وسط الدمار الذي تخلفه حرائق إيستون وباليساديس في لوس أنجلوس، والتي أودت بحياة العديد من الأشخاص ودمرت مئات المنازل، يطرح العلماء تساؤلات حول الأسباب التي جعلت شهر يناير هذا العام كارثيًا إلى هذا الحد.

وفقًا لتحليل صادر عن World Weather Attribution (WWA)، وهي مبادرة بحثية دولية، فإن تغير المناخ لعب دورًا رئيسيًا في تهيئة الظروف المواتية لاشتعال وانتشار هذه الحرائق.

 

وأكد التقرير أن "ثمانية من بين 11 نموذجًا مناخيًا تمت دراستها أظهرت زيادة في مؤشر طقس الحرائق خلال شهر يناير، مما يعزز الثقة في أن تغير المناخ هو المحرك الرئيسي لهذا الاتجاه".

ارتفاع الحرارة يزيد المخاطر
تشير البيانات إلى أن كوكب الأرض بات أكثر سخونة بمقدار 1.3 درجة مئوية مقارنة بما كان عليه قبل العصر الصناعي. ووفقًا لـ WWA، فإن هذا الارتفاع جعل الظروف الجوية المتطرفة أكثر احتمالًا بنسبة 35% في منطقة لوس أنجلوس. وإذا استمر الاحترار العالمي ليصل إلى 2.6 درجة مئوية، وهو الحد الأدنى المتوقع بحلول عام 2100 وفقًا للسياسات الحالية، فإن احتمالية حدوث هذه الظروف ستزيد بنسبة 35% أخرى.

ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن العلاقة بين ارتفاع الحرارة وتزايد الكوارث ليست خطية، إذ تلعب عوامل أخرى دورًا في تفاقم الأزمة. فعلى سبيل المثال، تعاني لوس أنجلوس من جفاف طويل الأمد، حيث لم تسجل المنطقة أي أمطار كبيرة منذ مايو 2024، وهو سيناريو أصبح أكثر احتمالًا بنسبة 2.4 مرة بسبب تغير المناخ. كما ساهمت رياح سانتا آنا في تأجيج الحرائق ونشرها بسرعة، مما صعّب عمليات السيطرة عليها، وهو عامل لا تنعكس تأثيراته دائمًا بدقة في نماذج المناخ.

تحليل سريع لتقييم الأثر المناخي
تواصل World Weather Attribution تحليل الأحداث المناخية المتطرفة بهدف تقديم تقييم سريع لتأثير التغير المناخي في الكوارث الطبيعية. ويهدف الفريق البحثي إلى نشر نتائج دراساته بسرعة، لضمان أن تكون القرارات المتعلقة بإعادة البناء والاستجابة للكوارث مستندة إلى بيانات علمية موثوقة، بينما لا تزال آثار الكارثة ماثلة في أذهان الجمهور وصناع القرار.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تغیر المناخ لوس أنجلوس

إقرأ أيضاً:

ارتفاع حصيلة ضحايا الحرائق في تركيا

توفي عامل غابات أصيب في حريق بمحافظة إزمير في غرب تركيا متأثرا بجروحه، ما يرفع حصيلة الوفيات إلى 3، في حين أكد وزير الزراعة السيطرة على الحرائق. 

ونجت تركيا من موجات الحر الأخيرة التي ضربت بقية جنوب أوروبا، لكن عناصر الإطفاء كافحوا أكثر من 600 حريق غذتها رياح عاتية خلال الأسبوع الماضي في الدولة التي تعاني جفافا. 

وأودى الحريق في منطقة أوديميس، على بعد حوالي 100 كيلومتر شرق مدينة إزمير السياحية الخميس، بحياة رجل طريح الفراش يبلغ 81 عاما وعامل غابات يبلغ 39 عاما. 

وقال وزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماكلي على منصة "إكس" إن عاملا آخر "أصيب أثناء مكافحة الحريق في أوديميس وكان يتلقى العلاج في المستشفى، قد توفي". 

وأضاف أنه تمت السيطرة على حريق أوديميس بحلول مساء الجمعة إلى جانب 6 حرائق غابات أخرى، معظمها في غرب ووسط تركيا، رغم أن رجال الإطفاء ما زالوا يحاولون السيطرة على حريق في منطقة دورتيول الساحلية الجنوبية في محافظة هاتاي.

دمار عنيف

وفي مقطع فيديو على منصة "إكس" قال رئيس بلدية أوديميس مصطفى توران إن الحريق دمر حوالى 5 آلاف هكتار من الأراضي. 

وتابع "وصل الحريق بعنف إلى هذه المنطقة، ولم يتبق شيء ليحترق. تحول حوالي 5 آلاف هكتار إلى رماد". 

والاثنين الماضي، أجلى رجال الإنقاذ أكثر من 50 ألف شخص جراء سلسلة حرائق.

ووفقا للأرقام المنشورة على موقع النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات اندلع 96 حريق غابات في تركيا حتى الآن هذا العام، دمرت أكثر من 49 ألفا و652 هكتارا من الأراضي. 

ويقول الخبراء إن تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية يتسبب في حرائق غابات وكوارث طبيعية أخرى أكثر تواترا وكثافة، وحثوا تركيا على اتخاذ تدابير لمعالجة هذه المشكلة.

مقالات مشابهة

  • اتساع حرائق الغابات في الساحل السوري
  • فرق إطفاء أردنية تدعم جهود مكافحة حرائق الغابات في غرب سوريا
  • مع توسع حرائق اللاذقية.. دعوة إلى إعلان حالة الطوارئ البيئية
  • عوامل تعيق السيطرة على حرائق اللاذقية وسط تحذيرات
  • ارتفاع حصيلة ضحايا الحرائق في تركيا
  • تصاعد مقلق بنسبة الوفيات المرتبطة بموجات الحرّ داخل دول الاتحاد الأوروبي
  • تغير المناخ يضاعف موجات الحر.. كيف تتأثر أفريقيا؟
  • إخلاءات جماعية بعد اجتياح حرائق الغابات لمنطقة سياحية شهيرة في اليونان
  • إنتاج المانجو في الكفرة يتراجع بنسبة 70% بسبب المناخ وغياب الدعم
  • الذهب يواصل الصعود ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية مع تصاعد المخاوف المالية