في ظل تصاعد الحديث عن مفاوضات سلام محتملة بين روسيا والولايات المتحدة لإنهاء الحرب الأوكرانية المستمرة منذ عام 2022، يعبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن مخاوف بلاده من استبعادها من أي مفاوضات قد تؤدي إلى تسوية الصراع، وبينما تشير إشارات من موسكو وواشنطن إلى احتمالية الحوار، يؤكد زيلينسكي أن أي اتفاق سلام لا يشمل كييف قد يكون مجرد وثيقة عديمة الجدوى، محذرًا من العواقب الاستراتيجية لهذا السيناريو.

تحذير زيلينسكي

حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم من أن أي منصة تفاوضية لا تشمل أوكرانيا ستفشل في تحقيق "سلام عادل ودائم"، مطالبًا الحلفاء بوضع إطار واضح ومكتوب قبل أي محادثات محتملة مع روسيا.

وجاءت تصريحات زيلينسكي خلال اجتماعه مع نظيرته المولدافية مايا ساندو في العاصمة كييف، حيث شدد على أهمية إدماج بلاده في صياغة أي حلول للصراع.

وقال زيلينسكي: "يستحيل استبعاد أوكرانيا من أي مفاوضات سلام، فمثل هذه الجهود لن تؤدي إلى نتائج ملموسة"، مشيرًا إلى أن على الدول الداعمة لأوكرانيا التركيز على صيغة مكتوبة تضمن عدالة الاتفاق المرتقب.

المخاوف الأوكرانية من التفاهم الروسي الأمريكي

تأتي هذه المخاوف بعد تكهنات بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أعلن مؤخرًا عن استعداده للحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يسعى لعقد اتفاق سلام دون موافقة أوكرانيا.

وقد وصف ترامب الحرب في أوكرانيا بأنها "سخيفة"، مشيرًا إلى استعداده للضغط على موسكو لإنهاء النزاع فورًا.

على الجانب الآخر، رحب بوتين بفكرة الحوار مع واشنطن، مؤكدًا استعداده للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة إذا كانت "براغماتية وذكية".

وأعرب الكرملين عن تطلعه إلى "إشارات إيجابية" من الولايات المتحدة لبدء محادثات حول الأزمة الأوكرانية.

رد كييف على المبادرات الدولية

وفي السياق نفسه، أكد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك أن أوكرانيا ترفض رفضًا قاطعًا أي مباحثات سلام بين موسكو وواشنطن تستثني كييف، مشددًا على أن أي محاولة لإقصاء بلاده تمثل انتهاكًا لسيادتها.

وأضاف يرماك: "بوتين يسعى للتفاوض على مستقبل أوروبا دون إشراك أوروبا ذاتها".

إطار السلام ومستقبل الأزمة

بينما يقترب النزاع من إكمال عامه الثالث، يبقى الحديث عن السلام محاطًا بعدة تعقيدات، أبرزها ضمان مشاركة جميع الأطراف المعنية لضمان حل شامل ومستدام.

ويرى مراقبون أن تجاهل كييف قد يؤدي إلى اتفاق غير مستقر، ما يطيل أمد الأزمة أو يعيد إشعالها مستقبلًا.

وفي الوقت الحالي، يبدو أن زيلينسكي مصمم على ضمان مكان لأوكرانيا في أي مفاوضات سلام مستقبلية، حتى لا تصبح بلاده ضحية تسويات أحادية الجانب تُعقد على حساب أمنها وسيادتها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اتفاق سلام استراتيجية اشارات استعداد الحرب الأوكرانية التفاهم الحوار مع واشنطن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الرئيس الأوكراني العاصمة كييف المبادرات الولايات المتحدة انهاء الحرب الأوكرانية تهميش تصريحات زيلينسكي دونالد ترامب حل شامل روسيا والولايات المتحدة زيلينسكي روسيا عقد اتفاق فولوديمير زيلينسكي

إقرأ أيضاً:

اجتماع مصري إيراني عماني يبحث مفاوضات طهران وواشنطن

أجرت مصر وإيران وسلطنة عمان، الأربعاء، مباحثات تناولت تطورات المفاوضات بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني.

 

جاء ذلك خلال اجتماع وزراء الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والإيراني عباس عراقجي، والعماني بدر البوسعيدي، على هامش منتدى أوسلو للسلام، وفق بيان للخارجية المصرية.

 

وأكد عبد العاطي، على "الأولوية التي توليها مصر لتحقيق التهدئة ومنع التصعيد في المنطقة".

 

وشدد على "عدم وجود مجال للحلول العسكرية للأزمات الإقليمية".

 

عبد العاطي، أعرب عن دعم بلاده للمسار التفاوضي بين واشنطن وطهران "فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني".

 

والاثنين الماضي، أعلنت الخارجية الإيرانية أن الجولة السادسة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة ستُعقد في 15 يونيو/ حزيران الجاري، بالعاصمة العُمانية مسقط.

 

وتتهم الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ودول أخرى، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.

 

وتعد إسرائيل الدولة الوحيد في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان.

 

واستمع عبد العاطي، إلى "تقييم الوزيرين بشأن المفاوضات الأمريكية- الإيرانية"، حسب البيان.

 

وأشاد ﺑـ"ﺣرص اﻟجانبين الأمريكي والإيراني على ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﺣوار ﻋﺑر اﻟﻘﻧوات اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ".

 

وثمّن الوزير المصري، "ﺟﮭود اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻌﻣﺎﻧﯾﺔ في هذا الإطار".

 

وأعرب عن دعم بلاده "للمبادرات اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ الرامية إﻟى اﻟﺗوﺻل ﻟﺣﻠول ﺗواﻓﻘﯾﺔ تسهم في تقريب وﺟﮭﺎت اﻟﻧظر وﺗﺳﺗﮭدف ﺧﻔض وﺗﯾرة اﻟﺗوﺗرات ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ودﻋم أﻣن واﺳﺗﻘرار اﻹﻗﻠﯾم".

 

وتسعى إيران إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، مقابل الحد من بعض أنشطتها النووية، بما لا يمس حقها في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.

 

والأربعاء، انطلق في النرويج منتدى أوسلو السنوي للسلام بمشاركة واسعة، تشمل وزراء خارجية من دول عديدة بينها إيران وسوريا ومصر والسعودية وسلطنة عمان.


مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: القوات الأوكرانية تدفع الروس تدريجيا خارج منطقة سومي
  • زيلينسكي يسعى لإقناع ترامب بفرض عقوبات جديدة على روسيا
  • الحرب في أوكرانيا.. وزير الدفاع الألماني يصل إلى كييف
  • اجتماع مصري إيراني عماني يبحث مفاوضات طهران وواشنطن
  • السفير الإسرائيلي في كييف يكشف عن إرسال منظومات باتريوت قديمة إلى أوكرانيا
  • الخارجية الأوكرانية: من المبكر الحديث عن جولة مفاوضات ثالثة مع روسيا
  • روسيا تشن هجومًا عنيفًا على كييف.. زيلينسكي: ضربات موسكو أعلى صوتاً من جهود السلام
  • زيلينسكي: أوكرانيا تواجه وضعا قد يتصاعد إلى حرب عالمية ثالثة
  • زيلينسكي يضع شرطًا صعبًا للمفاوضات مع روسيا.. تفاصيل
  • رئيس أوكرانيا يطالب الغرب بردّ ملموس على روسيا بعد الهجوم العنيف على كييف