دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قناة بنما ليست غريبة عن الاهتمام العالمي.

وأدّت تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"المطالبة بإعادة قناة بنما إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالكامل وبسرعة، ومن دون تساؤلات"، وربما باستخدام القوة العسكرية، إلى المزيد من الإعجاب الدولي بهذا الإنجاز الهندسي البشري.

قالت المديرة التنفيذية والمسؤولة الرئيسية عن متحف قناة بنما، آنا إليزابيث جونزاليس إنه كان بمثابة مشروع هندسي ضخم  غيّر العالم بمساعدة 97 جنسية.

وأضافت: "نحن جسر العالم، ولكننا أيضًا قلب الكون، كوننا بمثابة مكان صغير، ومركزي، ومحطة للتواصل الدولي".

تتيح مناطق المراقبة في مركز زوار ميرافلوريس للأشخاص مشاهدة السفن خلال مرورها عبر قناة بنما.Credit: Danny Lehman/The Image Bank RF/Getty Images

ووفقًا لما ذكرته جونزاليس، جاء حوالي 820 ألف زائر إلى ميرافلوريس، وهو مركز الزوار الرئيسي للقناة، لمشاهدة التجارة البحرية أمام أعينهم في عام 2024، مع قيام الآلاف بجولات على طول القناة.

ومن المقرّر أن يرتفع هذا العدد، بحسبما ذكرت هيئة قناة بنما (ACP).

لماذا تحمل قناة بنما أهمية كبرى؟ سياح يلتقطون الصور أثناء عبور قناة بنما وهم على متن قارب في عام 2014.Credit: Rodrigo Arangua/AFP/Getty Images

يتدفق حوالي 5% من إجمالي التجارة العالمية عبر القناة البالغ طولها 80 كيلومترًا سنويًا، وتُشكّل البضائع المتجهة بين الساحل الشرقي للولايات المتحدة وآسيا الجزء الأكبر منها.

تدير هيئة قناة بنما، وهي كيان حكومي مستقل، الطريق السريع المائي الذي يربط 170 دولة عبر 1،920 ميناء.

وقبل افتتاحها في عام 1914، اضطرّت القوارب التي أرادت العبور بين المحيطين الأطلسي والهادئ أن تٌبحر أسفل أمريكا الجنوبية، وحول "كيب هورن" عند طرف باتاغونيا التشيلية في رحلة خطرة للغاية، وتستغرق وقتًا طويلاً. 

وتسبب هذا الممر بمقتل ما يقدر بنحو 10 آلاف بحار منذ أن استكشفه البحارة الهولنديون لأول مرة في عام 1616، وحتى افتتاح المسار البنمي.

تُعتبر القناة اليوم نسخة مطوَّرة عن القناة الأصلية، إذ خضع الممر المائي لتوسعة كلّفت مليارات الدولارات انتهت في عام 2016، لاستيعاب سفن الحاويات الضخمة.

في عام 2024، بلغت إيرادات القناة حوالي 5 مليارات دولار.

وأكّد لويس بينتو ريوس، وهو مرشد سياحي في "Panama Canal Tours" أن "القناة بمثابة الذَهَب لنا".

كيف يمكن زيارة القناة؟ يشاهد هؤلاء الزوار سفن الشحن الدنماركية خلال مرورها عبر قناة بنما في عام 2024. Credit: Arnulfo Franco/AFP/Getty Images

إذا كنت ترغب في رؤية هذه الأعجوبة التي صنعها الإنسان، فهناك ثلاث طرق للزيارة من خلال البر، والماء، والجو.

ويمكن للأشخاص التوجه إلى مراكز الزوار بشكلٍ مستقل أو الانضمام إلى جولة إرشادية تديرها العديد من شركات الرحلات المستقلة.

أما المسافرين الذين يفضلون الهواء الطلق، وأولئك الذين يرغبون بتجنب الحشود، فإن حدائق "سوبرانيا"، و"كامينو دي كروسيس"، و"تشاجريس" الوطنية توفر مسارات للمشي لمسافات طويلة على طول حوض القناة. 

ويتوفر أيضًا خيار أمام الزوار متاح لركوب قارب وزيارة القناة بنفسك.

كما تبحر مئات السفن السياحية عبر القناة كل عام.

وتقدم شركات الرحلات أيضًا فرصة ركوب الطائرات المروحية، ليتمكن الزوار من مشاهدة إطلالة شاملة للقناة.

تاريخ طويل سفينة "Brilliance of the Seas" السياحية أثناء عبورها لقناة بنما في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2024.Credit: Martin Bernetti/AFP/Getty Images

تعود مساعي شق قناة عبر أمريكا الوسطى لربط محيطات العالم إلى أوائل القرن الـ16، عندما قام المستكشفون الإسبان بمسح الطرق على طول نهر "تشاجريس"، واستنتجوا آنذاك أن الأمر مستحيل.

ونشأ الاهتمام الأمريكي ببداية "حمّى الذهب" في منتصف القرن الـ19، عندما بحث الأمريكيون المتلهفون عن طرق أفضل وأسرع للتوجه إلى كاليفورنيا. 

وكان المهندسون الفرنسيون، بقيادة مطوري قناة السويس، هم من قاموا في النهاية بالخطوات الأولى لبناء القناة، وبدأوا العمل عليها في عام 1881.

لكن فشلت المحاولات الفرنسية في النهاية بسبب وفاة أكثر من 22 ألف شخص نتيجة الأمراض، وحوادث البناء، والمشاكل المالية، والفساد الداخلي.

واشترت الولايات المتحدة الحقوق من الفرنسيين في بداية القرن العشرين.

تم الانتهاء من بناء القناة في عام 1914، ولكن أُلغي حفل الافتتاح الكبير المخطط له بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى، وكان مرور أولى السفن حدثًا صامتًا. 

لم يتم استخدام الممر بشكل كافٍ طوال الحرب، ولكنه اعتُبِر ممرًا حاسمًا لجهود الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.

وتفككت العلاقة بين الولايات المتحدة وبنما ببطء بسبب الخلافات، التي أدت إلى العنف أحيانًا.

تمحورت الخلافات حول السيطرة على القناة، وعدم المساواة في معاملة البنميين، والجنسيات الأخرى مقارنة بالعمال الأمريكيين.

في مرحلةٍ ما، قطعت بنما العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

وكان الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر هو الذي توسّط في شروط نقل الممر المائي إلى السيطرة البنمية في ليلة رأس السنة الجديدة عام 1999.

القناة اليوم

رُغم القلق العالمي من أنّ بنما لن تكون قادرة على إدارة القناة بشكل مناسب بعد تسليمها في عام 1999، إلا أنّ الممر المائي ازدهر تحت السيطرة المحلية. 

بعد خمس سنوات فقط من توليها المسؤولية، أعلنت القناة عن مضاعفة دخلها، وخفض معدل الحوادث، وتولي مشروع التوسع الطموح.

وبينما أنّ القناة عُرِفت في السابق بالعمالة والإدارة الأجنبية، فإن حوالي 92% من القوة العاملة اليوم تُعتبر من بنما.

مع ذلك، اعتبر ترامب أنّها بمثابة ملك له، وهي الفكرة التي رفضتها حكومة بنما على الفور، إذ قال رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو، ببيان في ديسمبر/كانون الأول: "كرئيس، أريد أن أعبر بدقة عن أن كل متر مربع من قناة بنما والمنطقة المجاورة لها تُعتبر ملكًا لبنما، وستبقى كذلك".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: قناة بنما الولایات المتحدة قناة بنما Getty Images عام 2024 فی عام

إقرأ أيضاً:

راديو جامعة قناة السويس ينظم جولة تدريبية لطلاب كورس المذيع المحترف بالإنجليزية

 نظّم راديو جامعة قناة السويس جولة تدريبية ميدانية داخل استوديوهات إذاعة القناة للفوج الأول من طلاب كورس «المذيع المحترف باللغة الإنجليزية»، وذلك في إطار حرص الراديو على الدمج بين الجانب الأكاديمي والتطبيق العملي، وإعداد كوادر إعلامية مؤهلة وواعية بطبيعة المهنة ومسؤولياتها، وقادرة على التعامل الاحترافي مع أدوات العمل الإذاعي.

جاء ذلك بإشراف عام الدكتور محمد عبد النعيم نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وبإشراف تنفيذي الدكتور أحمد كمال منسق عام الأنشطة الطلابية والدكتورة ندى محمد كامل مستشار النشاط الثقافي والإعلامي،  والأستاذ عبد الله عامر مدير عام الإدارة العامة لرعاية الشباب،  والأستاذة مروة عدلي مدير إدارة النشاط الثقافي والإعلامي.

وتعرّف الطلاب خلال الجولة على واقع العمل الإذاعي من الداخل، ومراحل صناعة المحتوى الصوتي، بدءًا من الإعداد والتجهيز، مرورًا بعمليات التسجيل والهندسة الصوتية، وصولًا إلى البث الإذاعي، بما يعكس حجم الجهد والدقة والمسؤولية التي تقف خلف كل مادة تُقدَّم على الهواء، ويُبرز أهمية العمل الجماعي داخل المنظومة الإعلامية.

وشهدت الجولة تعاونًا مثمرًا مع قيادات إذاعة القناة، حيث قام المهندس إسلام خليل، مدير الهندسة الإذاعية براديو القناة ومدير الإذاعات الإقليمية للقاهرة والقناة وسيناء، والأستاذ أحمد فاروق، كبير مذيعي إذاعة القناة، والأستاذ صفاء مهدي، كبير فنيي الصوت بإذاعة القناة، والأستاذة نرمين مهدي، مذيعة باللغتين العربية والإنجليزية بإذاعة القناة، بتقديم شرح عملي ووافي للطلاب حول طبيعة العمل داخل الاستوديوهات، وآليات التشغيل، وأساليب الإعداد والتسجيل والبث الإذاعي، مع نقل خبراتهم المهنية والتجارب العملية التي تسهم في صقل مهارات الدارسين.

وأكد القائمون على الجولة أن هذه الزيارة مثّلت خطوة تأسيسية مهمة في المسار المهني للطلاب، وأسهمت في رفع مستوى الوعي بطبيعة المهنة ومتطلباتها، إلى جانب إتاحة فرصة حقيقية للاحتكاك المباشر ببيئة العمل الإعلامي، بما يدعم بناء الثقة وتنمية المهارات العملية لدى المتدربين.

هذا ويواصل راديو جامعة قناة السويس جهوده في دعم وتأهيل الطلاب أصحاب الشغف والطموح، من خلال إتاحة فرص التدريب العملي الجاد، وتعزيز التواصل المباشر بين الطلاب وأهل الخبرة في المجال الإعلامي، إيمانًا بأن بناء إعلام واعٍ ومهني يبدأ بخطوات حقيقية على أرض الواقع.

طباعة شارك الإسماعيلية اخبار الاسماعيلية محافظة الاسماعيلية

مقالات مشابهة

  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • راديو جامعة قناة السويس ينظم جولة تدريبية لطلاب كورس المذيع المحترف بالإنجليزية
  • دونالد ترامب يسعى لتغيير أنظمة الحكم في أوروبا
  • إصلاح مأرب يستهجن اتهامات سكاي نيوز عربية ويطالبها بالاعتذار
  • غارديان: دونالد ترامب يسعى إلى تغيير الأنظمة في أوروبا
  • أول تعليق من البيت الأبيض حول صور وألعاب خارجة عليها صورة ترامب
  • غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
  • قصة البحيرة الزرقاء.. لماذا لا يدخلها السياح إلا بعد مسح أحذيتهم؟
  • استراتيجية الأمن القومي الأمريكي: راعي الأبقار وماشية العالم
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: نرفض تدخل ترامب في الديمقراطية