الأسبوع:
2025-05-21@17:03:52 GMT

إلى السيد ترامب

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

إلى السيد ترامب

السيد ترامب، رئيس أمريكا، أتمنى أن تصلك رسالتي، ربما يعود إليك صوابك الذي نسيتَه في لحظة نشوة الانتصار برئاسة أمريكا، وروحتَ تطلق التصريحات الرنانة والشعارات المزيفة. ومن ضمن ما قلتَ أنه على مصر أن تستقبل المهجرين الفلسطينيين إلى سيناء لمدة قصيرة أو طويلة!!

للأسف، وقعتَ في المحظور، واستطعتَ بسبب تصريحاتك الهوجاء أن تجعل الشعب المصري، عن بكرة أبيه، سواء مؤيدين أو معارضين، يلتف جميعًا حول قيادته وجيشه بصورة لم يسبق لها مثيل.

ولأنك جاهل جدًا بالتاريخ، نسيتَ من هي مصر ومن هو رئيسها؟!

مصر، يا سيد ترامب، طوال تاريخها لا تقبل شروطًا من أحد، ومنذ آلاف السنين هزمت التتار والهكسوس شر هزيمة، رغم أنهم هزموا جميع الدول وأعدموا زعماءها وقتلوا شعوبها، ولم يستطيعوا هزيمة مصر.

وفي العصر الحديث، قامت فرنسا وبريطانيا وإسرائيل بضرب مصر من أجل عيون إسرائيل. ومن قبل، احتلوا مصر لعشرات السنين، ولم يستطيعوا البقاء فيها، ولم يغيروا لغتنا العربية، ولا ديننا سواء الإسلام أو المسيحية، ولا لهجتنا، ولا طباعنا. وخرجوا من مصر يجرون أذيال الخزي والعار مكسورين بسبب مقاومة الشعب المصري لهم، وإنهاك قواهم.

وفي 6 أكتوبر عام 1973، شنّت قواتنا المسلحة حربًا ضد إسرائيل لاستعادة أرضنا بما نملكه من سلاح ضد ترسانة الأسلحة التي كنتم ترسلونها إلى العدو الإسرائيلي. وكان لدينا زعيم عظيم في ذلك اليوم، ابن مصر البار، الذي خدع الأقمار الصناعية والمخابرات الأمريكية والإسرائيلية، وقضى على الأسطورة الإسرائيلية التي لا تقهر كما كانوا يزعمون.

والشيء الذي لا تعلمه يا سيد ترامب هو أن مصر ليست كأي دولة ممن تتوعدهم بالسب والشتائم، والوعيد.وليس لدينا قواعد عسكرية أمريكية كي تهددنا بها من حين لآخر، وليس لمصر أموال في بنوك أمريكا لكي تسطو عليها بحجة أنها مقابل دم الجنود الأمريكان، وللأسف كما تردد بمئات المليارات. ولا أعلم كيف يأتمنكم الأخوة العرب على أموالهم السرية والمعلنة وهم يعرفون أنكم لصوص الأرض والمال والحرية!!

وبخصوص رئيس مصر الحالي القائد عبد الفتاح السيسي، ليس لديه حسابات سرية ولا علنية لديكم، ولا يخشى شيئًا من الأموال أو الأسرار. فهو رجل شريف ويعرف الله جيدًا. وكل رؤساء مصر كانوا شرفاء وحموا مصر من غطرستكم لأنكم لا تعرفون معنى قدسية الأرض والعرض، ولن ينسى لكم التاريخ أنكم قمتم بسرقة ملك الهنود الحمر، وقتلتمهم، واحتللتم أرضهم، وزرعتم إسرائيل في قلب المنطقة كي تظل المنطقة مشتعلة بالحروب والخراب، لتعمل مصانع الأسلحة لديكم. وأشعلتم المنطقة في حروب لا تنتهي من أجل صالح إسرائيل من النيل إلى الفرات.

قتلتم ملايين الأطفال والشيوخ والنساء في العراق وسوريا واليمن وليبيا، وقتلتم قادة العراق وليبيا واليمن، واعتديتم على شرف الرجال في سجن أبو غريب وجوانتانامو بحجة الحرية والديمقراطية. وللأسف ضاعت هذه الدول بعد أن سرقتم بترولها وأموالها، وقتلتم شعوبها. ولم تتوجعوا من أنهار الدماء التي سالت في غزة، وبأسلحتكم الفتاكة تم قصف مدينة غزة، وأصبحت ركامًا. ومع ذلك، رفض أهل غزة التهجير، ورفض زعيم مصر أن تكون سيناء وطنًا بديلًا لأحد، وستظل سيناء المباركة مقبرة لكل غازٍ أو طامع. ويكفي أن تفهم وتعرف أن كل حبة رمل في سيناء على جسدها آثار من دم شهيد.

ونصيحتي لك، سيد ترامب، أن تقرأ تاريخ مصر جيدًا لعلك تفهم أن مصر دولة شامخة قوية ليست كأي دولة مما تعرفهم، وتأمرهم فيعطونك تمامًا لأننا مسلمون ومسيحيون في رباط إلى يوم الدين.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئيس السيسي ترامب دونالد ترامب مصر وأمريكا جوانتانامو سجن أبو غريب

إقرأ أيضاً:

ما هو “مشروع إستير” الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟

#سواليف

في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، بعد مرور عام كامل على #الإبادة_الجماعية التي تنفذها #إسرائيل في قطاع #غزة بدعم من الولايات المتحدة، والتي أودت بحياة أكثر من 53.000 فلسطيني، أصدرت مؤسسة “هيريتيج فاونديشن” (Heritage Foundation) ومقرها #واشنطن، ورقة سياسية بعنوان ” #مشروع_إستير: إستراتيجية وطنية لمكافحة معاداة السامية”.

هذه المؤسّسة الفكرية المحافظة هي الجهة ذاتها التي تقف خلف “مشروع 2025″، وهو خُطة لإحكام السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة، ولبناء ما قد يكون أكثر نماذج الديستوبيا اليمينية تطرفًا على الإطلاق.

أما “الإستراتيجية الوطنية” التي يقترحها “مشروع إستير” المسمى نسبةً إلى الملكة التوراتية التي يُنسب إليها إنقاذ اليهود من الإبادة في فارس القديمة، فهي في جوهرها تتلخص في تجريم المعارضة للإبادة الجماعية الحالية التي تنفذها إسرائيل، والقضاء على حرية التعبير والتفكير، إلى جانب العديد من الحقوق الأخرى.

مقالات ذات صلة انفجار الأزمة بين الجيش وحكومة نتنياهو 2025/05/20

أوّل “خلاصة رئيسية” وردت في التقرير تنصّ على أن “الحركة المؤيدة لفلسطين في #أميركا، والتي تتسم بالعداء الشديد لإسرائيل والصهيونية والولايات المتحدة، هي جزء من شبكة دعم عالمية لحماس (HSN)”.

ولا يهم أن هذه “الشبكة العالمية لدعم حماس” لا وجود لها فعليًا – تمامًا كما لا وجود لما يُسمى بـ”المنظمات الداعمة لحماس” (HSOs) التي زعمت المؤسسة وجودها. ومن بين تلك “المنظّمات” المزعومة منظمات يهودية أميركية بارزة مثل “صوت اليهود من أجل السلام” (Jewish Voice for Peace).

أما “الخلاصة الرئيسية” الثانية في التقرير فتدّعي أن هذه الشبكة “تتلقى الدعم من نشطاء وممولين ملتزمين بتدمير الرأسمالية والديمقراطية”- وهي مفارقة لغوية لافتة، بالنظر إلى أن هذه المؤسسة نفسها تسعى في الواقع إلى تقويض ما تبقى من ديمقراطية في الولايات المتحدة.

عبارة “الرأسمالية والديمقراطية”، تتكرر ما لا يقل عن خمس مرات في التقرير، رغم أنه ليس واضحًا تمامًا ما علاقة حركة حماس بالرأسمالية، باستثناء أنها تحكم منطقة فلسطينية خضعت لما يزيد عن 19 شهرًا للتدمير العسكري الممول أميركيًا. ومن منظور صناعة الأسلحة، فإن الإبادة الجماعية تمثل أبهى تجليات الرأسماليّة.

وبحسب منطق “مشروع إستير” القائم على الإبادة، فإنّ الاحتجاج على المذبحة الجماعية للفلسطينيين، يُعد معاداة للسامية، ومن هنا جاءت الدعوة إلى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية المقترحة التي تهدف إلى “اقتلاع تأثير شبكة دعم حماس من مجتمعنا”.

نُشر تقرير مؤسسة “هيريتيج” في أكتوبر/ تشرين الأول، في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، والتي وصفتها المؤسسة بأنها “معادية لإسرائيل بشكل واضح”، رغم تورّطها الكامل والفاضح في الإبادة الجارية في غزة. وقد تضمّن التقرير عددًا كبيرًا من المقترحات لـ”مكافحة آفة معاداة السامية في الولايات المتحدة، عندما تكون الإدارة المتعاونة في البيت الأبيض”.

وبعد سبعة أشهر، تُظهر تحليلات نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” أن إدارة الرئيس دونالد ترامب -منذ تنصيبه في يناير/ كانون الثاني- تبنّت سياسات تعكس أكثر من نصف مقترحات “مشروع إستير”. من بينها التهديد بحرمان الجامعات الأميركية من تمويل فدرالي ضخم في حال رفضت قمع المقاومة لعمليات الإبادة، بالإضافة إلى مساعٍ لترحيل المقيمين الشرعيين في الولايات المتحدة فقط لأنهم عبّروا عن تضامنهم مع الفلسطينيين.

علاوة على اتهام الجامعات الأميركية بأنها مخترقة من قبل “شبكة دعم حماس”، وبترويج “خطابات مناهضة للصهيونية في الجامعات والمدارس الثانوية والابتدائية، غالبًا تحت مظلة أو من خلال مفاهيم مثل التنوع والعدالة والشمول (DEI) وأيديولوجيات ماركسية مشابهة”، يدّعي مؤلفو “مشروع إستير” أن هذه الشبكة والمنظمات التابعة لها “أتقنت استخدام البيئة الإعلامية الليبرالية في أميركا، وهي بارعة في لفت الانتباه إلى أي تظاهرة، مهما كانت صغيرة، على مستوى جميع الشبكات الإعلامية في البلاد”.

ليس هذا كل شيء: “فشبكة دعم حماس والمنظمات التابعة لها قامت باستخدام واسع وغير خاضع للرقابة لمنصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، ضمن البيئة الرقمية الكاملة، لبث دعاية معادية للسامية”، وفقاً لما ورد في التقرير.

وفي هذا السياق، تقدم الورقة السياسية مجموعة كبيرة من التوصيات لكيفية القضاء على الحركة المؤيدة لفلسطين داخل الولايات المتحدة، وكذلك على المواقف الإنسانية والأخلاقية عمومًا: من تطهير المؤسسات التعليمية من الموظفين الداعمين لما يسمى بمنظمات دعم حماس، إلى تخويف المحتجين المحتملين من الانتماء إليها، وصولًا إلى حظر “المحتوى المعادي للسامية” على وسائل التواصل، والذي يعني في قاموس مؤسسة “هيريتيج” ببساطة المحتوى المناهض للإبادة الجماعية.

ومع كل هذه الضجة التي أثارها “مشروع إستير” حول التهديد الوجودي المزعوم الذي تمثله شبكة دعم حماس، تبين – وفقًا لمقال نُشر في ديسمبر/ كانون الأول في صحيفة The Forward- أنَّ “أيَّ منظمات يهودية كبرى لم تُشارك في صياغة المشروع، أو أن أيًّا منها أيدته علنًا منذ صدوره”.

وقد ذكرت الصحيفة، التي تستهدف اليهود الأميركيين، أن مؤسسة “هيريتيج” “كافحت للحصول على دعم اليهود لخطة مكافحة معاداة السامية، والتي يبدو أنها صيغت من قبل عدة مجموعات إنجيلية مسيحية”، وأن “مشروع إستير” يركز حصريًا على منتقدي إسرائيل من اليسار، متجاهلًا تمامًا مشكلة معاداة السامية الحقيقية القادمة من جماعات تفوّق البيض والتيارات اليمينية المتطرفة.

وفي الوقت نفسه، حذر قادة يهود أميركيون بارزون -في رسالة مفتوحة نُشرت هذا الشهر- من أن “عددًا من الجهات” في الولايات المتحدة “يستخدمون الادعاء بحماية اليهود ذريعةً لتقويض التعليم العالي، والإجراءات القضائية، والفصل بين السلطات، وحرية التعبير والصحافة”.

وإذا كانت إدارة ترامب تبدو اليوم وكأنها تتبنى “مشروع إستير” وتدفعه قدمًا، فإن ذلك ليس بدافع القلق الحقيقي من معاداة السامية، بل في إطار خطة قومية مسيحية بيضاء تستخدم الصهيونية واتهامات معاداة السامية لتحقيق أهداف متطرفة خاصة بها. ولسوء الحظ، فإن هذا المشروع ليس إلا بداية لمخطط أكثر تعقيدًا.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني في تغريدة عبر X: ما جرى في الثامن من ديسمبر هو إنجاز سوري بامتياز، جاء ثمرة لصمود شعب دفع ثمناً باهظاً في سبيل حريته وكرامته، رغم حجم الخذلان الذي تعرض له
  • موقع أمريكي: التهديد الذي يشكّله “اليمنيون” على عمق إسرائيل حقيقي
  • ما هو "مشروع إيستر" الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
  • ما هو “مشروع إستير” الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
  • ما هو مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
  • السيد القائد: أهم شيء بالنسبة للأمريكي الذي يورط نفسه أكثر فأكثر فيما لا فائدة له فيه وإنما يقدمه خدمة للصهيونية أهم شيء بالنسبة له أن يورط الآخرين معه
  • الشعور بالقوة الذي منحه ترامب للخليج.. هل يصمد أمام اختبار وقف العدوان الإسرائيلي؟
  • ما قصة الجاسوس إيلي كوهين الذي حصلت إسرائيل على أرشيفه من سوريا؟
  • توجه مصري لتدشين ممر تنمية بين شمال سيناء وجنوبها.. ما موقف إسرائيل؟
  • القناة 13 تكشف العرض الذي قدمته إسرائيل لحماس ومطالب الأخيرة