إيران: خسائر بـ250 مليون دولار يومياً وأزمة سياسة
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
بالتزامن مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتفاقم أزمة الكهرباء في إيران، وهو ما يمثل مشكلة خطيرة للصناعة الإيرانية بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي.
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن الاقتصاد الإيراني دخل أزمة خطيرة بعد انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، ما أدى إلى شل الصناعة وتهديد استقرار الاقتصاد، ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع مع عودة ترامب بسبب نيته في فرض عقوبات جديدة على صناعة النفط الإيرانية.
ونقلت الصحيفة عن أحد أصحاب المصانع في إيران، أن الوضع مخيف عندما تنقطع الكهرباء في منتصف النهار، ويترك العمال عاطلين عن العمل، واصفاً الوضع الآن بأسوأ ما شهده، كما تشير التقديرات إلى أن الوضع سيزداد سوءاً.
صفقة الرهائن "ضربة استراتيجية" لإيران https://t.co/8Msy9Wgkro pic.twitter.com/rrN2TDmfev
— 24.ae (@20fourMedia) January 14, 2025تأثير مدمر
وتقول الصحيفة إنه منذ أكتوبر (تشرين الأول)، اضطرت العديد من المصانع إلى التعامل مع انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل إلى يومين في الأسبوع، وتنهار شبكة الكهرباء القديمة تحت وطأة العقوبات الدولية ونقص الاستثمار الأجنبي، ويؤثر انقطاع التيار الكهربائي، وهو الأشد الذي عرفته إيران في العقود الأخيرة، على الصناعات الرئيسية ويدفع البلاد الغنية بموارد الطاقة إلى عمق الأزمة.
وفي الوقت نفسه يضطر المصنعون إلى التعامل مع مجموعة قاتلة من العقوبات الدولية والتضخم بـ 30% والعملة المنهارة، مع شعور العديد من أصحاب الأعمال باليأس والتفكير في إغلاق أعمالهم.
الأزمة السياسية والإقليمية
ويواجه النظام الإيراني مستويات غير مسبوقة من الاحتجاجات بين السكان، كما أن النفوذ الإقليمي للنظام آخذ في الضعف على خلفية الحروب في غزة ولبنان والتغيرات في سوريا. وبحسب الصحيفة، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، فإن الخوف من المواجهة المباشرة مع إسرائيل لا يزال ملموساً.
وحسب ما نقلت الصحيفة عن وكالة بلومبرغ، إذا تعرضت إيران لهجمات عسكرية على أجزاء مهمة من شبكة الكهرباء أو المنشآت النووية، أو غيرها من البنية التحتية الرئيسية، فستجد صعوبة في التعافي.
وأثارت المحاولات السابقة للحكومة لرفع أسعار الوقود احتجاجات عنيفة، كان آخرها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، ومنذ ذلك الحين، وردت تقارير عن إضرابات في القطاع الصناعي، كما نظم المتقاعدون والعاملون في الصحة والتجار في سوق طهران الكبير ، مظاهرات وإضرابات في الأشهر الأخيرة.
وحسب الصحيفة، زعم مسؤول كبير في وزارة النفط أنه دون أي فترة راحة من العقوبات، من المتوقع أن يتفاقم نقص الطاقة، حيث تحتاج البلاد إلى إنفاق نحو 15 مليار دولار سنوياً حتى 2029 لمعالجة النقص.
وحسب تقديرات غرفة التجارة الإيرانية، فإن انقطاع التيار الكهربائي يكلف الاقتصاد نحو 250 مليون دولار يومياً، وتم إيقاف حوالي 40% من الطاقة الإنتاجية للصلب، وتوقفت إمدادات الغاز للعديد من مصانع البتروكيماويات، كما أن صناعة البناء والتشييد تعاني من انخفاض إمدادات الغاز بنسبة 80%.
انهيار اقتصادي
ونقلت الصحيفة عن محللين في طهران قولهم إن أزمة الطاقة في إيران هي جزء من انهيار اقتصادي أوسع نطاقاً، حيث يؤدي الفشل في مجال واحد إلى آثار متسلسلة في مجالات أخرى، موضحة أن استهلاك الكهرباء في إيران تضاعف منذ 2005، لكن الطاقة الإنتاجية لم تواكب وتيرة الاستهلاك بسبب إحجام المستثمرين الأجانب بفعل العقوبات الأمريكية. كما قال وزير الطاقة الإيراني، عباس علي آبادي، إن من المتوقع أن يصل العجز في الكهرباء إلى 25 ألف ميغاوات بحلول منتصف العام الجاري، وهو ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة مع الصيف الماضي الذي وصل فيه إلى 20 ألف ميغاوات.
وبحسب تقارير إعلامية، تخطط الحكومة الإيرانية لـ 14 مشروعاً قصير المدى، تشمل تطوير وحدات الإنتاج، وتحسين البنية التحتية للشبكة، وزيادة استخدام الطاقة المتجددة، ومع ذلك، ورغم أن إيران تملك أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم، إلا أنها تكافح من أجل استغلالها بفعالية.
إيران تُنشئ طريقاً جوياً لتهريب الأسلحة إلى حزب اللهhttps://t.co/k3kMgo7TWg pic.twitter.com/NU6SXfi5lV
— 24.ae (@20fourMedia) January 16, 2025العقوبات وتأثيرها
وفقد الريال الإيراني نحو 90% من قيمته منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018، ورغم أنه في ظل إدارة بايدن كانت هناك زيادة بـ 65% في صادرات النفط، والتي وصلت في المتوسط إلى 3.3 ملايين برميل يوميا في العام الماضي، إلا أن هذا الاتجاه قد يتغير مع عودة ترامب إلى منصبه.
ويرى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الاتفاق الجديد مع ترامب هو مفتاح البقاء الاقتصادي، فيما عقدت الحكومة الإيرانية أخيراً جولة ثالثة من المحادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا حول هذا الموضوع، ووصف نائب وزير الخارجية المحادثات بـ "مهمة وصادقة".
وتقول الصحيفة، إن أزمة الطاقة في إيران تشير إلى ضعف البنية التحتية الإيرانية، وكذلك ضعف النظام، كما أن الأزمة الاقتصادية المستمرة تقلل من قدرة طهران على الدعم المالي للتنظيمات المسلحة في المنطقة وتضعف نفوذها الإقليمي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب إيران وإسرائيل إيران مظاهرات إيران الحرس الثوري الإيراني انقطاع التیار الکهربائی فی إیران
إقرأ أيضاً:
تصريحات ترامب ضد الصين تضرب العملات المشفرة.. خسائر تتجاوز 300 مليار دولار
شهدت العملات المشفرة تراجعات حادة عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جديدة على الصين بنسبة 100 بالمئة، ما أثار موجة قلق في الأسواق ودفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة.
وتكبدت بتكوين خسائر قاسية، وهبطت بنحو 6 بالمئة، إلى مستوى 113,602.00 ألف دولار، كما تجاوز إجمالي خسائر القيمة السوقية للعملات المشفرة 300 مليار دولار في اليوم، وخسرت الإيثر نحو 10.60 بالمئة ووصلت إلى أقل من 4000 دولار عند 3.874.32، أما عملة سولانا فقد تراجعت بنحو 6.49 بالمئة إلى 204.28 دولار.
وقال ترامب إن الصين أبلغت واشنطن بنيتها فرض قيود واسعة النطاق على الصادرات اعتباراً من الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، لتشمل معظم المنتجات التي تصنعها، وحتى بعض السلع التي لا تنتجها فعلياً، وأضاف الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة سترد بالمثل في التاريخ نفسه عبر فرض قيود على صادرات البرمجيات الحيوية، في خطوة قد تشعل جولة جديدة من التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وجاءت التصريحات لتدفع بتكوين وغيرها من العملات الرقمية الكبرى إلى خسائر فورية، مع تزايد المخاوف من اضطرابات اقتصادية تؤثر على شهية المستثمرين للأصول عالية المخاطر.
"It is impossible to believe that China would have taken such an action, but they have, and the rest is History. Thank you for your attention to this matter!" - President Donald J. Trump pic.twitter.com/Kx6deI2voC — The White House (@WhiteHouse) October 10, 2025
والجمعة، أعلن ترامب أنه قد يلغِي اجتماعًا مقرّرًا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، ملمحًا إلى زيادة “هائلة” في الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، وهو ما أشعل موجة ذعر بين المستثمرين وأطاح بمكاسب السوق في دقائق.
وبحسب مؤشرات وول ستريت، هوى مؤشر داو جونز الصناعي 878 نقطة ليغلق عند 45,479 نقطة، أي بانخفاض 1.9بالمئة، فيما خسر مؤشر ناسداك الثقيل بالتكنولوجيا 820 نقطة (3.56 بالمئة، وسجّل ستاندرد آند بورز 500 تراجعًا بنحو 2.7 بالمئة، ولم تسلم العملات المشفرة من صدمة تغريدة ترامب، إذ شهدت انهيارًا مفاجئًا أفقدها أكثر من 300 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال يوم واحد فقط.