياسي الخاطئ الذي أجبر على تنفيذه :
“ بعد عودتي من الجبهة يوم الخميس 11 أكتوبر، فاتحني وزير الحربية المشير احمد اسماعيل علي، في موضوع تطوير هجومنا نحو المضائق. ولكني عارضت الفكرة لأسباب ذكرتها سابقاً وهي : ( أن القوات الإسرائيلية الجوية ما زالت قوية، وتشكل تهديداً خطيراً لأية قوات برية تتحرك في العراء دون غطاءٍ جوي. يجب أن نأخذ درسا من التجربة القاسية التي مرّ بها اللواء الأول مشاة أمس ).
وبدا لي أن وكأنه اقتنع بهذا وأغلق الموضوع. ولكنه عاد وفاتحني في الموضوع مرة أخرى في صباح اليوم التالي، مدعياً هذه المرة أن الهدف من هجومنا هو تخفيف الضغط على الجبهة السورية.
عارضت الفكرة مرة أخرى، على أساس أن هجومنا لن ينجح، ولن يخفف الضغط على الجبهة السورية، وأضفت قائلا: ( أن لدى العدو 8 ألوية مدرعة أمامنا، ولن يحتاج إلى سحب قوات إضافية من الجبهة السورية، حيث أن هذه القوات قادرة على صد أي هجوم نقوم به ).
ليس لدينا دفاع جوي متحرك إلاّ أعداداً قليلة جدا ً من سام 6، لا تكفي لحماية قواتنا. وقواتنا الجوية ضعيفة ولا تستطيع تحدي القوات الجوية الإسرائيلية في معارك جوية. وبالتالي فإن قواتنا البرية ستقع فريسة للقوات الجوية الإسرائيلية، بمجرد خروجها من تحت مظلة الدفاع الجوي، بعد حوالي 15 كيلومتراً شرق القناة. وإذا قمنا بهذه العملية، فإننا سندمر قواتنا دون أن نقدم أية مساعدة، لتخفيف الضغط على الجبهة السورية.
وحوالي الظهر، تطرق الوزير لهذا الموضوع للمرة الثالثة خلال 24 ساعة. وقال هذه المرة: ( القرار سياسي . . يحتم علينا ضرورة تطوير الهجوم نحو المضائق، ويجب أن يبدأ ذلك صباح غد 13 أكتوبر ).
وفي حوالي الساعة 1330 تم إبلاغ قائدي الجيشين الثاني والثالث بالقرار. وفي حوالي الساعة 1530 أبلغاني أنهما يعارضان تنفيذ هذا الأمر. فأجبتهما بأنني أيضاً عارضت هذا الأمر، ولكني أجبرت عليه، لكونه قراراً سياسياً.
لقد كان هذا القرار، أول غلطة كبيرة ترتكبها القيادة المصرية خلال الحرب. وقد جرّتنا هذه الغلطة إلى سلسلة أخرى من الأخطاء، التي كان لها أثر كبير على سير الحرب ونتائجها . . !

التعليق : لقد كان لتدخل السياسيين في خطة حرب أكتوبر 1973، التي صاغها العسكريون المصريون، نتائج سلبية، أدت لتعرض القوات البرية المصرية، لهجمات سلاح الجو الإسرائيلي ووقوع خسائر كبيرة بها، نظراً لخروجها من تحت مظلة الدفاع الجوي المصرية. كما أن ذلك القرار الذي أصر عليه السياسيون، لم يحقق الهدف المقصود، في تخفيف الضغط عن الجبهة السورية، بل كان السبب في حدوث الاختراق الإسرائيلي لثغرة الدفرسوار، وما نتج عنها من خسائر مادية في المعدات والأرواح، إضافة لتأثيرها السياسي والمعنوي، على الجيش والشعب المصري والأمة العربية بشكل عام.
التاريخ : 6 أكتوبر 2025

مقالات مشابهة

  • زياد ابحيص يكتب .. ما بعد الرد على خطة ترامب
  • إسرائيل تقتحم الضفة الغربية في ذكرى 7 أكتوبر وتطلق الغاز المسيل للدموع
  • الحرب تؤزّم الوضع النفسي للفلسطينيين بالصفة الغربية
  • قائد سرايا القدس بالضفة: المقاومة بخير وسيرى العدو الصهيوني في الأيام القادمة ما أعده مقاتلونا
  • اقتحامات لباحات “الأقصى” واعتقالات في الضفة الغربية
  • العدوان يكتب .. القرار السياسي الخاطئ في وقت الحرب . . !
  • مداهمات واقتحامات.. إصابة 7 فلسطينيين برصاص الاحتلال في الضفة الغربية
  • عاجل | الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تنفذ اقتحامات في الضفة الغربية
  • إسرائيل تقر مخططاً استيطانياً للاستيلاء على أراض شمالي الضفة الغربية