تقنية جديدة قد تساهم في حل مشكلة تحلية المياه عربيا وعالميا
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
نجح مهندسون من جامعتي ميشيغان ورايس في تطوير حل ثوري لمشكلة إزالة البورون من مياه البحر، وهو مركب طبيعي يتحول إلى ملوث سام في مياه الشرب. ونُشرت نتائج الدراسة في دورية "نيتشر واتر" حيث تتناول التقنية الجديدة استخدام أقطاب كربونية لإزالة البورون بكفاءة واستدامة.
ويوجد البورون في مياه البحر على شكل حمض البوريك المحايد كهربائيا، مما يسمح له بتجاوز أغشية التناضح العكسي المستخدمة في أنظمة التحلية التقليدية.
ويفسر التناضح العكسي بأنه عملية إزالة الملوثات الغريبة والمواد الصلبة والجزيئات الكبيرة والمعادن من الماء، وذلك باستخدام الضغط لدفعها عبر أغشية متخصصة.
ويوضح الأمر ويي بان الباحث بمرحلة ما بعد الدكتوراه بجامعة رايس وأحد مؤلفي الدراسة في بيان صحفي رسمي "جهازنا يقلل من الطلب الكيميائي والطاقة في عملية تحلية مياه البحر، مما يعزز الاستدامة البيئية ويخفض التكاليف بنسبة تصل إلى 15%".
ويضيف أن التصميم الجديد للأقطاب يُمكّن من التقاط البورون بكفاءة عالية، مما يوفر بديلا أبسط وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة، مع توفير محتمل يبلغ 6.9 مليارات دولار سنويا لمحطات التحلية حول العالم.
مع تصاعد أزمة المياه العذبة عالميا، يأتي هذا الابتكار في وقت حرج. ووفقا لتقرير صادر عن اللجنة العالمية لاقتصاديات المياه عام 2023، فمن المتوقع أن تغطي إمدادات المياه العذبة 40% فقط من الطلب العالمي بحلول عام 2030. وقد أصبحت التحلية، التي تحول مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب، حلا ضروريا رغم تكلفتها العالية واستهلاكها الكثيف للطاقة وتأثيراتها البيئية السلبية.
إعلانوتستخدم الأقطاب المصممة حديثا هياكل تحتوي على الأكسجين داخل مسامها لاحتجاز البورون بشكل انتقائي، مع السماح بمرور الأيونات الأخرى. وعلى عكس الطرق التقليدية التي تضيف قواعد كيميائية لشحن البورون، تعمل هذه التقنية على فصل الماء إلى أيونات هيدروجين موجبة وهيدروكسيد سالبة عند الأقطاب، مما يؤدي إلى شحن البورون بشكل طبيعي وسهل احتجازه. وبعد الاحتجاز، يعاد تجميع الماء ليصبح خاليا من البورون، فتكون العملية خالية من المواد الكيميائية.
ولا تقتصر هذه المنهجية على إزالة البورون فقط، وفق ما أشار إليه الدكتور مناتشم إليميليك المؤلف المشارك من جامعة رايس، بالقول "دراستنا تقدم منصة متعددة الاستخدامات يمكنها تحويل ملوثات أخرى، مثل الزرنيخ، إلى أشكال قابلة للإزالة بسهولة". كما يمكن تعديل المجموعات الوظيفية على الأقطاب لاستهداف مجموعة واسعة من المواد الضارة، مما يجعل معالجة المياه أكثر كفاءة واستدامة.
وتقدم التقنية الجديدة إمكانيات توفير هائلة لمحطات التحلية، ولا يقتصر الأمر على تقليل التكاليف التشغيلية فحسب، بل يسهم أيضا في تقليل البصمة البيئية لعمليات التحلية من خلال التخلص من الحاجة إلى المعالجات الإضافية التي تستهلك الكثير من الطاقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات میاه البحر
إقرأ أيضاً:
ضابط سابق بجيش الاحتلال: حماس تساهم إعلاميا بتعميق انقسام الإسرائيليين
بعد مرور عام ونصف على العدوان على قطاع غزة، لا يزال الانقسام الداخلي في مجتمع الاحتلال، متواصلات فالأزمة الاجتماعية، والاستقطاب السياسي، لهما تأثير مماثل على ما تنقله القوى المعادية لها لجمهورها، لاسيما المظاهرات ضد الحكومة، ومسألة الأسرى، ولعب حركة حماس إعلاميا على تعميق الانقسام.
الضابط في جيش الاحتلال، شاؤول بارتيل، الباحث بمركز دراسات الشرق الأوسط، ومركز الدراسات الشرقية بجامعة لشبونة، ذكر أن "مظاهرات الاسرائيليين، والتصريحات القاسية المؤيدة والمعارضة لمواقف الحكومة، تظهر بصورة دائمة على مواقع حماس الإعلامية، التي تقدم صورة عن مجتمع الاحتلال المشوه المتعب والمتفكك، مما يجعل الحركة تسأل جمهورها: لماذا نحن أول من يجب أن يرمش، على اعتبار أن تداعيات الانقسامات الداخلية بين الإسرائيليين تزيد قدرتها على الصمود في وجه الحرب المنهكة".
وأضاف في مقال نشره مركز بيغن- السادات للشئون الاستراتيجية، وترجمته "عربي21" أن "حماس تفسر الانقسامات الاجتماعية بين الإسرائيليين، خاصة حول قضايا التجنيد، وثمن صفقة الرهائن، والانقلاب القانوني، باعتبارها أزمة وضعفا إسرائيليا يعزز روحها القتالية، ومن أجل إقناع الرأي العام الفلسطيني بصواب موقفها، تحرص الحركة على تسليط الضوء على الانقسامات الاجتماعية في دولة الاحتلال، فلا يكاد يمر يوم دون أن نرى مقالا افتتاحيا أو إخباريا يقدم مظاهرات المحتجين ضد الحكومة، مع المبالغة في التصريحات القاسية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتسليط الضوء عليها".
وأشار إلى أنه "عند قراءة الأخبار التي تبثها الوكالات الاعلامية المؤيدة لحماس يشعر القارئ أن دولة الاحتلال في طريقها للانهيار والتفكك من الداخل، مما يجعل الحركة تعتقد أن انتهاء الحرب لصالحها مسألة وقت فقط، ولتحقيق هذه الغاية، تسعى حماس لدعوة الجمهور الإسرائيلي لزيادة وتيرة المظاهرات، ونطاقها، وانتشارها، كما دأبت مواقعها الإخبارية على نشر كلمات الرهائن الذين يتم إطلاق سراحهم، ويهاجمون فيها نتنياهو، والتأكيد على أن الضغط العسكري سيؤدي لقتل من بقي من المختطفين في غزة".
وأوضح أن "حماس تسعى لتعميم ما تصفها برسائل الوعي التي تريد إيصالها للجمهورين اللذين تتواصل معهما، أولهما الجمهور الإسرائيلي الذي دأبت على بث مقاطع فيديو للرهائن باللغة العبرية، وتوزع على نطاق واسع، بهدف الضغط على حكومته للموافقة على شروط حماس، والتشكيك بتقديرها العسكري والسياسي".
وأضاف أن "الجمهور الثاني هو الفلسطيني الذي يتلقى ترجمة كاملة للكلمات إلى اللغة العربية، وأن يواصل التحلي بالصبر، ومنح حماس مزيدا من الوقت لكسر الحصار، والاعتقاد أن دولة الاحتلال ستحطم نفسها إذا بذل مزيدا من الضغط والحرب النفسية على جمهورها عبر قنوات التواصل الاجتماعي المتعددة".
وبدا واضحا أن "إعلام حماس ركز على جهود الرئيس دونالد ترامب، وإرسال إشارة للرأي العام الفلسطيني بأنه سيمل في مرحلة ما، وسيجبر إسرائيل على التوصل لاتفاق بروح شروطها، مما سيزيد من تفاقم الأزمة الداخلية لديه، وتظهره مجتمعا منقسما وممزقا وبلا استقرار، بسبب لعنة احتلال شعب آخر".
ودأبت الحركة على "الاقتباس من مقالات الكتاب الاسرائيليين المعارضين للحكومة، لاسيما من صحيفة هآرتس، ووصف المظاهرات ضدها بأنها انقسامات لا يمكن التوفيق بينها، ومن شأنها أن تؤدي حتما لتفكك الدولة، وتكرار عدد من العبارات الشائعة على مواقع حماس المختلفة ومنها إسرائيل تنهار، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يتجادلون فقط حول التاريخ الذي سيحدث فيه هذا الأمر، في 2029 أو 2027، كما تنبأ الشيخ أحمد ياسين في تسعينيات القرن العشرين".
واعترف الكاتب أنه "ليس هناك شك في أن القضايا الاجتماعية، وفي مقدمتها قضية المختطفين، تمزق المجتمع الإسرائيلي بالفعل، وترى حماس أن هذا الوضع هو الورقة الرابحة التي ستنهي الحرب في نهاية المطاف، وتعيد الاحتلال لواقع ما قبل السابع من أكتوبر، ولذلك فهي تنشر بسخرية مقاطع فيديو للرهائن تحمل رسائل سياسية مثل الحرب مستمرة بسبب رغبة نتنياهو في الحفاظ على حكومته وغيرها".
وختم بالقول إن "المجتمع الإسرائيلي بأكمله يتوق لعودة الرهائن قريبا، ويأمل في ذلك، ولكن يبدو أن حماس لن تستعجل التنازل عن ورقتهم دون ثمن باهظ سيضع المجتمع الإسرائيلي وقياداته السياسية في مأزق أخلاقي وأمني".