قتال الكلاب الروبوتية ضد الطائرات المسيّرة قد يبدو وكأنه مشهد من أفلام الخيال العلمي، لكنه أصبح واقعاً، بعد انتشار مقطع فيديو يصور هذا المشهد الحقيقي على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين، مما أثار نقاشات حول مستقبل تشارك فيه الآلات في الحروب، والتحديات التي ستحدد الطرف المنتصر في معارك المستقبل.

أصبحت الطائرات المسيّرة جزءاً أساسياً من الحروب بعد أن كانت تكنولوجيا مستقبلية.

في مطلع القرن الحالي، حلّقت الولايات المتحدة بأولى طائراتها المسيّرة بأجنحة امتدت لـ 20 متراً وبارتفاع يصل إلى 15 ألف متر، ولكن تكلفة تصنيع كل منها بلغت ملايين الدولارات.

وفي غضون أكثر من عقدين من الزمان، أصبحت الطائرات بدون طيار أصغر حجماً وأكثر رشاقة وأقل تكلفة في الإنتاج، وفق موقع "إنترستينغ إنجينيرنيغ".


الكلب ضد الطائرة بدون طيار

ولا يذكر المقطع المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي مكان اللقطة، لكنه يُظهر الطائرة بدون طيار وهي تحمل ألعاباً نارية مثبتة على معدات الهبوط الخاصة بها، كما أن الكلب لديه آلية إطلاق ألعاب نارية مثبتة على ظهره.

ويتنافس الاثنان مع بعضهما البعض أثناء تفادي الطلقات النارية التي يتم إطلاقها.

وفي المقطع القصير، تتحرك الطائرة بدون طيار أيضاً بعيداً عن موقعها لتقديم زاوية هجوم جديدة، مما يجبر الكلب على المناورة بنفسه ومحاربة التهديد الجديد.

الحرب الأولى للآلات

ومن غير الواضح من المقطع ما إذا كان يتم التحكم في الروبوتين يدوياً أو يعملان بشكل مستقل، لكنه فتح مناقشات حول ما تعنيه الحرب في المستقبل القريب.

وذهب مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى التكهن بأن هذه كانت "الحرب الآلات الأولى" و"فجر الحرب الحديثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي"، حسبما ذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست (SCMP)، بينما علق آخرون على مزايا هذه الطائرات بدون طيار في بيئات معينة وكيف يمكن نشرها.


التكنولوجيا المدنية تتحول إلى قوة عسكرية

ومن الصور المتاحة، يبدو أن كل من الطائرة بدون طيار والكلب الآلي المستخدمين في هذا العرض التوضيحي ليسا من صنع عسكري على الإطلاق.

ومن المحتمل أن تكون الطائرة بدون طيار من DJI، بينما الكلب الآلي من Unitree ويقع كلا المصنعين في الصين، ويؤكدان بقوة أن تكنولوجيتهما مخصصة للاستخدام المدني فقط.

وفي العام الماضي، أوقفت شركة DJI التي يقع مقرها في شنتشن عملياتها في روسيا وأوكرانيا بشكل قاطع منذ استخدام تكنولوجيتها في التطبيقات العسكرية.

ويمكن تجهيز الكلاب الآلية بسهولة بمسدس لإطلاق النار على الأهداف، وفي خضم كل هذا، شددت الصين سياسات التصدير الخاصة بالطائرات بدون طيار ومكوناتها لمنع الاستخدام العسكري، ومع ذلك، أظهرت شركات أخرى مثل شركة China North Industries Group Corporation (Norinco) ذئباً آلياً يمكنه دعم العمليات العسكرية مثل الاستطلاع والنقل وحتى المساعدة في الهجمات أثناء العمليات.
كما عرض الجيش الصيني نسختين من الكلاب الآلية، التي بنتها شركة  Unitree، في تدريبات عسكرية مشتركة مع كمبوديا العام الماضي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تكنولوجيا الصين الطائرة بدون طیار

إقرأ أيضاً:

الطائرات الانتحارية تغزو إفريقيا.. من وراء بيع صفقات الموت للقارة السمراء؟

علق ياسين الحمد، خبير العلاقات الدولية، على انتشار الجماعات المتمردة والسلحة في القارة الإفريقية، بن القارة تعد من أكثر المناطق تأثرًا بالجماعات المتمردة المسلحة والإرهاب، حيث تعاني العديد من دولها من صراعات مسلحة مزمنة تهدد الأمن والاستقرار، مضيفا أن  أعداد الوفيات المرتبطة بالعنف في أفريقيا ارتفعت بنحو 60 بالمئة منذ عام 2021، إذ هذه الجماعات، التي تختلف في أيديولوجياتها وأهدافها، تعتمد على العنف والارهاب لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية، ما يجعلها أحد أخطر التحديات التي تواجه القارة السمراء اليوم.

ارتفاع صادم في الوفيات.. وإرهاب متعدد الأوجه

وأضاف الحمد، في تصريحات لـ"صدى البلد" اليوم أنه بينما يحاول المجتمع الدولي مساعدة حكومات القارة الأفريقية في التخلص من الوباء الارهابي الذي حل عليها، تقف بعض الدول على المسار الآخر المتمثل بدعم الجماعات الارهابية والمتمردة بمختلف أشكال الأسلحة والذخائر ومستغلة لها كأداة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية بدون تحمل المسؤولية المباشرة، أو كسوق لتصريف تصنيعها الحربي وتحقيق مكاسب مادية، موضحا أن أفريقيا اليوم باتت سوقاً واسعاً لبيع الطائرات بدون طيار، بفضل انخفاض التكاليف، مقارنة بالنتائج العملية لإستخدامها، حيث وقعت مئات الهجمات باستخدام الطائرات بدون طيار في 15 دولة على الأقل في أفريقيا في السنوات الأخيرة.

دعم مزدوج.. مساعدات دولية ومصالح خفية

وتابع أنه بينما تعد تركيا المورد الرسمي الأول للدول الأفريقية، بإجمالي 32 اتفاقية، تم التوقيع عليها منذ عام 2021، تعمل أوكرانيا على توسيع نفوذها في القارة من خلال تلبية الطلب المتزايد على الطائرات بدون طيار، حيث نجحت في جذب رغبة الجماعات الإنفصالية والإسلامية المتشددة في مختلف أنحاء أفريقيا في الحصول على درونات حديثة وبأسعار معقولة خارج سلاسل التوريد للقوى التكنولوجية الكبرى، موضحا أنه بعد أن أفادت تقارير بأن أوكرانيا تقوم بتدريب المتمردين كالطوارق في موريتانيا لارتكاب هجمات ضد الحكومة في مالي، وتأكيد مسؤولين أوكرانيين رفيعي المستوى كأندريه يوسوف المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية ذلك، كشفت وسائل إعلامية أفريقية أن الحكومة الأوكرانية بدأت بتدريب الإرهابيين على استخدام الطائرات بدون طيار وتزويدهم بها أواخر العام الماضي.

تركيا وأوكرانيا.. سباق توريد للدرونات في إفريقيا

وأوضح أنه سبق وأن اعترضت قوات الأمن الصومالية شحنة من الطائرات الانتحارية بدون طيار كانت تُنقل سراً عبر منطقة بونتلاند بهدف نشرها ضد القوات العسكرية وقوات حفظ السلام في جنوب البلاد، إذ كانت الطائرات المخبأة في مكبرات صوت، أوكرانية الصنع معدلة لحمل متفجرات، إذ تعتقد السلطات أن الطائرات بدون طيار كانت في طريقها إلى إرهابيي حركة الشباب، وقد استخدمت حركة الشباب الطائرات المسيرة لسنوات لجمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ عمليات استطلاع ضد قوات حفظ السلام وقوات الجيش الوطني الصومالي وكبار الشخصيات الأجنبية.

شحنات قاتلة ودرونات مفخخة

وأكمل أن تنظيم الدولة الإسلامية نشر في غرب أفريقيا مؤخرا أربع طائرات مسيرة مسلحة تحمل قنابل يدوية في هجوم على قاعدة العمليات الأمامية في منطقة واجيكورو في بورنو، شمال شرق نيجيريا بحسب المقاطع المصورة فإن الطائرات أوكرانية المنشأ.

وأكد الحمد أن المحللة آنا أغيليرا في الشبكة العالمية للتطرف والتكنولوجيا قالت: "أصبحت الطائرات بدون طيار جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجيات التشغيلية للجماعات المتطرفة، بما يتماشى مع الاتجاه العالمي المتمثل في استخدام أساليب أكثر فعالية لتضخيم الدعاية واكتساب الرؤية، وخاصة في العصر الرقمي".

أوكرانيا.. قوة درونات عسكرية وواجهة دبلوماسية

واستطرد: "أوكرانيا أصبحت واحدة من أكبر المنتجين للطائرات بدون طيار (الدرونات) في العالم، حيث تحولت إلى قوة صناعية وعسكرية في هذا المجال، خاصة بعد إندلاع حربها مع روسيا في فبراير 2022، إذ تعتمد أوكرانيا على إنتاج محلي مدعوم من حلفائها الغربيين، مثل الولايات المتحدة ودول الناتو، موضحا أن أوكرانيا تنتج مليون طائرة مسيرة سنويا، معظمها انتحارية بعيدة المدى، تُستخدم في الهجمات الدقيقة ضد الأهداف العسكرية.

وأشار إلى أن أوكرانيا قامت بحملة دبلوماسية واسعة النطاق، مدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، لكسب التأييد الأفريقي، ساعية لجعل قضيتها تحظى بزخم أكبر في الساحة الدولية، وقامت بافتتاح عشر سفارات جديدة في دول أفريقيا، وإرسال شحنات القمح في إطار المساعدات، بهدف رئيسي يتمثل في احتواء وتقويض النفوذ الروسي، مشيرا إلى أنه تبين فيما بعد أن الهدف الأوكراني اتسع ليشمل توريد الطائرات بدون طيار الأوكرانية للجماعات المتطرفة، وعلى الأرجح التسويق لها عبر إمكانية تجربتها على أرض الواقع، لبيعها لأطراف أخرى لاحقاً، بحسب الخبراء.

252 هجومًا في 2024.. و46% باستخدام الطائرات بدون طيار

ولفت إلى أن مؤشر الإرهاب خلال عام 2024 تصاعد في أفريقيا خصوصاً في الغرب والساحل، حيث أن 252 عملية إرهابية استهدفت 13 دولة، إضافة الى دخول دول جديدة على خارطة الإرهاب فيها، كما أن الإرهاب يودي بحياة 2927 شخصًا ويصيب 941 آخرين، فيما أن أكثر من 46% من الهجمات التي شهدتها القارة كانت الطائرات بدون طيار مستخدمة فيها، مضيفا أن  الصومال تعد من أكبر المتضررين من الإرهاب بـ (75) عملية تليها مالي بـ (38) هجومًا إرهابيًّا، لتتصدر نيحيريا الدول الأفريقية من حيث الخسائر البشرية جراء الإرهاب بواقع (638) ضحية.

طباعة شارك القارة الأفريقية بالجماعات المتمردة المسلحة مساعدات دولية الطائرات الانتحارية صفقات الموت إفريقيا

مقالات مشابهة

  • أمريكا.. تحويل الطائرة القطرية إلى رئاسية يثير انتقادات في مجلس النواب
  • تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه
  • نقابات العمال الأمريكية تبدأ معركتها ضد الذكاء الاصطناعي
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • قائد طائرة “فلاي ناس” السعودية يرفع علم سوريا لحظة وصوله إلى دمشق.. فيديو
  • رادار الذكاء الاصطناعي يرعب السائقين في تركيا
  • الطائرات الانتحارية تغزو إفريقيا.. من وراء بيع صفقات الموت للقارة السمراء؟
  • كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة المكفوفين في جامعة باريس؟
  • من جيرالد فورد إلى ماكرون.. كيف أحرجت حوادث سلالم الطائرات المسؤولين؟
  • السفير الأمريكي: “بيرقدار TB2” الأفضل في العالم.. وتركيا تشق طريقها بين الكبار