سودانايل:
2025-05-28@14:26:49 GMT

مكانة أفلاطون وارسطو في تاريخ الفلسفة

تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT

عبد المنعم عجب الفَيا

كتب الفيلسوف البريطاني الشهير برتراند رسل*:
"يشغل أفلاطون وارسطو موقعا فريدا في تاريخ الفلسفة. فهما اولا قد ظهرا بوصفهما وريثيين للمدارس السابقة على سقراط، ومنظرين منهجيين لها، وطورا ما تلقاه منها، والقيا الضوء على الكثير مما ترك بصورة ضمنية لدى المفكرين السابقين. وفضلا عن ذلك فقد كان لهما طوال العصور تأثير هايل على مخيلة البشر.

فحيثما ازدهر التفكير النظري في الغرب، كانت ظلال أفلاطون وارسطو محلقة في خلفية هذا التفكير. واخيرا فان اسهامهما في الفلسفة اهم، على الأرجح، من اسهام اي فيلسوف اخر، قبلهما أو بعدهما، إذ لا تكاد توجد مشكلة فلسفية لم يقولا عنها شيا له قيمته. وكل من يتصور في أيامنا هذه انه يستطيع أن يأتي بشي أصيل من دون أن يكون قد استوعب تلك الفلسفة الاثينية، عليه أن يتحمل عواقب مغامرته". ص٩٩
*
وعن مكانة أفلاطون كتب رسل في ذات السياق:
" إن تأثير أفلاطون في الفلسفة هو على الأرجح، أعظم من تأثير اي شخص آخر. أفلاطون الذي كان وريثا لسقراط والفلاسفة السابقين له، وكان مؤسس الأكاديمية ومعلم ارسطو، يحتل موقعا مركزيا في الفكر الفلسفي.. وفضلا عن ذلك فإنه ينفرد عن جميع الفلاسفة بأنه جمع بين صفتي المفكر العظيم والكاتب العظيم. فأعمال أفلاطون تشهد بأنه واحد من أبرز الشخصيات في الأدب العالمي. غير أن هذا الامتياز ظل، للأسف، شيا استثنائيا في تاريخ الفلسفة. فكم من الكتابات الفلسفية ثقيلة، جافة، جوفا. بل إننا نجد في حالات معينة ما يشبه التقليد الراسخ الذي يقضي ان تكون الكتابات الفلسفية غامضة، معقدة في اسلوبها حتى تبدو عميقة. وهذا امر مؤسف، لانه ينفر الشخص المتهم، غير المتخصص.. وعلى أي حال فان في امكانك ان تقرأ أفلاطون وهذا شيء لا يمكن أن يقال عن معظم الفلاسفة". ص ١٠٤، ١٠٥

* المصدر:
برتراند رسل، حكمة الغرب، ترجمة د. فؤاد زكريا، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، الجزء الأول، طبعة ٢٠٠٩

هوامش:
** برتراند رسل أشهر فيلسوف بريطاني في القرن العشرين. هو فيلسوف وعالم رياضيات وعالم اجتماع ومؤرخ. ساهم في تأسيس المنطق الرياضي، فقد وضع كتاب (مبادي أو اسس الرياضيات) بالاشتراك مع الفيلسوف وايتهيد، "وبفضل هذا الكتاب أصبح رسل واحدا من أبرز الشخصيات الفلسفية في القرن العشرين، بل لقد وصفه البعض بأنه اهم المناطقة منذ ارسطو".
عاش رسل قرنا كاملا أو يزيد فقد ولد في ١٨٧٢ وتوفي في ١٩٧٠ انحدر رسل من أسرة استقراطية وبدأ حياته اشتراكيا حيث وضع أو كتاب له عن (الحزب الديمقراطي الألماني الاجتماعي) سنة ١٨٩٦ كان وقتها يعمل بالسلك الدبلوماسي بالمانيا. وعند زيارته الي روسيا أيام الثورة الأولى وجه انتقادات حادة الي النظام الشيوعي الجديد عقب عودته. وقف ضد دخول بلده في الحرب العالمية الأولى وسجن بسبب ذلك لمدة ستة أشهر. كما وقف ضد السلاح النووي وانشا محكمة الضمير سنة ١٩٤٩ لمحاكمة مجرمي الحروب. ودخل السجن سنة ١٩٦١ وهو في سن التاسعة والثمانين لمدة أسبوع بسبب نشاطه في مكافحة التسليح النووي. كما شارك في المظاهرات ضد حرب فيتنام وكان يقود التجمعات الشعبية وينظم الملتقيات للتفاهم بين الشرق والغرب. وكان رسل قد انتقل الى أمريكا سنة ١٩٣٨ للتدريس في عدد من أشهر جامعاتها، وعندما انتقل الى نيويورك للعمل بجامعتها، واجه حملة شرسة شاركت فيها الصحافة والأجهزة السياسية والكنيسة، ولكنه كسب حكما قضاييا ضد المعترضين عليه. كان رسل كاتبا غزير التأليف وقد منح جايزة نوبل في الآداب سنة ١٩٥٠ (انظر مقدمة المترجم، الجزء الأول).
**
وفي تقييمه لمواقف رسل الفلسفية، يقول د. فؤاد زكريا، استاذ الفلسفة والمفكر اليساري الكبير، في مقدمة ترجمته لكتاب رسل:
" أبدى رسل في هذا الكتاب نضجا فكريا واضحا في موقفه ازا الفلسفات التجريبية المنطقية المعاصرة، التي كان هو واحدا من أهم الممهدين لها. فهو يفرد في كتابه صفحات طويلة للدفاع عن فكرة "الفرض" في المنهج العلمي. مخالفا بذلك التراث التجريبي الذي يميل إلى الالتزام بالشهادة المباشرة للوقايع، ويرى الفرض ضربا من الخيال غير المأمون. ويظهر نضجه بوضوج في امتناعه عن مسايرة الوضعية المنطقية في هجومها الحاد على الميتافيزيقا. فهو ليس من أنصار موقف "تفنيد الميتافيزيقا" على الإطلاق. فهو يرفض استبعاد القضايا الميتافيزيقية بحجة أنها قضايا بلا معنى. ويرى رسل ان الاكتفاء بالقضايا القابلة للتحقيق، إلى جانب قضايا المنطق والرياضة، يؤدي إلى وجهة نظر شديدة الضيق والقصور. ومن هنا هاجم رسل الوضعية المنطقية على هذا الأساس، كما هاجم مدارس التحليل اللغوي بوصفها تعبيرا عن نظرة محدودة إلى مهمة الفلسفة. وعلى العكس من ذلك أكد رسل ان الميتافيزيقا قد تكون في بعض الأحيان واحدة من الطرق الموصلة للعلم، وان النظرية العلمية في سعيها إلى تفسير كلي للظواهر تقترب من الميتافيزيقا، وهو موقف يدل على أن فكره قد قطع شوطا بعيدا في طريق الفهم الواسع الأفق للفلسفة، بعد أن كان في مراحله الأولى أقرب إلى التعاطف مع تلك الاتجاهات الضيقة التي يهاجمها الآن". انظر مقدمة المترجم ، الجزء الثاني، ص١٦
* كلمة "ميتافيزيقا" في المفهوم الفلسفي، تعني في هذا المقتبس وغيره، التفكير النظري، أو المعرفة العقلية المستمدة من مسلمات أو بدهيات أو مقولات المنطق والمبادي العقلية العامة، والمستقلة عن التجربة، وهو ما يطلق عليه كانط المعرفة القبلية a priori اي قبل التجربة، وأما تلك المستمدة من التجربة فيصفها بالمعرفة البعدية a posteriori ، وقد جمع كانط بين العقل والتجربة. وزعمت الفلسفة التحليلية وربيبتها الوضعية المنطقية، وبعض تيارات ما بعد الحداثة، انها تعمل على تجاوز الميتافيزيقا اي النظر العقلي. (كاتب المقال).

abusara21@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

“كارثة لم تحدث في تاريخ مصر”.. الكشف عن عملية غش كبرى للعسل

مصر – رد رئيس اتحاد النحالين العرب في مصر فتحي بحيري، على انتشار فيديو حول غش العسل المصري، معتبراً أن هذه الادعاءات “غير دقيقة وتضر بصناعة يعتمد عليها آلاف الأسر”.

وأكد بحيري في تصريحات تلفزيونية: “قطاع النحالين يخضع لرقابة دقيقة من وزارتي الزراعة والصحة وهيئة سلامة الغذاء”، مشيراً إلى أن العينات المذكورة في الفيديو “غير ممثلة للعسل المصري، ولم يتم الإعلان عن أسماء الجهات المنتجة”.

وأوضح رئيس الاتحاد أن “المواصفة المصرية القياسية لعام 2005 تسمح بنسبة سكروز تتراوح بين 5% إلى 15% حسب نوع العسل”، مضيفاً: “عسل البرسيم مثلاً قد تصل نسبة السكروز فيه إلى 10%، وهذا أمر طبيعي ومعترف به دولياً”.

وكشف بحيري عن تقديمه شكوى للمجلس الأعلى للإعلام بسبب “الأضرار الجسيمة التي قد تلحق بالقطاع”، مؤكداً أن “مصر تنتج أفضل أنواع العسل عالمياً، حيث يصدر سنوياً حوالي 3200 طن”.

واختتم تصريحاته بالتأكيد: “بمسؤوليتي الشخصية، هذه الادعاءات غير دقيقة ولا تستند إلى أي أدلة علمية، والعسل المصري يخضع لأعلى معايير الجودة والرقابة”.

من جانبه، تقدم النائب أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة عاجل بشأن انتشار ظاهرة غش عسل النحل في الأسواق المصرية. وجّه الطلب إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيري التموين والصحة ورئيس جهاز حماية المستهلك، بعد ظهور نتائج تحاليل معملية كشفت تورط علامات تجارية شهيرة في بيع منتجات مغشوشة.

وأظهرت التحاليل التي أجراها متخصصون في مراجعة الأغذية أن العديد من العينات لا تحتوي على مكونات العسل الطبيعية، بل تتكون من خليط من الجلوكوز الصناعي ومحليات رخيصة مع إضافة نكهات وألوان صناعية. كما تم رصد وجود مواد حافظة ومركبات مجهولة المصدر في بعض المنتجات، مما يشكل خطراً على صحة المواطنين وخاصة مرضى السكري والأطفال.

وأكد محسب في طلبه أن هذه الممارسات تسبب أضراراً بالغة لمنتجي العسل الطبيعي، وتخلق منافسة غير عادلة في السوق. كما أشار إلى قصور في آليات الرقابة على هذه المنتجات، رغم الحملات الدعائية المكثفة التي تروج لها عبر وسائل الإعلام.

وطالب النائب بإجراء فحوصات عاجلة على منتجات العسل في الأسواق، وإعلان النتائج بشكل شفاف للمواطنين. كما دعا إلى سحب المنتجات المخالفة وتطبيق عقوبات رادعة على الشركات المتورطة، مع تحديث منظومة الرقابة على الأغذية ووضع مواصفات دقيقة لمكونات العسل الطبيعي.

وشدد الطلب على ضرورة إطلاق حملة توعوية للمستهلكين، وعقد جلسة طارئة بالبرلمان لبحث الأزمة ووضع حلول عاجلة لها، مؤكداً أن استمرار هذه الظاهرة يمثل تهديداً للأمن الغذائي والصحي في مصر.

وانتشر فيديو بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر يتحدث عن كارثة غير مسبوقة لم تحدث في تاريخ مصر، حيث أكدت التحاليل أن العسل المتواجد في البلاد لا يطابق المواصفات ويعد مغشوشا.

المصدر: القاهرة 24 + RT

مقالات مشابهة

  • تعرف على تاريخ مواجهات الأهلي أمام فاركو
  • “كارثة لم تحدث في تاريخ مصر”.. الكشف عن عملية غش كبرى للعسل
  • عبدالله آل حامد: مواكبة التكنولوجيا تحدد مكانة المؤسسات الإعلامية وتنافسيتها
  • «تريندز هاب».. أنموذج معرفي يعزّز مكانة البحث العلمي
  • نهائي “البلاي أوف”.. تاريخ جديد يُكتب في دوري يلو
  • 25 مايو 2025.. سر تاريخ لن يتكرر إلا بعد 1000 عام
  • اليوم الأسوأ في تاريخ المسجد الأقصى منذ احتلاله
  • أحزاب اللقاء المشترك: انتصار المقاومة اللبنانية على العدو علامة فارقة في تاريخ الأمة
  • نائبة: اتفاقية الخدمات الجوية المنتظمة مع عمان تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للنقل
  • مجاهدو غزة يكتبون تاريخ الأمة من جديد