ميزة إنستغرام الجديدة.. من وسيلة لتعزيز المشاركة إلى ثغرة للتجسس على نشاط الأصدقاء
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
أضافت إنستغرام ميزة جديدة تسمح لأصدقائك بمعرفة مقاطع "الريلز" التي تفاعلت معها، مما قد يؤدي إلى بعض المواقف المحرجة، بحسب موقع "ذا صن".
وذكر الموقع أن المستخدمين لاحظوا أثناء مشاهدتهم مقاطع "ريلز" فقاعات صغيرة تحتوي على صور الملف الشخصي لأصدقائهم مع قلوب صغيرة في الزاوية السفلية، والتي تدل على أن أصدقاءك تفاعلوا مع هذا الفيديو.
ويبدو أن هذه الميزة تشمل الأصدقاء فقط، وبمعنى آخر الأشخاص الذين تتابعهم ويتابعونك وليس الشخصيات العامة أو الحسابات المجهولة.
وتدّعي إنستغرام أن الغرض من هذه الميزة هو تعزيز المشاركة وتشجيع المستخدمين على التفاعل والتعليق، إذ تهدف إلى سد فجوة "تيك توك" بعد حظره من متاجر التطبيقات في الولايات المتحدة.
وقال آدم موسيري رئيس إنستغرام لموقع "ذا صن" "لا نريد أن يكون إنستغرام مجرد مكان يشارك فيه المبدعون إبداعاتهم، بل نريده مكانا يتواصل فيه الأشخاص مع أصدقائهم ذوي الاهتمامات المشتركة من خلال هذا الإبداع".
وتابع قائلا "سنضيف الأصدقاء في قسم (ريلز) بحيث يظهرون في الزاوية العلوية اليمنى، وإذا نقرت على تلك الدائرة فستجد ملخص الريلزات التي أعجب بها أصدقاؤك، كما يمكنك رؤية الأصدقاء الآخرين الذين أعجبوا بتلك الريلزات، وإذا نقرت على أحدهم فستبدأ محادثة معه".
إعلانوقد أجرت إنستغرام مجموعة من التغييرات على عرض الفيديو في الأسابيع الأخير، إذ تسعى إلى الاحتفاظ بمستخدمي تيك توك الذين لجؤوا إلى إنستغرام حتى في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إحياء التطبيق بعد قرار الحظر الذي دخل حيز التنفيذ.
يذكر أن شركة ميتا المالكة لتطبيق إنستغرام أعلنت عن مكافآت بآلاف الدولارات للمبدعين مقابل نشر محتواهم على إنستغرام قبل نشره على تيك توك، بحسب تقرير نشره موقع "ماشابل".
وبالعودة إلى ميزة إنستغرام الجديدة فإن المستخدمين لم يكونوا راضين عن عرض إعجاباتهم لأصدقائهم، وقد وصفوا الميزة بأنها أسوأ تحديث للميزات على الإطلاق.
وقد نشر أحد المستخدمين على موقع "ريديت" قائلا "لا أريد أن تظهر إعجاباتي على الملأ ليشاهدها جميع أصدقائي، فأنا أُعجب بالكثير من المقاطع العاطفية ومقاطع الفضاء العميق، ولا أعتقد أنهم مستعدون لمشاهدة ذلك".
وأضاف "لا أستطيع تخيل مدى الذعر الذي سيشعر به بعض المستخدمون اتجاه التفاعلات الأسوأ أو الأكثر جرأة، والتي ستظهر لجميع متابعيهم".
وقال مستخدم آخر "أعتقد أنني سأتوقف عن الإعجاب بمقاطع ريلز الآن، وهو عكس ما تريده إنستغرام، فأنا لا أهتم بما يُعجب به متابعيّ، وبالتأكيد لن أبدأ محادثة معهم".
وتُعتبر هذه الميزة الجديدة بمثابة عودة إلى أيام موجز النشاط، وهي ميزة قديمة اختفت منذ فترة طويلة، وكانت تُظهر للمستخدمين ما يفعله متابعوهم، بالإضافة إلى المنشورات التي أعجبتهم والحسابات التي يتابعونها.
ويزعم العديد من المستخدمين أنهم ألغوا تنشيط حساباتهم بسبب هذا التغيير، في حين يقول آخرون إنهم سينشئون حسابات مؤقتة جديدة لتجنب تفاعل الأصدقاء والعائلة مع الريلز التي أعجبوا بها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ميتـا تثير الجدل.. روبوتات الدردشة تجمع محادثات المستخدمين لتخصيص الإعلانات
أعلنت شركة ميتا المالكة لفيسبوك وإنستجرام عن بدء استخدام محادثات المستخدمين مع روبوتات الدردشة الذكية لجمع البيانات وتوجيه الإعلانات بشكل أكثر دقة.
ووفقًا لبيان رسمي من الشركة، فإن هذه الخطوة ستُفعَّل رسميًا في 16 ديسمبر المقبل، على أن تبدأ ميتا بإرسال إشعارات وتنبيهات داخل تطبيقاتها، بالإضافة إلى رسائل بريد إلكتروني للمستخدمين، اعتبارًا من 7 أكتوبر الجاري.
وتهدف هذه السياسة إلى "تخصيص المحتوى والإعلانات" عبر منصاتها المختلفة، لتتناسب أكثر مع اهتمامات وسلوك كل مستخدم.
إلا أن الشركة أوضحت أن هذا التغيير لن يشمل في الوقت الحالي الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية، وهو ما يرجّح أن يكون بسبب القوانين الصارمة لحماية البيانات في تلك المناطق، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات الأوروبية (GDPR).
تضرب ميتا مثالًا بسيطًا لتوضيح الطريقة التي سيعمل بها النظام الجديد: فإذا تحدث المستخدم إلى روبوت دردشة ذكي حول هواية المشي لمسافات طويلة، فقد يبدأ لاحقًا في رؤية إعلانات لأحذية المشي أو توصيات لمجموعات محبي التنزه أو حتى منشورات من أصدقائه عن الرحلات في الطبيعة.
وكتبت الشركة في منشور على مدونتها: "نتيجةً لذلك، قد يبدأ المستخدم في تلقي توصيات وإعلانات تتعلق بالموضوعات التي يناقشها مع روبوت الدردشة، مما يجعل التجربة أكثر تخصيصًا وملاءمة لاهتماماته اليومية".
صرحت كريستي هاريس، مديرة سياسة الخصوصية في ميتا، لوكالة رويترز، بأن تفاعلات المستخدمين مع روبوتات الدردشة "ستُعتبر مصدرًا إضافيًا للمعلومات التي تُستخدم في تخصيص الخلاصات الإخبارية والإعلانات المعروضة لهم".
وأضافت أن هذا التطوير جزء من استراتيجية الشركة لتعزيز تجارب المستخدمين وتقديم محتوى أكثر دقة وارتباطًا بتفضيلاتهم.
لكن رغم ما يبدو من فوائد تسويقية، فإن هذه الخطوة تُثير موجة من المخاوف المتعلقة بالخصوصية، إذ إنها تمثل تحوّلًا جديدًا في الطريقة التي تتعامل بها شركات التكنولوجيا مع بيانات المستخدمين. فبينما كانت الإعلانات الموجّهة تعتمد في السابق على نشاط المستخدم وتصفحه، تدخل ميتا الآن إلى مستوى أعمق من البيانات الشخصية عبر تحليل المحادثات نفسها.
وما يزيد الجدل هو ما كشفه تقرير صحيفة وول ستريت جورنال، الذي أكد أن المستخدمين لن يتمكنوا من إلغاء الاشتراك في هذه الميزة الجديدة. فإذا قرر أحدهم التحدث إلى روبوت الدردشة الذكي التابع لميتـا، فسيتم جمع بياناته بشكل تلقائي دون خيار للرفض أو التحكم في ذلك.
ورغم تطمينات ميتا بأن روبوتاتها لن تجمع أو تستخدم المعلومات الحساسة، مثل المعتقدات الدينية أو التوجهات السياسية أو الانتماءات العرقية أو النقابية، إلا أن خبراء الخصوصية يحذرون من أن مثل هذه الأنظمة تظل عرضة للأخطاء، وأن مجرد تحليل سياق المحادثة قد يكشف عن تفاصيل شخصية غير مقصودة.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الخطوة تمثل استمرارًا لاستراتيجية ميتا في توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإعلانات الموجهة، خاصة بعد استثماراتها الضخمة في تطوير روبوتات دردشة قادرة على التفاعل الطبيعي مع المستخدمين، لكن في المقابل، تتزايد المخاوف من أن تتحول هذه الروبوتات إلى أدوات مراقبة رقمية غير معلنة داخل التطبيقات التي يستخدمها أكثر من ثلاثة مليارات شخص حول العالم.
ويرى خبراء أن هذه السياسة الجديدة ستعيد إشعال النقاش العالمي حول حق المستخدم في الخصوصية الرقمية، خصوصًا في وقت تتسابق فيه شركات التكنولوجيا العملاقة لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر قدرة على فهم وتحليل السلوك البشري.
في النهاية، وبينما تروج ميتا لهذه الخطوة باعتبارها تحسينًا لتجربة المستخدم، يبقى السؤال الأهم: هل نحن مستعدون للتحدث بحرية مع روبوت قد يستخدم كلماتنا لاحقًا لتحديد ما نراه على شاشاتنا؟