“فكر وإبداع” تناقش رواية "الهامسون" للكاتبة هالة البدري بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
استضافت قاعة "فكر وإبداع"؛ ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة لمناقشة رواية "الهامسون" للكاتبة الصحفية هالة البدري، حيث أدارت الندوة الدكتورة رشا صالح، وناقشها كل من: الناقدة الأدبية الدكتورة؛ سناء صليحة، والناقد الدكتور؛ حسام جايل.
وفي بداية الندوة، أشادت الدكتورة رشا صالح؛ بطريقة المؤلفة في سرد أحداث الرواية؛ واستخدام رمزية الوشم التي ترتبط بالوعي الجمعي، كما استعرضت مسيرة الكاتبة الإبداعية والجوائز التي حصلت عليها والدول التي سافرتها؛ وأوضحت أن الحب في نظر الكاتبة حالة خاصة في حياة الإنسان، وأن شخصياتها تتسم بالاستقلالية والبحث عن حرية الإنسان؛ وأشارت إلى أن الكاتبة استخدمت التجريب في مناطق غير مضمونة، وهو ما يعد من أهم العناصر الأساسية التي تميز تجربتها؛ وتستغرق روايتها أزمانًا طويلة؛ وتطرح تساؤلات عن الحياة والموت، كما استخدمت إشارات "الهمس" وكيفية همس الشخصيات في الرواية؛ مؤكدة أن الرواية ممتعة؛ وعادت إلى مراحل مختلفة من التاريخ.
وقالت الدكتورة سناء صليحة: "إن هالة البدري تحتل مساحة كبيرة على الساحة الإبداعية في الوطن العربي، ولاحظت تطورًا واضحًا في أسلوبها ورؤاها وقدرتها على إطلاق العنان لخيالها؛ وتوظف ثقافتها على التأريخ والاهتمام واستشراف المستقبل.
وأضافت: "أظن أنني لا أضيف جديدًا إذا قلت إن الكاتبة "هالة البدري" تحتل مكانة متميزة في المشهد الروائي المصري والعربي؛ فعلى مدار سنوات، عكست أعمالها تطورًا ونضجًا في الرؤى؛ وجرأة في إطلاق العنان لخيالها؛ ولطاقات التجريب الفني من حيث تعدد أساليب السرد والمزج بين الواقع والفانتازيا، وكذلك التنقل السلس بين التأريخ لحدث ما أو تتبع معلومة تستشرف المستقبل".
وأشارت صليحة؛ إلى أن رواية "الهامسون" لا تقتصر على هذه اللمسات، بل تلخص حكاية مصرية تتشابك خطوطها وتلتقي مساراتها مع حكايات وتاريخ صاحبات التاء المربوطة؛ من خلال معاناة تتعرض لها أربعة نساء؛ هن: هنية وعفاف ودميانة وكاميليا، واللاتي يظهرن على أماكن مختلفة في أجسادهن وشم ثم يختفي؛ كما أوضحت أن الكاتبة حرصت على إبراز الهوية الاجتماعية لشخصياتها، فبدا أن سطور "الهامسون" كأنها دراسة حالة تتطابق مع مفهوم عالم الاجتماع الأمريكي "تالكوت بارسونز" للثقافة وتحديدها في رموز تعمل على توجيه الفعل، والعناصر الذاتية والأنماط المؤسسية للأنظمة الاجتماعية.
وقالت صليحة: "إن الانتقال من حكاية إلى أخرى في "الهامسون" يكشف تدريجيًا واقعًا مليئًا بالحكايات الموشومة بالدم، وبوجع وآهات الروح؛ وهذه الحكايات لم نوثقها أو نؤرشفها، فظلت مجرد حكايات شفهية، واستمراريتها مرهونة ببقاء الرواية على قيد الحياة"؛ موضحة أن الكاتبة، في تنقلها بين شخصيات روايتها، وما ترويه من أحداث ببساطة ويسر، تقدم حياة المصريين بتفاصيلها الصغيرة وتربط بين الخاص والعام.
وأوضحت أن اختيار الكاتبة "المتوالية الزمنية" في بداية كل فصل مثل العصر والفجر والظهيرة، يخرج بالشخصيات من الحيز الزماني والمكاني الضيق المحدود، لتصبح الشخصيات والحدث والرواية ككل عابرة تعبر عن حكاية، وكأنها همسات متكررة تتردد في فضاء كون لا نهائي؛ وأشارت إلى أن الكاتبة اختارت كلمة "الهمس" ودلالتها وارتباطها بحالة البوح الكوني التي عاشتها عبر سطورها؛ فالهمس، بما يكتنفه من غموض وصدق مع النفس، يجمع بين حديث النفس والقدرة على التواصل مع عوالم غيبية، والشعور برؤى وأشخاص وأحداث لا علاقة لها بالواقع.
ومن جانبه، أشاد الناقد الدكتور حسام جايل؛ بطريقة السرد الروائي لدى الكاتبة، التي تبرز الهم الإنساني بلغة راقية وبروح طيبة؛ وأشار إلى أن الكاتبة في الرواية تسعى إلى استشراف المستقبل مع المزج بين الماضي والحاضر؛ وأشاد بلغة الرواية البسيطة، التي هي فصحى مطعمة بالعامية، وتحمل عبارات قريبة من القارئ، موضحة بإتقان في الحوار الذي يسير بشكل جيد؛ قال: "نجد في معظم الروايات الأخيرة صوت البطل العليم أو المتكلم، لكن هالة البدري أعادتنا إلى فكرة الحوار، وهو عبارة عن فصول متداخلة ومتسلسلة؛ معظم الأشياء التي توظفها هالة البدري في روايتها تحمل أحداثًا درامية".
وأضاف جايل: " إن الأحلام في الرواية نوع من الهمس، الذي يظهر على شكل وشم، حيث يركز على الحلم واستدعاء الماضي"؛ كما استعرض بعضًا من فصول الرواية، والدلالات الرمزية فيها، وحرص الكاتبة على تقسيم الفصول حسب الوقت، حيث استخدمت توثيقًا صامتًا لأحداث تاريخية، وذكرت كيف تحولت الشخصيات إلى توثيق الذاكرة عبر التاريخ؛ وكيف تؤثر الأنظمة السياسية على الأفراد".
وفي ختام الندوة، قامت الكاتبة هالة البدري؛ بقراءة جزء من روايتها، وتحدثت عن فكرة الرواية وعن عناوينها؛ كما استعرضت بعضًا من فصول الرواية وشخصياتها، والظروف التي كتبت فيها، وبينت سبب استخدام الرموز والدلالات والوشم، بالإضافة إلى تسلسل الأحداث وتتابعها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض الكتاب هالة البدری أن الکاتبة إلى أن
إقرأ أيضاً:
هالة فاخر... رحلة فنية استثنائية من الطفولة إلى النضج وقرارات تثير الجدل
تُعد الفنانة هالة فاخر واحدة من أبرز نجمات الشاشة المصرية والعربية، ورمزًا من رموز التمثيل التي نجحت في التدرج بثبات من أدوار الطفولة إلى النجومية والبطولات المركبة، لم تقتصر مسيرتها على التمثيل فحسب، بل امتدت لتشمل تقديم البرامج، واتخاذ قرارات شخصية شكلت محطات مهمة في حياتها، مثل ارتداء الحجاب ومواقفها الصريحة حول الزواج.
وبين الفن والحياة، تبقى هالة فاخر نموذجًا للمرأة القوية والفنانة المبدعة التي لا تنكسر أمام المتغيرات.
نشأتها في بيت الفن
ولدت هالة فاخر في 8 يونيو، وسط أجواء فنية خالصة، فهي ابنة الفنان الكبير فاخر فاخر، أحد أعمدة السينما المصرية في زمنها الذهبي، نشأت في مدينة الإسكندرية وتعلمت في مدارس أجنبية حتى حصلت على ليسانس الآداب، لتجد نفسها منجذبة إلى الفن منذ الطفولة.
بدايتها الفنية المبكرة
لم يكن دخولها إلى عالم التمثيل وليد الصدفة، إذ بدأت وهي في سن الحادية عشرة فقط، من خلال فيلم "لن أبكي أبدًا" للمخرج حسن الإمام، الذي فتح لها أبواب الفن على مصراعيها، ومنذ تلك اللحظة، شاركت في أعمال فنية رسخت وجودها كممثلة واعدة، لتصبح لاحقًا واحدة من أيقونات التمثيل في مصر والعالم العربي.
رصيد ضخم من الأعمال
تجاوزت هالة فاخر حاجز الـ300 عمل فني، ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، شاركت في أفلام خالدة مثل الخرساء، مراتي مدير عام، قصر الشوق، عفريت مراتي، أغنية على الممر، بدور، امرأة على الهامش أما على الشاشة الصغيرة، فأبرز أدوارها كانت في مسلسلات مثل شرف فتح الباب، الرحلة، نقطة ضعف، موجة حارة.
ولا ينسى جمهور الأطفال صوتها المحبوب في شخصية "طمطم" من مسلسل العرائس الشهير بوجي وطمطم، الذي رافق أجيالًا كاملة خلال شهر رمضان.
محطات من حياتها الشخصية
مرت هالة فاخر بتجربتي زواج، الأولى من رجل الأعمال أيمن صدقي، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، والثانية من معتز الله محمد السعيد، واستمرت لعدة سنوات قبل الانفصال ورغم النجاحات الفنية، لم تكن حياتها الشخصية دائمًا هادئة، لكنها حرصت على الحفاظ على خصوصيتها بعيدًا عن الإعلام، مكتفية بالحديث عن أبنائها وأحفادها الذين يمثلون جزءًا مهمًا من حياتها.
حجاب هالة فاخر الذي أثار الجدل
أثارت هالة فاخر جدلًا كبيرًا عندما ارتدت الحجاب عام 2010 بعد عودتها من الحج، ثم ظهرت في بعض الأعمال مرتدية باروكة فوقه، وهو ما قوبل بانتقادات. ورغم هذا، تمسكت بقرارها، مؤكدة أن الحجاب نابع من قناعتها الشخصية وليس رغبة في إرضاء المجتمع.
وفي مراحل لاحقة، ظهرت بالحجاب الكامل في بعض اللقاءات، مشيرة إلى أن الإيمان الحقيقي لا يتعارض مع الفن، بل يضيف له بعدًا أعمق.
تجربة هالة فاخر في تقديم البرامج
لم تقتصر إطلالات هالة فاخر على التمثيل، بل خاضت تجربة تقديم البرامج، وأبرزها ظهورها في برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي، حيث كشفت عن تفاصيل إنسانية من حياتها، وعلّقت على الكثير من القضايا الاجتماعية والفنية، ما أكد حضورها الإعلامي القوي وشخصيتها الواثقة.
أحدث ظهور وأعمالها الأخيرة
لا تزال هالة فاخر حاضرة بقوة على الساحة الفنية، من أحدث أعمالها مشاركتها في مسلسل "سكر زيادة" إلى جانب نادية الجندي ونبيلة عبيد، حيث قدمت دورًا كوميديًا مميزًا.
كما شاركت في "نجيب زاهي زركش" مع يحيى الفخراني، و"أحسن أب"، مؤكدة أن العمر لا يقف حائلًا أمام الشغف والإبداع، وتستعد حاليًا للظهور في مسلسل "ضل حيطة" المنتظر عرضه في الموسم القادم.
فنانة بحجم تجربة
هالة فاخر ليست مجرد ممثلة، بل حالة فنية وإنسانية متكاملة، استطاعت أن تبقى على الساحة لأكثر من خمسة عقود، دون أن تفقد بريقها أو تتنازل عن مبادئها، حيث قراراتها الجريئة، وعفويتها في الحوار، وصدقها في الأداء، جعلوها قريبة من الجمهور، ومحبوبة في كل بيت.