أبوظبي( وام) أعلن البرنامج الوطني للمبرمجين وشركة سامسونج غلف للإلكترونيات، توسيع نطاق البرنامج التدريبي المختص بالذكاء الاصطناعي "جالاكسي إيه آي بيونيرز" ليشمل دروساً صفية في القاعات في عدد من مدارس الدولة.
ويستهدف البرنامج أكثر من 4 آلاف طالب وطالبة في 15 مدرسة في أبوظبي ودبي، يقدم لهم مادة علمية خلال ساعات الدوام المدرسي في مجالات الذكاء الاصطناعي، والبرمجة، والمحتوى الإبداعي والسلامة على الإنترنت، وغيرها.

 أساسيات الذكاء الاصطناعي والبرمجة باستخدام لغة بايثون

ويهدف البرنامج الأحدث ضمن برامج التدريب الشبابية التي أطلقها البرنامج الوطني للمبرمجين وسامسونج إلى تعريف الطلاب في الفئة العمرية بين 12 و17 عاماً بمنظومة الذكاء الاصطناعي من خلال مجموعة واسعة من المواضيع، تشمل أساسيات الذكاء الاصطناعي، والبرمجة باستخدام لغة بايثون، وتعلم الآلة، والتعلم العميق، والرؤية الحاسوبية، وروبوتات الذكاء الاصطناعي، ومعالجة اللغات الطبيعية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن المحمود، مدير إدارة في مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، أن حكومة دولة الإمارات تتبنى الطاقات الشابة الوطنية والموهوبة وتعمل على تمكينها من المشاركة في تحقيق أثر إيجابي في المشهد الرقمي عبر تطوير المهارات التكنولوجية وتعزيز الابتكار، بما يدعم تحقيق رؤى الدولة بالتحول الرقمي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة.
وقال إن دولة الإمارات تسعى إلى تمكين الشباب وإعدادهم للتعامل مع تحديات المستقبل الرقمي من خلال برامج تدريبية متقدمة، وتشجيع ريادة الأعمال في مجالات التكنولوجيا، ودعم الأفكار التي تسهم في تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

من جانبه، قال شافي عالم رئيس مجموعة التسويق المؤسسي والأعمال المباشرة إلى المستهلكين في سامسونج غلف للإلكترونيات إن هذا التوسع لبرنامج "غالاكسي إيه آي بيونيرز" يشكل نقلة نوعية في المشهد التعليمي في الإمارات ويسعى إلى جعل الذكاء الاصطناعي ومحو الأمية الرقمية جزءاً أساسياً من تجربة التعلّم اليومي، بهدف إعداد جيل من المبتكرين الذين سيساهمون في صياغة المستقبل الرقمي.

أخبار ذات صلة رئيس الدولة يستقبل مساعدة الرئيس الإيراني التي تقوم بزيارة عمل إلى الدولة "المركزي" يصدر مسكوكة تذكارية بمناسبة 50 عاماً على تأسيسه

وأضاف أن النجاح الكبير الذي حصدته النسخة التجريبية من البرنامج تعكس رغبة الشباب الكبيرة في التعلّم حول هذه التكنولوجيا المتقدمة ونوسع اليوم نطاق هذه المبادرة بالشراكة مع البرنامج الوطني للمبرمجين لنضمن حصول مجموعة واسعة من الطلاب الإماراتيين على فرصة تطوير المهارات اللازمة لمواكبة تطورات العالم الرقمي.
محاور أساسية:
ويغطي المنهج الدراسي ثلاثة محاور أساسية؛ إذ يقدم مساراً شاملاً حول الترميز والذكاء الاصطناعي وبناء المهارات التقنية الأساسية في هذه المجالات، ومساراً لتطوير المحتوى الإبداعي بالاستفادة من منظومة Galaxy AI، بالإضافة إلى مسار آخر يتناول أهمية السلامة الرقمية لضمان الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا.
وينطلق البرنامج بمرحلة أولى في 15 مدرسة تعتمد المناهج البريطاني والأميركي والبكالوريا الدولية للطلاب في الفئة العمرية بين 11 و14 عاماً، ويسعى إلى تقديم تجربة منظومة "غالاكسي إيه آي" والتطبيقات الواقعية للطلاب بشكل مباشر، ما يساعدهم على اكتساب قدرات تكنولوجية متقدمة، وتعلّم كيفية التعامل مع التقنيات الرقمية بشكل مسؤول.
ويقدم البرنامج دورة متخصصة في السلامة على الإنترنت تشمل 900 من أولياء أمور الطلاب، ضمن جهوده لتعزيز مشاركة أولياء الأمور في التعليم الرقمي، ما يوفر نظام دعم شاملا للمتعلمين الشباب في رحلتهم في عالم التكنولوجيا.
وتنسجم هذه المبادرة الاستراتيجية، مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، لتسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات وجهة رائدة في مجالي الابتكار التكنولوجي والتميز التعليمي.
وقدم برنامج "غالاكسي إيه آي بيونيرز" خلال العام الحالي التدريب لثلاث دفعات ضمت أكثر من 140 طالباً.

للمزيد من المعلومات حول البرنامج التدريبي وتأثيره التحولي على التعليم، https://www.samsung.com/ae/galaxy-ai-pioneers-program.
 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: جالاكسي الإمارات الذكاء الاصطناعي طلبة المدارس الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي ولصوصية الإبداع

  

قيل إن المخترع الأمريكي صموئيل كولت (1814-1862) عندما حصل على براءة الاختراع للمسدس الذي يحمل اسمه، والذي يعد أول مسدس يطلق النار بشكل متكرر، قال: «اعتبارا من اليوم، يستوي الشجاع والجبان». بعيدا عن كون الأسلحة النارية لم تكن بدايتها مسدس كولت، وبعيدا عن تقييم العبارة ومدى صحتها، فإنها كانت ماثلة أمامي عندما عندما تفكرت في شأن الذكاء الاصطناعي، وذلك العبث الذي ضرب مجال التأليف والكتابة، فلنا أن نستعير عبارة كولت مع التعديل: «اليوم يستوي المبدع وفاقد الإبداع، يستوي المثقف وضئيل المعرفة». يكفي أن تحسن إدارة برامج الذكاء الاصطناعي والتعامل معها، لكي تخرج منه بكتاب يملأ الآفاق ولو لم تكن من أهل الصنعة.

إلى عهد قريب، كان المؤلف والباحث يعتمد على المخطوطات والكتب المطبوعة، التي يقضي في مطالعتها والبحث عنها في المكتبات وقتا طويلا، ويقوم بالعزو إلى المصادر، برقم الصفحة واسم دار النشر ونحوه، وربما كان الكتاب نادرا، أو نفدت طبعته، فيلتمسه لدى الآخرين، ثم يكتب بخط يده، مع كثير من الشطب والتعديل، إلى أن يخرج الشكل النهائي للكتاب، ثم يحمل الأوراق إلى دار النشر لصفّها وطباعتها، فما إن ينتهي من هذه العملية المرهقة حتى يتنفس الصعداء منتظرا ثمرة جهده وكدّه وإبداعه.

 

مع طفرة التحول التكنولوجي، وربط العالم من أطرافه، وربط القديم بالجديد، من خلال الشبكة العنكبوتية، حصل الكاتب على امتيازات مذهلة في الأدوات التي يتمكن بها من التأليف، فأصبحت هناك مكتبات للكتب المصورة كبديل عن المطبوعة، ويمكنه الحصول عليها خلال ثوان معدودات، ويكفي أن يكتب كلمة، أو بضع كلمات على محرك البحث، حتى يبرز أمام ناظريه كل ما كتب في الموضوع الذي يريد البحث فيها، من كتب ومقالات ودراسات وأبحاث، تختصر وقته وجهده بشكل مدهش.

ومع ذلك، احتفظ كل كاتب بنقاط تميّزه وإبداعه عن المفلسين، إذ أنه ليس عسيرا أن يتم كشف النسخ والنقل والسرقة في الكتاب أو البحث.

لكن مع عهد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، اختلط الحابل بالنابل، واستوى المبدع بفاقد الإبداع، وأصبحت مهمة التأليف مشاعا لكل مبتغٍ، ولو كان قليل البضاعة، وفتح الباب على مصراعيه أمام اللصوصية وسرقة إبداع الآخرين، والاختلاس من جهودهم دون الإشارة إليهم.

يكفي أن يكون ملما بكيفية التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويكفي أن يكون حاذقا في خطابه، وطرح أسئلته ومراده مع البرنامج، ويكفي أن تكون له القدرة على إعادة صياغة المنتج الفكري، فيصبح لديه كتاب جاهز للنشر، لم يبذل فيه مجهودا يُذكر، ولا تستطيع عموم الجماهير اكتشاف هذا الكذب والتدليس، إلا إذا كان الكتاب قد وضع لتقييم دقيق من قبل المراكز البحثية.

ذات يوم فاجأني أحد الأقارب بقصة قصيرة أرسلها إليّ، وأثارت انتباهي بشدة، نظرا لأنه ليس له باع في التأليف، ولم يُعهد به أي محاولة لأن يفعل، فلما سألته عنها، أجابني بأنها نتاج الذكاء الاصطناعي. هذا بدوره ربما يفسر امتلاء معارض الكتاب بأعمال روائية لا حصر لها، فالروايات تبوأت الصدارة في اهتمامات الناس الشباب منهم خاصة، وأصبح حلم كثير من الشباب أن تكون لهم روايات مطبوعة يقتنيها الناس من المعارض والمكتبات. لا أقول بأنه يأخذ المنتج من الذكاء الاصطناعي ساخنا، ثم يحيله إلى دار النشر، لكن القدرة على التعامل مع البرنامج تمكنه من توفيق المقاطع وتنسيقها وتوظيفها، فيكفي أن يعطيه البرنامج بنْية الرواية وسياقها وأفكارها الأساسية والفرعية، وإذا أضيف إلى ذلك قدرة المؤلف المزعوم على إعادة الصياغة، كان أبعد عن كشف السرقة. يرى البعض أنه يجدر أن نسميها استفادة، لكن يجب أن لا ننسى أن الذكاء الاصطناعي مجرد وعاء تتجمع فيه الإبداعات البشرية، والأخذ منه على هذا النحو إنما هو سرقة لإبداعات الآخرين، لذلك وصف اللصوصية في هذا المقام ليس قاسيا.

الاستمرار في امتلاء المكتبات العربية بمؤلفات كان بطلها الأساسي هو الآلة، التي صنعها الإنسان، تخلق حالة من الثقافة الفارغة، لأننا سوف نجد أنفسنا أمام إبداعات وهمية، تشبه رأس المال الوهمي الذي يقوم على القروض والفوائد وقابل للتداول كرأس مال بلا قاعدة مادية منتجة، بمعنى إنه ادعاء ورقي بالثروة، والحال كذلك مع هذه الثقافة الفارغة، التي أنتجتها لصوصية الإبداع، تصبح المكتبة قائمة على إعادة تدوير المنتج نفسه، وليس على الإبداعات المتجددة.

وأرى أن مهمتي تنتهي عند طرق القضية والإسهام مع الآخرين في قرع جرس الإنذار، إزاء لصوصية الإبداع، لكنها مهمة الهيئات الثقافية الرسمية وغير الرسمية في العمل على إيجاد آليات جادة للحد من هذه الظاهرة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

 

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي ولصوصية الإبداع
  • البرلمان الأوروبي يُجرّم إنتاج ونشر الصور الجنسية الإباحية للأطفال المُولَّدة بالذكاء الاصطناعي
  • الأراجيف في زمن الذكاء الاصطناعي
  • صحة كوردستان تكشف حقيقة وفاة شخص بسبب الذكاء الاصطناعي
  • وكيل وزارة المعادن: قسم متخصص بالذكاء الاصطناعي ضمن هيكل شركة أرياب
  • تحذيرات من محتويات غير أخلاقية منتجة بالذكاء الاصطناعي
  • غوغل تعيد رسم خارطة البحث الطبي بالذكاء الاصطناعي
  • سام ألتمان.. رأس الحربة في الذكاء الاصطناعي الإمبريالي
  • لا يعتمد على الإنترنت.. جهاز ملاحة روسي جديد مزود بالذكاء الاصطناعي للمكفوفين
  • الشباب تطلق الدورة الأولى لبرنامج الرخصة الدولية للذكاء الاصطناعي