لجريدة عمان:
2025-05-16@17:21:32 GMT

ساحرات البندقية ... بين فيض السحر وفلسفة الخراب

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

ساحرات البندقية ... بين فيض السحر وفلسفة الخراب

باريس ـ العُمانية: صدرت في الآونة الأخيرة عن دار نشر «غايمار» الفرنسية رواية «ساحرات البندقية» التي تستبق أحداثًا متخيلة في إيطاليا عام 2045، حيث يعيش الفتى سيمون البالغ من العمر 16 سنة في مدينة البندقية التي تجتاحها جائحة رهيبة، وترتبط قصته بساحرة عاشت في هذا المكان في القرن الخامس عشر وقد تكون المسؤولة عن تدهور العالم.

وتقول الرواية التي ألفها «سيباستيان بيري» وأنجز رسومها الفنان الإيطالي «ماركو مازوني»: إن مصدر هذا الشر المطبق على المدينة يعود إلى العصور الوسطى وبالتحديد إلى جزيرة صغيرة أصبحت ملاذًا لساحرة شريرة. وتتأرجح القصة الآسرة بين سرد استهلالي وتأمل حالم وتفكير فلسفي حقيقي حول العصر الذي نعيش فيه. من خلال الرواية، يصحب المؤلف قرّاءه إلى حدود الاستباق وحكايات الزمن القديم نحو شواطئ جزيرة الأشباح وأرض السحر أو الجنون، وتتميز بشكلها الجذاب سواء من حيث غلافها الأزرق والذهبي أو رسومها المتناثرة على طول الصفحات. فقد أظهر الفنان ماركو مازوني -بشكل خاص- أداءً فنيًّا رائعًا يقود إلى مفارقة لافتة بين ثراء الرسم والبساطة النسبية لمضمون النص.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

معرض الدوحة الدولي للكتاب يناقش "إشكالية الرواية العربية"

ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والثلاثين، أقيمت ندوة بعنوان "إشكالية الرواية العربية: رؤية نقدية"، شارك فيها الناقد والأكاديمي السعودي الدكتور عبدالله العقيبي وأدارها السيد عبدالرحمن الدليمي، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة.

وشهدت الندوة، التي حضرها جمع من المثقفين وجمهور المعرض، طرح رؤى معمقة حول مكانة الرواية العربية وتحدياتها المعاصرة، خاصة في علاقتها بالواقع وبالمؤسسة النقدية، فضلا عن الشروط الفنية والجمالية للرواية العربية.

واستعرض الدكتور العقيبي في البداية أهم المحطات التاريخية للرواية العربية منذ ظهورها بقالبها الفني في ثلاثينيات القرن الماضي وصولا إلى العصر الحديث والتطور الهائل في الرواية وأشكالها المختلفة، مشددا على أن العمل الروائي لايمكن أن ينمو ويتطور بالعقلية ذاتها التي تدير القصيدة أو القصة القصيرة؛ فالرواية، بما لها من امتداد زمني وبنيوي، تحتاج إلى عقلية قادرة على الصبر، والتقاط التفاصيل، والغوص في بنية الحياة لا الاكتفاء بتزيينها.

وقال إن الروائي الحقيقي يحتاج إلى أدوات مركبة، وإلى قدرة على التحاور مع الواقع، والانفتاح على الشخصيات لا التحكم بها، مشيرا إلى أن الشخصية الروائية أحيانا تتمرد على الكاتب، وتغير مصيرها، وتفرض منطقا سرديا جديدا، مما يعني أن الكتابة الروائية لا تخضع فقط للتخطيط، بل للحوار الحي مع النص أثناء إنجازه.

وأضاف: "الروائي الجاد يشبه الباحث، يحمل الفكرة ويعيش معها شهورا وربما سنوات. ومن هنا، فإن الأشخاص الذين تمرسوا بعقلية الباحث، واعتادوا مرافقة الفكرة وتحليلها في العمق، هم الأقدر على إنتاج روايات ذات قيمة حقيقية".

كما انتقد العقيبي بعض التوجهات في كتابة الرواية الحديثة، التي تسقط في فخ الأيديولوجيا، أو تنحاز إلى المستهلك، ما يؤدي إلى تراجع المتعة الفنية التي يجب أن تكون جوهر العمل الروائي، لتحل محلها متعة آنية خالية من الجهد الجمالي والمعرفي، لافتا إلى أن هناك كثيرا من الكتاب يخرجون من دائرة الحياة المعاصرة إلى الرواية التاريخية هروبا من السلطة بمفهومها الأكبر.

وقال إن غياب النظام النقدي المتكامل، أو ضعف التفاعل معه، يؤدي إلى إفقار التجربة الروائية، إذ لابد من استيعاب أدوات النقد لا اتباعه حرفيا، بل التفاعل معه بوصفه اقتراحا فنيا يثري النص ويحفزه، مؤكد في الوقت ذاته على ضرورة التوازن بين الموضوع والفن هو ما يجعل من عمله مثالا على الرواية التي تتجاوز الطرح المباشر، وتنفذ إلى جوهر الإنسان.

وأكد أن اختيار الموضوعات الإنسانية كموضوعات للرواية يجعلها أبقى بخلاف الأعمال التي تنتهج أيديولوجيا أو طابعا نخبويا.

وقال في النهاية إن الرهان اليوم يجب أن يكون على القارئ الذي يتحمل عناق الفكرة، لا الذي يبحث عن متعة عابرة أو رأي سريع، فالرواية العظيمة لا تستعجل تأثيرها، بل تتجذر وتبني وعيا لا يمحى بسهولة.

مقالات مشابهة

  • مطبخ الرواية... الطعام الروائي من المشهدية إلى التضفير
  • موقف ماركو سيلفا من تدريب الهلال السعودي
  • ماركو سيلفا يرفض تدريب الهلال
  • توقيف مشعوذ كان يمارس أعمال السحر والشعوذة على مستوى أحياء العاصمة
  • مقاول يدفع 50 مليون سنتيم لعلاجه من السحر.. فيكتشف أن المتهمة شقيقته
  • معرض الدوحة الدولي للكتاب يناقش "إشكالية الرواية العربية"
  • صدمة.. وفاة أوّل امرأة إفريقية تُشرف على بينالي البندقية عن عمر 57 عامًا
  • مخرج فلسطيني من مهرجان كان: نقاتل بالكاميرا في غزة لإنقاذ الرواية وتوثيق الألم
  • الغارديان: الرواية الإسرائيلية بتكذيب المجاعة في غزة تتناقض مع الأدلة الواضحة
  • الحبس لمشعوذة بعد قيامها بطقوس السحر والشعوذة بالعاصمة