العُمانية/ تشارك سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التربية والتعليم بعد غدٍ دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للتعليم الذي يوافق الـ 24 من يناير سنويًّا ويأتي هذا العام تحت شعار "الذكاء الاصطناعي والتعليم: التحديات والفرص".

يأتي الاحتفال لدعم الجهود الرامية إلى تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المعني بالتعليم، والمتمثل في توفير التعليم الجيّد والمنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.

وقال الدكتور محمود بن عبدالله العبري أمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم: إن سلطنة عُمان تدرك أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل ضرورة حتمية تفرضها متغيرات العصر الحديث، ويمثل ركيزة جوهرية؛ لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، ويعكس وعيًا عميقًا بأهمية التكامل الذكي بين التقنيات والعمليات والمهارات الرقمية في مختلف القطاعات والمستويات.

وحول اهتمام سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التربية والتعليم بالتحول الرقمي في العملية التعليمية؛ أوضح العبري أن اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم تعمل مع المنظمات الدولية والإقليمية؛ لدمج تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم، خاصة فيما يتعلق بالتدريس والتقويم والإدارة التعليمية والمناهج الدراسية.

وأضاف أن سلطنة عُمان عملت كذلك على الاستفادة الإيجابية من المنظمات الدولية في هذا المجال، فأنشأت عددًا من الكراسي العلمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته، منها كرسي اليونسكو بجامعة السلطان قابوس، وكرسي (الإيسيسكو) بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، على هامش مشاركتها في المؤتمرات والحلقات العالمية، إضافة إلى إطلاقها البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، مع مبادرة " صنّاع الذكاء الاصطناعي"؛ بهدف تطوير المواهب الوطنية وتعزيز ثقافة الابتكار.

وأكد أمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم أن سلطنة عُمان حققت تقدمًا لافتًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي؛ إذ ارتفعت مرتبتها إلى المركز الـ 45 عالميًا لعام 2024م، مشيرًا إلى أن اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم تعمل أيضًا بالتنسيق مع فريق الذكاء الاصطناعي بالوزارة على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي للتعليم من خلال تفعيل مبادرات الذكاء الاصطناعي بالتنسيق مع الجهات الوطنية والدولية لتحقيق تكامل رقمي شامل يتماشى مع معايير الجودة العالمية، لتصبح مركزاً إقليميًا للابتكار التعليمي المبني على الذكاء الاصطناعي، حيث حققت سلطنة عُمان تقدمًا في محور البيانات والبنية الأساسية بنسبة 77.84 بالمائة، وفي محور التكنولوجيا بنسبة 41.29 بالمائة، وفي محور الحوكمة بنسبة 69.61 بالمائة.

وتماشيًا مع التوجه والاهتمام الكبير باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في كافة القطاعات، منها قطاع التعليم؛ لتكون سلطنة عُمان في طليعة الدول التي تواكب التحولات العالمية، تبذل وزارة التربية والتعليم جهودها؛ لنشر ثقافة الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، من خلال تنفيذ برامج تعليمية وتربوية؛ تعزز العملية التعليمية، واكتساب مهارات المستقبل، يتم تقديمها لأعضاء الهيئة التدريسية، والطلبة.

وفي إطار هذه الجهود، طبّقت الوزارة مشروع "رقمنة المناهج الدراسيّة" للصفوف (1-12)؛ لتحقيق أهداف استراتيجية التعليم الإلكتروني والتحول الرقمي، الذي يعنى بتحويل المحتوى التعليمي للمناهج الدراسية من شكله الورقي إلى محتوى رقمي تفاعلي يمكن الوصول إليه عبر شبكة الإنترنت وأجهزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويشتمل هذا المشروع على مجموعة من الأنشطة التعليمية التفاعلية، والصوتيات، والأفلام التعليمية التفاعلية، والقطع التعليمية (Learning Object)، وكذلك الرسوم المتحركة، والألعاب التعليمية، والقصص الرقمية، وتقنيات الواقع الافتراضي (Virtual Reality)، والواقع المعزز (Augmented Reality)، والمحاكاة، إضافة إلى أنواع متقدمة من المحتويات الرقمية التفاعلية وفق المستجدات والتطوير التقني في هذا المجال.

أما الكتاب الرقمي فيتضمن محتويات رقمية تفاعلية وفق أهداف تربوية واضحة وإجراءات تسهل على المعلم والمتعلم، وتتنوع بحسب طبيعة كل مادة دراسية، وتتوافق مع أحدث التقنيات، منها تطبيقات الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وبيئات التعليم الإلكتروني المختلفة، إلى جانب مجموعة من الوسائط المتعددة (صور رقمية، ورسوم متحركة، وكلمات منطوقة...إلخ).

ويأتي هذا المشروع بدعم من القطاع الخاص ممثلاً بشركة (بي. بي. عُمان)؛ في إطار مساهماته في الاستثمار الاجتماعي؛ بهدف إثراء محتوى المناهج الدراسية ضمن منظومة التعليم الإلكتروني والمستودع الرقمي، عبر توفير الموارد التعليمية الرقمية المتنوعة للمراحل الدراسية كافة تتوافق مع أنماط المتعلمين المختلفة، وإتاحة المحتويات الرقمية التفاعلية للمستفيدين من العملية التعليمية بدءًا من المعلم والطالب وولي الأمر وصولا إلى المشرفين التربويين والباحثين المهتمين بمجال التعليم.

وبُنيتْ خطّة هذا المشروع بشكل يتوافق ويتزامن مع خطة تأليف المناهج الدراسية للصفوف (1-12) وتحديثها، فبدأت مراحل تحويل الكتب منذ العام الدراسي (2022/ 2023م) لصفوف (1-4) وفق خطة معدّة لذلك، كما بدأت المرحلة الأولى من التطبيق الفعلي للمشروع بالمدارس في العام الدراسي الحالي (2024/ 2025م) في بعض مدارس الصفوف (1-4) بالمديريات التعليمية بالمحافظات.

وتواصلا مع هذه الجهود تقوم الوزارة ممثلة بالمديرية العامة لتقنية المعلومات بعددٍ من الخطط على المستويين التخطيطي من خلال تشكيل الفريق الوطني للذكاء الاصطناعي تحت مظلة لجنة التحول الرقمي، وحوكمة خطته، وإعداد مسودة البرنامج التنفيذي للذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية التعلمية، وإعداد خطة الفريق المركزي للذكاء الاصطناعي بالوزارة، وتشكيل فرق للذكاء الاصطناعي في المديريات التعليمية بالمحافظات، وإعداد خططها، وتخصيص يوم للذكاء الاصطناعي، واللقاء مع مديري دوائر تقنية المعلومات بالمديريات التعليمية بالمحافظات.

وقامت وزارة التربية والتعليم بإصدار مجموعة من الأدلة الاسترشادية، مثل: دليل أدوات الذكاء الاصطناعي والتوعية باستخداماته، ودليل (ChatGPT) واستخداماته، ودليل (Midjourney) للمستخدم، ودليل الذكاء الاصطناعي للاستخدام في العملية التعليمية، وتنفيذ 63 حلقة تدريبية داخل الوزارة وخارجها، استفاد منها أكثر من 3268 موظفًا وموظفةً، وإعداد مجموعة من الإصدارات تمثلت في "بصمة رقمية"، و10 إصدارات لـ"أذكى الرقمية"، ومشاركة مجموعة من أعضاء الفريق في الحلقات والفعاليات والمؤتمرات المحلية والخارجية، وتنفيذ برنامج الرخصة الدولية للذكاء الاصطناعي (IAIDl) لـ30 متدربًا من مختلف تقسيمات الوزارة والمديريات التعليمية بالمحافظات، وفي الأنظمة والتطبيقات تم توفير حسابات لمجموعة من أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لعدد من مديريات وتقسيمات الوزارة؛ بهدف رفع الكفاءة وتجويد العمل وتحسينه، استفادت منه عدد من المديريات والمستشارين.

وفي مجال البنية الأساسية لتقنية المعلومات قامت الوزارة ممثلة بالمديرية العامة لتقنية المعلومات بتصميم وإنشاء مختبر الذكاء الاصطناعي في تعليمية محافظة شمال الباطنة، والعمل على تصميم وإنشاء مختبر الذكاء الاصطناعي بتعليمية محافظة الظاهرة، وتوقيع مذكرات تفاهم مع عدة جهات، من بينها الجامعة العربية المفتوحة، وفي مرحلة لاحقة سيتم التوقيع مع جامعة السلطان قابوس، لخدمة المحاور الأربعة بشكلها العام.

أما على مستوى المدارس، فعمل الفريق على تنفيذ قاعات ممكنة بالذكاء الاصطناعي في مراكز الاستكشاف، أو قاعات الذكاء الاصطناعي في المدارس، وتمكين البنية الأساسية للمدارس التقنية (تقنيات التعليم).

كما أطلق الفريق الوطني للذكاء الاصطناعي بوزارة التربية والتعليم بالتعاون مع كرسي اليونسكو للذكاء الاصطناعي بجامعة السلطان قابوس مبادرة لاختيار أفضل مقترح بحثي لتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم المدرسي.

وتهدف هذه المبادرة إلى تشجيع وتحفيز الباحثين والمهتمين بالدراسات في مجال الذكاء الاصطناعي على إجراء دراسات بحثية مميزة تتضمن أفكار مبتكرة وإبداعية لتوظيف الذكاء الاصطناعي بشكل عملي في التعليم المدرسي لتحسين جودة التعليم وجعله أكثر كفاءة وفاعلية.

ويقوم كرسي اليونسكو للذكاء الاصطناعي بجامعة السلطان قابوس بتقييم أفضل المقترحات البحثية للخروج بمشاريع بحثية عملية يمكن اختبارها وتطبيقها بشكل عملي كخدمة أو منتج في بيئة تعليمية حقيقية بوزارة التربية والتعليم.

وتعمل الوزارة أيضًا على إحلال أجهزة الحاسب الآلي (أجهزة مكتبية ومحمولة) بالمدارس الحكومية (كمرحلة أولى) بإجمالي 43 ألفًا و917 جهاز حاسب آلي للإدارة المدرسية، ومراكز مصادر التعلم، ومختبرات الحاسوب، والفصول الدراسية.

وسيتم في المرحلة الثانية إحلال 6117 جهاز حاسب آلي لمراكز التوجيه المهني، ومشروع المختبرات الافتراضي، ومشروع الأطلس الرقمي، ومراكز التدريب، والتشغيل التجريبي الأول للمنصة التعليمية الجديدة، وتشغيل مشروعي رقمنة المناهج (المرحلة الأولى): مشروع "تجهيز السبورات التفاعلية للفصول"، وبدء تطبيقه للصف الأول، ومشروع "تجارب العلوم"، وتنفيذ مشاريع التحول الرقمي بالوزارة، وتدشين النسخة الجديدة لواجهة موقع الوزارة الرسمي، وترقية شبكات الإنترنت في جميع المدارس لـ10 أضعاف السرعة السابقة، من (١٠٠) ميجابايت إلى (١) جيجابايت.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: للتربیة والثقافة والعلوم بوزارة التربیة والتعلیم التعلیمیة بالمحافظات فی العملیة التعلیمیة الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی اللجنة الوطنیة السلطان قابوس التعلیمیة ا مجموعة من

إقرأ أيضاً:

لمواجهة العقوبات الأميركية.. تحالفان للذكاء الاصطناعي في الصين

أعلنت شركات صينية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي عن تشكيل تحالفين صناعيين جديدين، وذلك في إطار مساعٍ مكثّفة لتطوير منظومة محلية متكاملة وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية، وذلك في ظل قيود التصدير الأميركية على شرائح الرقائق "إنفيديا" المتقدمة.

وجاءت هذه الإعلانات بالتزامن مع مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي الذي استمر ثلاثة أيام في شنغهاي، واختتم أعماله اليوم الاثنين، وفقا لوكالة رويترز للأنباء، حيث شهد المؤتمر عرض العديد من المنتجات الجديدة من أبرزها نظام حوسبة من تطوير هواوي يعتقد خبراء أنه ينافس أحدث منتجات شركة إنفيديا الأميركية، إلى جانب نظارات ذكاء اصطناعي موجّهة للمستهلكين.

تحالفان صينيان للذكاء الاصطناعي

ويحمل التحالف الأول، اسم «تحالف ابتكار منظومة النماذج والرقائق»، ويهدف إلى الربط بين مطوري النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) ومصنّعي شرائح الذكاء الاصطناعي داخل الصين، حيث يضم التحالف شركات مثل هواوي، وبايرن، ومور ثريدز، وجميعها تواجه عقوبات أميركية تمنعها من الحصول على تقنيات متقدمة مصنوعة باستخدام المعرفة الأميركية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إنفليم، إحدى الشركات المؤسسة، زهاو ليدونغ،: «نؤسس منظومة ابتكارية تربط سلسلة التكنولوجيا من الرقائق إلى النماذج والبنية التحتية».

أما التحالف الثاني، وهو لجنة الذكاء الاصطناعي في غرفة تجارة شنغهاي العامة، ويسعى لتعزيز الدمج العميق بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الصناعي، بمشاركة شركات من بينها سنس تايم وميني ماكس وميتاكس وإيلوفاتار كور إكس.

ابتكارات مختلفة

وخلال المؤتمر، تم عرض عدد من الابتكارات التي أثارت اهتمام الحاضرين، ومنها نظام «كلود ماتريكس 384» (CloudMatrix 384) من هواوي، الذي يعتمد على 384 شريحة 910C جديدة، ويُقال إنه يتفوق على نظام إنفيديا «جي بي 200 إن في إل 72» في بعض الجوانب، بحسب شركة الأبحاث الأميركية سيمي أناليسيس.

كما عرضت ست شركات حوسبة صينية تقنيات «التجميع العنقودي» للرقائق، منها شركة ميتاكس التي قدمت «عقدة فائقة للذكاء الاصطناعي» تضم 128 شريحة C550 مخصصة لمراكز البيانات المبردة بسوائل.

من جانبها، كشفت شركة علي بابا عن نظارات «كوارك للذكاء الاصطناعي» المقررة للإصدار نهاية 2025، وتسمح للمستخدمين باستخدام الخرائط وخدمة علي باي عبر الأوامر الصوتية.

مقترح إنشاء منظمة عالمية للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي

اقترح رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانج، أول أمس السبت، إنشاء منظمة عالمية للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، داعياً إلى تنسيق عالمي في مجالي التطوير والأمن.

وأكد في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر، أن حوكمة الذكاء الاصطناعي لا تزال مجزأة، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التنسيق الدولي لتشكيل إطار عمل عالمي معترف به للذكاء الاصطناعي.

الصينالذكاء الاصطناعيقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • هواوي كلاود تقود التحول الرقمي في شمال افريقيا عبر حلول الذكاء الاصطناعي الشامل
  • حلقة عمل حول الذكاء الاصطناعي لتعزيز الترويج السياحي
  • عُمان تشارك في المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بنيويورك
  • لمواجهة العقوبات الأميركية.. تحالفان للذكاء الاصطناعي في الصين
  • حكومة ترامب تلجأ للذكاء الاصطناعي لحذف 100 ألف قانون فدرالي
  • علي بابا تكشف عن أول نظاراتها للذكاء الاصطناعي
  • كركوك.. استحداث كليتين حكوميتين للذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
  • قطر تشارك في حفل افتتاح المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي بالصين
  • الصين تدعو لتأسيس منظمة عالمية للذكاء الاصطناعي
  • "سدايا" تدعم الدور المحوري للمملكة في رسم سياسات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي