الجديد برس|

 

قالت مصادر عبرية أن حادثة غير عادية وقعت في غزة.

 

وبحسب الاعلام العبري فقد قُتل صباح اليوم موظف في الجيش الإسرائيلي، بنيران قوات الاحتلال (نيران صديقة) في منطقة محور نتساريم بعد أن تسلق إلى سطح مبنى دون إذن حيث  أشتبه بأنه إرهابي.

 

يشار الى انها ليست الحادثة الأولى التي يقتل فيها جيش الاحتلال جنوده واسراه بدافع الخوف والشك.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

الوجوه المتعددة للبذاءة (2)

د. ناهد محمد الحسن

لم تولد البذاءة ثورية، ولم تُخلق لتكون شعارًا سياسيًا أو صوتًا للجماهير. لكن عندما تشتدّ الأزمات، يعاد ترتيب وظائف الأشياء، وتجد الكلمات المنفية إلى حواف اللغة طريقها فجأة إلى مركز الساحة. ولكي نفهم البذاءة في سياق المقاومة، لا بد أن نستدعي أعمق نقد وُجه للّغة. وهو النقد الذي قدمه ماركس، وإنجلز، وتروتسكي لما يسمّى بالأخلاق البرجوازية. فالأدب الاجتماعي يخبرنا أن “التهذيب” لم يكن يومًا قيمة محايدة. كأن طبقة كاملة من القواعد صُمِّمت لتقول من يحق له الكلام، وكيف يجب أن يتكلم، وعلى أي نبرة، وضمن أي حدود. بهذه القواعد، تُحكم المجتمعات دون شرطة، ويُربّى الناس على احترام كلمات معينة وتجنّب أخرى،

لا بدافع الأخلاق… بل بدافع السلطة. “فالطبقة التي تملك الامتيازات تملك أيضًا حق تعريف “اللغة المهذّبة”، ومن يخرج عن لغتها، يخرج عن طاعتها. هنا تمامًا يظهر معنى استخدام البذاءة كسلاح مقاومة. إنها ليست رغبة في “التدنّي”، بل رغبة في نزع قدسية اللغة التي حصرت الحقيقة في يد الأقوياء. ولهذا قال تروتسكي  رأيًا جوهريًا:

إن البذاءة حين تخرج من أفواه المقهورين لا تشرح يأسهم، بل تشرح وعيهم بما فُرض عليهم.

يرى عالم الإجتماع إرفنغ غوفمان أن المجتمع يشبه مسرحًا كبيرًا. في واجهته الأمامية الناس مؤدّبون، منمقون، خاضعون للسياق. بينما يقبع في واجهته الخلفية الغضب، السخط، الخوف، التناقضات. السلطة تريد من الناس أن يظلّوا على الواجهة الأمامية دائمًا. أن يبتلعوا الظلم بهدوء. أن يتحدثوا بلغة مهذّبة حتى وهم يُعذبون. لكن الثورات لا تقوم على المسرح الأمامي.

الثورات تبدأ حين يقتحم الناس الواجهة بالكلمات التي كانت محصورة في الخلفية. وهنا يتضح دور البذاءة. فالبذاءة هي اللحظة التي يسقط فيها الستار. ويظهر الواقع كما هو دون تجميل. وتفسد اللعبة الاجتماعية. لهذا تخشاها السلطة…لأنها تكسر وجودها الرمزي قبل وجودها العسكري. تحوّل الزعيم إلى رجل، والشرطة إلى أفراد، والدولة إلى جهاز قابِل للنقد.

 

في السودان، لم يكن شعار “تسقط بس” بذاءة، لكنه كان كسرًا للنبرة الرسمية. أما البذاءات التي لحقت به في الشوارع فكانت…تمرّدًا على اللغة التي طالبت الناس بالانحناء قبل التفكير.

تُظهر التجارب النفسية أن الخوف يُفقد الإنسان قدرته على الكلام المنظّم. البذاءة تظهر عندما يبدأ الحاجز العصبي بين الخوف والصوت في التهشّم. في الأنظمة السلطوية، يُربّى الناس على الصمت. يُعلَّمون أن الكلام مخاطرة. وأن الغضب يحتاج إذنًا. وأن الاعتراض يجب أن يكون “محترمًا” لكي يُسمع. لكن الانفجار الأول للحرية ليس هتافًا مهذّبًا. إنه كلمة حادّة، بسيطة، محرّمة، تنجح في اختراق الصمت لأن الجهاز العصبي نفسه يدفع بها إلى الخارج.

وهذا يفسّر شيئًا مهمًا؛ ان الجماهير لا تختار البذاءة لأنها جريئة، بل لأنها الكلمة الوحيدة القادرة على حمل الانفعال عندما تضيق اللغة المهذّبة. البذاءة هنا ليست إساءةبل استعادة لسلطة الصوت.

حين تتراكم كل هذه الطبقات، اللغة، الطبقة، التمثيل الاجتماعي، علم النفس، يتحوّل معنى البذاءة. لتصبح دفاعًا عن الحق في الكلام. انحيازًا للحقيقة العارية على حساب التجميل. رفضًا للمقام اللغوي الذي تفرضه السلطة. نقطة التحوّل من الخوف إلى الجرأة.

تاريخيًا، استخدمت المجتمعات البذاءة حين ينهار العقد الاجتماعي، أو يتوحّش الاستبداد، أو تصبح اللغة الرسمية عقبة أمام قول الحقيقة. في تلك اللحظة، لا يعود للكلمة البذيئة معناها الأخلاقي، بل معناها السياسي: أن أستعيد حقي في اللغة لكي أستعيد حقي في العالم.

 

نواصل. عن البذاءة كأداة مقاومة

 

 

 

الوسومناهد محمد الحسن

مقالات مشابهة

  • حاكم الشارقة يوجه بترقية 348 من موظفي هيئة البيئة والمحميات الطبيعية
  • شهيدان بنيران الاحتلال في مواصي رفح
  • شهيد ومصاب بنيران الاحتلال في مواصي رفح
  • 3 شهداء ومصابون بنيران الاحتلال شمال غزة
  • شهيدان ومصابون بنيران الاحتلال شمال غزة
  • الوجوه المتعددة للبذاءة (2)
  • تيكتوكر يقتل زوجته وينتحر بعد خلافات
  • شهيد بنيران جيش الاحتلال شمالي قطاع غزة
  • إصابة 3 سوريين بنيران الاحتلال في القنيطرة
  • إعلام سوري: إصابة مواطنين اثنين بنيران الاحتلال في القنيطرة