الساحل الإفريقي .. الأكثر عنفًا في إفريقيا والعالم
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتصف منطقة الساحل الإفريقي بأنها خاضعة لحكومات ضعيفة وكثيرًا ما يحدث فيها انقلابات، هذا إلى جانب الصراعات الداخلية، كما يتفشى فيها العنف، هذا يجعلها تُصنف على أنها بؤرة الإرهاب على مستوى العالم، حتى في ظل تراجع مستويات الإرهاب في بقاع أخرى من العالم خلال السنوات الماضية، بحسب مؤشر الإرهاب العالمي.
إذ قال ستيف كيليليا، المؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد الاقتصاد والسلام، الذي يصدر المؤشر سنوياً، استناداً إلى بيانات مأخوذة من 163 دولة: " إن الإرهاب يتزايد ويتركز في مناطق الساحل الإفريقي".
فقد تزايد تركيز الإرهاب في دول الساحل، إذ سقط فيها 43٪ من جميع قتلى الإرهاب في العالم، مقارنة بنسبة 1٪ فقط في عام 2007. وشهدت المنطقة قفزة بنسبة 8٪ في قتلى الإرهاب في عام 2022 تزامناً مع تراجعها في سائر العالم، حسبما ذكره كيليليا مع صدور التقرير.
وكشف التقرير أن بوركينا فاسو ومالي شهدتا معاً نسبة 52٪ من جميع قتلى الإرهاب في إفريقيا.
وفي الوقت ذاته، تزايدت الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل، بل وباتت أشد فتكاً، إذ ارتفع عدد قتلاها بنحو 50٪ بين عامي 2021 و2022 فقط.
ومن أبرز بؤرة على المؤشر هي منطقة الساحل الإدارية في بوركينا فاسو، حيث تلتقي حدودها بمالي والنيجر.
إذ شهدت الدول الثلاث انقلابات عسكرية كان من دوافعها الإحباط إزاء عجز الحكومات المدنية عن قمع الإرهاب و القضاء على العمليات الإرهابية المتكررة، ولكن لم تتحالف القوات لعسكرية و تستطيع التصدي لأعمال العنف على أيدي المتطرفين.
بوركينا فاسو المرتبة الثانية
تحتل بوركينا فاسو المرتبة الثانية على المؤشر الإرهاب لديها بعد أفغانستان من حيث عدد الأعمال الإرهابية وقتلاها بين عامي .
وتقع مالي والنيجر مع بوركينا فاسو في قائمة المؤشر لأسوأ 10 دول في العالم من حيث الإرهاب.
نيجيريا الأقل
ففي تقرير المؤشر لعام 2024، سجلت نيجيريا أقل عدد من الهجمات والقتلى منذ عام 2011.
وفي حديث خاص مع قناة «تشانلز تيليفيجن»، قال محلل البيانات النيجيري باباجيد أوغونسانو، : " إن استطلاعات الرأي العام الأخيرة أظهرت تزايد شعور المواطنين النيجيريين بالأمن في جميع أرجاء البلاد، باستثناء المنطقة الشمالية الغربية فقط، المتاخمة للحدود مع بوركينا فاسو والنيجر، و تلك المنطقة تكتظ بالإرهابيين " .
وتجنبت كلًا من بنين وتوغو، المتاخمتان لبوركينا فاسو من الجنوب، حتى الآن أعمال العنف و الإرهاب وإراقة الدماء التي تحدث في شمال هذين البلدين.
وعلى الرغم من ذلك سجل المؤشر بعض المؤشرات المثيرة للقلق، وفقاً للسيد مسعود كريميبور، رئيس فرع الوقاية من الإرهاب بمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة.
ومثال ذلك أن بنين سجلت زيادة في عدد قتلى الإرهاب بمقدار 15 قتيلاً وذلك في عام 2022، وهو عدد ضئيل للغاية، ولكن يراه كريميبور كمثيراً للقلق من وجهة نظره.
وقال خلال صدور التقرير: " نرى أن مستويات التجنيد والتطرف تتزايد، وقد يشكل ذلك اتجاهاً سلبياً مستقبلاً".
وفي حالات كثيرة، يكون المسؤول عن شن الهجمات الإرهابية في الساحل أشخاص يسميهم محللو المؤشر " المتشددين المجهولين" ، الذين لا يوالون أياً من الشبكات الإرهابية الراسخة مثل تنظيم داعش.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الساحل الإفريقي الارهاب إرهاب داعش أفريقيا قتلى الإرهاب بورکینا فاسو الإرهاب فی
إقرأ أيضاً:
لبنان وما أدراك ما لبنان
علي بن مسعود المعشني
ونحن نعيش أيامًا من زيارة فخامة العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية إلى سلطنة عُمان، من المفيد أن نستذكر، ونستعيد لبنان، وماهية لبنان، ودور لبنان، وأهمية لبنان، والوشائج والمشتركات العامة والخاصة بين عُمان ولبنان.
لبنان ليس بلدًا، ولا كيانًا سياسيًا، ولا جمال طبيعة وشعباً، ولا ذائقة، ولا ابتكارًا وخلقًا، لبنان فكرة أنتجت كل هذا وما زالت ولُود. لبنان لم يُقلِّد أحدًا في سيرته وتفرده؛ بل قلَّده كل أحد، وكان مصدر إلهام وتقليد من الإقليم المُحيط به والعالم.
لبنان قرر أن يكون إقليمًا جغرافيًا بداخل كيان كبير يُسمى الوطن العربي، وليس كيانًا عربيًا مستقلًا عن وطنه العربي ويُسمى لبنان.
صُوْر لبنان وصُوْر عُمان تتجاذبان التاريخ، وترويان حكايات مُشوِّقة عن نشأة الفينيقيين وهجراتهم وآثارهم ومآثرهم.
لبنان علَّم العرب والعالم معنى التآخي بين مكوناته، ومعنى التعايش مع من اختاروا العيش فيه، ولبنان علَّم العرب والعالم الثقافة بأسمى معانيها، والتعليم برسالته الخالدة وقدسيته العميقة.
لبنان علَّم العرب والعالم معنى الحُرية المنضبطة، وكان ملجأً لمضطهدي الفكر وطالبي الحرية المنضبطة.
لبنان علَّم العرب والعالم معنى الخصوصية المالية والحسابات السرية في المصارف، ولبنان لم يكن مقصدًا للتعليم النظامي بمراحله؛ بل كان كذلك ساحة مفتوحة ومقصدًا ووجهة للتعلم الذاتي؛ حيث يكفي لزائر لبنان أن يجول بلبنان بجسده وحواسه ليتعلم الجديد كل يوم.
لبنان لم يُعلِّم العرب والعالم صنوف السياحة فحسب؛ بل علَّمهم الذائقة السياحية وفنونها.
لبنان علَّم العرب والعالم أن الكرامة أهم من الخبز المغموس بالإذلال والخضوع، وعلَّمهم كذلك أن الشرف أولى من العلف.
لبنان علَّم العرب والعالم، كيف تُصبح الهُوِيَّات الفرعية هُوِيَّة جامعة عند الضرورة وغير الضرورة كذلك، وكيف تُصبح الانقسامات العمودية والسطحية للمجتمعات في لحظة ما، مجرد نظريات في أوراق الكتب ومناهج التعليم.
لبنان اليوم ليس على ما يُرام، ومن واجب العرب والعالم الوقوف بجانب لبنان؛ لأن الوقوف بجانب لبنان اليوم يعني الوقوف بجانب القيم الإنسانية الكبرى، والتي فقدت الكثير من معانيها اليوم، وبقي لبنان عنوانها وبوصلتها رغم كل شيء.
الحفاظ على لبنان كأيقونة عربية مُهداة للعالم، يعني الحفاظ على سلة مفقودات إنسانية فقدها العالم، وبقي لبنان مصدرًا حصريًا لها. لبنان اليوم كسيدنا يوسف عليه السلام بين إخوته، يترقب قافلة العزيز.
من كسب لبنان كسب جُملة من المنافع المادية والمعنوية، ومن خسر لبنان خسر إنسانيته ومعانيها السامية العميقة. لبنان جغرافية تستحق الدراسة العميقة لمن أراد معرفة حقيقة وصدقية فرضية "عبقرية المكان".
قبل اللقاء: لبنان حالة تُعاش، لا تُوصف.
وبالشكر تدوم النِعم.
رابط مختصر