حوار بينى وبين أرسطو عن الأدب والسلام العالمى
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
كتبت هذا المقال وأنا فى مدينة هامبورح فى ألمانيا. لا أستطيع النوم فى أسرِّة غريبة وأجد نفسى على التخوم غير المأهولة بين مملكتى اليقظة والنوم، وفى هذه المنطقة البينية، أحلم أحلاماً شبه حقيقية، أحلاماً غالباً ما تعكس ما كنت أشغل نفسى به وأتحدث عنه فى ساعات النهار.
وهذا ما تخيلته: حوار بينى وبين أرسطو عن دور الأدب فى تنمية السلام العالمى.
أرسطو: تحية وسلاماً، يا أيها الباحث عن الحقيقة. إننى -مثلك- مفتون بمفهوم السلام الكونى وعلاقته بالفن والأدب. ما هى أفكارك حول كيفية مساهمة أشكال الإبداع هذه فى تحقيق السلام العالمى؟
أنا: لك كل التبجيل والاحترام، أيها الفيلسوف العظيم. أشعر بالأسى فى عالم اليوم وأنا أتابع أخبار الحروب والصراعات والزلازل والأعاصير والتهديد باستخدام أسلحة نووية، ولكننى ما زلت مؤمناً أن الفن والأدب يمتلكان القدرة على تجسير الانقسامات وتعزيز التفاهم بين الأمم. من خلال التعبيرات الإبداعية المختلفة من شعر ومسرح وحكايات، يمكن للناس أن يتعاطفوا مع تجاربهم المتنوعة ووجهات نظرهم المختلفة.
أرسطو: جميل، أنا أيضًا أدرك مدى التأثير العظيم للأدب –انظر كتابى The Poetics «فن الشعر» (330 ق.م.)— فبالأدب يمكن تنمية الفضائل وتحفّيز التفكير النقدى وتشجيع الحوار. ومع ذلك، هل تعتقد أن هناك نوعًا معينًا من الفن أو العمل الأدبى يحمل إمكانات أكبر لتعزيز السلام؟
أنا: نعم، أيها المعلم الأول. يمكن للأدب، الذى يركز على موضوعات عالمية، مثل الحب والتعاطف والتجربة الإنسانية المشتركة، أن يتجاوز الحدود بين البشر. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الفنون القولية مثل الشعر والمرئية - السمعية، مثل المسرحية والموسيقى، بالقدرة على إثارة المشاعر وإلهام التغيير، ما يجعلها أدوات قوية لتعزيز التعاطف والتفاهم بين الأمم.
أرسطو: يمكن للتأثير الشافى للمآسى والدروس الأخلاقية التى ينقلها الأدب أن تشجع على الاستبطان والنمو الشخصى. ومع ذلك، من الضرورى أن نتذكر أنه لكى يساهم الفن والأدب فى السلام، يجب أن يكونا متاحين للبشر على نطاق واسع. كيف يمكننا ضمان وصول هذه الإبداعات لأكبر عدد ممكن من الأشخاص؟
أنا: فى عالمنا، توفّر التكنولوجيا الحديثة والعولمة فرصًا لنشر الفن والأدب على نطاق أوسع من أى وقت مضى. يمكن للمنصات عبر الإنترنت والترجمات والتبادلات الثقافية تسهيل مشاركة الروايات المتنوعة وتعزيز الروابط بين الأفراد من خلفيات مختلفة. من خلال تبنى هذه الأدوات، يمكننا تضخيم التأثير الإيجابى للفن والأدب على نطاق عالمى. لا يزال صدى حكمتك من الماضى يتردد فى عصرنا الحديث.
أرسطو: عالمكم مضطرب ومنقسم ومشوش وينقصه التعقّل وتعوزه الحكمة. اسعوا جاهدين لتسخير إمكانات الفن والأدب لإزالة الحواجز وبناء الجسور والمساهمة فى إقامة عالم أكثر تعقلاً وتوحداً وسلاماً.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
واشنطن تصعّد ضغوطها على بيروت: لا حوار دون التزام بنزع سلاح «حزب الله»
البلاد (واشنطن)
كثّفت الولايات المتحدة ضغوطها على الحكومة اللبنانية لإصدار قرار رسمي من مجلس الوزراء يلتزم بنزع سلاح”حزب الله” كشرط أساسي لاستئناف المفاوضات حول إنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية، وسحب القوات من جنوب لبنان.
وأكدت مصادر دبلوماسية وسياسية لبنانية، أن واشنطن أبلغت بيروت بعدم نيتها إرسال المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، توم براك، مجددًا ما لم يصدر هذا القرار الحكومي، مشددة على أن الولايات المتحدة لن تمارس أي ضغوط على إسرائيل لوقف غاراتها الجوية، أو سحب قواتها دون تحقيق هذا الشرط.
وكان براك قد اقترح خلال زيارته للبنان في يونيو الماضي خطة زمنية لنقل سلاح “حزب الله” إلى الجيش اللبناني، على أن تشمل كافة الأراضي اللبنانية، وتُنفذ قبل نهاية نوفمبر المقبل. وناقش المقترح مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، الذي سلّمه ردًا خطيًا على الأفكار الأميركية، تضمّن رغبة بيروت في بسط سيادتها على كامل الحدود وحصر السلاح بيد الجيش.
وفيما تواصل واشنطن وبيروت محادثاتهما منذ ستة أسابيع حول خارطة طريق، تشمل إنهاء الغارات الإسرائيلية مقابل نزع سلاح “حزب الله”، ترفض الجماعة علنًا تسليم ترسانتها، رغم تقارير تفيد بدراستها سرًا لخفض حجمها. وتشترط في المقابل أن تبدأ إسرائيل بسحب قواتها، ووقف غاراتها الجوية على مواقعها.
من جانبه، شدد براك في منشور عبر منصة “إكس” على أن “الكلمات لم تعد كافية”، معتبرًا أن مصداقية الحكومة اللبنانية على المحك، وأن عليها التحرك الآن لتفادي مزيد من الانهيار.
وتعليقًا على التطورات، أعلن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أن الحكومة ستعقد جلستين الأسبوع المقبل، أحداهما لمتابعة بحث “بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً”، في إشارة ضمنية إلى ملف سلاح “حزب الله”.
وبينما يخشى المسؤولون اللبنانيون من تصعيد إسرائيلي قد يشمل ضربات على العاصمة بيروت، تستمر المناقشات في الأوساط السياسية حول مستقبل سلاح الجماعة، وسط مخاوف من اتساع رقعة المواجهة العسكرية ما لم تُحسم هذه المسألة.