نبيل فهمي: أخشى من تأثير الطائفية في سوريا على المنطقة
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
أكد السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، أنه يخشى من تأثير الطائفية في سوريا على المنطقة، توجد موازنات سياسية واقتصادية في علاقات دول المنطقة بسوريا الآن.
وقال نبيل فهمي، خلال لقاء له لبرنامج “نظرة”، عبر فضائية “صدى البلد”، تقديم الإعلامي “حمدي رزق”، إنه الآن حدث انتقال للقوات الروسية من سوريا إلى ليبيا وهو ما يجذب اهتماما أمريكيا وأوروبيا بها.
وتابع وزير الخارجية الأسبق، أن السودان من أخطر الساحات بالنسبة لمصر، وسعيد بزيارات وزير الخارجية لها، العملية هناك معقدة وذات تأُثيرات أمنية واقتصادية، إضافة إلى التأثير على المياه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليبيا سوريا السودان دول المنطقة السفير نبيل فهمي المزيد
إقرأ أيضاً:
زياد الرحباني.. خاطب الوعي وانتقد الطائفية بأعماله الفنية
ملحن وكاتب ومؤلف مسرحي وعازف وصحفي وسياسي لبناني، وُلد في بيروت مطلع يناير/كانون الثاني 1956، وهو الابن البكر للفنانة فيروز. أبدى مبكرا موهبة استثنائية، وألّف أول كتبه بعنوان "صديقي الله" في سن الثالثة عشرة، ودخل عالم المسرح عام 1973 حين قدم أولى مسرحياته "سهرية" ولم يكن قد بلغ الـ17 بعد.
تميّز بأسلوبه الموسيقي المتفرّد الذي مزج بين الموسيقى الشرقية والجاز، وترك بصمته في الأغنية العربية المعاصرة عبر ألحان أبرزها "سألوني الناس" التي غنتها والدته. توفي يوم 26 يوليو/تموز 2025.
المولد والنشأةوُلد زياد عاصي الرحباني في الأول من يناير/كانون الثاني 1956 في بلدة أنطلياس، الواقعة شمالي العاصمة بيروت.
نشأ في كنف أسرة فنية استثنائية، فوالدته هي نهاد رزق وديع المعروفة باسم فيروز إحدى أيقونات الغناء العربي، ووالده الملحن الراحل عاصي الرحباني، أحد أبرز أعمدة الموسيقى اللبنانية والعربية.
الدراسة والتكوينتلقى زياد الرحباني تعليمه في مدارس فرنسية ببيروت المعروفة بانضباطها الأكاديمي وانفتاحها الثقافي، وتأثر بالفكر الفلسفي والنقدي الغربي، إلى جانب انغماسه في البيئة الفنية التي نشأ فيها.
منذ طفولته، أبدى شغفا بالموسيقى وبدأ العزف على البيانو تحت إشراف موسيقيين مقربين من والده وعمه.
كان يقضي ساعات يوميا في التمرين، مما مكنه من تطوير أسلوبه الخاص في التأليف والعزف. ورغم تجربته في العزف على العود والطبلة، مال لاحقا إلى الآلات الغربية مثل البيانو الرقمي والساكسوفون، متأثرا برواد الجاز والبلوز من مثل مايلز ديفيس وديف بروبك، واستلهم منهم أساليب في التوزيع والارتجال.
جمع زياد في تكوينه بين روح الموسيقى الشرقية وبنية الموسيقى الغربية، مما منحه هوية موسيقية فريدة مهدت لانطلاقته في عالم المسرح والموسيقى، بعيدا عن النمط الأكاديمي التقليدي.
لمع اسم زياد الرحباني في المسرح وهو لم يتجاوز الـ17 من عمره حين قدّم أولى مسرحياته "سهرية" عام 1973، والتي تميزت بمزيج من السخرية الحادة والنقد الاجتماعي والسياسي، وعكست واقع المواطن اللبناني بهمومه اليومية وتعقيداته المجتمعية. واستخدم في المسرحية لغة عامية قريبة من الناس، وهو ما رسّخ مكانته باعتباره صوتا نقديا جريئا ومختلفا في المسرح اللبناني.
إعلانتابع بعد ذلك إنتاج أعمال مسرحية بارزة، من بينها:
"نزل السرور" عام 1974: وهي مسرحية سياسية كوميدية تناولت الفوارق الطبقية عبر قصة عمال يستولون على مطعم شعبي، في سعيهم لتحقيق العدالة. "فيلم أميركي طويل" عام 1980: جرت أحداثها في مستشفى للأمراض النفسية، وعكست أزمات لبنان الطائفية والسياسية والاقتصادية في أوج الحرب الأهلية التي استمرت إلى حتى عام 1990. "شي فاشل" عام 1983: قدم فيها نقدا لاذعا للواقع اللبناني بعد الحرب عبر حوارات تدور بين شخصيات منهكة في مقهى شعبي. "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" عام 1993: عاد فيها الرحباني إلى المسرح بعد غياب عشر سنوات، وتناولت بأسلوب ساخر مفاهيم الكرامة والوطن. "لولا فسحة أمل" (1994): وهي مسرحية مكملة لسابقتها. التجربة الموسيقيةلم تقتصر تجربة الرحباني على خشبة المسرح، بل امتدت إلى عالم الموسيقى وبرز فيه ملحنا موهوبا منذ بداياته. ففي العام نفسه الذي قدّم فيه أولى مسرحياته، لحّن أولى أغاني والدته فيروز "سألوني الناس"، وكانت بمثابة انطلاقة فعلية له في مجال التلحين.
ولاحقا، أصبح الرحباني أحد أبرز من جددوا في الأغنية الفيروزية الحديثة، عبر ألحان حملت بصمته الخاصة، ومزجت بين الإحساس الشرقي والأسلوب الغربي. ومن بين أشهر أعماله: "كيفك إنت"، "صباح ومساء"، "وعودك رنان"، و"بكتب اسمك يا حبيبي" التي أصبحت من كلاسيكيات أرشيف فيروز.
وإلى جانب الأغاني، خاض زياد تجربة الألبومات الموسيقية المستقلة، وأطلق عدة أعمال موسيقية مميزة منها:
"إلى عاصي" عام 1986: وهي تحية موسيقية مؤثرة أهداها إلى روح والده. "أنا مش كافر" بين عامي 1995 و1996. "مونودوز" عام 2001: وهي عمل موسيقي بالكامل بدون كلمات، وتميز بمزجه الفريد بين الموسيقى الشرقية وأنماط الجاز. التجربة الصحفيةخاض الرحباني تجربته الصحفية في منتصف سبعينيات القرن الـ20، عبر كتاباته في "جريدة السفير" اللبنانية، إذ قدّم سلسلة مقالات ساخرة تحت عنوان "بالصميم"، تميزت بلغتها الشعبية القريبة من الناس، واعتمد فيها اللهجة اللبنانية العامية لنقد الواقع السياسي والاجتماعي بأسلوب لاذع ومباشر.
وفي عام 2006، انضم إلى "جريدة الأخبار" منذ انطلاقتها، وكتب فيها مقالات أسبوعية امتدت حتى عام 2014، مستفيدا من الخط التحريري اليساري للصحيفة، الذي انسجم مع رؤاه السياسية.
واتسم أسلوبه في المقالة بالحوار الداخلي (مونولوغ)، فقد كان يعالج القضايا اللبنانية والعربية من منظور نقدي شخصي، يمزج بين التهكم والأسى.
توفي زياد الرحباني يوم 26 يوليو/تموز 2025 عن عمر ناهز 69 عاما، بعد معاناة طويلة مع مرض تليف الكبد، وشارك الآلاف في تشييعه من أمام مستشفى "خوري" في بيروت.
كما رفع المشاركون في الجنازة العلم الفلسطيني وارتدوا الكوفيات، في إشارة إلى مواقف الرحباني المناصرة للقضية الفلسطينية، وظهرت ملصقات تجمع صورته مع الناشط اللبناني جورج عبد الله.
إعلانانطلق موكب تشييعه من بيروت إلى بلدة المحيدثة في قضاء المتن، وأقيمت مراسم الدفن في كنيسة "رقاد السيدة"، قبل أن يُوارى الثرى في مدافن العائلة.
نعاه عدد من المسؤولين اللبنانيين، بينهم رئيس الجمهورية جوزيف عون، الذي وصفه بـ"الضمير الحي"، ورئيس الحكومة نواف سلام الذي اعتبره رمزا فنيا وفكريا. كما أشاد به الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب واصفا إياه بـ"الثائر الإنساني" الحالم بلبنان ديمقراطي بلا طائفية.