أصبحت عادة الحضور شتاءً أو الرحلات الشتوية واحدة من الروتينات الموسمية التي يتبعها سكان سواحل قطاع جعلان، حيث يبدأ هذا الحضور مع بداية إجازة المدارس للفصل الدراسي الأول، ليقوم الأهالي بالتوجه إلى هذه الولايات للاستمتاع بإجازة شتوية مليئة بالأنشطة والتجارب الاجتماعية، وعلى الرغم من أن هذه الرحلات كانت محصورة في الماضي خلال موسم القيظ، فإن الحضور الشتوي أصبح يحظى باهتمام متزايد من قبل سكان هذه المناطق الساحلية في السنوات الأخيرة.

شهدت هذه العادة الشتوية تطورًا ملحوظًا في السنوات العشر الماضية، حيث أصبحت ظاهرة مجتمعية نشطة، رغم أنها تستمر أيامًا معدودة فقط. في هذا السياق، يقول خالد بن علي الغزالي: "ما يميز هذه العادة أن الكثير من سكان هذه القرى يمتلكون بيوتًا خاصة بهم في الولايات الساحلية، مما يسهل عليهم التنقل دون الحاجة للاستئجار. في الماضي، كان الناس يبنون الحواضر والبيوت المؤقتة من سعف النخيل والمواد الأخرى غير الثابتة، أما الآن فإن غالبية الأهالي يمتلكون منازل حديثة، مما يجعل الرحلة أسهل بكثير".

تعد هذه الرحلة الشتوية بالنسبة للأهالي فرصة للاستجمام والراحة بعد انقضاء الفصل الدراسي الأول، حيث يستفيدون من الطبيعة الجغرافية المتنوعة في هذه الولايات، بالإضافة إلى ما توفره من متنزهات وأسواق تجارية. ويضيف أحمد بن سعيد المهيري: "هذه النزهة تعتبر فرصة لتقوية الروابط الاجتماعية بين الأهل والأصدقاء، مما يعزز من الألفة والمحبة والتعايش بين أفراد المجتمع. كما أن الطرق المعبدة أصبحت عاملًا مهمًا في تسهيل الوصول إلى هذه الولايات، مما يزيد من أهمية هذه الرحلة كفرصة للراحة والتجديد".

على الرغم من أن مدة إقامة الأهالي في هذه الولايات قصيرة، فإنها تؤدي إلى تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، حيث يقوم السكان بشراء العديد من مستلزمات الحياة اليومية، وخاصة المستلزمات المدرسية استعدادًا للفصل الدراسي الثاني. يقول سالم بن سعيد العامري: "نستغل فترة الحضور الشتوي لشراء احتياجاتنا من الأدوات المدرسية مثل الحقائب والدفاتر والأقلام، خاصة أن الأسواق في هذه الولايات توفر خيارات متنوعة بأسعار منافسة، وهو أمر نادر في القرى الساحلية التي تفتقر إلى تنوع الخيارات".

أما أحمد بن سالم الغزالي فيضيف: "بعض الأهالي يكررون هذه الرحلات في الإجازات القصيرة مثل إجازات العيد الوطني أو عيد الفطر، وحتى في إجازات نهاية الأسبوع، كنوع من تغيير الأجواء وتجديد النشاط النفسي". ويختتم الغزالي قائلًا: "نخصص ميزانية لهذه الرحلات الصيفية والشتوية للاستمتاع بأوقات ممتعة مع العائلة والأصدقاء، حتى أن الأطفال يدّخرون أموالهم للتمتع بتلك اللحظات المميزة في الإجازات".

جدير بالذكر، أن الرحلة الشتوية في جعلان أصبحت أكثر من مجرد عادة موسمية؛ إنها ظاهرة اجتماعية تسهم في تعزيز الروابط بين الأفراد وتوفير فرص اقتصادية وتنموية، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من نمط الحياة في هذه المناطق الساحلية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه الولایات فی هذه

إقرأ أيضاً:

بعد عودته.. مراسل الجزيرة محمد البقالي يحكي ما جرى مع “حنظلة”

#سواليف

عاد مراسل قناة الجزيرة في باريس #محمد_البقالي إلى مطار شارل ديغول، بعد أن أبعدته سلطات #الاحتلال الإسرائيلي إثر اعتقاله ضمن #طاقم_السفينة_حنظلة التي أبحرت في محاولة لكسر #الحصار عن قطاع #غزة.

الرحلة التي بدأت من ميناء غاليبولي الإيطالي كان من المفترض أن تنتهي على شواطئ غزة، لكنها اعتُرضت في المياه الدولية، وسيطرت عليها البحرية الإسرائيلية بالقوة، قبل أن تبدأ رحلة قاسية من التحقيق والاحتجاز.

ويصف البقالي لحظة الاقتحام بأنها كانت متوقعة، إذ استعد الطاقم بارتداء سترات النجاة، وأعلنوا فورا الإضراب عن الطعام، احتجاجا على “حملة العلاقات العامة” التي عادة ما ينفذها الجيش الإسرائيلي بتصوير توزيع الماء والطعام على المعتقلين لإضفاء طابع إنساني زائف.

مقالات ذات صلة مرصد عالمي: المجاعة تتكشف في قطاع غزة 2025/07/29

ويؤكد البقالي -في حديثه للجزيرة نت- أن الرحلة لم تكن محاولة لاختراق الحدود، بل كانت نداء أخلاقيّا لكسر جدار الصمت، مشيرا في هذا السياق إلى أن ما حمله المشاركون لم يكن سلاحا بل “رواية تُدين الحصار وتفضح صمت العالم عن الإبادة في غزة”.

ووفق الصحفي المغربي، رافق “حنظلة” ما بين 8 إلى 10 زوارق حربية طوال الرحلة التي استمرت قرابة 12 ساعة إلى ميناء أسدود، حيث كان في استقبالهم جهاز الشرطة وممثلو الأمن الإسرائيلي، الذين تعاملوا بفظاظة ظاهرة ومهينة منذ اللحظة الأولى.

وعند الوصول، ردد النشطاء شعار “الحرية لفلسطين” بصوت واحد، وهو ما أثار حنق الجنود الإسرائيليين، وتحول الغضب الرسمي إلى غضب شخصي ضد النشطاء، تجلى في التهديدات المباشرة والحرب النفسية في أثناء الاستجواب والاحتجاز.

فظاظة وعدائية

ويشير مراسل الجزيرة إلى أن التعامل مع النشطاء، خاصة المشاركين من جنسيات غير عربية، كان عدائيا، وخص بالذكر أميركيا من أصل أفريقي تعرض لمعاملة قاسية، مؤكدا أن جميع المعتقلين واجهوا ظروفا متردية داخل الزنازين.
إعلان

وكان المعتقلون محرومين من أي اتصال بالعالم الخارجي، حسب البقالي، ولم يكن يُسمح لهم بدخول الحمام إلا تحت المراقبة، وكان عليهم إبقاء الأبواب مفتوحة أمام الكاميرات، حتى في الزنزانة ضيقة المساحة.

ويكشف عن أن لائحة الاتهامات التي وُجهت للمحتجزين كانت عبثية، إذ اتُهموا زورا بحيازة مخدرات والارتباط بتنظيمات إرهابية، رغم أن المهمة كانت إنسانية واضحة، وفق ما شدد عليه النشطاء أمام سلطات الاحتلال.

ورغم الإفراج عن بعض النشطاء -ومنهم البقالي، والنائبة الفرنسية غابرييل كاتالا، ومصور الجزيرة، ومواطنان من أميركا وإيطاليا– فإن مصير 14 ناشطا آخرين لا يزال مجهولا، في ظل انقطاع المعلومات وتضارب الروايات.

وفي هذا السياق، ناشد البقالي مجددا ضرورة إطلاق سراح زملائه الذين ما زالوا قيد الاحتجاز في سجن “جفعون”، مؤكدا أن بعضهم يواصل الإضراب عن الطعام، احتجاجا على إجراءات الترحيل القسري وممارسات الاحتلال.

ورأى أن التعامل الإسرائيلي منذ لحظة الاعتراض وحتى الترحيل يعكس رغبة واضحة في إسكات الشهود ومنع الرواية من الوصول إلى الرأي العام، مشددا على أن القصة أقوى من الحصار، وأنها ستصل للعالم رغم محاولات الطمس.

الرحلة لم تنته

وعن لحظة المغادرة، قال البقالي إن ما حدث “ليس نهاية الرحلة، بل بداية لسرد جديد”، مؤكدا أن سفينة “حنظلة” وإن لم تصل إلى غزة، إلا أنها قرّبت العالم خطوة من معاناة سكانها، وكشفت للعالم حقيقة ما يجري في ظل التعتيم.

في هذه الأثناء، لا تزال تداعيات احتجاز سفينة “حنظلة” تتفاعل، في وقتٍ يستعد فيه تحالف “صمود” لإطلاق إحدى أكبر القوافل البحرية المدنية، بمشاركة زوارق من 39 دولة، في محاولة رمزية جديدة لفك الحصار عن القطاع.

وتحمل هذه المبادرة طابعا إنسانيّا ومدنيّا، وتهدف إلى فضح صمت الحكومات إزاء جرائم الحرب المستمرة في غزة، والتأكيد أن التضامن الشعبي العالمي ما زال قادرا على تجاوز الجدران البحرية والسياسية في آن.

يُذكر أن مركز “عدالة” الحقوقي أكد -في بيان له- أن جميع النشطاء الموقوفين رفضوا إجراءات الترحيل السريع، وأصروا على تقديم مرافعات قانونية تثبت مشروعية تحركهم الإنساني، كما واصلوا إضرابهم عن الطعام داخل المعتقل.

وشدد البقالي على أن المعركة اليوم لم تعد فقط من أجل كسر الحصار البحري، بل من أجل كسر جدار التواطؤ الدولي، وإعادة الاعتبار لصوت الشاهد والإنسان، في وجه منظومة احتلال لا تقبل أن تُفضَح جرائمها.

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يحرقون مساكن الأهالي في تجمع عرب المليحات بأريحا
  • «طيران الإمارات» تطلق رحلتها اليومية إلى هانغتشو الصينية
  • 8 فرسان يغامرون عبر سهول قرغيزستان
  • تشغيل جناح النساء بمستشفى جعلان بني بوعلي بسعة 16 سريرًا
  • الداخلية ترفع درجة الاستعداد بالمناطق الساحلية وتتخذ جملة من الإجراءات خلال الموسم الصيفي
  • سلام اجتمع مع وزيريّ المال والاقتصاد وحاكم مصرف لبنان
  • ياس مول يرتقي بتجربة الترفيه مع عودة “مهرجان ياس للألعاب 2025”
  • مجلس النواب يدعم آليات عمل مرنة لمتابعة ملفات المناخ والاقتصاد المستدام
  • بعد روسيا واليابان .. تحذير أمريكي من تسونامي في «هاواي» وإخلاء المناطق الساحلية
  • بعد عودته.. مراسل الجزيرة محمد البقالي يحكي ما جرى مع “حنظلة”