بقلم: دانيال حنفى
القاهرة (زمان التركية)_خرج الأسد من السلطة هاربا مكروها مطرودا غير مأسوف عليه بالطبع بعد كل هذه العقود الطويلة من التخلف ومن القهر والتسلط والتخريب والتهريب والقتل والاذلال. ولكن الهارب لم يهرب فقط ، وانما ترك خلفه فلول النظام المسلحة بالعتاد ومخدر ” الكبتاجون ” ومصانعه.
وهذه الفلول لا مأوى لها خارج سوريا – على ما يبدو – لولذا، فهى تهاجهم الادارة السورية وتسقط منها قتلى وجرحى كل فينة وفينة، لكى تبقى الفلول على قيد الحياة.
فر الأسد أو هرب الى حيث هرب، وجاءت ادارة جديدة ولكن السلاح ما زال منتشرا – فى أيد كثيرة وفى أيدى فصائل عدة – وليست الأمور فى يد واحدة وفقا للعديد من التقارير السورية المعلنة. ومن الفصائل المسلحة أو الجماعة المسلحة الطليقة من يعرفون باسم فلول الأسد وفلول النظام المخلوع. فما هو حجم هذه المجموعة وما هو حجم تسليحها وما هى إمكاناتها وما مصادر تمويلها ؟ هل ما زالت تجارة الكبتاجون دائرة بحيث تمول هذه المجموعة من الفلول أم أن ما يظهر من الكبتاجون هو جزء من إنتاج قديم؟
لقد كانت تجارة المخدرات فى ظل نظام الأسد قد وصلت إلى حد غير مسبوق ربما من قبل، إذ وصلت تجارة المخدرات السورية المنظمة الى حوالى ستة مليار دولار سنويا أو أكثر وفقا للتقديرات الرسمية المعلنة بمعرفة الأردن مثلا. فقد اكتوت عدة دول بتجارة المخدرات السورية التى تخطت التجارة الى الاستثمار الكبير. وقد نمت صناعة التغليف والتعبئة – على ما يبدو – مع تجارة المخدرات ومع الاستثمار الكبير فى المخدرات فى سوريا سابقا، كصناعة تكميلية هامة فى عملية التهريب والتحايل على نظم الرقابة فى الدول الأخرى المجاورة وغير المجاورة. ومما قد يشير الى توظيف صناعة تعبئة جيدة الضبطيات الأخيرة التى أعلنت عنها السلطات السورية والتى توضح كيف توظف حلوى الأطفال ولعب الأطفال والأثاث المنزلى والبسكويت – على سبيل المثال – فى التهربب المتقن الشكل والتشطيب لكمية من الحبوب وصلت إلى سبعة ملايين قرصا فى الشحنة الواحدة. سبعة ملايين قرصا مخدرا ربما تكفى لتدمير بعض المدن بكاملها فى رسالة تجارية واحدة، الأمر الذى يصور حجم المخاطر عظيمة الضرر التى تلعبها صناعة التعبئة الجيدة عندما تستغل فى خداع نظم الأمن والجمارك والناس.
ان وصول تجارة المخدرات إلى هذا الحجم الهائل من القوة والتنظيم والدقة قد يضعها فى مصاف الأسلحة الفتاكة الداعمة للجريمة ولانتشار العصابات والمدمرة للاقتصاد وللأسرة وللأهداف الوطنية النبيلة فى الدول المستقبلة لهذه السموم. كما يضع هذا الحجم الهائل لانتاج وتجارة المخدرات فى سوريا مستقبل سوريا فى أرجوحة خطيرة. ولذ، يجب القضاء على سلاح ” الكبتاجون ” فى سوريا الشقيقة بروية وبدقة وبأيد وطنية نظيفة، حتى ترى سوريا النور مجدد، وحتى تظل الحدود آمنة لا تسمح الا بمرور ما ينفع البلاد من التجارة ومن المودة ومن الأشقا. Tags: الاسدالكبتاجونسوريا
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الاسد الكبتاجون سوريا تجارة المخدرات
إقرأ أيضاً:
السلطات السورية تعلن ضبط مستودعات أسلحة وشحنات مخدرات بالقرداحة
أعلنت قوات الأمن العام، أمس الاثنين، عن ضبط مستودع للأسلحة والذخائر في مدينة القرداحة بريف اللاذقية، وذلك بعد معلومات أدلت بها خلية مرتبطة بالنظام المخلوع تم القبض عليها في وقت سابق.
وقال مصدر أمني للجزيرة إن القوات السورية تسعى إلى حصر السلاح بيد الدولة، ومنع استخدامه من قبل الجهات غير الشرعية.
وأوضح المصدر أن إدارة الأمن العام نفّذت "عملية دقيقة" أسفرت عن ضبط كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وعدد من قذائف الهاون في القرداحة، معقل عائلة الأسد.
تهريب المخدراتكما أعلنت إدارة مكافحة المخدرات القبض على شخصين متورطين في تهريب شحنة من مادة الهيروين قُدّرت كميتها بألفي غرام، قادمة من الأراضي اللبنانية إلى الداخل السوري.
وتعتبر مادة الهيروين من أخطر المواد المخدرة التي يتم تداولها في السوق السوداء.
كما أعلنت وزارة الداخلية السورية عن تنفيذ واحدة من أكبر عمليات مكافحة المخدرات في البلاد، بعد أن تمكنت، بالتعاون بين مديرية أمن اللاذقية وإدارة مكافحة المخدرات، من ضبط 4 ملايين حبة "كبتاغون" مخدرة، كانت مخبأة بإحكام داخل آلات صناعية مخصّصة لصناعة الطحينة، تمهيدا لتهريبها إلى خارج البلاد.
وقال مدير إدارة مكافحة المخدرات، خالد عيد، إن العملية استندت إلى معلومات دقيقة من مصادر استخبارية، وتمت مداهمة الموقع بالتعاون مع وحدات الـ"كيه 9″ المتخصصة في كشف المخدرات.
إعلانوجرى إلقاء القبض على المتورطين في العملية ومصادرة المعدات التي كانت تحتوي على الشحنة حسب المصادر.
وزارة الداخلية: تمكنت إدارة مكافحة المخدرات من إلقاء القبض على كل من "م.أ" و"خ.خ"، المتورطَين في تهريب شحنة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي اللبنانية باتجاه الداخل السوري وقد ضُبط بحوزتهما 2000 غرام من مادة الهيروين، وهي من المواد المخدرة شديدة الخطورة#سانا pic.twitter.com/N2lzjUvkGT
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) May 19, 2025