برنامج الأغذية العالمي يحذر من عرقلة الجهود الإنسانية في السودان فيما يحاول توسيع عملياته
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
حذر برنامج الأغذية العالمي من أن تصاعد القتال والعرقلة التعسفية للقوافل الإنسانية يعيقان حركة المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، فيما تحاول الوكالة الأممية توسيع مساعداتها لملايين الأشخاص في جميع أنحاء السودان.
وفي بيان صدر اليوم الخميس، قال البرنامج إنه يهدف إلى مضاعفة عدد الأشخاص الذين يدعمهم في البلاد بمقدار 3 مرات ليصل إلى سبعة ملايين شخص، مضيفا أن أولويته القصوى هي تقديم المساعدة المنقذة للحياة للمواقع "التي تواجه المجاعة أو تتأرجح على شفاها".
ومنذ إطلاق موجة واسعة النطاق من المساعدات الغذائية في أواخر عام 2024، تمكن البرنامج من الوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، بما في ذلك مخيم زمزم في شمال دارفور وجنوب الخرطوم وجبيش في غرب كردفان.
كما وصل البرنامج هذا الشهر إلى ود مدني في ولاية الجزيرة بعد أن أصبحت المدينة آمنة بما يكفي لدخول الشاحنات. وقد تلقى أكثر من 2.5 مليون شخص شهريا مساعدات غذائية وتغذوية في الربع الأخير من عام 2024، بما في ذلك العديد منهم لأول مرة منذ بدء الصراع.
وفي هذا السياق، قال مدير مكتب السودان بالإنابة أليكس ماريانيلي: "حققنا اختراقات كبيرة في توصيل المساعدات إلى المناطق التي صعب الوصول إليها في الأشهر الثلاثة الماضية، لكن لا يمكن أن تكون هذه أحداثا لمرة واحدة. نحن بحاجة ماسة إلى الحصول على تدفق مستمر من المساعدات للأسر في أكثر المناطق تضررا، والتي كانت أيضا الأكثر صعوبة في الوصول إليها".
وأشار البرنامج إلى أن قافلة مكونة من 40 شاحنة تقريبا متجهة إلى مناطق تعاني بالفعل أو معرضة لخطر المجاعة في دارفور استغرقت وقتا أطول بثلاث مرات للوصول إلى وجهتها بسبب تدخلات قوات الدعم السريع - التي احتجزت القافلة لأسابيع مرتين ووضعت متطلبات الحصول على الموافقات والتفتيشات الجديدة ومطالب إضافية.
كما أن أزمة السيولة في السودان أثرت على توزيعات البرنامج النقدية والعينية لأكثر من أربعة ملايين شخص، حيث تأخرت لأكثر من شهر بسبب نقص الأوراق النقدية الكافية لدفع أجور الحمالين لتحميل الشاحنات. وقد أدت الجهود الأخيرة التي بذلها البنك المركزي السوداني ووزارة المالية لتخفيف الأزمة وزيادة توافر النقد إلى استئناف عمليات البرنامج تدريجيا.
ودعا برنامج الأغذية العالمي جميع الأطراف على الأرض في السودان إلى إزالة جميع الحواجز والعقبات غير الضرورية التي تمنع الاستجابة الإنسانية الكاملة لأزمة الجوع المتزايدة في السودان. وشدد على ضرورة احترام حياد واستقلال العاملين في مجال الإغاثة والعمل الإنساني، وضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها والتي ضربتها المجاعة.
جدير بالذكر أن السودان يواجه وضعا إنسانيا كارثيا حيث يواجه حوالي 24.6 مليون شخص - ما يقرب من نصف سكان البلاد - انعدام الأمن الغذائي الحاد. وهناك 27 منطقة في مختلف أنحاء السودان تعاني من المجاعة أو معرضة لخطر المجاعة، في حين يعاني أكثر من ثلث الأطفال في المناطق الأكثر تضررا من سوء التغذية الحاد، وهو ما يفوق بكثير عتبة إعلان المجاعة.
الأمم المتحدة:
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الوصول إلیها فی السودان
إقرأ أيضاً:
مستشفى العودة تعجّ بالقتلى والجرحى.. مشاهد مأساوية من قلب الكارثة الإنسانية في غزة
ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة مروعة جديدة جنوب قطاع غزة، بعدما فتحت نيرانها على حشود من المدنيين الفلسطينيين أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات إنسانية شمالي مدينة رفح، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 20 مواطناً وإصابة العشرات بجراح، بعضها في حالة حرجة.
ووقعت المجزرة قرب أحد مراكز توزيع المساعدات شمال غرب رفح، حيث تجمع المواطنون تحت حر الشمس وعلى وقع الجوع والحصار، أملاً في الحصول على لقمة تسد الرمق. بدلاً من المساعدة، وجدوا أنفسهم تحت وابل من الرصاص.
ضحايا الجوع والنار
المصادر الطبية في القطاع أعلنت أن حصيلة القتلى بنيران القوات الإسرائيلية منذ فجر اليوم تجاوزت 70 قتيلاً، من بينهم 50 مواطناً استهدفوا بينما كانوا ينتظرون المساعدات الغذائية. وأشارت إحصائيات صادمة إلى أن عدد الشهداء من طالبي المساعدات فقط اقترب من 500 منذ بدء العمل بمراكز التوزيع أواخر مايو، فيما تجاوز عدد الجرحى 3,500، ما يعكس فداحة الوضع الإنساني المتدهور في القطاع المحاصر.
وفي وقت لاحق، أعلنت مصادر طبية في مستشفى “العودة” في النصيرات، وسط القطاع، أن المستشفى استقبل وحده 19 قتيلا من أصل 22 سقطوا في قصف مماثل وقع على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة، لافتة إلى عجز الكوادر الطبية عن استيعاب الأعداد الكبيرة من الضحايا في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات.
كارثة فوق الكارثة
تشير التقارير الحقوقية إلى أن قطاع غزة يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث يتفاقم الوضع بفعل استمرار القصف الإسرائيلي، والحصار المشدد الذي يمنع إدخال الإمدادات الغذائية والطبية منذ أكثر من ثلاثة أشهر. ووصفت وكالة الأونروا ما يجري في محيط مراكز توزيع المساعدات بأنه “جريمة مركبة”، مؤكدة أن ما يحدث يرقى إلى مرحلة ما بعد الكارثة الإنسانية.
حصيلة ثقيلة ونداءات عاجلة
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن “عدد الشهداء الإجمالي منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر تجاوز 55,998 شهيداً، فيما فاق عدد المصابين 131,559، مع وجود آلاف العالقين تحت الأنقاض في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب شدة القصف وانهيار البنية التحتية”.
في المقابل، أكدت حركة “حماس” أن أكثر “من 454 شهيداً سقطوا نتيجة استهداف نقاط المساعدات منذ تطبيق “آلية التوزيع” الإسرائيلية الأمريكية، في وقت تتوالى فيه النداءات الدولية لوقف المجازر وتوفير ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية”.
صمت العالم.. والكارثة تتسع
وسط هذا التصعيد الدموي، يخيّم صمت دولي مثير للقلق، فيما تتعالى صرخات الاستغاثة من سكان غزة المحاصرين، ومنظمات الإغاثة والطواقم الطبية، مطالبة بتحرك عاجل من المجتمع الدولي لإنقاذ من تبقّى على قيد الحياة، ووضع حد للعدوان المستمر.
مع استمرار استهداف نقاط المساعدات، لم يعد الجوع وحده يهدد أرواح الغزيين، بل بات طريق المساعدات ذاته مسرحاً للقتل الجماعي، في مشهد يختصر مأساة شعب محاصر بالموت من كل الجهات.
الجيش الإسرائيلي يشن حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في المزرعة الغربية ومناطق الضفة الغربية
شن الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء حملة اعتقالات واسعة ومداهمات شملت عدة مناطق في الضفة الغربية، تركزت بشكل خاص على بلدة المزرعة الغربية شمال غرب رام الله، إلى جانب قرى أبو شخيدم وبرقا في محافظة رام الله والبيرة وقرية حوسان غرب بيت لحم.
وأفادت مصادر أمنية بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت المزرعة الغربية وقامت بتخريب ممتلكات المواطنين، واعتقلت خلالها 12 شخصًا على الأقل خلال عمليات المداهمة العنيفة التي شملت منازل عدة، كما نفذت القوات مداهمات مماثلة في قرية أبو شخيدم حيث اعتقلت 3 أشخاص بعد تفتيش منازلهم والعبث بمحتوياتها.
وفي قرية برقا شرق رام الله، اعتقلت القوات شابًا بعد مداهمة منزل عائلته، في حين اقتحمت قوات الاحتلال أيضًا بلدة حوسان غرب بيت لحم وداهمت عدداً من المنازل واحتجزت 12 مواطناً وحققت معهم ميدانيا قبل اعتقالهم.
كما اقتحمت القوات بلدة بيت فجار جنوبًا، إلا أنه لم تُسجل حتى الآن اعتقالات أو دهم منازل فيها.
وتأتي هذه الحملة في إطار العمليات الأمنية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، والتي تتسبب في تصاعد التوترات واستمرار حالة عدم الاستقرار في المناطق الفلسطينية.