سودانايل:
2025-12-09@21:31:16 GMT

أمريكا الأخرى: كلمة التحرير

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

عبد الله علي إبراهيم
(من الأرشيف)

لا أعرف اقتراحاً وعى محنة الصحافة السودانية المهنية مثل ذلك الذي تقدم به الدكتور محجوب عبدالمالك. فقد قال محجوب إن خلو الصحيفة من كلمة المحرر خلل مهني كبير. وهي كلمة كاتبها مبني للمجهول تحمل رأي الصحيفة في مجريات الأمور. وهذا مربط الفرس في قولنا أن الصحافة هي سلطة رابعة.

ولعظم تبعة الكلمة فالجريدة تنتخب لها من محرريها أولي الفطانة وحسن التبليغ تعينهم جماعة ساهرة من الباحثين الذين يوفرون لهم المعلومة حتى يتمكنوا من رؤية الصورة من كل جوانبها.
وقد ضمرت كلمة التحرير عندنا حتى أصبحت بمثابة التهنئة في الأعياد، أو العزاء في كوراث الأمة الفاجعة. وليس هذا بمستغرب في صحافة مضربة عن بناء مراكز المعلومات ولا اعتقاد لها في جدوى البحث. ولهذا غالباً ما صدرت الكتابة فيها عفو الخاطر. وكنت التمست من الحكومة أن تكف عن اشتراط عدد صفحات معينة للجريدة لكي تصدر، أو أن تظل تنظر شذراً للصحف تعتدي عليها أثناء أداءها لواجبها من فرط الوسوسة. واقترحت عليها بدلاً عن ذلك ألا تصدق لصحيفة ليس لها برنامجاً قصير المدى، أو طويله، لبناء مركز للمعلومات وتدريب المحررين. وأضفت أنه لو تعذر ذلك على الصحف فالبديل أن تؤسس الحكومة مركزاً للمعلومات تموله باشتراكات متراوحة من الصحف. وليس بناء هذا المركز بمعجز. فنواته قائمة بالفعل في وكالة سونا للأنباء. ومن تجربة شخصية وجدتها بوبت الوقائع السياسة وغير السياسة في ملفات غاية في الضبط والإبانة.
ومعلوم أنه اشتكت الحكومة، لو أحسنا الظن بها، من الكتابة "العشوائية" عنها. ولا منجاة لها من ذلك بالرقابة المستترة أو المعلنة. فشفاء الصحف والحكومة معاً في أن تقوم الصحف على مهنية مستنيرة ويكون الخلاف الذي لا مهرب منه بينهما على بينة.
ولا أريد الإيحاء هنا أن المهنية ستنصف الحكومة. لا. بل ربما ضربت المهنية وأوجعت. ولكننا هنا حريصون على القارئ الذي نريد لها أن يقرأ كتابات تحترم ذهنه. وهو الفيصل في الأمر طال الزمن أو قصر.
لقد عاودتني هذه الفكرة وأنا أقرأ قبل سنوات افتتاحية للنيويورك تايمز تطلب من مولانا اسكاليا رئيس المحكمة العليا الأمريكية أن ينسحب من النظر في قضية معروضة على المحكمة أحد أطرافها السيد ديك شيني نائب الرئيس الأمريكي. ودعوة الصحيفة لاسكاليا أن يعفي نفسه من نظر القضية سببها مظنة الغرض. وقد أسست الصحيفة ذلك على بينات جمعتها كدم الحجامة.
وكانت الجريدة قد كتبت من قبل تكشف عن رحلة صيد للبط جمعت شيني واسكاليا بعد أيام من قبول المحكمة العليا النظر في قضيته. ولم يحرك اسكاليا ساكناً. ثم أتضح أن اسكاليا كان سافر الي الرحلة على طائرة سلاح الجو رقم 2 وهي طائرة نائب الرئيس. واختتمت الجريدة مناشدتها للقاضي بالانسحاب بقولها:
(إن أحكام إعفاء القاضي عن النظر في قضية فيها مظنة حياده (وهي أحكام فدرالية) لا تحمي الخصمين فحسب، بل المحكمة ذاتها. وإذا بقي اسكاليا بالمحكمة وصوت لصالح شيني ستواجه المحكمة المزيد من النقد. وإننا لنعتقد أن اسكاليا لا بد أن يعفي نفسه من القضية إما طوعاً أو بتشجيع حثيث من زملائه).
سيقول القائل نحن وين وديلا وين. وهذه مماحكة معروفة عند أهل الهزء. لكل شيء بداية.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

كلمة لا بد أن نقولها بحق قطر

صراحة نيوز-  د. عساف الشوبكي

خسر منتخبُ قطر في بطولة كأس العرب لكرة القادم، وفازت قطرُ بقلوبِ العربِ ومحبتهم، فازت بتنظيمٍ فوق العادة، وفازت بجمعِ العرب أُسرةً واحدةً على أرضها، بحكمةِ قيادتها، وبسماحةِ وكرمِ وطيبةِ شعبها، وبتفوقها،بتهيئةِ بنيةٍ تحتيةٍ رياضيةٍ متقدمةٍ، إضافةً إلى بيئةٍ سياحيةٍ وخدميةٍ متطورةٍ، وبيئةٍ شعبيةٍ عروبيةٍ حاضنةٍ مضيافةٍ.

فازت قطر بإسعاد العرب الذين جاءوا ارضها، واستضافتهم دوحتُها، وعاشوا وحدةً شعبيةً عربيةً ممزوجةً بالسعادةِ الغامرةِ في عرسٍ عربيٍ كبير ،وفرحٍ حقيقي رَسمَ ابتساماتٍ على وجوه ِالحاضرين للبطولة صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً.
لو كانت دولةٌ من دول العالم الغربي قدمت ربع ما تقدمه قطر ،لصفقنا لها طويلاً ولكتبنا عنها كثيراً..، علاقات الادرن مع قطر علاقات متميزة على مستوى القيادة والمستوى الشعبي وعلينا أن نقول كلمةَ حقٍ بدولة قطر الشقيقة، ولا نكتب ولانعلق إلا بما عُرف عن الشعب الأردني من المروءة والشهامة والكرم والطيب رفعة الأخلاق.
فشكراً لدولةِ قطر الشقيقةِ قيادةً وحكومةً وشعباً وجزاكم الله خيراً على كل ما تقدمونه.

 

 

مقالات مشابهة

  • ديلي ميل تقدم حلا.. الصحف العالمية تسلط الضوء على أزمة محمد صلاح وسلوت
  • "آل مبارك": استمرار الصحيفة التزامًا بالرسالة الوطنية "قبل أي اعتبار مالي"
  • دكتوراة بجامعة سوهاج ترصد أزمات الصحف الاقتصادية وتقدم الحلول
  • ترشيحات جولدن جلوب 2026 تكشف تفوق فيلم معركة تلو الأخرى في صدارة سباق هوليوود
  • الذهب يلمع بفعل تفاؤل بخفض المركزي الأمريكي للفائدة
  • كلمة لا بد أن نقولها بحق قطر
  • لبن الإبل.. كنز طبي لا يعرفه الكثيرون.. وهذا سبب استحالة تخثره
  • أبرز عناوين الصحف الفلسطينية الصادرة اليوم الإثنين
  • فتاوى| ما هو دعاء كفارة المجلس ؟.. هل تمحى الذنوب من الصحيفة بعد التوبة وموقف أجر العبادات؟.. حكم التبرع بالأموال لرفع القمامة من أمام مسجد
  • هل تمحى الذنوب من الصحيفة بعد التوبة.. وهل تضيع من أجر العبادات؟