دعاء أول جمعة من شهر شعبان.. نفحات إيمانية واقتراب من رمضان
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
يحرص المسلمون في مختلف أنحاء العالم على اغتنام فضل يوم الجمعة، خاصة عندما تتزامن مع أيام شهر شعبان، لما تحمله من نفحات إيمانية وأجواء روحانية تمهّد لاستقبال شهر رمضان المبارك.
ومع حلول أول جمعة من شعبان 2024، يكثر البحث عن الأدعية المستحبة في هذا اليوم المبارك، أملاً في التقرب إلى الله، ونيل البركة والمغفرة.
يعد شهر شعبان من الأشهر المباركة التي أوصى النبي محمد ﷺ بالإكثار من الطاعات فيها، حيث ثبت عنه أنه كان يكثر من الصيام والدعاء خلاله. وجاء في الحديث الذي رواه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، أن النبي ﷺ كان إذا رأى هلال شعبان قال: «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ» (رواه الترمذي). وهذا يدل على فضل هذا الشهر وضرورة الاستعداد فيه لشهر رمضان بالدعاء والعمل الصالح.
أدعية مستحبة في أول جمعة من شعبانوبحسب الشيخ عبد الحميد الأطرش رحمه الله ، الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، فإن الدعاء في أول جمعة من شعبان مستحب، ويمكن للمسلم أن يتوجه إلى الله بأدعية متنوعة، منها:
اللهم إنّي أتقرب إليك بذكرك وأستشفع بك إلى نفسك وأسألك بجودك أن تدنيني من قربك، وأن توزعني شكرك، وأن تلهمني ذكرك، اللهم إنّي أسألك سؤالا خاضعا متذللا خاشعا، أن تسامحني وترحمني وتجعلني بقسمك راضيا قانعا وفي جميع الأحوال متواضعا، اللهم وأسألك سؤال من اشتدت فاقته، وأنزل بك عند الشدائد حاجته، وعظّم فيما عندك رغبته.
اللهم ارحم من رأس ماله الرجاء وسلاحه البكاء، يا سابغ النعم، يا دافع النقم، يا نور المستوحشين في الظلم، يا عالما لا يعلم، وصلّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله.
اللهم بارك لنا في شعبان، وبلغنا رمضان من غير أن نرى دمعة حبيب، ولا فِراق غالٍ، ولا استمرار مرض لقريب، اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، ونحن في أحسن حال، وأعنّا على صيامه وقيامه يا رب العالمين.
اللهم أتوسل إليك باسمك الواحد، والفرد الصمد، وباسمك العظيم، فرّج عني ما أمسيت فيه وأصبحت فيه، أجرني، أجرني، أجرني، يا الله.
يُعتبر شهر شعبان بمثابة جسر يربط بين رجب ورمضان، حيث يتجه فيه المسلمون إلى الإكثار من العبادات والاستغفار والتوبة، استعدادًا لشهر المغفرة والرحمة.
وقد ورد عن النبي ﷺ أنه كان يُكثر من الصيام في هذا الشهر، وعندما سئل عن ذلك، قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم» (رواه النسائي).
ومع حلول أول جمعة من شعبان، يتجدد الأمل لدى المسلمين في نيل رضا الله، وتطهير القلوب، والاستعداد الروحي لاستقبال رمضان بروح صافية ونفس مطمئنة. لذا، فإن الدعاء والعمل الصالح في هذا اليوم المبارك فرصة عظيمة لا ينبغي تفويتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فضل شهر شعبان دعاء أول جمعة من شهر شعبان المزيد أول جمعة من شعبان شهر شعبان
إقرأ أيضاً:
هذا ما كان يفعله النبي في الحر الشديد.. تعرف عليه
تشهد مصر هذه الأيام ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة؛ ويجب على المسلم في البرد والحر الشديدين أن يدعو الله ويتقرب منه، ويكثر من دعاء الحر الشديد ومن عذاب نار جهنم .
ونوضح ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم وصحابه الكرام في الأيام شديدة الحرارة وما كانوا يفعلونه رضوان الله عليهم، فكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الحرارة أن يؤخر صلاة الظهر حتى تمضي ذروة الحرارة، فيقول صلى الله عليه وسلم: "إذا اشتد الحر فأبرِدوا بالصلاة؛ فَشِدّة الحر من فيح جهنم"، متفق عليه.
وروى مسلم عن خبّاب قال: "شكَوْنا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حرَّ الرَّمْضاء في جباهِنا وأكفِّنا، فلم يُشْكِنا"؛ أي: لم يزل شكوانا. وعن أبي هريرة أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضًا، فأذن لها بنفسَين- نفسٍ في الشتاء، ونفسٍ في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير". رواه البخاري ومسلم.
ومن السنة أن يتعظ المسلم في الحر الشديد من نار جهنم ويتذكر التهديد والوعيد بها، وأن يدعو الله عز وجل أن يجره من عذاب جهنم فيقول: اللهم أجرني من زمهرير جهنم، ففي رواية البيهقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان يومٌ حار ألقى الله تعالى سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله، ما أشد حر هذا اليوم، اللهم أجرني من حر جهنم، قال الله- عز وجل- لجهنم: إن عبدًا من عبادي استجارني منك، وإني أشهدك أني قد أجرته، وإذا كان يومٌ شديد البرد ألقى الله تعالى سمعه وبصره إلى أهل السماء والأرض، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله، ما أشد برد هذا اليوم، اللهم أجرني من زمهرير جهنم، قال الله- عز وجل- لجهنم: إن عبدًا من عبادي استجارني من زمهريرك، وإني أشهدك أني قد أجرته. فقالوا: وما زمهرير جهنم؟ قال: بيتٌ يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة بردها بعضه من بعضٍ" رواه البيهقي.
عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كانَ يومٌ حارٌّ ألقى اللهُ تعالى سمعَه وبصرَه إلى أهلِ السماءِ وأهل الأرضِ فإذا قال العبدُ فقالَ الرَّجلُ لا إلَه إلَّا اللَّهُ ما أشدَّ حرَّ هذا اليومِ اللَّهمَّ أجرني من حرِّ جَهنَّمَ، قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لجَهنَّمَ إنَّ عبدًا من عبادي استجارني منك وإنِّي اشهدِك أنِّي قد أجرتُه، فإذا كانَ يومٌ شديدُ البردِ ألقى الله تعالى سمعَه وبصرَه إلى أهلِ السماء والأرض، فإذا قالَ العبدُ لا إلَه إلَّا اللَّهُ ما أشدَّ بردَ هذا اليومِ اللَّهمَّ أجرني من زمهريرِ جَهنَّمَ، قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لجَهنَّم، إنَّ عبدًا من عبادي استجارني من زمهريرِك وإنِّي أشهدُك أنِّي قد أجرتُه، فقالوا وما زمهريرُ جَهنَّمَ، قالَ بيتٌ يلقى فيهِ الكافرُ فيتميَّزُ من شدَّةِ بردِها بعضُه من بعضٍ".
فضل الصوم في شدة الحرالصوم من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالي، فمن صام لله يوما واحدا إيمانا واحتسابا باعده الله عن النار سبعين سنة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» أخرجه البخاري.
فضل الصوم فى الحر الشديدفأجر الصيام عظيم، ولكنه في شدة الحر يكون أعظم أجرًا، منوهًا بأنالتكليف كلما كان فيه مشقة كلما عظمت الأجور التي يحصلها الإنسان منه، والقاعدة الفقهية تقول «ما كان أكثر فعلًا، كان أكثر فضلًا، وعليه فإن الصيام في الأيام التي يشق فيها الصيام والإنسان يجاهد نفسه فيصوم ويتمم الصوم، يكون الأجر فيها أكبر من الأيام التي يكون فيها النهار أقصر أو تكون المشقة المرتبطة فيها بالصيام أقل».
وإذا كان في الصيام مشقة لطول اليوم وشدة حر فإن ثوابه يكون أعظم؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: «إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ» رواه الدارقطني.
وورد عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "خَرَجْنَا غَازِينَ فِي الْبَحْرِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ وَالرِّيحُ لَنَا طَيِّبَةٌ وَالشِّرَاعُ لَنَا مَرْفُوعٌ، فَسَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَهْلَ السَّفِينَةِ، قِفُوا أُخْبِرْكُمْ، حَتَّى وَالَى بَيْنَ سَبْعَةِ أَصْوَاتٍ، قَالَ أَبُو مُوسَى: فَقُمْتُ عَلَى صَدْرِ السَّفِينَةِ فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ أَوَمَا تَرَى أَيْنَ نَحْنُ؟ وَهَلْ نَسْتَطِيعُ وُقُوفًا؟ قَالَ: فَأَجَابَنِي الصَّوْتُ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى أَخْبِرْنَا، قَالَ: فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مَنْ عَطَّشَ نَفْسَهُ للهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي يَوْمٍ حَارٍّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَرْوِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَكَانَ أَبُو مُوسَى يَتَوَخَّى ذَلِكَ الْيَوْمَ الْحَارَّ الشَّدِيدَ الْحَرِّ الَّذِي يَكَادُ يَنْسَلِخُ فِيهِ الْإِنْسَانُ فَيَصُومُهُ" أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" واللفظ له.