"توظيف الذكاء الاصطناعي في النشر" لنديم صادق يشارك فى معرض الكتاب
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صدر حديثا لدار العربى للنشر والتوزيع، والذي يشارك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أول كتاب عن الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في عالم النشر الـAI بترجمة الـAI، ولكن بتحرير "بشري"، تحت عنوان “ اطلق ولا تتردد: الذكاء الاصطناعى وتوظيفه فى النشر” للكاتب نديم صادق.
ويناقش الكاتب نديم صادق، عند حضوره لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذكاء الاصطناعي والنشر، وذلك يوم السبت الموافق 25 يناير، كما سيتواجد بجناح دار العربي بالمعرض بصالة 1 B58، يوم الأحد الموافق 26 يناير.
جاءت فكرة الكتاب عندما التقى الكاتب شريف بكر، والمؤلف الأيرلندي من أصول مصرية، نديم صادق، وقد تناقشا في مستقبل النشر في الوطن العربي على وجه الخصوص وحتمية تدخل الذكاء الاصطناعي في الأمر شئنا أم أبينا، وهكذا، وفي الوقت الذي يقاوم فيه الجميع فكرة استخدام "الذكاء الاصطناعي"، أو حتى فكرة اللجوء إليه.
وعن التجربة..يقول "شريف بكر" في مقدمة الكتاب: "بما أنه كتاب عن الـAI ، فأفضل طريقة لترجمته هي باستخدام الـAI"، لكن الفكرة هي أن الترجمة مُحررة هذه المرة.. لكن، مع أن الذكاء الاصطناعي قد استُخدِم للترجمة، فالأمر لم يكن بالسهولة التي قد يتخيلها البعض، فالجمل لم تكن مترابطة في معظم المواضع، وسيطرت على النص ألفاظ وتعبيرات مُترجمة بشكل حرفي واحتاجت إلى مراجعتها وتحريرها لتُكتب كما هي مُستخدمة في اللغة العربية".
وتابع: "كما كانت هناك بعض المصطلحات المتخصصة للغاية الخاصة بعمليات النشر التي تُرجمت بشكل عام للغاية، وكل هذا دليل على ما يسعى الكاتب "نديم صادق"، ونحن أيضًا، لإثباته؛ لا مفر من تدخل الذكاء الاصطناعي في كل شيء، حتى في صناعة النشر، ولكن تبقى بعض الوظائف التي لا بد وأن يؤديها الإنسان، والنتيجة هي أن كليهما؛ الإنسان والذكاء الاصطناعي يكملان بعضهما بعضًا، فلماذا إذًا لا نستغل الأمر لصالحنا؟
الجدير بالذكر أن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب ٢٠٢٥، تنطلق خلال ايام قليلة, حيث من المقرر أن تبدأ خلال ٢٣ يناير و٣ فبراير .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الكادحون الجدد في مزارع الذكاء الاصطناعي
هل يساعدك الذكاء الاصطناعي على إنجاز مهامك في العمل؟ إذا كانت إجابتك نعم، فهذا يعني أن مديرك سيتوقعُ منك ما هو أكثر من اليوم فصاعدًا، أكثر مما كنت تقوم به في الأيام الخوالي يا عزيزي الكادح. مع الأسف، إنجازك السريع للتكليفات بمساعدة تشات جي بي تي لن يمنحك الرخصة للعودة إلى البيت قبل نهاية الدوام الرسمي، بل سيغري الشركة بزيادة كم التكليفات الملقاة على عاتقك، لم لا وقد أصبحت تنجزها في وقت أقل، بل وتتباهى بذلك؟! وربما سترسلك إدارة الشركة إلى دورات وورش تدريبية كي تتعلم أشغالًا جديدة لم تكن في يوم من الأيام ضمن المهام التقليدية لتعريفك الوظيفي. سيتسعُ نطاق تعريفك الوظيفي ليشمل وظائف أخرى مع تغير المعنى التقليدي للوظائف في كل القطاعات. كل ذلك لأنك أصبحت إنسانًا مُطوَرًا بنظر أرباب العمل، إنسانًا «أذكى» مما كنت عليه، ولذلك صار عليك أن تنتج أكثر مما كنت تنتجه خلال ساعات العمل المنصوص عليها في العقد.
تذكَّر، هناك من يربح أكثر لأنك تستخدم الذكاء الاصطناعي، عزيزي الكادح. أنت منذ الآن إنسان مُلحق بأدوات مساعدة، إنسان معدَّل بالآلة لصالح هذه الخدمة. سيرتفع من معدل إنتاجيتك الفردية خلال ساعات العمل بما يؤدي لرفع معدل إنتاجية الشركة في المحصلة، لكنك لن تعود إلى البيت قبل الخامسة مساءً في الغالب، يؤسفني تعكير المسرات.
باعتمادك واعتمادهم على مساعدة الذكاء الاصطناعي، والذي بات مسألة منتهيةً لا مفرَّ منها، يُقدم الكادحون الجدد حول العالم أدلة يومية من واقع العمل على أنهم أرقام زائدة يمكن الاستغناء عنها ما دام الذكاء الاصطناعي يعمل بهذا القدر من السرعة والكفاءة. ما الذي يمنع ذلك ما دام المنطقُ الرأسمالي الذي تعمل به الشركات يرى الذكاء الاصطناعي أكثر طاعة ومطواعية بخلاف البشر، فإنهم مماطلون وعنيدون، ومجبولون على حب السجال دائمًا حول كل صغيرة وكبيرة، كما أنهم يبدون استعدادًا فطريًا للمقاومة، وهذا أكثر ما يرهق العقلية السلطوية التي تُدار بها المؤسسات.
الأدلة تتزايد كل يوم على الطريقة التي يعمق بها الذكاء الاصطناعي غياب العدالة والمساواة في بيئات العمل. ننسى أحيانًا ونحن نمدح دوره في مساعدتنا على إنجاز مهام لا نتقنها، أن هناك شخصًا سهر وكابد لسنوات من أجل تعلم تلك المهارات اللازمة التي لا نملكها. بهذا المعنى فإن الذكاء الاصطناعي يضع المؤهل وغير المؤهل متساويين على خط السباق، ويعزز من إمكانية نجاح المواهب المزيفة على حساب المواهب الحقيقية المصقولة بتعب الزمن. نرى ذلك عيانًا ونعايشه في معسكرات الإنتاج الرأسمالي، المريضة من قبل بحمى التنافسية غير العادلة، وقد أصبحت اليوم بيئات أكثر عدوانية لا فرصَ فيها إلا للانتهازيين الشطَّار الذين يُفضلون الطرق المختصرة على مشقة التعليم المضني والممل.
في سياق هذا التحول المخيف تدخل الرأسمالية عصرها الجديد مع ثورة الذكاء الاصطناعي، حيث تغدو الشركات الكبرى نموذجًا للدكتاتوريات العصرية في صورة تتجاوز وتقهر حتى دكتاتورية الدولة التقليدية. لا تتوانى هذه الدكتاتوريات الرأسمالية عن تطبيق المقولة الاستعمارية المجرَّبة «فرّق تسد»، وذلك عبر إحلال الذكاء الاصطناعي محل العامل البشري، أو من خلال تسليطه رقيبًا عتيدًا على سلوك الموظفين، فيتتبع بياناتهم الخاصة ويراقب ويحلل طبيعة التواصل فيما بينهم كي يمنع أي حالة من التكتل أو الفعل الجماعي المقاوم. ففي بيئات الإنتاج المراقبة بالحسَّاسات والكاميرات الذكية يُطور الذكاء الاصطناعي آليات الرقابة على السلوك والأجساد، والتي بلغت تطبيقاتها في كبريات الشركات العالمية إلى حد تثبيت أنظمة لمراقبة الوقت خارج المهمة (Time off task) فأي شرود أو سهو عن المهمة قد يُعرض الموظف لعقوبة الخصم.
بات واضحًا أن التاريخ ينساق لصدامٍ حتمي بين الإنسان ووحش الآلة. فهل يُنذر هذا التحول بثورة عمَّالية على استبداد الذكاء الاصطناعي يمكن أن نشهدها في المستقبل؟ إعجاب الأفراد اللاواعي بمساهمة الذكاء الاصطناعي في تسهيل وتسريع أنشطتهم الوظيفية يشي بإذعانٍ متمادٍ، ويجعل من التنبؤ بثورة عمَّالية على هذا الاستبداد فرضية مكبرة. ولكن هل يمكن التفكير بأساليب مقاومة بطيئة إلى ذلك الحين؟ في بيئة سلطوية مطلقة تقوم على تفكيك العلاقات وبتر الصلات الحميمة، وعلى تفتيت الجماعة البشرية إلى أفراد معزولين ومراقبين كل على حدة، لا أرى سوى «المماطلة» خيارًا أخيرًا للمقاومة الفردية بالنسبة للكادحين الجدد.
سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني